باب العرش

الرحمن على العرش استوى

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَيْنَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ؟ فَيُؤْتَى بِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ فَيُقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: قِفْ عَلَى [ص:108] بَابِ الْجَنَّةِ، فَأَدْخِلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَارْدَعْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَيُقَالُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: قِفْ عِنْدَ الْمِيزَانِ فَثَقِّلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَخَفِّفْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَيُكْسَى عُثْمَانُ حُلَّتَيْنِ فَيُقَالُ لَهُ: الْبَسْهُمَا فَإِنِّي خَلَقْتُهُمَا وَادَّخَرْتُهُمَا حِينَ أَنْشَأْتُ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَيُعْطَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَصَا عَوْسَجٍ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي غَرَسَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: ذُدِ النَّاسَ عَنِ الْحَوْضِ "، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَقَدْ سَاوَى اللَّهُ بَيْنَهُمْ فِي الْفَضْلِ وَالْكَرَامَةِ

 

عَنِ الْعَبَّاسِ«فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ مَا بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ ذَلِكَ»

عَنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:298] هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ: «ثُمَّ الْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ غِلْظُهُ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ،

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ شَافِعٌ وَمُشَفَّعٌ مَنْ لَمْ يَبْلُغِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمِنْ بَلَغَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَعَلَيْهِ وَلَهُ»

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِفِنَاءِ الْعَرْشِ فِي قِبَابٍ وَرِيَاضٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَا ظَهْرَهُ يَنْظُرُ تِجَاهَ الْعَرْشِ كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ لَمْ يَطْرَفْ قَطُّ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ ذَلِكَ

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلا مُتَعَمِّدًا فَجِيَء يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ يَسَارِهِ وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قِبَلِ الْعَرْشِ يَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي

 

عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ خِيَارِ أُمَّتِي - فِيمَا نَبَّأَنِي الْمَلَأُ الْأَعْلَى فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى  أَجْسَادُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَأَعْيُنُهُمْ فِي السَّمَاءِ , أَقْدَامُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَقُلُوبُهُمْ فِي السَّمَاءِ , وَأَنْفُسُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَأَفْئِدَتُهُمْ عِنْدَ الْعَرْشِ , أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَعُقُولُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ,

 

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ، وَإِنَّ مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ عِنْدَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُكُمْ بِالْأَمْسِ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلَاثَ سَاعَاتٍ، وَيُسَبِّحُهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَسُرَادِقَاتُ الْعَرْشِ وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَسَائِرُ الْمَلَائِكَةِ،

 

قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ»

 

عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] قَالَ: فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا رَفَعَ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 63] فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ إِلَّا نَكَسَ رَأْسَهُ "

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، قَالَ: " حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَنٍ، تَقُولُ أَرْبَعَةٌ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَتَقُولُ الْأَرْبَعَةُ الْأُخْرَى: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ "

 

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ دَخَلَتْ بَحْرًا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ

 

وَذَكَرَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَقْبَلَ يَوْمَ السَّبْتِ فَمَدَحَ نَفْسَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَذَكَرَ عَظَمَتَهُ، وَجَبَرُوتَهُ، وَكِبْرِيَاءَهُ، وَسُلْطَانَهُ، وَقُدْرَتَهُ، وَمُلْكَهُ، وَرُبُوبِيَّتَهُ، فَأَنْصَتَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَطْرَقَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، فَقَالَ: أَنا الْمَلِكُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ، وَالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، أَنَا اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، وَالْأَفْلَاكِ الْعُلَى، أَنَا اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، ذُو الْمَنِّ، وَالطَّوْلِ، وَالْآلَاءِ، وَالْكِبْرِيَاءِ، أَنَا اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، مَلَأَتْ كُلَّ شَيْءٍ عَظَمَتِي، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ مُلْكِي، وَأَحَاطَتْ بِكُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتِي، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عِلْمِي، وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتِي، وَبَلَغَ كُلَّ شَيْءٍ لُطْفِي، فَأَنَا اللهُ يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ فَاعْرِفُوا مَكَانِي

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلِ احْتَجَبَ اللهُ عَنْ خَلْقِهِ بِشَيْءٍ غَيْرِ السَّمَوَاتِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نَارٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ظُلْمَةٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رَفَارِفَ مِنْ الاسْتَبْرَقِ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رَفَارِفِ السُّنْدُسِ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ضِيَاءٍ اسْتَضَاءَ مِنْ نُورِ النَّارِ وَالنُّورِ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ثَلْجٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ مَاءٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ غَمَامٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ بَرَدٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ الَّتِي لَا تُوصَفُ»

 

عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: " أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَكَ تَأْتِي أَهْلَ الْبَيْتِ فَتَقْبِضُهُمْ جَمِيعًا وَتَدَعُ أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَى جَنْبِهِمْ لَا تَقْبِضُ مِنْهُمْ أَحَدًا؟ قَالَ: مَا أَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَقْبِضُ مِنْكَ، إِنَّمَا أَدُورُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُلْقَى إِلَيَّ صِحَافٌ فِيهَا أَسْمَاءٌ "

 

عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " لَمَّا تَعَجَّلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَبِّهِ رَأَى رَجُلًا فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَغَبَطَهُ بِمَكَانِهِ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَكَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِاسْمِهِ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لَكِنْ سَأُنَبِّئُكَ مِنْ عَمَلِهِ؛ كَانَ لَا يَحْسِدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ، وَلَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَلَا يَعَقُّ وَالِدَيْهِ ".

 

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ جَلَالِ اللهِ مِنْ تَسْبِيحِهِ، وَتَهْلِيلِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ، أَوَ لَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذْكَرُ بِهِ»

 

عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: " كَلِمَةٌ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ أَسْلَمَ وَاسْتَسْلَمَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ "

 

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَقْصِدَنَّكُمْ نَارٌ هِيَ الْيَوْمَ خَامِدَةٌ فِي وَادٍ يُقَالُ: لَهُ بَرْهُوتُ، يَغْشَى النَّاسَ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تَأْكُلُ الْأَنْفُسَ وَالْأَمْوَالَ، تَدُورُ الدُّنْيَا كُلُّهَا فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، تَطِيرُ كَطَيْرِ الرِّيحِ وَالسَّحَابِ، حَرُّهَا بِاللَّيْلِ أَشَدُّ مِنْ حَرِّهَا بِالنَّهَارِ، لَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ الرَّعْدِ الْقَاصِفِ، هِيَ مِنْ رُءُوسِ الْخَلَائِقِ بِالنَّهَارِ أَدْنَى مِنَ الْعَرْشِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسَلِيمَةٌ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؟ قَالَ: " وَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ؟ يَوْمَئِذٍ هُمْ شَرٌّ مِنَ الْحُمُرِ، يَتَسَافَدُونَ كَمَا تَسَافَدُ الْبَهَائِمُ، وَلَيْسَ [ص:193] فِيهِمْ رَجُلٌ يَقُولُ: مَهْ مَهْ "

 

عَنْ كَعْبٍ الْمُسْلِمِ، قَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي التَّوْرَاةِ لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ: أَنْتَ عَرْشِيَ الْأَدْنَى وَمِنْكَ بَسَطْتُ الْأَرْضَ، وَمِنْكَ ارْتَفَعْتُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَاءٍ عَذْبٍ يَسِيلُ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ مِنْ تَحْتِكَ يَخْرُجُ، وَمَنْ مَاتَ فِيكَ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ، وَمَنْ مَاتَ حَوْلَكَ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِيكَ، وَلَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ وَلَا اللَّيَالِي حَتَّى أُرْسِلَ عَلَيْكَ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ تَأْكُلُ آثَارَ أَكُفِّ بَنِي آدَمَ وَأَقْدَامِهِمْ، وَأُرْسِلَ عَلَيْكَ مَاءً مِنْ تَحْتِ [ص:4] الْعَرْشِ فَأَغْسِلَكَ حَتَّى أَتْرُكَكَ مِثْلَ الْمَهَاةِ، وَأَضْرِبَ سُورًا مِنَ الْغَمَامِ غِلَظُهُ: اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا، وَأَجْعَلَ عَلَيْكَ قُبَّةً جَبَلْتُهَا بِيَدِي، وَأُنْزِلَ فِيكَ رُوحِي وَمَلَائِكَتِي يُسَبِّحُونَ فِيكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَنْظُرُونَ إِلَى ضَوْءِ الْقُبَّةِ مِنْ بَعِيدٍ يَقُولُونَ طُوبَى لِوَجْهٍ خَرَّ لِلَّهِ فِيكَ سَاجِدًا

 

عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا عَلَى صُورَةِ دِيكٍ رِجْلَاهُ فِي التُّخُومِ الْأَسْفَلِ مِنَ الْأَرْضِ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَمَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْجَبَّارُ تَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، أَلَا مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابَ عَلَيْهِ، أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، فَيُسَبِّحُ اللهَ تَعَالَى وَيَحْمَدُهُ، ثُمَّ يُصَوِّتُ حَتَّى يَفْزَعَ لِذَلِكَ مَنْ حَوْلَ الْعَرْشِ فَيُسَبِّحُونَ اللهَ وَيَحْمَدُونَهُ،

 

عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: لِلذِّكْرِ دَوِيًّا تَحْتَ الْعَرْشِ كَدَوِيِّ [ص:5] النَّحْلِ يُذَكِّرُ بِصَاحِبِهِ

 

عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنِّي مَعَكَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَمَتِّعْنِي مِنْ وَجْهِكَ بِنَظْرَةٍ، قَالَ: وَكَانَ عَلَى وَجْهِ مُوسَى الْبُرْقُعَ لِمَا غَشِيَ وَجْهَهُ مِنْ نُورِ الْعَرْشِ يَوْمَ تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ فَكَانَ إِذَا كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ غَشِيَتِ الْأَبْصَارَ، قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَغُشِيَ بَصَرُهَا، فَقَالَتْ: سَلِ اللهَ أَنْ يُزَوِّجَنِيكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتِ ذَلِكَ فَلَا تَتَزَوَّجِي بَعْدِي، وَلَا تَأْكُلِي مِنْ رَشْحِ جَبِينِكِ، قَالَ: فَكَانَتْ تَبَرْقَعُ بَعْدَهُ تَتْبَعُ اللِّقَاطَ فَإِذَا رَآهَا الحَصَّادُونَ تَحَاطُوا لَهَا فَإِذَا أَحَسَّتْ ذَلِكَ تَرَكَتْهُ

 

ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّ الْعَرْشَ يَهْتَزُّ مِنَ السِّحْرِ

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِلرَّحِمِ لِسَانًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ تَقُولُ: يَا رَبِّ قُطِعْتُ , يَا رَبِّ ظُلِمْتُ , يَارَبِّ أُسِيءَ إِلَيَّ , فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنِّي أَصِلُ مَنْ وَصَلَكِ , وَأَقْطَعُ مَنْ قَطَعَكِ

 

فَقَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, إِنْ لِهَذِهِ الْآيَةِ لَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ".

 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: " هُمُ الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُقَلَّدِي السُّيُوفِ حَوْلَ الْعَرْشِ "

 

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى، ثُمَّ فِي إِرْسَالِ اللهِ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مَنِيًّا كَمَنِيِّ الرِّجَالِ حَتَّى تَنْبُتَ جُسْمَانُهُمْ وَلُحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ،

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ السِّيَرِ وَالْفَضْلِ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيَّ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: " غَفَرَ لِي " قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: " بِقِرَاءَتِي رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ "

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عَلَى طَهَارَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَطُهْرِهِ لِلصَّلَاةِ يَبْدَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَبَنَى لَهُ مِائَةَ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَرَفَعَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ مِثْلَ عَمَلِ بَنِي آدَمَ، وَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَهِيَ بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَحْضَرةُ الْمَلَائِكَةِ، وَمُنَفِّرَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَلَهَا دَوِيٌّ حَوْلَ الْعَرْشِ بِذِكْرِ صَاحِبِهَا حَتَّى يَنْظُرَ اللهُ إِلَيْهِ، فَإِذَا نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا "

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ حَيْثُ قَرَأَهَا إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، طُبِعَ بِطَابَعٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ حَتَّى يُؤْتَى بِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقُومُ مُصَلِّيًا إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَيْهِ الْبِرُّ أَكْثَرَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَرْشِ، وَوُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ يُنَادِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ تَعَلَمُ مَا لَكَ فِي صَلَاتِكِ وَمَنْ تُنَاجِي مَا الْتَفَتَّ "

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْجَنَّةَ لتَزَّخْرَفُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى حَوْلٍ قَابِلٍ "، قَالَ: " فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فنَشَرَتْ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ، فَيَقُلْنَ: يَا رَبِّ، اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ أَزْوَاجًا تَقَرُّ بِهِمْ أَعْيُنُنَا وَتُقِرُّ أَعْيُنَهُمْ بِنَا "

عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " اخْتَارَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْبِلَادَ، فَأَحَبُّ الْبُلْدَانِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْبَلَدَ الْحَرَامَ، وَاخْتَارَ اللهُ الزَّمَانَ فَأَحَبُّ [ص:303] الزَّمَانِ إِلَى اللهِ الْأَشْهُرَ الْحُرُمِ، وَأَحَبُّ الْأَشْهُرِ إِلَى اللهِ ذُو الْحِجَّةِ، وَأَحَبُّ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْهُ، وَاخْتَارَ اللهُ الْأَيَّامَ فَأَحَبُّ الْأَيَّامِ إِلَى اللهِ يَوْمُ الْجُمُعَةُ، وَاخْتَارَ اللهُ اللَّيَالِي فَأَحَبُّ اللَّيَالِي إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَاخْتَارَ اللهُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَأَحَبُّ السَّاعَاتِ إِلَى اللهِ سَاعَاتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَاخْتَارَ اللهُ الْكَلَامَ فَأَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ تَعَالَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَهِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ كُتِبَ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ اللهُ أَكْبَرُ فَذَاكَ جَلَالُ اللهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ بِهَا عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ خَلَقَ خَلْقَهُ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ سَبَّحَ لَهُ عَرْشُهُ كُتِبَ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ بِهَا عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَذَاكَ ثَنَاءُ اللهِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا ثَلَاثِينَ حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا ثَلَاثِينَ سَيِّئَةً "

وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَإِنَّ خَيْمَةَ آدَمَ وَهِيَ الْيَاقُوتَةُ لَمْ تَزَلْ فِي مَكَانِهَا حَتَّى قَبَضَ اللهُ آدَمَ ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ وَبَنَى بَنُو آدَمَ فِي مَوْضِعَهَا بَيْتًا مِنَ الطِّينِ وَالْحِجَارَةِ فَلَمَّا يَزَلْ مَعْمُورًا حَتَّى زَمَنَ الْغَرَقِ فَرُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ فَوُضِعَ تَحْتَ الْعَرْشِ،

أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، سَأَلَ كَعْبًا، فَقَالَ: [ص:452] أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْبَيْتِ،قال أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَلَكٍ يَبْعَثُهُ اللهُ إِلَى الْأَرْضِ إِلَّا أُمِرَ بِزِيَارَةِ الْبَيْتِ فَيَنْقَضُّ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ مُحْرِمًا يُلَبِّ

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِحِيَالِ الْكَعْبَةِ لَوْ سَقَطَ سَقَطَ عَلَيْهَا، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَالْحَرَمُ حَرَمٌ بِحِيَالِهِ إِلَى الْعَرْشِ، وَمَا مِنَ السَّمَاءِ مَوْضِعُ إِهَابٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ "

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالُوا ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، لَتَنَحَّى لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِمْ حَتَّى يَأْتُوا مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، فَيَجْلِسُونَ فَيَنْظُرُونَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ،

عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: بَلَغَنِي: " أَنَّ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَنْ يَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ أَمْثَالُ الْأَنْهَارِ مِنَ الْبُكَاءِ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، قَالَ: سُبْحَانَكَ مَا تُخْشَى حَقَّ خَشْيَتِكَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَكِنَّ الَّذِينَ يَحْلِفُونَ بِاسْمِي كَاذِبِينَ لَا يَعْلَمُونَ "

 

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَلَا لِيَقُومَنَّ الْعَافُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ إِلَى أَكْرَمِ الْجَزَاءِ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ لَوْحًا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، جَعَلَهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ كَتَبَ فِيهِ: إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، أَرْحَمُ ذَا تَرَحُّمٍ، خَلَقْتُ عَشْرًا وَثَلَاثَمِائَةِ خُلُقٍ، مَنْ جَاءَ بِخُلُقٍ مِنْهَا مَعَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "

حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ

إِنَّ الْمَطَرَ يَخِرُّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَيَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الأبزم فتجيء االسحابة السَّوْدَاء فتشربه

 

عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ذَا الَّذِي قَالَ هَذَا؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: «لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ»

أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ قَالَتْ لَمَّا أُخْرِجَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ صَاحَتْ أُمُّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"يَا أُمَّ سَعْدٍ أَلا يَرْقَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ وَاهْتَزَّ له العرش".

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88] قَالَ: «هِيَ خَمْسَةُ أَنْهَارٍ تَحْتَ الْعَرْشِ يُعَذَّبُونَ بِبَعْضِهَا بِاللَّيْلِ وَبِبَعْضِهَا بِالنَّهَارِ»

 

يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ: يَا دَاوُدُ " مَجِّدْنِي بِذَاكَ الصَّوْتِ الْحَسَنِ الرَّخِيمِ،

وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: «مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي لَيْلَةٍ أَضَاءَ نُورُهُ مَا بَيْنَ عَرْبِيَاءَ إِلَى حَرْبِيَاءَ يَعْنِي الْعَرْشَ وَالْأَرْضَ السُّفْلَى»

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما قال عبد لا إله إلا الله إلا فتحت لها أبواب السماوات حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر.

حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} ، قَالَ: " قَامَ عَلَى صَخْرَةٍ فَفُرِجَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْعَرْشِ، وَإِلَى مَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ فُرِجَتْ لَهُ الْأَرْضُونَ السَّبْعُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْأَرْضُونَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} [العنكبوت: 27] "

 

حَدَّثَنِي سَلْمَانُ بْنُ الْإِسْلَامِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ [ص:115] وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ الْعَرْشِ وَالسَّمَوَاتِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالْأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ خَلْقِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَأُكَفِّرُ مَنْ أَبَى ذَلِكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مَنْ قَالَهَا مَرَّةً عُتِقَ ثُلُثُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ عُتِقَ ثُلُثَاهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا عُتِقَ مِنَ النَّارِ "

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَإِذَا فَرَغَ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ طُبِعَ عَلَيْهَا بِطَابَعٍ ثُمَّ وُضِعَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَلَمْ تُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ، وَسَيِّدُ الْأَرَضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا، وَسَيِّدُ الشَّجَرِ الْعَوْسَجُ، وَمِنْهُ عَصَا مُوسَى»

 

قَالَ: " إِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ إِذَا قُبِضَتْ عُرِجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتَلَقَّاهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَى، حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى الْعَرْشِ، وَتَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ فَيَخْرُجُ لَهَا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ رَقٌّ فَيُخْتَمُ، وَيُرْقَمُ، وَيُوضَعُ تَحْتَ الْعَرْشِ بِمَعْرِفَةِ النَّجَاةِ لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،

أَنَّ مَنْصُورَ بْنَ أَبِي مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَرْوَاحِ الْمُسْلِمِينَ، أَيْنَ هِيَ حِينَ يَمُوتُونَ؟ قَالَ: " فَإِنَّهَا فِي صُوَرِ طَيْرٍ بِيضٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ،

 

قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: وَيْحَكَ يَا كَعْبُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ الْآخِرَةِ، قَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رُفِعَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى عَمَلِهِ فِيهِ، قَالَ: ثُمَّ يُؤْتَى بِالصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ، قَالَ فَتُنْشَرُ حَوْلَ الْعَرْشِ،

 

عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ

وَيَمْضِي النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ رُتَبًا؛ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ، عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى شِمَالِكَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ فَيُوضَعُ لَهُ كُرْسِيٌّ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ،

 

عَنْ كَعْبٍ

فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمْ خَبَرٌ أَنَّ ذَا السُّوَيْقَتَيْنِ صَاحِبُ الْحَبَشِ قَدْ غَزَا الْبَيْتَ فَيَبْعَثُ الْمُسْلِمُونَ جَيْشًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَرْجِعُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَةً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَتَكْفِتُ رَوْحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ

 

اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَدِهِ وَخَطَّ التَّوْرَاةَ لِمُوسَى بِيَدِهِ , وَخَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ , وَقَدْ قِيلَ: الْعَرْشُ , وَالْقَلَمُ , وَقَالَ لِسَائِرِ الْخَلْقِ: كُنَّ فَكَانَ , فَسُبْحَانَهُ

 

عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ [ص:544] تَعَالَى قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الْعَرْشَ مِنْ نُورِهِ، وَالْكُرْسِيُّ بِالْعَرْشِ مُلْتَصِقٌ، وَالْمَاءُ كُلُّهُ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ، وَالْمَاءُ عَلَى الرِّيحِ وَمَنَاكِبُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ نَاشِبَةٌ بِالْعَرْشِ، وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرٌ مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ، وَنَهَرٌ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى، وَنَهَرٌ مِنْ ثَلْجٍ أَبْيَضَ تَلْتَمِعُ مِنْهُ الْأَبْصَارُ، وَنَهَرٌ مِنْ مَاءٍ، وَالْمَلَائِكَةُ قِيَامٌ فِي تِلْكَ الْأَنْهَارِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَى، وَلِلْعَرْشِ أَلْسِنَةٌ بِعَدَدِ أَلْسِنَةِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ بِأَضْعَافٍ فَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى وَيَذْكُرُهُ بِتِلْكَ الْأَلْسِنَةِ "

 

وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ كَعْبٍ: " إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعِينَ أَلْفَ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، صَفًّا خَلْفَ صَفٍّ، يَدُورُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، يُقْبِلُ هَؤُلَاءِ، وَيُدْبِرُ هَؤُلَاءِ، وَإِذَا اسْتَقْبَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا هَلَّلَ هَؤُلَاءِ، وَكَبَّرَ هَؤُلَاءِ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ سَبْعُونَ أَلْفَ صَفٍّ قِيَامٌ أَيْدِيهِمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ، قَدْ وَضَعُوا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَإِذَا سَمِعُوا تَهْلِيلَ أُولَئِكَ وَتَكْبِيرَهُمْ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، وَقَالُوا: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَكْبَرُ ذُخْرُ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ، وَمِنْ وَرَاءِ هَؤُلَاءِ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَدْ وَضَعُوا الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى نُحُورِهِمْ، مِنْ رُءُوسِهِمْ إِلَى أَقْدَامِهِمْ شَعْرٌ وَوَبَرٌ [ص:545]، وَزَغَبٌ وَرِيشٌ، لَيْسَ فِيهَا شَعْرَةٌ وَلَا وَفْرَةٌ وَلَا زَغَبَةٌ وَلَا رِيشَةٌ، وَلَا مَفْصِلٌ وَلَا قَصَبَةٌ وَلَا عَظْمٌ وَلَا عَظْمَةٌ وَلَا جِلْدٌ وَلَا لَحْمٌ إِلَّا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ بِلَوْنٍ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ لَا يُسَبِّحُهُ الْآخَرُ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ، غِلَظُهَا كَغِلْظَةِ سَبْعِ [ص:547] سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ، ثُمَّ دَعَاهَا، فَلَمَّا أَنْ سَمِعَتْ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذَابَتِ الْيَاقُوتَةُ فَرَقًا حَتَّى صَارَتْ مَاءً، فَهُوَ مُرْتَعِدٌ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَكَذَلِكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ رَاكِدًا أَوْ جَارِيًا يَرْتَعِدُ، وَكَذَلِكَ يَرْتَعِدُ فِي الْآبَارِ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ خَلَقَ الرِّيحَ فَوَضَعَ الْمَاءَ عَلَى الرِّيحِ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ، فَوَضَعَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ، فَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] فَلَا يُدْرَى كَمْ لَبِثَ عَرْشُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْمَاءِ؟ ثُمَّ كَانَ خَلْقُ الْعَرْشِ قَبْلَ الْكُرْسِيِّ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَخَلَقَهُ وَلَهُ أَلْفُ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِكُلِّ لِسَانٍ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ، فَكَتَبَ فِي قُبَالَةِ عَرْشِهِ: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، لَا شَرِيكَ لِي وَمُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِي، فَمَنْ آمَنَ بِرُسُلِي وَصَدَّقَ بوَعْدِي أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ خَلَقَ الْكُرْسِيَّ، فَالْكُرْسِيُّ أَعْظَمُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ، وَإِنَّ الْعَرْشَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُرْسِيِّ، كَالْكُرْسِيِّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِنَّ الْكُرْسِيَّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَرْبِضِ عَنْزٍ فِي جَمِيعِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَحَلَقَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ حَلَقِ الدِّرْعِ فِي أَرْضٍ فَيْحَاءَ "

 

عَنْ أَبِي مَالِكٍ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} قَالَ: «عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ وَمُنْتَهَى الْخَلْقِ عَلَى أَرْجَائِهَا أَرْبَعَةُ أَمْلَاكٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ ثَوْرٍ، وَهُمْ قِيَامٌ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطُوا بِالْأَرَضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ، وَرُءُوسُهُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَالْكُرْسِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُرْسِيِّ»

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «إِنَّ الْكُرْسِيَّ الَّذِي وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لِمَوْضِعِ الْقَدَمَيْنِ، وَمَا يُقَدِّرُ قَدْرَ الْعَرْشِ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ، وَإِنَّ السَّمَاوَاتِ فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِثْلُ قُبَّةٍ فِي صَحْرَاءَ»

 

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، كَذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالْأَرَضِينُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ، وَلَوْ حَفَرْتُمْ لِصَاحِبِكُمْ فِيهَا لَوَجَدْتُمُوهْ - يَعْنِي: عَلِمَهُ - "

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: حِينَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ؟ قَالَ: «عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ»

عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «مَا أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ مِنَ الْعَرْشِ إِلَّا كَمَا تَأْخُذُ الْحَلَقَةُ مِنْ أَرْضِ الْفَلَاةِ»

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مَسِيرَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ عَامٍ»

عَنْ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: " حَمَلَةُ الْعَرْشِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ، وَأَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ، جَنَاحَانِ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ،

حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، يَقُولُ: " إِنَّ حِزْقِيلَ كَانَ فِي مَا سَبَى بُخْتُنَصَّرَ مَعَ [ص:604] دَانْيَالَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَزَعَمَ حِزْقِيلُ أَنَّهُ كَانَ نَائِمًا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ وَهُوَ نَائِمٌ، فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى وَضَعَهُ فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا السَّمَاوَاتُ مُنْفَرِجَاتٌ دُونَ الْعَرْشِ، فَبَدَا لِيَ الْعَرْشُ وَمَنْ حَوْلَهُ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ مِنْ تِلْكَ الْفُرْجَةِ، فَإِذَا الْعَرْشُ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَيْهِ مُطِلًّا عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ رَأَيْتُهُنَّ مُتَعَلِّقَاتٍ بِبَطْنِ الْعَرْشِ، وَإِذَا الْحَمَلَةُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ: وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ ثَوْرٍ، فَلَمَّا أَعْجَبَنِي ذَلِكَ مِنْهُمْ نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِهِمْ فَإِذَا هِيَ فِي الْأَرْضِ عَلَى عَجَلٍ تَدُورُ بِهَا، قَالَ: وَإِذَا مَلَكٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ، لَهُ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، لَهَا لَوْنٌ كَلَوْنٍ، وَرِيحٌ، لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مَقَامُهُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [ص:605] الْخَلْقَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: وَإِذَا مَلَكٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، أَعْظَمُ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ مِنَ الْخَلْقِ وَإِذَا هُوَ مِيكَائِيلُ، وَهُوَ خَلِيفَةٌ عَلَى مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ يَطُوفُونَ بِالْعَرْشِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، يَقُولُونَ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، اللَّهُ الْقَوِيُّ مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، وَلِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ: جَنَاحَانِ يَسْتُرُ وَجْهَهُ عَنِ النُّورِ، وَجَنَاحَانِ يُغَطِّي بِهِمَا جَسَدَهُ، وَجَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا، وَإِذَا هُمُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، مِنْهُمُ السَّاجِدُ، وَمِنْهُمُ الْقَائِمُ، لَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَإِذَا مَلَائِكَةٌ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ سُجُودٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى الْعَرْشِ قَالُوا: سُبْحَانَكَ، مَا كُنَّا نَقْدُرُكَ حَقَّ قَدْرِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُ الْعَرْشَ تَدَلَّى مِنْ تِلْكَ الْفُرْجَةِ، فَكَانَ قَدْرَهَا، ثُمَّ أَفْضَى إِلَى مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَكَانَ يَلِي مَا بَيْنَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ مِنْ بَابِ الرَّحْمَةِ، فَكَانَ قَدْرَهُ، ثُمَّ أَفْضَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَكَانَ قَدْرَهُ، ثُمَّ وَقَعَ عَلَى الصَّخْرَةِ فَكَانَ قَدْرَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ، قَالَ: فَصُعِقْتُ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ قَطُّ،

