باب السموات

ويتفكرون في خلق السموات

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٩ البقرة﴾
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢ فصلت﴾
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢ الطلاق﴾
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣ الملك﴾
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴿١٥ نوح﴾
أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩ البقرة﴾
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢ البقرة﴾
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣ البقرة﴾
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٥٩ البقرة﴾
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿١٠٧ البقرة﴾
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ﴿١١٦ البقرة﴾
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿١١٧ البقرة﴾
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ 
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ ... النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ ... وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٦٤ البقرة﴾
... وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ... إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ ... ﴿٢٥٥ البقرة﴾
لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٨٤ البقرة﴾
إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥ آل عمران﴾
قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٩ آل عمران﴾
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣ آل عمران﴾
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿١٠٩ آل عمران﴾
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٩ آل عمران﴾
وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣ آل عمران﴾
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١٨٠ آل عمران﴾
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٨٩ آل عمران﴾
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ

عن ابن عباس رضي الله عنه أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم قال فلحظها الجبار لحظة فصارت ماء يترقرق لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح يرتعد من مخالفة الله ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء فذلك قوله تعالى وكان عرشه على الماء ثم ارسل الريح فاخرج بخارها وخلق منها السماء وفتق منها سبع سموات واخرج منها زبدها فخلق منها الجبال وايبس الماء وجعلها ارضا وفتق منها سبع اراضين

عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي عبد الرحمن السُّلميّ- قال: لَمّا خَلَق اللهُ الأرضَ قَمَصتْ، وقالتْ: تَخْلُق عَلَيَّ آدم وذُرِّيته يُلقون عَلَيَّ نَتنهم، ويَعملون عَلَيَّ بالخطايا. فأرساها الله، فمنها ما تَرون، ومنها ما لا تَرون، فكان أول قرار الأرض كلحم الجَزور إذا نُحر يَختَلج لحمها

عن ابن عباس رضي الله عنه أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم قال فلحظها الجبار لحظة فصارت ماء يترقرق لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح يرتعد من مخالفة الله ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء فذلك قوله تعالى وكان عرشه على الماء

وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في (كِتابِ الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لَمّا أرادَ اللَّهُ أنْ يَخْلُقَ الأشْياءَ إذْ كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، وإذْ لا أرْضَ ولا سَماءَ، خَلَقَ الرِّيحَ فَسَلَّطَها عَلى الماءِ حَتّى اضْطَرَبَتْ أمْواجُهُ، وأثارَ رُكامَهُ، فَأخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا وطِينًا وزَبَدًا، فَأمَرَ الدُّخانَ فَعَلا وسَما ونَما، فَخَلَقَ مِنهُ السَّماواتِ وخَلَقَ مِنَ الطِّينِ الأرَضِينَ، وخَلَقَ مِنَ الزَّبَدِ الجِبالَ.
وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في ”مُسْنَدِهِ“، والبَزّارُ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وغِلَظُ كُلِّ سَماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ السَّماءِ إلى الَّتِي تَلِيها مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ كَذَلِكَ إلى السَّماءِ السّابِعَةِ، والأرْضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وما بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى العَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ، ولَوْ حَفَرْتُمْ لِصاحِبِكم ثُمَّ دَلَّيْتُمُوهُ لَوَجَدَ اللَّهَ ثَمَّةَ. يَعْنِي عِلْمَهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: قالَ عُزَيْرٌ: يا رَبِّ أمَرْتَ الماءَ فَجَمَدَ في وسَطِ الهَواءِ، فَجَعَلْتَ مِنهُ سَبْعًا وسَمَّيْتَها السَّماواتِ، ثُمَّ أمَرْتَ الماءَ يَنْفَتِقُ عَلى التُّرابِ، وأمَرْتَ التُّرابَ أنْ يَتَمَيَّزَ مِنَ الماءِ فَكانَ كَذَلِكَ، فَسَمَّيْتَ جَمِيعَ ذَلِكَ الأرَضِينَ، وجَمِيعَ الماءِ البِحارَ،

وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ اللَّهَ تَعالى خَلَقَ يَوْمًا فَسَمّاهُ الأحَدَ، ثُمَّ خَلَقَ ثانِيًا فَسَمّاهُ الِاثْنَيْنِ، ثُمَّ خَلَقَ ثالِثًا فَسَمّاهُ الثُّلاثاءَ، ثُمَّ خَلَقَ رابِعًا فَسَمّاهُ الأرْبِعاءَ، وخَلَقَ خامِسًا فَسَمّاهُ الخَمِيسَ، فَخَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ والِاثْنَيْنِ، وخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ؛ ولِذَلِكَ يَقُولُ النّاسُ: إنَّهُ يَوْمٌ ثَقِيلٌ. وخَلَقَ مَواضِعَ الأنْهارِ والشَّجَرِ والقُرى يَوْمَ الأرْبِعاءِ وخَلَقَ الطَّيْرَ والوَحْشَ والسِّباعَ والهَوامَّ والآفَةَ يَوْمَ الخَمِيسِ، وخَلَقَ الإنْسانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وفَرَغَ مِنَ الخَلْقِ يَوْمَ السَّبْتِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “ عَنْ إياسِ بْنِ مُعاوِيَةَ قالَ: السَّماءُ مُقَبَّبَةٌ عَلى الأرْضِ مِثْلَ القُبَّةِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ:الهيكل شَيْءٌ مِن أطْرافِ السَّماءِ مُحْدِقٌ بِالأرَضِينَ والبِحارِ كَأطْرافِ الفُسْطاطِ.

وفي رواية السموات والارض امام الكرسي مثل حلقة في فلاة والكرسي امام العرش مثل حلقة في فلاة والعرش امام البحر كحلقة في فلاة والماء امام الريح كحبه خردل او ادنى في يد احدكم 

عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله ﷺ: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ } [البقرة: 
قال: إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها، فجعل سبع أرضين في يومين الأحد، والاثنين
وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في ”مُسْنَدِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، وأبُو الشَّيْخِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ قالَ: السَّماءُ الدُّنْيا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ والثّانِيَةُ مَرْمَرَةٌ بَيْضاءُ والثّالِثَةُ حَدِيدٌ، والرّابِعَةُ نُحاسٌ، والخامِسَةُ فِضَّةٌ، والسّادِسَةُ ذَهَبٌ، والسّابِعَةُ ياقُوتَةٌ حَمْراءُ، وما فَوْقَ ذَلِكَ صَحارِي مِن نُورٍ، ولا يَعْلَمُ ما فَوْقَ ذَلِكَ إلّا اللَّهُ ومَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالحَجْبِ يُقالُ لَهُ: مَيْطاطُرُوشُ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: السَّماءُ الدُّنْيا مِن زُمُرُّدَةٍ خَضْراءَ، واسْمُها رَقِيعاءُ، والثّانِيَةُ مِن فِضَّةٍ بَيْضاءَ واسْمُها أرْقِلُونُ، والثّالِثَةُ مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ، واسْمُها قَيْدُومُ، والرّابِعَةُ مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ واسْمُها ماعُونا، والخامِسَةُ مِن ذَهَبَةٍ حَمْراءَ واسْمُها دِيقا، والسّادِسَةُ مِن ياقُوتَةٍ صَفْراءَ واسْمُها دِقْناءُ، والسّابِعَةُ مِن نُورٍ، واسْمُها عُرَيْبا. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: اسْمُ السَّماءِ الدُّنْيا رَقِيعٌ، واسْمُ السّابِعَةِ الصُّراحُ. وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في ”الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ واللّالِكائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ خَمْسُمِائَةِ عامٍ وما بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ خَمْسُمِائَةِ عامٍ، وبُصْرُ كُلِّ سَماءٍ وأرْضٍ - يَعْنِي غِلَظُ ذَلِكَ - مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى الكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ الكُرْسِيِّ والماءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامِ، والعَرْشُ عَلى الماءِ، واللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ، وهو يَعْلَمُ ما أنْتُمْ عَلَيْهِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ أنَّهُ نَظَرَ إلى السَّماءِ فَقالَ: تَبارَكَ اللَّهُ، ما أشَدَّ بَياضَها والثّانِيَةُ أشَدُّ بَياضًا مِنها- ثُمَّ كَذَلِكَ حَتّى بَلَغَ سَبْعَ سَماواتٍ، وخَلَقَ فَوْقَ السّابِعَةِ الماءَ، وجَعَلَ فَوْقَ الماءِ العَرْشَ وجَعَلَ فَوْقَ السَّماءِ الدُّنْيا الشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ والرُّجُومَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ ما هَذِهِ السَّماءُ؟ قالَ: هَذا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ عَنْكم» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كُنّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَرَّتْ سَحابَةٌ فَقالَ: أتَدْرُونَ ما هَذِهِ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. فَقالَ: هَذِهِ الغَيايَةُ هَذِهِ رَوايا الأرْضِ يَسُوقُها اللَّهُ إلى بَلَدٍ لا يَعْبُدُونَهُ ولا يَشْكُرُونَهُ، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءٌ. هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ مَوْجًا مَكْفُوفًا وسَقْفًا مَحْفُوظًا، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءً، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءً أُخْرى، هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُما؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ بَيْنَهُما مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عامٍ. حَتّى عَدَّ سَبْعَ سَماواتٍ، بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ ثُمَّ قالَ: هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ العَرْشَ، فَهَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُما؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ بَيْنَ ذَلِكَ كَما بَيْنَ السَّماءَيْنِ ثُمَّ قالَ: هَلْ تَدْرُونَ ما هَذِهِ؟ هَذِهِ أرْضٌ، هَلْ تَدْرُونَ ما تِحَتَها؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أرْضٌ أُخْرى وبَيْنَهُما مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ حَتّى عَدَّ سَبْعَ أرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أرْضَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ» . وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في ”مُسْنَدِهِ“، والبَزّارُ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وغِلَظُ كُلِّ سَماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ السَّماءِ إلى الَّتِي تَلِيها مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ كَذَلِكَ إلى السَّماءِ
