عاشت حياة مليئة بالعوائق والتحديات، لكنها لم تلن ولم ترفع رايات الإستسلام قط، وإستطاعت أن تسطر إسمها بحروف من نور بين عظيمات النساء، ليتعلم منها الجميع الصبر والمثابرة والجلد والجهد الدءوب والبذل والعطاء بلا حدود.. إنها السيدة الفاضلة فاطمة العاقل، أم الكفيفات، وواحدة من أهم رائدات العمل الخيري باليمن.
ولدت فاطمة العاقل في اليمن في بداية الستينيات من القرن الماضي، جاءت إلى الدنيا وهي مصابة بالمياه الزرقاء، ذلك المرض الذي يؤدي إلى تلاشي النظر تدريجيا مع مرور الزمن.
رحلت عن اليمن مع بعض أفراد عائلتها إلى مصر لتبدأ حياتها الدراسية بإحدى مدارس القاهرة الإبتدائية، ومع مرور الوقت أخذ نظرها يضعف بشكل تدريجي، حتى أنها في الصف السادس الابتدائي كانت والدتها تطلب من إخوتها أن يعيدوا الكتابة فوق الكلمات بكتبها لتكون بارزة، ليساعدها ذلك على أن تراها، وكان أخوتها يساعدونها في دراستها من خلال إملاء الكلمات عليها، ويسطرون لها الدفاتر لتكتب عليها بطريقة أفضل وأيسر.