 

وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ السَّمَاوَاتِ لِحِزْقِيلَ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْعَرْشِ، أَوْ كَمَا قَالَ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ "

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " أَوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَرْشَ مِنْ نُورٍ،

وَذَكَرَ وَهْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ مِنْ نُورِهِ، وَخَلَقَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ مِنْ دُرَّةٍ جَوْفَاءَ، فَالْعَرْشُ مُلْتَصِقٌ بِالْكُرْسِيِّ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ» وَذَكَرَ وَهْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: " إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ: نَهَرٌ مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ، وَنَهَرٌ يَجْرِي هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فِي أَسْفَلِهِ اللُّؤْلُؤُ وَالدُّرُّ، وَالْيَاقُوتُ، وَالزُّمُرُّدُ، وَالْمَرْجَانُ، يُرَى مِنْ شِدَّةِ صَفَائِهِ وَبَيَاضِهِ، وَمِنْهُ تَأْخُذُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ كُلُّهَا، وَنَهَرٌ مِنْ ثَلْجٍ أَبْيَضَ، تَلْتَمِعُ مِنْهُ الْأَبْصَارُ، وَنَهَرٌ مِنْ مَاءٍ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي تِلْكَ الْأَنْهَارِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِلْعَرْشِ أَلْسِنَةٌ بِعَدَدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ أَضْعَافًا، فَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَذْكُرُهُ بِتِلْكَ الْأَلْسِنَةِ كُلِّهَا " قَالَ وَهْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «وَلِلْكُرْسِيِّ أَرْبَعُ قَوَائِمَ، كُلُّ قَائِمَةٍ أَطْوَلُ مِنَ [ص:624] السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَجَمِيعُ الدُّنْيَا فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ فِي كَفِّ أَحَدِكُمْ»

 

عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا اللَّهُ فَوْقَ عِبَادِي، وَعَرْشِي فَوْقَ جَمِيعِ خَلْقِي، وَأَنَا عَلَى الْعَرْشِ أُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِي، لَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ عِبَادِي فِي سَمَائِي وَأَرْضِي، وَإِنْ حُجِبُوا عَنِّي فَلَا يَغِيبُ عَنْهُمْ عِلْمِي، وَإِلَيَّ مَرْجِعُ كُلِّ خَلْقِي، فَأُنَبِّئُهُمْ بِمَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مِنْ عِلْمِي، أَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتُ مِنْهُمْ بِمَغْفِرَتِي، وَأُعَذِّبُ مَنْ شِئْتُ مِنْهُمْ بِعِقَابِي»

 

عَنِ الشَّعْبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَرْشُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَإِنَّ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَظَرَ إِلَيْهِ وَإِلَى عِظَمِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ، لِكُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ، فَطِرْ، فَطَارَ الْمَلَكُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْأَجْنِحَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَطِيرَ، فَوَقَفَ فَنَظَرَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَسِرْ "

 

عَنْ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «فَالشَّمْسُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ، وَالْكُرْسِيُّ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْعَرْشِ، وَالْعَرْشُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ السِّتْرِ»

عَنِ الرَّبِيعِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5] : «هُوَ الْعَرْشُ» ، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] : «هُوَ الْمَاءُ الْأَعْلَى الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ»

 

أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرِي مَا الْكُرْسِيُّ» ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: " مَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَا فِيهِنَّ فِي الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلَقَةٍ أَلْقَاهَا مُلْقٍ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ، وَمَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ إِلَّا كَحَلَقَةٍ أَلْقَاهَا مُلْقٍ فِي أَرْضِ فَلَاةً، وَمَا الْعَرْشُ فِي الْمَاءِ إِلَّا كَحَلَقَةٍ أَلْقَاهَا مُلْقٍ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ، وَمَا الْمَاءُ فِي الرِّيحِ إِلَّا كَحَلَقَةٍ أَلْقَاهَا مُلْقٍ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ، وَمَا جَمِيعُ ذَلِكَ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا كَالْحَبَّةِ، وَأَصْغَرَ مِنَ [ص:637] الْحَبَّةِ فِي كَفِّ أَحَدِكُمْ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] "

عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَرْشَ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، وَخَلَقَ لَهُ أَرْبَعَ قَوَائِمَ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مِنْ نُورٍ، وَخَلَقَ لَهُ أَلْفَ لِسَانٍ، وَخَلَقَ فِي الْأَرْضِ أَلْفَ أُمَّةٍ، كُلُّ أُمَّةٍ تُسَبِّحُ اللَّهَ بِلِسَانٍ مِنْ أَلْسِنَةِ الْعَرْشِ»

عَنِ الرَّبِيعِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] : " فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَسَمَ ذَلِكَ الْمَاءَ قِسْمَيْنِ، الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ عَرْشُهُ، فَجَعَلَ نِصْفَهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ الْبَحْرُ الْمَسْجُورُ، فَلَا تَذْهَبُ مِنْهُ قَطْرَةٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أُنْزِلَ مَاءٌ مِثْلُ الطَّلِّ عَلَى الْأَرْضِ، فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَامُ مَنْ هُوَ مَبْعُوثٌ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ،

قَالَ: وَجَعَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ تَحْتَ الْأَرْضِ السُّفْلَى، قَالَ: وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ يُسَمَّى الْيَمُّ "

 

نِ ابْنِ عَبَّاسٍ،ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدْ وَقَفْتُ الْيَوْمَ مَوْقِفًا لَمْ يَقِفْهُ مَلَكٌ قَبْلِي وَلَا يَقِفُهُ مَلَكٌ بَعْدِي، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْجَبَّارِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، الْحِجَابُ يَعْدِلُ الْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِكَذَا وَكَذَا أَلْفِ عَامٍ،

عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: «إِنَّ دُونَ الْعَرْشِ بُحُورًا مِنْ نَارٍ تَقَعُ مِنْهَا الصَّوَاعِقُ»

عَنْ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَرْشَ وَلِلْعَرْشِ سَبْعُونَ أَلْفَ سَاقٍ، كُلُّ سَاقٍ كَاسْتِدَارَةِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»

عَنْ عُثْمَانَ الْأَعْرَجِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: «إِنَّ مَسَاكِنَ الرِّيَاحِ تَحْتَ أَجْنِحَةِ الْكُرُوبِينَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ

قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

وَسَمَّى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ الْعُلْيَا عَرِيبًا وَقَالَ لَهَا: كُونِي نُورًا فَكَانَتْ نُورًا عَلَى نُورٍ يَتَلَأْلَأُ، ثُمَّ طَبَقَهَا مَلَائِكَةً قِيَامًا عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ تَعْظِيمًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِقُرْبِهِمْ مِنْهُ، وَشَفَقِهِمْ مِنْ عَذَابِهِ قَدْ خَرَقَتْ أَرْجُلُهُمُ الْأَرْضَ السَّابِعَةَ السُّفْلَى، وَاسْتَقَرَّتْ أَقْدَامُهُمْ عَلَى قَدْرِ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، فَهِيَ تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ كَأَنَّهَا الرَّايَاتُ الْبِيضُ تَجْرِي تَحْتَهَا رِيحٌ هَفَّافَةٌ عَاتِيَةٌ، تَحْمِلُ الرَّايَاتِ وَرُءُوسُهُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ الْعَرْشَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ ذِي الْعَرْشِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلَائِقَ وَلَا يَمُوتُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، سُبْحَانَ رَبِّنَا الْأَعْلَى، سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ والْعَظَمَةِ، وَالسُّلْطَانِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَهُ أَبَدَ الْآبِدِينَ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَوَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعُونَ أَلْفَ أُمَّةٍ، وَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ظِلُّ الْعَرْشِ، وَفِي ظِلِّ الْعَرْشِ سَبْعُونَ أَلْفَ أُمَّةٍ مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ آدَمَ، وَلَا وَلَدَ آدَمَ وَلَا إِبْلِيسَ، وَلَا وَلَدَ إِبْلِيسَ وَهُوَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْوَفَاةُ فِيمَا يَذْكُرُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ دَعَا ابْنَهُ شِيثَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَهِدَ إِلَيْهِ وَعَلَّمَهُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَعْلَمَهُ عِبَادَةَ الْخَلَائِقِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهُنَّ،وَالسَّاعَةُ التَّاسِعَةُ صَلَاةُ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ،

 

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ،

" عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، مُنَادٍ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ - أَوْ عَجِّلْ - لِمُمْسِكٍ تَلَفًا

"عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَا ضَحِكَ مَنْ دُونَ الْعَرْشِ، مُنْذُ خُلِقَتْ جَهَنَّمُ»

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ، فَإِذَا مَرُّوا بِمَجْلِسٍ عَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْعَرْشَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِيَ فِدَاهُ مِنَ النَّارِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ , وَيُرْفَعُ لَهُ سَائِرُهَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهِ

 

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ: «وَالطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ تَرْتَفِعُ مَنَاقِيرُهَا وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا , وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ»

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ «يُؤْتَى بِي وَبِمُعَاوِيَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَخْتَصِمُ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ , فَأَيُّنَا فَلَحَ أَفْلَحَ أَصْحَابُهُ»

 لَمّا قَضى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ إنَّ رَحْمَتي غَلَبَتْ غَضَبِي


سَأَلْتُ النبيَّ ﷺ عن قَوْلِهِ تَعالى: ﴿والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها﴾ قالَ: مُسْتَقَرُّها تَحْتَ العَرْشِ.


النّاسُ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ، فأكُونُ أَوَّلَ مَن يُفِيقُ، فَإِذا أَنا بمُوسى آخِذٌ بقائِمَةٍ مِن قَوائِمِ العَرْشِ


- اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعاذٍ»


فأكُونُ أَوَّلَ مَن يُفِيقُ، فَإِذا مُوسى باطِشٌ بجانِبِ العَرْشِ


: أبو هريرة

ائْتُوا النَّبيَّ ﷺ، فَيَأْتُونِي فأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ


 أبو هريرة

وقالَ: عَرْشُهُ على الماءِ، وبِيَدِهِ الأُخْرى المِيزانُ، يَخْفِضُ ويَرْفَعُ.


ابوهريرة

وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ،


 أبو هريرة

فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلى الجَنَّةِ -أُراهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ.


كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ،/معه/غيره وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ،


ابو ذر الغفاري

أنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ


عبدالله بن عباس

وَلَكِنْ رَبُّنا تَبارَكَ وَتَعالى اسْمُهُ إذا قَضى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ، 

سَبَّحَ أَهْلُ السَّماءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّماءِ الدُّنْيا، ثُمَّ قالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ ماذا قالَ، قالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَواتِ بَعْضًا، حتّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّماءَ الدُّنْيا، 


عائشة أم المؤمنين

الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ.


جويرية بنت الحارث أم المؤمنين 

مَرَّ بها رَسولُ اللهِ ﷺ حِينَ صَلّى صَلاةَ الغَداة أنَّهُ قالَ: سُبْحانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحانَ اللهِ رِضا نَفْسِهِ، سُبْحانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحانَ اللهِ مِدادَ كَلِماتِهِ.


أن مسروق بن الأجدع قال: سَأَلْنا عَبْدَ اللهِ عن هذِه الآيَةِ: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتًا بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩]، قالَ: أَما إنّا قدْ سَأَلْنا عن ذلكَ، فَقالَ: أَرْواحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَها قَنادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ،

تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إلى تِلكَ القَنادِيلِ، 


علي بن أبي طالب

ما من عبدٍ ولا أمةٍ ينامُ فيستثقِلُ نومًا إلّا عُرِج بروحِه إلى العرشِ ، فالَّذي لا يستيقِظُ دون العرشِ فتلك الرُّؤيا الَّتي تصدُقُ ، والَّذي يستيقِظُ دون العرشِ فهي الَّتي تكذِبُ


عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضِي اللهُ عنهما قال الأرواحُ تعرُجُ في منامِها إلى السَّماءِ فتُؤمَرُ بالسُّجودِ عند العرشِ فمن كان طاهرًا سجد عند العرشِ ومن ليس بطاهرٍ سجد بعيدًا عن العرشِ


عنِ ابنِ مسعودٍ قال العرشُ فوقَ الماءِ واللهُ فوقَ العرشِ لا يَخفي عليْهِ شيءٌ من أعمالِكُم


معاذ بن جبل

ذا كانَ يومُ القيامةِ نُصِبَ لإبراهيمَ مِنبرٌ أمامَ العرشِ، ونُصِبَ لي منبرٌ أمامَ العرشِ


أبو هريرة

إنَّ اللهَ إذا أحبَّ عبدًا نادى جبريلَ عليه السَّلامُ: أنا أحبُّ عبدي فلانًا، فيُنوِّهُ جبريلُ في حملةِ العرشِ فيحبُّه أهلُ العرشِ، فيسمعُه أهلُ السَّماءِ تحت العرشِ فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ السّابعةِ


جابر بن عبدالله

أُذِن لي أن أُحدِّثَ عن ملَكٍ من حمَلةِ العرشِ، رِجلاه في الأرضِ السّابعةِ السُّفلى على قرنِه العرشُ، ومن شحمةِ أُذنِه إلى عاتقِه بخفَقانِ الطَّيرِ مسيرةُ مائةِ عامٍ يقولُ الملَكُ سُبْحانَكَ حيثُ كُنْتَ


سلمان الفارسي

إذا كان يومُ القيامةِ ضُرِبَ لي قبّةٌ من ياقوتةٍ حمراءَ على يمينِ العرشِ ولإبراهيم قبّةُ عن يسارِ العرشِ


الشعبي عامر بن شراحيل

العرشُ منْ ياقوتةٍ حمراءَ


أنس بن مالك

إذا مُدِحَ الفاسقُ اهتزَّ العرشُ


عبدالله بن مسعود

فإذا طلَعَ الفجرُ صعِدَ إلى العرشِ



عن الحسن البصري

أعطيتُ آيةَ الكرسيِّ منْ تحتِ العرشِ


أبو أمامة الباهلي

إنَّ أهلَ الفِرْدَوْسِ يَسمعونَ أطِيطَ العرْشِ


معاذ بن جبل

 إِنَّ المتحابَّيْنِ باللهِ فِي ظِلِّ العرشِ


العرشُ يئِطُّ من الرحمنِ أطيطَ الرحلِ


انس بن مالك

التّاجرُ الصَّدوقُ تحت ظلِّ العرشِ يومَ القيامةِ


عمر بن الخطاب

الطابعُ معلقٌ بقائمةِ العرشِ فإذا انتُهكتِ الحرماتُ


علي بن أبي طالب

فاتِحةُ الكتابِ أُنزِلَت من كَنزٍ تحتَ العرشِ


عن ابي رزين 


قلتُ يا رسولَ اللهِ: أين كان ربنا قبل أن يخلقَ السماءَ والأرضَ؟ قال في عما ما فوقَه هواءٌ وما تحتَه هواءٌ، ثم خلق العرشَ ثم استوى عليه 


حذيفة بن اليمان

أُعطِيتُ خواتيمَ سُورةِ البقرةِ مِن كنزٍ تحتَ العرشِ


علي بن أبي طالب

تزوَّجوا ولا تُطلِّقوا فإنَّ الطَّلاقَ يهتزُّ منه العرشُ


عائشة

أنفِقْ بِلالُ، ولا تخْشَ مِن ذي العَرشِ إقلالًا


عبدالله بن عباس

نعم الرَّيحانُ ينبتُ تحتَ العرشِ وماؤهُ شفاءٌ للعينِ


عبدالله بن عمر

الشَّمسُ والقمرُ وجوهُهما إلى العرشِ، وأَقْفاؤُهما إلى الدُّنيا.