السّابِعَةِ، والأرْضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وما بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى العَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ، ولَوْ حَفَرْتُمْ لِصاحِبِكم ثُمَّ دَلَّيْتُمُوهُ لَوَجَدَ اللَّهَ ثَمَّةَ. يَعْنِي عِلْمَهُ» والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، واللّالِكائِيُّ في ”السُّنَّةِ“، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ العَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، قالَ: «كُنّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ؟ قُلْنا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: بَيْنَهُما مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، ومِن كُلِّ سَماءٍ إلى سَماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وكِثَفُ كُلِّ سَماءٍ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وفَوْقَ السَّماءِ السّابِعَةِ بَحْرٌ، بَيْنَ أعْلاهُ وأسْفَلَهُ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمانِيَةُ أوْعالٍ، بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وأظْلافِهِنَّ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ العَرْشُ بَيْنَ أسْفَلِهِ وأعْلاهُ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، واللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى فَوْقَ ذَلِكَ، ولَيْسَ يَخْفى عَلَيْهِ مِن أعْمالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ» وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في (كِتابِ الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لَمّا أرادَ اللَّهُ أنْ يَخْلُقَ الأشْياءَ إذْ كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، وإذْ لا أرْضَ ولا سَماءَ، خَلَقَ الرِّيحَ فَسَلَّطَها عَلى الماءِ حَتّى اضْطَرَبَتْ أمْواجُهُ، وأثارَ رُكامَهُ، فَأخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا وطِينًا وزَبَدًا، فَأمَرَ الدُّخانَ فَعَلا وسَما ونَما، فَخَلَقَ مِنهُ السَّماواتِ وخَلَقَ مِنَ الطِّينِ الأرَضِينَ، وخَلَقَ مِنَ الزَّبَدِ الجِبالَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنْ أبِي مالِكٍ، وعَنْ أبِي صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعَنْ مُرَّةَ الهَمْدانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وعَنْ ناسٍ مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ قالَ: إنَّ اللَّهَ كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، ولَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَبْلَ الماءِ، فَلَمّا أرادَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ أخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا، فارْتَفَعَ فَوْقَ الماءِ، فَسَما عَلَيْهِ، فَسَمّاهُ سَماءً، ﴿وأوْحى في كُلِّ سَماءٍ أمْرَها﴾ [فصلت: ١٢] [ فُصِّلَتْ: ١٢] قالَ: خَلَقَ في كُلِّ سَماءٍ خَلْقَها مِنَ المَلائِكَةِ والخَلْقِ الَّذِي فِيها مِنَ البِحارِ وجِبالَ البَرَدِ ومِمّا لا يُعْلَمُ، ثُمَّ زَيَّنَ السَّماءَ بِالكَواكِبِ فَجَعَلَها زِينَةً وحِفْظًا مِنَ الشَّياطِينِ فَلَمّا فَرَغَ مِن خَلْقِ ما أحَبَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾ يَعْنِي صَعِدَ أمْرُهُ إلى السَّماءِ (فَسَوّاهُنَّ) يَعْنِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ قالَ: أجْرى النّارَ عَلى الماءِ، فَبَخَّرَ البَحْرَ فَصَعِدَ في الهَواءِ فَجَعَلَ السَّماواتِ مِنهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾ قالَ: ارْتَفَعَ، وفي قَوْلِهِ: ﴿فَسَوّاهُنَّ﴾ قالَ: سَوّى خَلْقَهُنَّ. وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في كِتابِ ”الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: سَيِّدُ السَّماواتِ السَّماءُ الَّتِي فِيها العَرْشُ، وسَيِّدُ الأرَضِينَ الأرْضُ الَّتِي أنْتُمْ عَلَيْها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: كَتَبَ ابْنُ عَبّاسٍ إلى أبِي الجَلْدِ يَسْألُهُ عَنِ السَّماءِ، مِن أيِّ شَيْءٍ هي فَكَتَبَ إلَيْهِ: إنَّ السَّماءَ مِن مَوْجٍ مَكْفُوفٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ حَبَّةَ العُرَنِيِّ قالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا ذاتَ يَوْمٍ يَحْلِفُ: والَّذِي خَلَقَ السَّماءَ مِن دُخانٍ وماءٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ كَعْبٍ قالَ: السَّماءُ أشَدُّ بَياضًا مِنَ اللَّبَنِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ قالَ: تَحْتَ الأرَضِينَ صَخْرَةٌ بَلَغَنا أنَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ مِنها خُضْرَةُ السَّماءِ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: تَفَكَّرُوا في كُلِّ شَيْءٍ ولا تَفَكَّرُوا في ذاتِ اللَّهِ، فَإنَّ بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى كُرْسِيِّهِ سَبْعَةَ آلافِ نُورٍ،