العرس بن عميرة الكندي

 إنَّ للهِ ديكًا براثنُه في الأرضِ، وعُرفُه تحت العرشِ


أبو هريرة

إنَّ حولَ العرشِ منابرٌ مِنْ نورٍ عليها قومٌ لباسُهمْ


 أبو أيوب الأنصاري

المتحابُّونَ في اللهِ على كراسيَّ من ياقوتٍ حولَ العرشِ


معاذ بن جبل

المجرَّةُ الَّتي في السَّماءِ هي عِرقُ حيَّةٍ تحتَ العرشِ


عبدالرحمن بن عوف

ثلاثةٌ تحتَ العرشِ يومَ القيامةِ: القرآنُ يحاجُّ العبادَ، والأمانةُ، والرَّحمُ


اهتزازُ العرشِ وانتشارُ الرياحِ مِنْ جناتِ عدنٍ في آخرِ الليلِ


عبدالله بن عمر

من أحبَّ أن يستظلَّ تحت ظلِّ العرشِ فلْيُنظِرْ مُعسرًا ولْيَدْعُ له


 أنس بن مالك

مَن قتلَ عُصفورًا عبثًا جاءَ يَومَ القيامةِ ولَه صراخٌ عندَ العرشِ

 

أنه مزّق ثوبَه وأن جبريلَ أخذ قطعةً منه فعلّقها على العرشِ


 أبو هريرة

بين اللهِ وبين الملائكةِ الَّذين حول العرشِ سبعون حجابًا من نورٍ.


أبو موسى الأشعري

أنا وعليٌّ وفاطمةُ والحَسَنُ والحُسَينُ يومَ القيامةِ في قُبَّةٍ تحتَ العرشِ

 

أبو سعيد الخدري

خُتِمَ عليها بخاتمٍ فوُضِعَتْ تحت العرشِ، فلم تُكسَرْ إلى يومِ القيامةِ


علي بن أبي طالب

يُكْسى يومَ القيامةِ إبراهيمُ ثوبينِ أبيضينِ، ثمَّ يقامُ عن يَمينِ العَرشِ. ثمَّ أُدعى فأُكْسى ثوبينِ أخضَرينِ، ثمَّ أقامُ عن يسارِ العرشِ


 ابن القيسراني

إذا كان يومُ القيامةِ نادى منادٍ مِنْ تحتِ العرشِ هاتوا أصحابَ محمدٍ


 عبدالله بن عباس

النِّيَّةُ الصّادقةُ معلَّقةٌ بالعرشِ فإذا صدقَ العبدُ نيَّتَه تحرِّكَ العرشُ فيغفَرُ لَه


أبو أمامة الباهلي

سلوا اللهَ الفردوسَ فإنها سرةُ الجنةِ وإن أهلَ الفردوسِ ليسمعون أطيطَ العرشِ

 

أبو قتادة الحارث بن ربعي

من ترك لغريمِه أو تجاوزَ عنه كان في ظِلِّ العرشِ يومِ القيامةِ


أبي بن كعب

والَّذي نفسي بيدِه إنَّ لهذه الآيةِ لسانًا وشفتَيْن تقدِّسُ الملِكَ عندَ ساقِ العرشِ


أبو أمامة الباهلي

أَرْبَعُ أُنْزِلْنَ من كَنْزٍ تَحْتَ العرشِ: أُمُّ الكتابِ، وآيَةُ الْكُرْسِيِّ، وخَواتِيمُ البقرةِ، والكَوْثَرُ.


أبو عياض عمرو بن الأسود

عن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ قال العرشُ مطوَّقٌ بحيةٍ والوحيُ ينزلُ في السلاسلِ


وأخْرَجَ الخَطِيبُ في (تارِيخِهِ)، عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ قالَ: جاءَ نافِعُ بْنُ الأزْرَقِ إلى ابْنِ عَبّاسٍ فَقالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُفَسِّرَنَّ لِي آيًا مِن كِتابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أوْ لَأكْفُرَنَّ بِهِ، فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ويْحَكَ، أنا لَها اليَوْمَ، أيُّ آيٍ؟ قالَ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ماذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا﴾ وقالَ في آيَةٍ أُخْرى: ﴿ونَزَعْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكم فَعَلِمُوا أنَّ الحَقَّ لِلَّهِ﴾ [القصص: ٧٥] [القَصَصِ: ٧٥]، فَكَيْفَ عَلِمُوا، وقَدْ قالُوا: ﴿لا عِلْمَ لَنا﴾ ؟ وأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكم تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] [الزُّمَرِ: ٣١]، وقالَ في آيَةٍ أُخْرى: ﴿لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ﴾ [ق: ٢٨] [ق: ٢٨]، فَكَيْفَ يَخْتَصِمُونَ وقَدْ قالَ: ﴿لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ﴾ [ق: ٢٨] ؟ وأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أرْجُلُهُمْ﴾ [يس: ٦٥] [يس: ٦٥]، فَكَيْفَ شَهِدُوا وقَدْ خَتَمَ عَلى الأفْواهِ؟ فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا ابْنَ الأزْرَقِ، إنَّ لِلْقِيامَةِ أحْوالًا وأهْوالًا، وفَظائِعَ وزَلازِلَ، فَإذا تَشَقَّقَتِ السَّماواتُ، وتَناثَرَتِ النُّجُومُ، وذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ والقَمَرِ، وذَهَلَتِ الأُمَّهاتُ عَنِ الأوْلادِ، وقَذَفَتِ الحَوامِلُ ما في البُطُونِ، وسُجِّرَتِ البِحارُ، ودُكْدِكَتِ الجِبالُ، ولَمْ يَلْتَفِتْ والِدٌ إلى ولَدٍ، ولا ولَدٌ إلى والِدٍ، وجِيءَ بِالجَنَّةِ تَلُوحُ فِيها قِبابُ الدُّرِّ والياقُوتِ، حَتّى تُنْصَبَ عَلى يَمِينِ العَرْشِ، ثُمَّ جِيءَ بِجَهَنَّمَ تُقادُ بِسَبْعِينَ ألْفَ زِمامٍ مِن حَدِيدٍ، مُمْسِكٌ بِكُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، لَها عَيْنانِ زَرْقاوانِ، تُجَرُّ الشَّفَةُ السُّفْلى أرْبَعِينَ عامًا، تَخْطِرُ كَما يَخْطِرُ الفَحْلُ، لَوْ تُرِكَتْ لَأتَتْ عَلى كُلِّ مُؤْمِنٍ وكافِرٍ، ثُمَّ يُؤْتى بِها حَتّى تُنْصَبَ عَنْ يَسارِ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنُ رَبَّها في السُّجُودِ، فَيَأْذَنُ لَها، فَتَحْمَدُهُ بِمَحامِدَ لَمْ يَسْمَعِ الخَلائِقُ بِمِثْلِها، تَقُولُ: لَكَ الحَمْدُ إلَهِي إذْ جَعَلْتَنِي أنْتَقِمُ مِن أعْدائِكَ، ولَمْ تَجْعَلْ لِي شَيْئًا مِمّا خَلَقْتَ تَنْتَقِمُ بِهِ مِنِّي، إلَيَّ أهْلِي، فَلَهِيَ أعْرَفُ بِأهْلِها مِنَ الطَّيْرِ بِالحَبِّ عَلى وجْهِ الأرْضِ، حَتّى إذا كانَتْ مِنَ المَوْقِفِ عَلى مَسِيرَةِ مِائَةِ عامٍ، وهو قَوْلُ اللَّهِ تَعالى: ﴿إذا رَأتْهم مِن مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ [الفرقان: ١٢] [الفُرْقانِ: ١٢]، زَفَرَتْ زَفْرَةً، فَلا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولا صِدِّيقٌ مُنْتَخَبٌ، ولا شَهِيدٌ مِمّا هُنالِكَ، إلّا خَرَّ جاثِيًا عَلى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ تَزْفِرُ الثّانِيَةَ زَفْرَةً، فَلا يَبْقى قَطْرَةٌ مِنَ الدُّمُوعِ إلّا بَدَرَتْ، فَلَوْ كانَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ يَوْمَئِذٍ عَمَلُ اثْنَيْنِ وسَبْعِينَ نَبِيًّا لَظَنَّ أنَّهُ سَيُواقِعُها، ثُمَّ تَزْفِرُ الثّالِثَةَ زَفْرَةً، فَتَنْقَلِعُ القُلُوبُ


القُلُوبُ مِن أماكِنِها، فَتَصِيرُ بَيْنَ اللَّهَواتِ والحَناجِرِ، ويَعْلُو سَوادُ العُيُونِ بَياضَها، يُنادِي كُلُّ آدَمِيٍّ يَوْمَئِذٍ: يا رَبِّ، نَفْسِي نَفْسِي، لا أسْألُكَ غَيْرَها، حَتّى إنَّ إبْراهِيمَ لَيَتَعَلَّقُ بِساقِ العَرْشِ يُنادِي: يا رَبِّ، نَفْسِي نَفْسِي لا أسْألُكَ غَيْرَها، ونَبِيُّكم ﷺ يَقُولُ: (يا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي)، لا هِمَّةَ لَهُ غَيْرُكُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُدْعى بِالأنْبِياءِ والرُّسُلِ، فَيُقالُ لَهم: ماذا أُجِبْتُمْ؟ قالُوا: لا عِلْمَ لَنا، طاشَتِ الأحْلامُ، وذَهَلَتِ العُقُولُ، فَإذا رَجَعَتِ القُلُوبُ إلى أماكِنِها ( نَزَعْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنا هاتُوا بِرِهانِكم فَعَلِمُوا أنَّ الحَقَّ لِلَّهِ ) وأمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكم تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] فَهَذا وهم بِالمَوْقِفِ يَخْتَصِمُونَ، فَيُؤْخَذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظّالِمِ، ولِلْمَمْلُوكِ مِنَ المالِكِ، ولِلضَّعِيفِ مِنَ الشَّدِيدِ، ولِلْجَمّاءِ مِنَ القَرْناءِ، حَتّى يُؤَدّى إلى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، فَإذا أُدِّيَ إلى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ، أُمِرَ بِأهْلِ الجَنَّةِ إلى الجَنَّةِ، وأهْلِ النّارِ إلى النّارِ، فَلَمّا أُمِرَ بِأهْلِ النّارِ إلى النّارِ اخْتَصَمُوا، فَقالُوا: ﴿رَبَّنا هَؤُلاءِ أضَلُّونا﴾ [الأعراف: ٣٨] [الأعْرافِ: ٣٨]، و﴿رَبَّنا مَن قَدَّمَ لَنا هَذا فَزِدْهُ عَذابًا ضِعْفًا في النّارِ﴾ [ص: ٦١] [ص: ٦١]، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى: ﴿لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وقَدْ قَدَّمْتُ إلَيْكم بِالوَعِيدِ ق: ٢٨] [ق: ٢٨]، إنَّما الخُصُومَةُ بِالمَوْقِفِ، وقَدْ قَضَيْتُ بَيْنَكم بِالمَوْقِفِ، فَلا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ.

وأمّا قَوْلُهُ: ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أرْجُلُهُمْ﴾ [يس: ٦٥] فَهَذا يَوْمَ القِيامَةِ، حَيْثُ يَرى الكُفّارُ ما يُعْطِي اللَّهُ أهْلَ التَّوْحِيدِ مِنَ الفَضائِلِ والخَيْرِ، يَقُولُونَ: تَعالَوْا حَتّى نَحْلِفَ بِاللَّهِ ما كُنّا مُشْرِكِينَ، فَتَتَكَلَّمُ الأيْدِي بِخِلافِ ما قالَتِ الألْسُنُ، وتَشْهَدُ الأرْجُلُ تَصْدِيقًا لِلْأيْدِي، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلْأفْواهِ فَتَنْطِقُ فَقالُوا لِجُلُودِهِمْ: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا؟ قالُوا: أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِي أنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَنْ {مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} , فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لا أُقَاتِلُ بَعْدَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى الْعَرْشِ.

وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَرَأَيْتُ عُمَرَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ.

وَرَأَيْتُ عُثْمَانَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى عُمَرَ.

وَرَأَيْتُ دِمَاءً دُونَهُمْ.

فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الدِّمَاءُ؟ قِيلَ: دِمَاءُ عُثْمَانَ يَطْلُبُ اللَّهَ بِهِ.

عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَشْتَهِي اللَّحْمَ، فَيَجِيءُ الطَّائِرُ فَيَقَعُ قُدَّامَهُ، فَيَقُولُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ، شَرِبْتَ مِنَ السَّلْسَبِيلِ، وَرُعِيتَ مِنَ الزَّنْجَبِيلِ، وَرَتَعْتُ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ فَكُلْنِي

: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: [ص:180] " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَفِي يَدِهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِي وَسَطِهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، يَعْرِضُهُ عَلَيْكَ رَبُّكَ لِيَكُونَ لَكَ عِيدًا وَلِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ فَمَا هَذِهِ النُّكْتَةُ السَّوْدَاءُ؟ قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةُ، وَهِيَ تَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ سَيِّدُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَنَحْنُ نَدْعُوهُ فِي الْجَنَّةِ: يَوْمَ الْمَزِيدِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَلِمَ تَدْعُونَهُ يَوْمَ الْمَزِيدِ؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى ذَلِكَ الْوَادِي، وَقَدْ حُفَّ الْعَرْشُ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ، وَقَدْ حُفَّتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ،

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَمْ تَرْضُوا مِنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا كَانَ يَتَوَلَّى وَيَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ حُرْمَةَ الْبَيْتِ لَإِلَى الْعَرْشِ فِي السَّمَاوَاتِ وَإِلَى الْأَرَضِينَ السُّفْلَى "،

ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " مِنْ كُنُوزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ثَلَاثَةٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ لَمْ يَسْتَطِعِ الْحَجَّ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: أَلَا إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى الْعَامَ بِالْحَجِّ، وَلَوْ كَانَ لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ لَمْ يَعْتَمِرْ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: أَلَا إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ [ص:399] اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعُمْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا ضَرَبَهُ الْمُشْرِكُونَ بِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ لَمْ يَقْتُلْ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَكْرَمَهُ اللهُ بِالشَّهَادَةِ "

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقْتِ إِنَّ خَيْرَ الْبِقَاعِ وَأَطْهَرَهَا وَأَزْكَاهَا وَأَقْرَبَهَا مِنَ اللهِ تَعَالَى مَا بَيْنَ الرُّكْنِ، وَالْمَقَامِ، وَإِنَّ فِيمَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَمَنْ صَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، نُودِيَ [ص:469] مَنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيُّهَا الْعَبْدُ غُفِرَ لَكَ مَا قَدْ سَلَفَ مِنْكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ "

، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يُقَالُ: " إِنَّ الْعَرْشَ بِحِيَالِ الْحَرَمِ "

قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةِ كُنُوزِ الْعَرْشِ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهِنَّ، قَالَ: " وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ يَا جِبْرِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ قُلْ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ، يَا مَنْ لَا يُؤَاخِذُ بِالْجَرِيرَةِ، وَلَا يَهْتِكُ السِّتْرَ يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى، وَيَا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يَا عَظِيمَ الْمَنِّ، يَا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتَحْقَاقِهَا، يَا رَبَّنَا، وَيَا سَيِّدَنَا، وَيَا مَوْلَانَا، وَيَا غَايَةَ رَغْبَتُنَا، أَسْأَلُكَ يَا اللَّهَ أَنْ لَا تَشْوِي خَلْقِي بِالنَّارِ،

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: " يا زبير إن مفاتح الرزق بإزاء العرش.

عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ يَلْتَمِسُ مَرْضَاةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنَّ عَبْدِي فُلَانًا يَلْتَمِسُ أَنْ يُرْضِيَنِي، فَرِضَائِي عَلَيْهِ» . قَالَ: «فَيَقُولُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى فُلَانٍ، وَتَقُولُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَجْمَعُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ [ص:88] مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا عَنْكُمْ، فَيَقُومُ النَّاسُ فَيَتَعَلَّقُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فِي ظُلَامَاتِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، لِيَعْفُ بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَعَلَيَّ الثَّوَابُ»

سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ: عَنِ الشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَالنُّجُومِ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خُلِقْنَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ نُورِ الْعَرْشِ»

هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ضَمَّ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ جَنَاحَهُ فَلَا يَرْجِعَنَّ بِشَيْءٍ حَتَّى يَبْلُغَ بِهِنَّ الْعَرْشَ، وَلَا يَمُرُّ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِنَّ وَعَلَى قَائِلِهِنَّ. وَالتَّسْبِيحُ تَنْزِيهُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ»

أبو خالد الاحمر عن محمد بن إسحاق قال حدثني عمي موسى بن يسار أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء : إن في ظل العرش رجلا قلبه معلق في المساجد من حبها.

نَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ثَلاثَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: القُرْآنُ يُحَاجُّ الْعِبَادَ لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَالأَمَانَةُ،

{إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18]، قَالَ: عِلِّيُّونَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: تَحْتَ قَائِمَةِ الْعَرْشِ الْيُمْنَى،

عن أبي الطفيل، قال: شهدت عليًّا -رضي الله عنه- وهو يخطب قال: الصراح فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعدون فيه إلى يوم القيامة.

عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم, فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم صَلاَتَهُ قَالَ: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا إِلاَّ الْخَيْرَ، قَالَ: لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ, فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ: مَنْ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ: بِسْمِ اللهِ، وَإِذَا فَرَغَ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ, طُبِعَ عَلَيْهَا بِطَابَعٍ, ثُمَّ وُضِعَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ, فَلَمْ تُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

رأيت ابراهيم الصائغ في النوم- قال: وما عرفته قط- فقلت: بأي شيء نجوت؟ قال: بهذا الدعاء: «اللهم يا عالم الخفيات، رفيع الدرجات، ذا العرش، يلقى الروح على من يشاء من عبادك، غافر الذنب، قابل التوب، شديد العقاب، ذا الطول، لا إله إلا أنت «

عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. وذكرنا أن معناه فيما نرى أنه موضوع من العرش موضع القدمين من السرير،

فِي رِوَايَةٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَدِينَةً خُلِقَتْ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ، مُعَلَّقَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، وَشَجَرُهَا مِنْ نُورٍ، وَمَاؤُهَا السَّلْسَبِيلُ، وَحُورُ عِينِهَا خُلِقَتْ مِنْ بَنَاتِ الْجِنَانِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ ذُؤَابَةً، لَوْ أَنَّ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ عُلِّقَتْ فِي الْمَشْرِقِ، لَأَضَاءَتْ أَهْلَ الْمَغْرِبِ»

وَعَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18]، قَالَ: فِي قَائِمَةِ الْعَرْشِ الْيُمْنَى

عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ مَلَأَ الْعَرْشَ حَتَّى إِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : إن الأرواح يعرج بها في منامها و تؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش و من كان ليس بطاهر سجد بعيدا من العرش

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تَدْخُلَ الْحَمَّامَ إِلَّا مِنْ سَقَمٍ، فَإِنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَتْنِي عَلَى مَفْرَشِهَا، قَالَتْ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَفْرَشِي هَذَا، قَالَ: «إِذَا وَضَعَتِ الْمَرْأَةُ خِمَارَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، هَتَكَتْ مَا [ص:374] بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ سِتْرٍ، فَلَمْ يَتَنَاهَا دُونَ الْعَرْشِ»

عَنْ عَامِرِ بن شهر قَالَ كلمتان سَمِعْتُهُمَا مَا أُحِبُّ أَنْ لِي بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِِحْدَاهُمَا مِنَ النَّجَاشِيِّ وَالأُخْرَى من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الَّتِي سَمِعْتُهَا من النَّجَاشِيّ فَإنَّا كُنَّا عِنْده إِذْ جَاءَ ابْنٌ لَهُ مِنَ الْكُتَّابِ فَعَرَضَ لَوْحَهُ قَالَ وَكُنْتُ أَفْهَمُ بَعْضَ كَلامِهِمْ فَمَرَّ بِآيَةٍ فَضَحِكْتُ فَقَالَ مَا الَّذِي أَضْحَكَكَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لنزلت مِنْ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ إِِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ إِِنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الأَرْضِ إِِذَا كَانَتْ إِِمَارَةُ الصِّبْيَانِ وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُول: "اسمعوا من قُرَيْش ودعوا فعلهم".

 

ن كعبٍ قالَ: إنَّ للكلامِ الطيبِ دَويَّاً تحتَ العرشِ [يُذكرُ بصاحبِه] (3) .

عن عطاءٍ قالَ: كانوا يَرونَ أنَّ العرشَ على الحرمِ

فيشفعُ جبريلُ وجميعُ حملةِ العرشِ عليهم السلامُ فيَقولونَ: رحمةُ اللهِ على فلانٍ ومغفرتُهُ لفلانٍ، ويقولُ: يا ربِّ وجدتُّ عبدَكَ الذي وجدتُّه عامَ أولَ على العبادةِ وعلى السُّنةِ، ووجدتُّه العامَ قد أَحدثَ حَدَثاً وتولَّى عما / يؤمَرُ به، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ إنَّه إنْ تابَ وأعتَبني قبلَ أَن يموتَ بثلاثِ ساعاتٍ غَفرتُ له، فيقولُ جبريلُ: لكَ الحمدُ إلهي، أَنت أرحمُ مِن خَلقِكَ بخَلقِكَ، وأنتَ أَرحمُ بعبادِكَ مِن عبادِكَ بأنفُسِهم.

قالَ: فيرتجُّ العرشُ وما حولَه والحجبُ وما فيها والسماواتُ بمَن فيهنَّ تقولُ (3) : الحمدُ للهِ الرحيمِ.

وَفِي رِوَايَةِ 11293 حَنْبَلٍ: " أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ} وَقَوْلِهِ {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] قَالَ: عِلْمُهُ: عَالِمٌ بِالْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ , عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِالْكُلِّ , وَرَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ , وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِعِلْمِهِ

سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 25] ، قَالَ: " يُقَامُ دَاوُدُ عَلَيْهِ [ص:229] السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ، يَقُولُ: يَا دَاوُدُ، مَجِّدْنِي بِذَلِكَ الصَّوْتِ الْحَسَنِ الرَّخِيمِ الَّذِي كُنْتَ تُمَجِّدُنِي بِهِ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ سَلَبْتَنِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي سَأَرُدُّهُ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَيَنْدَفِعُ دَاوُدُ بِصَوْتٍ يَسْتَفْرِغُ نَعِيمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ "عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ عَلَى كَرَاسِيٍّ مِنْ يَاقُوتٍ حَوْلَ الْعَرْشِ»

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: ألَا مَنْ بَرَأَ اللَّهُ مِنْ ذَنْبِهِ وَأَلْزَمَهُ نَفْسَهُ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَغْفُورًا لَهُ

 

 

عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ

وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَعْرَافِ سُورَةَ الْأَنْفَالِ وَبَرَاءَةِ وَكَانَ الْعَرْشُ وَحَمَلَتُهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ فِي الدُّنْيَا.

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: «أَنْصِتُوا فَطَالَمَا أَنْصَتَ لَكُمْ،

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْقُرْآنُ يُحَاجُّ الْعِبَادِ , لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَالرَّحِمُ يُنَادِي أَلَا مَنْ وَصَلَنِي , فَوَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي , قَطَعَهُ اللَّهُ وَالْأَمَانَةُ "

حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «إِنَّ الْمَطَرَ يَخِرُّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَيَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْأَبْزَمُ، فَتَجِيءُ السَّحَابَةُ السَّوْدَاءُ، فَتَشْرَبُهُ»

قَالَ: " فَظَنَّتِ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ مَا قَالُوا رَدًّا عَلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّهُ قَدْ غَضِبَ مِنْ قَوْلِهِمْ فَلَاذُوا بِالْعَرْشِ، وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَأَشَارُوا بِالْأَصَابِعِ يَتَضَرَّعُونَ، وَيَبْكُونَ إِشْفَاقًا لِغَضَبِهِ، وَطَافُوا بِالْعَرْشِ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ، فَنَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَتِ الرَّحْمَةُ عَلَيْهِمْ، فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ الْعَرْشِ بَيْتًا عَلَى أَرْبَعِ أَسَاطِينَ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَغَشَاهُنَّ بِيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَسُمِّيَ ذَلِكَ الْبَيْتُ الضُّرَاحَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةَ: طُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ، وَدَعُوا الْعَرْشَ، قَالَ: " فَطَافَتِ الْمَلَائِكَةُ بِالْبَيْتِ، وَتَرَكُوا الْعَرْشَ، وَصَارَ أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَرْشِ، وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدْخُلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا،

عَنْ لَيْثِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا الْبَيْتُ خَامِسَ خَمْسَةَ عَشَرَ بَيْتًا، سَبْعَةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ إِلَى الْعَرْشِ، وَسَبْعَةٌ مِنْهَا إِلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَأَعْلَاهَا الَّذِي يَلِي الْعَرْشَ، الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ لِكُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا حَرَمٌ كَحَرَمِ هَذَا الْبَيْتِ، لَوْ سَقَطَ مِنْهَا بَيْتٌ لَسَقَطَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ إِلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَلِكُلِّ بَيْتٍ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَمِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ مَنْ يَعْمُرُهُ كَمَا يَعْمُرُ هَذَا الْبَيْتَ»

عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَرَمَ حَرَّمَ مَا بِحِيَالِهِ إِلَى الْعَرْشِ "

ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِذَا كانَ يومُ القِيامةِ دَخَلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنادِي (3) مِنْ تَحْتِ العرشِ: يَا أهلَ الجَمْعِ، تَتَارَكُوا المَظَالِمَ بَيْنَكم وثَوَابُكم عَلَيَّ

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ((أنَّها رَأَتْ عَلَى يَدَيْ امرأةٍ أَثَرَ المِغْزَل، فقالَتْ لَهَا: أَبْشِرِيْ بِمَا لكِ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، لَوْ رأيتُمْ (1) بعضَ مَا أعدَّ اللَّهُ لكُم (2) معاشِرَ النِّسَاءِ لما أَقْرَرْتُمْ (3) ليلاً ولا نهاراً، مَا مِنِ امْرَأَةٍ غَزَلَتْ لزوجِها ولنفسِها ولصِبْيانِها إِلا أَعْطَاهَا اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِكُلِّ طاقةٍ نُورًا حَتَّى ملأَتْ مِغْزَلَها، فَإِذَا ملأَتْ مِغْزَلَها أَعْطَاهَا اللَّهُ عزَّ وجلَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أوسعَ مِنَ المَشْرِق إِلَى المغرِب، وَلَهَا بكلِّ ثوبٍ مائةُ ألفٍ وَعِشْرِينَ ألفَ مَدِينَةٍ، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ تسبيحٌ يعدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَوْتِ صَرِيْرٍ يخرُجُ مِنْ مِغْزَل النّساء [ل/102أ] ، إنَّ صَرِيْراً لِمِغْزَل النِّساء لَهُ.... (4) حَتَّى تنتهيَ إِلَى الْعَرْشِ، لَهُ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النَّحْل،عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ بمنزِلة قولِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ، وَلا يستَقِرَّ حتَّى ينظُرَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَقُولُ: مرحَباً، مرحَباً، قَدْ غفرتُ لصاحِبَتِك مِنْ قَبْلِ أَنْ تأتيَني، اشهَدُوا يَا مَلائِكَتِي أَنّي قَدْ غفرتُ لوالدَيْها وَمَا وَلَدَا، أَبْلِغُوا النِّساءَ عَنِّي مَا أَقُولُ: مَا مِنِ امْرأةٍ غَزَلَتْ حتَّى كَسَتْ (1)

نَفسَها إِلا اسْتَغْفَرَ لَهَا سبعُ سمواتٍ وَمَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وتخرُجُ مِنْ قَبْرِهَا وَعَلَيْهَا حُلَّةٌ وَعَلَى رأسِها خِمَارٌ، وبينَ يَدَيْها وَعَنْ يَمِيْنِها مَلَكٌ يُنَاوِلهُا (2) شَرْبةً مِنَ السَّلْسَبِيل، وَيَأْتِيهَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَحْمِلُها عَلَى جَناحِه فيمُرُّ بِهَا الجنَّة، فَإِذَا دخلَتْ استقبَلَها ثَمَانُونَ (3) ألفَ وَصِيْفةٍ مَعَ كلِّ وَصِيفة حُلَلٌ وطِيْبٌ لا يُشْبِه بعضُها بَعْضًا، وَلَهَا فِي الْجَنَّةِ قصرٌ مِنْ زُمُرُّدةٍ بيضاءَ، عليها ثلاثُمِائةِ بابٍ، يدخُل عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ بَابٍ ملائكةٌ مَعَ كُلِّ مَلَك مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ هديَّةٌ، أَبْشِرُوا (4) مَعَاشِرَ النِّساء، مَا لكُنَّ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ بطاعتِكم (5) لبُعُولَتِكنَّ وخِدْمَتِكنَّ لأولادِكُنَّ، أَنْتُمُ (6) المَساكِينُ فِي الدُّنيا والسَّابِقون (7) إِلَى الْجَنَّةِ مَعَ أَزْوَاجِ الأَنْبِيَاءِ،يَغْفِرُ اللَّهُ لكُنّ لكلِّ ذنبٍ عَمِلْتُنَّ مَا خَلاَ الكَبَائِرَ، فَإِذَا حَمَلْتُنَّ مِنْ أزواجِكُنَّ وحَضَرَكُنَّ الطَّلْقُ [ل/102ب] حتَّى إذا وضعتُمْ (1) ما في بُطونِكم (2) غفر الله عزَّ وجلَّ لكم (3) الكَبائِر مَا أصابَكُنَّ مِنَ الوَجَع وَكَتَبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لكُنَّ فِي نِفاسِكُنَّ بكلِّ يومٍ عبادةَ ألفِ سَنَةٍ، صيامَ نهارِها وقيامَ لَيَالِيها، وطُوْبَى لكُنَّ وحُسن مَآبٍ، فَلِذَلِكَ قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِسكينةٌ، مِسكينةٌ، مِسكينةٌ، امرأةٌ لَيْسَ لَهَا زوجٌ"، امرأةٌ حَامِلَةٌ (4)

مِنْ زوجِها أفضلُ عِنْدَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ مِنَ امرأةٍ عابدةٍ زاهِدةٍ بِلاَ زوجٍ،

إذ يدعو الله عز وجل بالشمس والقمر، فيجاء بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلزال وبلبال، ترعد فرائصهما من هول ذلك اليوم ومخافة الرحمن، حتى إذا كانا حيال العرش خرا لله ساجدين؛ فيقولان: إلهنا قد علمت طاعتنا ودءوبنا في عبادتك، وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا، فلا تعذبنا بعبادة المشركين إيانا، فإنا لم ندع إلى عبادتنا، ولم نذهل عن عبادتك! قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: صدقتما، وإني قضيت على نفسي أن أبدئ وأعيد، وإني معيدكما فيما بدأتكما منه، فارجعا إلى ما خلقتما منه، قالا: إلهنا ومم خلقتنا؟ قال: خلقتكما من نور عرشي فارجعا إليه. قال: فليتمع من كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار نورا، فتختلط بنور العرش. فذلك قوله عز وجل: ?يبدئ ويعيد

 

يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، قال: وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل ناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدنيا، قال: فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر وإلى الأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون، قال: ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فيأتيهم الرب عز وجل فيقول: ما بالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ قال: فيقولون: إن لنا إلها ما رأيناه بعد، فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناه عرفناه، قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه، فعند ذلك يكشف عن ساق فيخرون له سجدا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، فيرفعون رؤوسهم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم

 

ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم من كان أجره على الله تعالى فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [ص:310] بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ [ص:311] عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] قَالَ: " كَانَ عَرْشُ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى الْمَاءِ , ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَنَّةً، ثُمَّ اتَّخَذَ دُونَهَا أُخْرَى , ثُمَّ أَطْبَقَهُمَا بِلُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ "، ثُمَّ قَالَ: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن: 62] وَهِيَ الَّتِي لَا يَعْلَمُ الْخَلَائِقُ مَا فِيهِمَا، وَهِيَ الَّتِي قَالَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] تَأْتِيهِمْ مِنْهَا أَوْ مِنْهُمَا كُلَّ يَوْمٍ تَحِيَّةٌ

 

قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جُهِدَتِ الْأَنْفُسُ، وَضَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الْأَمْوَالُ، وَهَلَكَتِ الْأَنْعَامُ، فَاسْتَسْقِ اللَّهَ لَنَا، فإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ، وَنَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " وَيْحَكَ، تَدْرِي مَا تَقُولُ، [ص:330] فَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ، فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوِهِ أصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلَكَ، لَا يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَيْحَكَ مَا تُدْري مَا اللَّهُ؟، إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ وَأَرَاضِيهِ هَكَذَا " , وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ وَصَفَ ذَلِكَ وَهْبٌ وَأَمَالَ كَفَّهُ وَأَصَابِعَهُ الْيُمْنَى وَقَالَ هَكَذَا وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5] قَالَ: " مِمَّنْ فَوْقِهِنَّ مِنَ الثِّقَلِ " قَالَ: وَقَرَأَهَا خُصَيْفٌ، يَنْفَطِرْنَ

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] قَالَ: " بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

عَنْ [ص:342] قَتَادَةَ، {يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5] قَالَ: " يَنْفَطِرْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ "

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " تَفَكَّرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ، فَإِنَّ بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى كُرْسِيِّهِ أَلْفَ نُورٍ وَهُوَ فَوْقَ ذَلِكَ "

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، غِلَظُ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَة سَنَةٍ، [ص:347] وَالْأَرَضِينَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ كُلِّهِ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] قَالَ: " مُمْتَلِئَةٌ

عَنْ عُمَيْرِ بْنِ [ص:350] عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا أَمْسَكْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَدَأَنِي، وَإِنْ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ أَنْبَأَنِي، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي عَنْ رَبِّهِ قَالَ: قَالَ الرَّبُّ جَلَّ وَعَزَّ: وَارْتِفَاعِي فَوْقَ عَرْشِي، مَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ , وَلَا مِنْ أَهْلِ بِيتٍ كَانُوا عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ مَعْصِيَتِي، ثُمَّ تَحَوَّلُوا عَنْهَا إِلَى مَا أحْبَبْتُ مِنْ طَاعَتِي إِلَّا تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُونَ مِنْ عَذَابِي إِلَى مَا يُحِبُّونَ مِنْ رَحْمَتِي

قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، أَنْتَ تَعَالَيْتَ فَوْقَ عَرْشِكَ، وَجَعَلْتَ خَشْيَتَكَ عَلَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَأَقْرَبُ خَلْقِكَ مِنْكَ أَشَدُّهُمْ لَكَ خَشْيَةً، وَمَا عِلْمُ مَنْ لَمْ يَخْشَكَ وَمَا حِكْمَةُ مَنْ لَمْ يُطِعْ أمْرَكَ "

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: اللَّهُمَّ إني أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ , وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ , وَجَمِيعَ خَلْقِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ [ص:363] لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أُعْتِقَ اللَّهُ رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَإِنْ قَالَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ "

عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: " حَمَلَةُ [ص:368] الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، فَأَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَأَرْبَعَةٌ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ " قَالَ: " وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ ذُنُوبَ بَنِي آدَمَ "

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ [ص:372] عَنْهُمَا قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ كَعْبِ أحَدِهِمْ إِلَى أَسْفَلِ قَدَمَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ،

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17][ص:376] قَالَ: الثَّمَانِيَةُ , يَقُولُ: ثَّمَانِيَةُ أَجْزَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ , قَالَ: الْجِنُّ , وَالْإِنْسُ , وَالشَّيَاطِينُ , وَالْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ إِلَّا الْكَرُوبِيِّينَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ جُزْءٌ وَالْكَرُوبِيُّونَ ثَمَانِيَةُ أَجْزَاءٍ، كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُمْ بِعُدَّةِ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ. قَالَ: فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17]

سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] قَالَ: " ثَمَانِيَةُ أَمْلَاكٍ فِي صُورَةِ الْأَوْعَالِ قَالَ: مَا بَيْنَ ظِلْفِ قَدَمِهِمْ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِينَ خَرِيفًا "

عَنْ مَيْسَرَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17][ص:380] قَالَ: " أرْجُلُهُمْ فِي التُّخُومِ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرْفَعُوا أبْصَارَهُمْ مِنْ شُعَاعِ النُّورِ "

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَسْرَجَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ بِسِرَاجٍ لَمْ يَزَلِ الْمَلَائِكَةُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ ضَوْءٌ مِنْ ذَلِكَ السِّرَاجِ "

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص:390] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَلَّا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا. قَالَ: فَتَرَكَهَا،

حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، [ص:399] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: " لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ، إِنِّي مُهْبِطٌ مَعَكَ بَيْتًا يُطَافُ حَوْلَهُ كَمَا يُطَافُ حَوْلَ عَرْشِي، وَيُصَلَّى عِنْدَهُ كَمَا يُصَلَّى عِنْدَ عَرْشِي. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ الطُّوفَانُ رُفِعَ، فَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تَحُجُّهُ , فَيَأْتُونَهُ , وَلَا يَعْرِفُونَ مَوْضِعَهُ، حَتَّى بَوَّأَهُ اللَّهُ لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

 

قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آتِي بَابَ الْجَنَّةِ , فَآخُذُ بحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَيَتَجَلَّى لِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، أَوْ عَلَى كُرْسِيِّهِ

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَألَ جِبْرِيلَ أيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَا أَدْرِي، إِلَّا أَنَّ الْعَرْشَ يَهْتَزُّ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا مِنْ [ص:427] شَيْءٍ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهُ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كانْتَ لَهُ امْرَأَةٌ جِمِيلَةٌ فَأُولِعَ بِهِ رَجُلٌ يُخْبِرُهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَذَا وَكَذَا بِالْفُحْشِ قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ وَلَهَا عَلَيَّ دَيْنٌ؟ قَالَ: فَأَنَا أُسَلِّفُكَ مَا عَلَيْكَ، فَطَلَّقَهَا ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا أخَذَهُ بِحَقِّهِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ بِي حَتَّى فَعَلْتُ الَّذِي فَعَلْتُ، ثُمَّ تَزَوَّجْتَ امْرَأَتِي. قَالَ: فَلَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ حَتَّى أَجَرَهُ نَفْسَهُ، فَبَيْنمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَكَلَا طَعَامًا , فَجَعَلَ يَصُبُّ عَلَيْهِما الْمَاءَ , فَبَكى , فَاهْتَزَّ الْعَرْشُ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي "

عَنْ سَعِيدِ بْنِ [ص:428] بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18] قَالَ: " فِي قَائِمَةِ الْعَرْشِ الْيَمِينِ "

حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ عِيسَى قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَلَهُ فَضْلُ أُجُورِهِمْ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَظَلَّهُ اللَّهُ بِظِلِّ عَرْشِهِ، وَأَطْعَمَهُ مِنْ ثَمَرِ [ص:432] الْجَنَّةِ وَشَرِبَ مِنَ الْكَوْثَرِ، وَاغْتَسَلَ مِنَ السَّلْسَبِيلِ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قَالَ: " الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَالْعَرْشُ لَا يُقَدِّرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ "

عَنْ وَهْبِ بْنِ [ص:440] مُنَبِّهٍ قَالَ: " الْعَرْشُ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "

عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ: لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِائَةَ أَلْفٍ، لَمْ يَصِلْ إِلَى الْحَجِّ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَ فُلَانًا الْعَامَ بِالْحَجِّ، وَلَوْ أَنَّ لَهُ مِائَةَ أَلْفٍ لَمْ يَصِلْ إِلَى الْعُمْرَةِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَ فُلَانًا بِالْعُمْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ فِيمَا بَيْنَ صَفَّيْنِ , فَضَرَبَ مِائَةَ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ لَمْ يُرْزَقِ الشَّهَادَةَ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ فُلَانًا بِالشَّهَادَةِ "

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] قَالَ: " الْبَحْرُ بَحْرُ السَّمَاءِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، الْمَحْبُوسُ عَنِ الْعِبَادِ "

أمِّ سَعْدٍ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ: [ص:450] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَرْشُ عَلَى مَلَكٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي صُورَةِ دِيكٍ، رِجْلَاهُ فِي التُّخُومِ السُّفْلَى وَعُنُقُهُ مَثْنِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا سَبَّحَ اللَّهَ ذَلِكَ الْمَلَكُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ إِلَّا سَبَّحَ "

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَكْتُوبٌ فِي سَقْفِ الْعَرْشِ، رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي "

عَنْ حَبِيبِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْجُمَحِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ وَهُوَ يَبْتَسِمُ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: ضَحِكْتُ مِنْ رَحِمٍ رَأَيْتُهَا مُعَلَّقَةً بِالْعَرْشِ تَدْعُو اللَّهَ عَلَى مَنْ قَطَعَهَا. قَالَ: قُلْتُ: يَا [ص:456] جِبْرِيلُ، كَمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا؟ قَالَ: خَمْسَةَ عَشَرَ أَبًا "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَا جِبْرِيلُ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِيهِ إِذِ انْشَقَّ أفُقُ السَّمَاءِ، فَدَخَلَ جِبْرِيلَ مِنْ ذَلِكَ خَوْفٌ، فَإِذَا مَلَكٌ قَدْ تمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَخْتَارَ عَبْدًا نَبِيًّا أَوْ مَلِكًا نَبِيًّا، فَأَشَارَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ بِيَدِهِ [ص:462] أَنْ تَوَاضَعْ، فَقُلْتُ: عَبْدًا نَبِيًّا. فَارْتَفَعَ ذَلِكَ الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا , فَرَأَيْتُ مِنْ حَالِكَ مَا شَغَلَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا إِسْرَافِيلُ، خَلَقَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ , صَافًّا قَدَمَيْهِ، لَا يَرْفَعُ طَرْفَهُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّبِّ سَبْعُونَ نُورًا، مَا مِنْهَا نُورٌ يَكَادُ يَدْنُو مِنْهُ إِلَّا احْتَرَقَ، بَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ارْتَفَعَ ذَلِكَ اللَّوْحُ فَضَرَبَ جَبِينَهُ فَيَنْظُرُ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِي أَمَرَنِي بِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مِيكَائِيلَ أمَرَهُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مَلَكِ الْمَوْتِ أمَرَهُ بِهِ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، وَعَلَى أَيْ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلَى الرِّيحِ وَالْجُنُودِ. قُلْتُ: وَعَلَى أَيْ شي مِيكَائِيلُ؟ قَالَ: عَلَى النَّبَاتِ وَالْقَطْرِ. قُلْتُ: وعَلَى أَيْ شيء مَلَكُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: عَلَى قَبْضِ الْأَنْفُسِ، وَمَا ظَنَنْتُهُ هَبَطَ إِلَّا لِقِيَامِ السَّاعَةِ، وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنِّي إِلَّا خَوْفًا مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ "

عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: " لَيْسَ يَصْعَدُ إِلَى [ص:477] اللَّهِ مِنْكُمْ إِلَّا ثَلَاثَةُ خِصَالٍ قِيلَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: عَمَلٌ صَالِحٌ، وَقَوْلٌ صَالِحٌ، وَرُوحٌ طَيِّبَةٌ "

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ،وَرَجُلٌ لَقِيَ رَجُلا، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ لِلَّهِ، فَقَالَ: وَأَنَا أُحِبُّكَ لِلَّهِ" وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " وَرَجُلٌ جَعَلَ شَبَابَهُ وَنَشَاطَهُ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ

وَرَجُلَيْنِ الْتَقَيَا ، فَقَالَ : أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ، إنِّي لأُحِبُّك فِي اللهِ ، وَكَتَبَ إلَيْهِ : إنَّمَا الْعِلْمُ كَالْيَنَابِيعِ فَيَنْفَعُ بِهِ اللَّهُ مَنْ شَاءَ ، وَمَثَلُ حِكْمَةٍ لاَ يُتَكَلَّمُ بِهَا كَجَسَدٍ لاَ رُوحَ لَهُ ، وَمَثَلُ عِلْمٍ لاَ يُعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لاَ يُنْفَقُ مِنْهُ ، وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَضَاءَ لَهُ مِصْبَاحٌ فِي طَرِيقٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْتَضِيئُونَ بِهِ ، وَكُلٌّ يَدْعُو إِلَيْهِ.

 

وعَنْ سَلْمَانَ قَالَ : " إِنَّ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ عَبْدًا وَرَجُلًا نَبَتَ بِحِلْمٍ وَعِلْمٍ فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِهِ وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَيْهِ , وَرَجُلًا رَاعَى الشَّمْسَ لِوَقْتِ الصَّلَاةِ "

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَفِى حَدِيثِ زُهَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِى حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا "(1).

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ وَأَبْعَدَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ جَائِرٌ ".

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلاَلِى الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِى ظِلِّى يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّى "

وعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ:"الْمُتَحَابُّونَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ"

وعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلا يَفْزَعُونَ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلا يَخَافُونَ"، قَالَ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَتَيْتُ عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ.فَقَالَ عُبَادَةُ: وَخَيْرٌ مِنهَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي للمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ".

وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِى فِى ظِلِّ عَرْشِى يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّى.(1)

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - , يَقُولُ:"الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلا يَفْزَعُونَ، إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ الأَرْضِ عَذَابًا ذَكَرَهُمْ، فَصَرَفَ الْعَذَابَ عَنْهُمْ بِذِكْرِهِ إِيَّاهُمْ"

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلا شُهَدَاءَ ، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ وَالنَّبِيُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لِقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَجْلِسِهِمْ مِنْهُ ، فَجَثَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، وحَلِّهِمْ لَنَا قَالَ : قَوْمٌ مِنْ أَقْنَاءِ النَّاسِ ، مِنْ نِزَاعِ الْقَبَائِلِ ، تَصَادَقُوا فِي اللَّهِ ، وَتَحَابَّوْا فِيهِ ، يَضَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، يَخَافُ النَّاسُ وَلا يَخَافُونَ ، هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"

وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة 101 ] ، قَالَ : فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ ، إِذْ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهمْ ومَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

قَالَ : وَفِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَامَ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَرَمَى بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْهُمْ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : فَرَأَيْتُ وَجْهَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْتَشِرُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى وَقَبَائِلَ مِنْ شُعُوبِ أَرْحَامِ الْقَبَائِلِ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا لِلَّهِ ، لا دُنْيَا يَتَبَادَلُونَ بِهَا ، يَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يَجْعَلُ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ نُورًا ، يَجْعَلُ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ تَعَالَى ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلا يَفْزَعُونَ ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلا يَخَافُونَ "(1).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ , وَكِلْتَا يَدَيِ اللَّهِ يَمِينٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ , لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ , وَلا شُهَدَاءَ , وَلا صِدِّيقِينَ, قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَنْ هُمْ؟ قَالَ:الْمُتَحَابُّونَ بِجِلالِ اللَّهِ تَعَالَى.(2)

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُجْلِسُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , يَغْشَى وجُوهَهُمُ النُّورُ , وَيُلْقَى عَنْهُمُ السَّيِّئَاتُ حَتَّى يَفْرَغَ اللَّهُ م قِيلَ : مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.(1)

وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَن ِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى كَرَاسِيَّ مِنْ يَاقُوتٍ حَوْلَ الْعَرْشِ"

عَنْ عُقْبَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الرَّجُلُ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ، أَوْ قَالَ : حَتَّى يُقْتَصَّ بَيْنَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لا يَأْتِي عَلَيْهِ يَوْمٌ إِلا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً وَلَوْ بَصَلَةً

عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ " الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ وأَهلِيهِمْ "

حَدَّثَنَا أَبُو الْيُسْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ ، أَظَلَّهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّ عَرْشِهِ "

وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ : - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمه أَوْ مَحَا عَنْهُ ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

أَنَّ أَبَا الْيُسْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يَسْتَظِلُّ فِي ظِلِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ أَنْظَرَ مُعْسِرًا حَتَّى يَجِدَ شَيْئًا ، أَوْ يَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا يُطَالِبُهُ ، يَقُولُ : مَالِي عَلَيْكَ صَدَقَةٌ ، ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ تَعَالَى ، وَخَرَقَ صَحِيفَتَهُ"

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِىِّ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ وَكَانَ يَأْتِيِهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَخْتَبِئُ مِنْهُ فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَخَرَجَ صَبِىٌّ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ نَعَمْ هُوَ فِى الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً فَنَادَاهُ يَا فُلاَنُ اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَا هُنَا فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا يُغَيِّبُكَ عَنِّى قَالَ إِنِّى مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِى. قَالَ آللَّهِ إِنَّكَ مُعْسِرٌ قَالَ نَعَمْ. فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ " مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِى ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".(

وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا "

وَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ يَسَّرَ عَلَيْهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، أَنَّ سَهْلاً حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ ، أَوْ مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ.(1)

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،

عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَانْكَشَفُوا فَحَمَى أَدْبَارَهُمْ حَتَّى نَجَا وَنَجَا أَصْحَابُهُ أَوِ اسْتُشْهِدَ

 

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَطْعَمَ الْجَائِعَ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ

عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : " التَّاجِرُ الصَّدُوقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى حِبِّي - صلى الله عليه وسلم - لَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : " يَظَلُّ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ أَعَانَ أَخْرَقَ "

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا أَوْ أَرْمَلَةً أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ وَأَدْخَلَهُ جَنَّتَهُ

وعن الْجَعْدَ قَالَ : " بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِلَهِي ، مَا جَزَاءُمَنْ أَسْنَدَ يَتِيمًا أَوْ أَرْمَلَةً  لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ " قَالَ : جَزَاؤُهُ أَنْ أُظِلَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِي ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ: يَا خَلِيلِي، حَسِّنْ خُلُقَكَ، وَلَوْ مَعَ الْكَافِرِ تَدْخُلُ مَدْخَلَ الأَبْرَارِ، فَإِنَّ كَلِمَتِي سَبَقَتْ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ أَنْ أُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِي، وَأَنْ أَسْقِيَهُ مِنْ حَظِيرَةِ قُدْسِي، وَأَنْ أُدْنِيَهُ مِنْ جِوَارِي".

عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : زُرِ الْقُبُورَ تَذَكَّرْ بِهَا الآخِرَةَ ، وَاغْسِلِ الْمَوْتَى فَإِنَّ مُعَالَجَةَ جَسَدِهِ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ ، وَصَلِّ عَلَى الْجَنَائِزِ لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يُحْزِنَكَ ، فَإِنَّ الْحَزِينَ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَتَعَرَّضُ كُلَّ خَيْرٍ

عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " الْوَالِي الْعَادِلُ الْمُتَوَاضِعُ ظِلُّ اللهِ وَرُمْحُهُ فِي الأَرْضِ ، فَمَنْ نَصَحَهُ فِي نَفْسِهِ ، وَفِي عِبَادِ اللهِ حَشَرَهُ اللهُ فِي وَفْدِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ

وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَا جَزَاءُ مَنْ عَزَّى الثَّكْلَى ؟ قَالَ : أَجْعَلُهُ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي "

عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ : " قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ ، مَنْ يَسْكُنُ غَدًا فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ ، وَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَا تَنْظُرُ أَعْيُنُهُمْ فِي الزِّنَا ، وَلَا يَبْتَغُونَ فِي أَمْوَالِهِمُ الرِّبَا ، وَلَا يَأْخُذُونَ عَلَى أَحْكَامِهِمُ الرِّشَى ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ "

عن أبي بكر الصديق ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ اللَّهُ دَعَوْتَهُ وَيُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَلْيَدَعْ لَهُ ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلَهُ فِي ظِلِّهِ فلَا يَكُونَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ غَلِيظًا ، وَلْيَكُنْ بِهِمْ رَحِيمًا

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :"ثَلاثَةٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: رَجُلٌ حَيْثُ تَوَجَّهَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ

عن أبي الخير ، قال : " بلغني أن الناس ، إنما يستظلون يوم القيامة عند الكرب والحناجر والغم الشديد في صدقاتهم "

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :أهل الجوع في الدنيا، هم الذين يقبض الله أرواحهم، وهم الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن شهدوا لم يعرفوا، أخفياء في الدنيا، معروفون في السماء، إذا رآهم الجاهل ظن بهم سقما، وما بهم سقم إلا الخوف من الله، يستظلون يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سَبعةٌ يُظلهمُ اللهُ تَحتَ ظِلهِ يَومَ لاَ ظِلَّ إِلا ظِلّهُ وَرجلٌ تَعلمَ الْقرآنَ فِي صِغرهِ فَهوَ يَتلوهُ فِي كِبرهِ وَرجلٌ ذَكرَ اللهَ فِي بَرِّيَّةٍ فَفاضتْ عَيناهُ خَشيةً مِنَ اللهِ ،

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جلساء الله غدا أهل الورع والزهد في الدنيا

عن عمر بن الخطاب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يصيح صائح : أين الذين عادوا المريض والفقراء والمساكين في الدنيا ؟ فيجلسون على منابر من نور يحدثون الله ، والناس في الحساب

عن مغيث بن سمي قال: " تركد الشمس على رؤوسهم على أذرع ، وتفتح أبواب جهنم فتهب عليهم رياحها وسمومها ، وتخرج عليهم نفحاتها حتى تجري الأنهار من عرقهم ، أنتن من الجيف ، والصائمون في حياتهم في ظل العرش

وعن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الصائمون تنفخ من أفواههم يوم القيامة ريح المسك ، وتوضع لهم يوم القيامة مائدة تحت العرش ، فيأكلون منها والناس في شدة "

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " الصَّوْمُ يُذْبِلُ اللَّحْمَ ، وَيُبْعِدُ مِنْ حَرِّ السَّعِيرِ ، إِنَّ لِلَّهِ مَائِدَةً عَلَيْهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ لَا يَقْعُدُ عَلَيْهَا إِلَّا الصَّائِمُونَ "

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا ؟ قَالَ : فَيَقُومُونَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا عَمِلْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا ، وَآتَيْتَ الأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : صَدَقْتُمْ ، قَالَ : فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ ، قَالُوا : فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ ، وَتُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ ، يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ

 

وقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِجُلَسَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , قَالَ : " هُمُ الْخَائِفُونَ الْخَاضِعُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا "

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : " قَالَ مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - : يَا رَبِّ ، مَنْ أَهْلُكَ الَّذِينَ تُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِكَ ؟ قَالَ : هُمُ الْبَرِيَّةُ أَيْدِيهِمْ ، الطَّاهِرَةُ قُلُوبُهُمْ ، الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ بِجَلَالِي ، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرُوا بِي ، وَإِذَا ذُكِرُوا ذُكِرْتُ بِذِكْرِهِمْ ، الَّذِي يُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ فِي الْمَكَارِهِ ، وَيُنِيبُونَ إِلَى ذِكْرِي ؛ كَمَا يُنِيبُ النُّسُورُ إِلَى وُكُورِهَا ، وَيَكْلَفُونَ بِحُبِّي ؛ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِحُبِّ النَّاسِ ، وَيَغْضَبُونَ لِمَحَارِمِي إِذَا اسْتُحِلَّتْ ؛ كَمَا يَغْضَبُ النَّمِرُ إِذَا حُزِبَ "

وعَنِ أبي إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ قَالَ : " قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : " رَبِّ ، مَنْ فِي ظِلِّكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ ؟ قَالَ : الَّذِينَ أَذْكُرُهُمْ وَيَذْكُرُونَنِي

عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي ، الَّذِينَ يُعَمِّرُونَ مَسَاجِدِي ، وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِعُقُوبَةٍ أَوْ بِعَذَابٍ ثُمَّ ذَكَرْتُهُمْ صَرَفْتُ عُقُوبَتِي عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ "

عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : " لَمَّا تَعَجَّلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَأَى فِي ظِلِّ الْعَرْشِ رَجُلًا فَغَبَطَهُ بِمَكَانِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَكَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْبِرَهُ بِاسْمِهِ ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ قَالَ : أُحَدِّثُكَ مِنْ عِمْلِهِ بِثَلَاثٍ : كَانَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ، وَلَا يَعُقُّ وَالِدَيْهِ ، وَلَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ "

قَالَ أَبُو الْمُخَارِقِ ،: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَجُلٍ مُغَيَّبٍ فِي نُورِ الْعَرْشِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ، مَلَكٌ ؟ قِيلَ : لَا ، قُلْتُ : نَبِيٌّ ؟ قِيلَ : لَا ، قُلْتُ : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ كَانَ فِي الدُّنْيَا لِسَانُهُ رَطِبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَقَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْمَسَاجِدِ ، وَلَمْ يَسْتَسِبَّ لِوَالِدَيْهِ قَطُّ "(1)

عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : الْقَتْلَى ثَلاَثَةٌ : رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ ، فِي خَيْمَةِ اللهِ ، تَحْتَ عَرْشِهِ ، وَلاَ يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلاَّ بِفَضْلِ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتِلَ وَيَقْتُلَ ، فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ ، وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ ، وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يَقُولُونَ : أَلَا أَفْسِحُوا لَنَا مَرَّتَيْنِ فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَائِنَا وَأَمْوَالَنَا لِلَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالُوا ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، لَتَنَحَّى لَهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِمْ حَتَّى يَأْتُوا مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، فَيَجْلِسُونَ فَيَنْظُرُونَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ ، لَا يَجِدُونَ غَمَّ الْمَوْتِ ، وَلَا يَغْتَمُّونَ فِي الْبَرْزَخِ ، وَلَا يفْزَعُهُمُ الصَّيْحَةُ ، وَلَا يَهُمُّهُمُ الْحِسَابُ ، وَلَا الْمِيزَانُ ، وَلَا الصِّرَاطُ يَنْظُرُونَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ ، وَلَا يَسْأَلُونَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوا ، وَلَا يَشْفَعُونَ فِي شَيْءٍ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ ، وَيُعْطَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ ، وَيَنْزِلُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ أَحَبَّ "(1).

عَنْ سَالِمِ بن أَبِي الْجَعْدِ , قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا , ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى , قَالَ: وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ , وَقَدْ سَمِعْتُ نَبِيَّكَ - صلى الله عليه وسلم - , يَقُولُ:إِنَّ أَقْرَبَ الْخَلائِقِ مِنْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قُتِلَ مَظْلُومًا رَأْسُهُ عَنْ يَمِينِهِ ,وَقَاتِلُهُ عَنْ شِمَالِهِ , وَأَوْدَاجُهُ يَشْخَبُ يَقُولُ: رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ فِيمَ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ الصَّلاةِ؟.(1)

عَنْ خَيْثَمَةَ , قَالَ : قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْبَحُ فِي عَرَقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ أَنْفَهُ " فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : " إِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ كَرَاسِيٌّ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا وَيُظَلَّلُ عَلَيْهِمْ بِالْغَمَامِ وَيَكُونُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِمْ كَسَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ أَوْ كَأَحَدِ طَرَفَيْهِ

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : يَشْتَدُّ كَرْبُ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى يُلْجِمَ الْكَافِرَ الْعَرَقُ ، فَقِيلَ لَهُ فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ قَالَ : " عَلَى كَرَاسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ ، وَيُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ "

وعَنْ سَلْمَانَ قَالَ : " تُدْنَى الشَّمْسُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَكُونَ مِنْ رُءُوسِهِمْ قَدْرَ قَوْسٍ - أَوْ قَالَ : قَدْرَ قَوْسَيْنِ - فَتُعْطَى حَرَّ عَشْرِ سِنِينَ ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ ، وَلَا تُرَى فِيهَا عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ ، وَلَا مُؤْمِنَةٍ ، وَلَا يَضُرُّ حَرُّهَا يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنًا وَلَا مُؤْمِنَةً ، وَأَمَّا الْأَدْيَانُ - أَوْ قَالَ : الْكُفَّارُ - فَتَطْبُخُهُمْ ، فَإِنَّمَا تَقُولُ : أَجْوَافُهُمْ : غِقْ غِقْ " قَالَ نُعَيْمٌ : الطَحْرَبَةُ : الْخِرْقَةُ"(1)

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " ثَلاَثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ أُرَاهُ قَالَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ وَرَجُلٌ يُنَادِى بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ

وعَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولَانِ : سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " ثَلَاثَةٌ عَلَى كَثِيبٍ مِنْ مِسْكٍ أَسْوَدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَهُولُهُمُ الْفَزَعُ وَلَا يَنَالُهُمُ الْحِسَابُ ، رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَأَمَّ بِهِ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ ، وَرَجُلٌ أَذَّنَ فِي مَسْجِدٍ دَعَا إِلَى اللَّهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَرَجُلٌ ابْتُلِيَ بِالرِّقِّ فِي الدُّنْيَا ، فَلَمْ يَشْغَلْهُ ذَلِكَ عَنْ طَلَبِ الْآخِرَةِ "

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ ، آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ بِالنَّارِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ خَلَوْا مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ ، وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ "

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ

عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : لِلْمُهَاجِرِينَ مَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ أَمِنُوا مِنَ الْفَزَعِ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : وَاللَّهِ لَوْ حَبَوْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَبَوْتُ بِهَا قَوْمِي

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ :  وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ ، وَرَجُلٌ غَضَّ عَيْنَيْهِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ "

 

عن عبد الله بن سهل بن حنيف عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعان مجاهدا في سبيل الله، أو غارما في عسرته، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله.

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله يوم القيامة) .

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى، قال لموسى: إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي، يوم لا ظل إلا ظلي، فكن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة كالزوج العطوف.

أن أمية بن صفوان، قال: وجد في تراب صفوان صحيفة مربوطة، فيها: سأل إبراهيم عليه السلام ربه، فقال: أي رب، ما جزاء من سدد أرملة، ابتغاء وجهك؟ قال: وما تسديد الأرملة؟ قال: يؤويها.

قال: أظله في ظلي، وأدخله جنتي.

عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال داود عليه السلام: يا رب، ما جزاء، من أعال أرملة أو يتيما ابتغاء مرضاتك؟ قال: أظله في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي.

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال موسى بن عمران عليه السلام: يا رب ما لمن عزى الثكلى؟ قال: أظله بظلي يوم لا ظل إلا ظلي.

ثنا أبو عبد الله الصنابحي سمعت أبا بكر الصديق يقول على المنبر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقيه الله من فور جهنم، يوم القيامة، ويجعله في ظله، فلا يكو غليظا على المؤمنين، وليكن بهم رحيما.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله: واصل الرحم، يزيد الله في رزقه، ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها، وترك علها أيتاما صفارا، فقالت: لا أتزوج، أقيم على أيتامي، حتى يموتوا، أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاما، فأضاف ضيفه، وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين، فأطعمهم لوجه الله.

أخرجه الأصبهاني في الرغيب. وأخرجه الطبسي في ترغيبه من طريق آخر، عن الهيثم به، بلفظ: (رجل وصول لرحمه، متعطف عليهم، ورجل صنع طعاما، فأطابه، فدعا عليه الفقراء والمساكين.

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا طله، مع أنبيائه وأصفيائه.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين، والناس في الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له، ورجل لم ينظر إلى ما حرم الله عليه.

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة، قال الله: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان، ميزوهم، فيميزون في كثب المسك والعنبر، ثم يقول للملائكة: اسمعوهم من تسبيحي وتمجيدي وتهليلي.

قال: فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط.

عن أبي الدرداء رضي الله عنهما قال: قال موسى بن عمران عليه السلام: يا رب من يساكنك في حظيرة القدس، ومن يستظل بظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.

قال: أولئك الذين لا تنظر أعينهم في الزنا، ولا يبتغون في أموالهم الربا، ولا يأخذون على أحكامهم الرشا، أولئك طوبى لهم، وحسن مآب.

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة هم حداث الله يوم القيامة: رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزنا قط، ورجل لم يخلط كسبه بربا قط.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة تحت عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: من فرج عن مكروب أمتي، ومن أحيى سنتي، ومن أكثر الصلاة علي.

سمعت فضيل بن عياض قال: بلغني أن موسى عليه السلام قال: يا رب من يظل تحت ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك.

قال: يا موسى؛ الذين يعودون المرضى، ويشعون الهلكى، ويعزون الثكلى.

عن أنس قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة، يخرج الصوام من قبورهم، يعرفون بريح صيامهم، أفواههم أطيب من ريح المسك فيلقون بالموائد والأباريق مختمة بالمسك، فيقال لهم: كلوا فقد جعتم، واشربوا فقد عطشتم، ذروا الناس واستريحوا، فقد أعييتم إذا استراحوا الناس، فيأكلون ويشربون، ويستريحون، والناس في الحساب في عناء وظمأ.

عن أبي الدرداء مرفوعا: يوضع للصائم تحت العرش مائدة من ذهب مكللة بالدر والجوهر، عليها من أنواع أطعمة الجنة وأشربتها وثمارها، فهم يأكلون ويشربون ويتنعمون، والناس في شدة الحساب.

أبو محمد الفارسي قال: من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام بعث الله سبعين ألف ملك، يستغفرون له، إلى يوم القيامة، وله مثل أجورهم، فإذا كان يوم القيامة، أدخله الله الجنة، وأظله في ظل عرشه، وأطعمه من ثمار الجنة، وشرب من الكوثر، واغتسل من السلسبيل، وقال الله: أنا ربك، وأنت عبدي.

عن وهب بن منبه قال: قال موسى عليه السلام: إلهي، ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى. أظله. أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كتفي.

عن عطاء بن يسار: أن موسى عليه السلام، سأل ربه تعالى، فقال: يا رب، أخبرني بأهلك، الذين هم أهلك. الذين تؤوبهم في ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك.

قال: هم الطاهرة قلوبهم، البريئة أيديهم، الذين يتحابون لجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، الذين يسبغون الوضوء في المكاره، وينيبون إلى ذكري، كما تنيب النسور إلى وكرها، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت، كما يغضب النمر إذا حرب، ويكلفون بحبي، كما يكلف الصبى بحب الناس.

وأخرج ابن أبي الدنيا من مرسل أبي المخارق قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش، قلت: من هذا؟ ملك؟؟ قيل: لا.

قلت: نبي؟؟ قيل: لا.

قلت: من هو؟ قال: هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله، وقلبه معلق بالمساجد، ولم يستسب لوالديه قط.

عن أبي بن كعب قال: الشهداء يوم القيامة، بفناء العرش في قباب ورياض بين يدي الله تعالى.

عن ابن عباس مرفوعا: اللهم اغفر للمعلمين، وأطل أعمارهم، وأظلهم تحت ظلك، فإنهم يعلمون كتابك المنزل.

عن ابن عمر مرفوعا: إذا كان يوم القيامة، وضعت منابر من ذهب - ولفظ الدارقطني: من نور - عليها قباب من فضة، مفضضة بالدر والياقوت والزمرد وجلالها السندس والإستبرق.

ثم يجاء بالعلماء، فيجلسون عليها، ثم ينادي منادي الرحمن: أين من حمل إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم علما، يريد به وجه الله، اجلسوا على هذه المنابر، فلا خوف عليكم حتى تدخلوا الجنة.

عن أبي أمامة عن: النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش، شافع ومشفع.

عن ابن عمر أن رجلا من الأنصار - كان له ابن - يروح معه، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أتحبه؟ فقال: يا نبي الله، نعم، فأحبك الله كما أحبه.

فقال: إن الله أشد لي حبا منك له.

فلم يلبث أن مات. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم، يلاعبه تحت ظل العرش.

قال: بلى.

عن أنس بن مالك مرفوعا قال: يؤتى يوم القيامة بالمتقاعسين - وهم أطفال المؤمنين - اشتد عليهم الموقف، فيتصايحون، فيقول: يا جبريل أظلهم تحت ظل عرشي، فيظلهم.

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب، قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، خمس عشرة مرة، جاء يوم القيامة، فلا يحجب، حتى ينتهي، إلى ظل عرش الرحمن.

عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض.

وصنف كالريح في الهواء.

وصنف عليهم الحساب والعقاب.

وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم، قال الله تعالى: (لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها.) الآيات.

وصنف أجسادهم أجساد بني آدم، وأرواحهم أرواح الشياطين.

وصنف في ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله.

عن أبي موسى قال: الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة، وأعمالهم تظللهم أو تصحبهم.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا استخصهم لنفسه، لقضاء حوائج الناس، وآلي على نفسه، أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة، أجلسوا على منابر من نور، يحادثون الله، والناس في الحساب.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، هم الآمنون يوم القيامة، من عذاب الله.

أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله ورجل غض عينه عن محارم الله.

وعين حرست في سبيل الله.

وعين بكت من خشية الله.

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوق الله - عز وجل -: قربوا أهل لا إله إلا الله، من ظل عرشي، فإني أحبهم.

 

 قال عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي

 

وَقالَ النَبِيُّ المُصطَفى إِنَّ سَبعَةً ... يُظِلُّهُم اللَهُ العَظيمُ بِظِلِّهِ

مُحِبٌّ عَفيفٌ مُتَصَدِّقٌ ... وَباكٍ مُصَلٍّ وَالإِمامُ بِعَدلِه

إِظلالَ غازٍ وَعَونِه ... وَإِنظارُ ذي عُسرٍ وَتَخفيفِ حَملِه

وَحامي غُزاةَ حينَ وَلّوا وَعَونِ ذي ... غَرامَةَ حَقٍّ مَع مُكاتِبِ أَهلِهِ

وَزِد مَع ضِعفٍ سَبعَتَين إِعانَة ... لِأَخرَقَ مَع أَخذٍ لِحَقٍّ وَبذلِه

وَكُرهِ وَضوءٍ ثُمَّ مَشى لِمَسجِدٍ ... وَتَحسين خُلُقٍ ثُمَّ مَطعَمٍ فَضلِهِ

وَكافِلٍ ذي يُتمٍ وَأَرمَلَةُ وَهَت ... وَتاجِرٍ صِدقٍ في المَقالِ وَفِعلِهِ

وَحُزنٍ وَتَصبيرٍ وَنُصحٍ وَرَأفةٍ ... تُرَبَّع بِها السَبعاتُ في فَيضٍ فَضلِهِ

وَزِد مَعَ ضِعفٍ مَن يُضيفُ وَعِزبَةٍ ... لأَيتامِها ثُمَّ القَريبُ بِوَصلِهِ

وَعَلِمَ بَأَنَّ اللَهَ مَعهُ وَحُبُّهُ ... لإِجلالِهِ وَالجوعُ مَع أَهلِ حَبلِهِ

وَزُهدٌ وَتَفريجٌ وَغَضٌّ وَقُوَّةٌ ... صَلاةٌ عَلى الهادي، وَإِحياءُ فِعلِهِ

وَتَركُ رَباً سُحتٍ زِنا وَرِعايةٌ ... لِشَمسٍ وَحُكمٌ لِلأُناسِ كَمِثلِهِ

وَصَومٌ وَتَشييعٌ لِمَيِّتٍ عِيادةٌ ... فَسَبِّع بِها السبعاتِ يا زَينَ أَهلِهِ

وَزِد سَبعَتَينِ الحُبُّ لِلَّهِ بالغاً ... وَتَطهيرُ قَلبٍ والغَضوبُ لأَجلِهِ

وَحُبُّ عَلِيٍّ ثُمَّ ذِكرُ إِنابَةٍ ... وَأَمرٌ وَنَهيٌ وَالدُعاءُ لِسُبُلِهِ

وَمَن أَوَّل الأَنعامِ يَقرَأُ غَداتِهِ ... وَمُستَغفِرُ الأَسحارِ يا طيبَ فِعلِهِ

وَبَرٌّ وَتَركٌ النّمِّ وَالحَسَد الَّذي ... يَشينُ الفَتى فَاِشكُر لِجامِعِ شَملِهِ

وَزِد بَعدَ ذا قاضي الحَوائِج صالِحَ ... العَبيدِ وَطَفلاً وَالشَهيد بِقَتلِه

وَأَمّاً وَتَعليماً آذاناً وَهَجرَةً ... فَزادَت عَلى السَبعينَ مِن فَيضِ فَضلِه