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا» عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: «السَّمَاءُ الدُّنْيَا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَالثَّانِيَةُ صَخْرَةٌ، وَالثَّالِثَةُ حَدِيدٌ، وَالرَّابِعَةُ نُحَاسٌ، وَالْخَامِسَةُ فِضَّةٌ، وَالسَّادِسَةُ ذَهَبٌ، وَالسَّابِعَةُ يَاقُوتَةٌ» عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «اسْمُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا رَقِيعٌ، وَاسْمُ السَّابِعَةِ الضُّرَاحُ» وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَنَضَدُ كُلِّ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ يَعْنِي غِلَظَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالسَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ» عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: ٣] قَالَ: «مَعَارِجُ السَّمَاءِ» عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي عِصَابَةٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدٌ، وَإِمَّا اثْنَتَانِ، وَإِمَّا ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَالثَّانِيَةُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ» ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «السَّابِعَةُ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ، أَسْفَلُهُ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ ذَلِكَ»

عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ أَنَسِ بْنِ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ شَرِيكًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، إِنَّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيَ أَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ شِدَادٍ إِلَى سَبْعٍ غِلَاظِ، يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ إِلَى كُلِّ مَخْلُوقٍ بِمَا قَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ ⦗١٠٥٧⦘ زِيَادَةٍ، أَوْ نُقْصَانٍ» ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَكَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعًا شِدَادًا وَسَبْعًا غِلَاظًا؟ وَلِمَ خَلَقَهُنَّ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَجَعَلَهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا، وَجَعَلَ فِيهَا حَرَسًا شَدِيدًا، وَشُهُبًا سَاكِنُهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فِي صُورَةِ الْبَقَرِ مِثْلُ عَدَدِ النُّجُومِ شَرَابُهُمُ النُّورُ، وَالتَّسْبِيحُ لَا يَفْتُرُونَ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ: فَسَاكِنُهَا عِدَادُ الْقَطْرِ فِي صُوَرِ الْعِقْبَانِ لَا يَسْأَمُونَ، وَلَا يَفْتُرُونَ، وَلَا يَنَامُونَ مِنْهَا يَنْشَقُّ السَّحَابُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ الْخَافِقَيْنِ، فَيَنْتَشِرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ يَصْرِفُونَهُ، حَيْثُ أُمِرُوا بِهِ أَصْوَاتُهُمُ التَّسْبِيحُ، وَتَسْبِيحُهِمْ تَخْوِيفٌ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ: فَسَاكِنُهَا عَدَدُ الرَّمَلِ فِي صُوَرِ النَّاسِ مَلَائِكَةٌ يَنْفُخُونَ فِي الْبُرُوجِ كَنَفْخِ الرِّيحِ يَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَكَأَنَّمَا يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ: فَإِنَّهُ يَدْخُلُهَا كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى عَدْنٍ سَاكِنُهَا عَدَدُ أَلْوَانِ الشَّجَرِ صَافُّونَ مَنَاكِبَهُمْ مَعًا فِي صُوَرِ الْحُورِ الْعِينِ مِنْ بَيْنِ رَاكِعٍ، وَسَاجِدٍ تَبْرُقُ وُجُوهُهُمْ بَسُبُحَاتٍ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ: فَإِنَّ عَدَدَهَا يَضْعَفُ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ فِي صُورَةِ النُّسُورِ مِنْهُمُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ، وَالْعُلَمَاءُ السَّفَرَةُ، إِذَا كَبَّرُوا اهْتَزَّ الْعَرْشُ مِنْ مَخَافَتِهِمْ، وَصَعِقَ الْمَلَائِكَةُ يَمْلَأُ جَنَاحُ أَحَدِهِمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّادِسَةُ: فَحِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُ وَجُنْدُهُ الْأَعْظَمُ لَوْ أُمِرَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَقْلَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَحَدِ جَنَاحَيْهِ اقْتَلَعَهُنَّ فِي صُورَةِ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ، وَأَمَّا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ: فَفِيهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ الَّذِينَ يَرْفَعُونَ الْأَعْمَالَ فِي بُطُونِ الصُّحُفِ، وَيَخْفِضُونَ الْمِيزَانَ فَوْقَهَا حَمَلَةُ الْعَرْشِ الْكَرُوبِيُّونَ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَنَةٍ - أَوْ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً» - فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ديَّانُ الدِّينِ خَالِقُ الْخَلْقِ رَبُّ الْعَالَمِينَ عن وهب عن أبي عثمان النهدي، قال: قلنا لسلمان رضي الله عنه: حدثنا عما فوقنا من خلق السماوات وما فيهن من العجائب. فقال سلمان رضي الله عنه: نعم، خلق الله عز وجل السماوات السبع، وسماهن بأسمائهن، وأسكن كل سماء صنفا من الملائكة يعبدونه، وأوحى في كل سماء أمرها، فسمى سماء الدنيا رقيعا، فقال لها: كوني زمردة خضراء فكانت، وسمى السماء الثانية أرقلون وقال لها: كوني فضة بيضاء فكانت، وجعل فيها ملائكة قياما مذ خلقهم الله عز وجل، وسمى السماء الثالثة قيدوم وقال لها: كوني ياقوته حمراء فكانت، ثم طبقها ملائكة ركوعا، لا تختلف مناكبهم صفوفا، قد لصق هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء طبقا واحدا، لو قطرت عليهم قطرة من ماء ما تجد منفذا، وسمى السماء الرابعة ماعونا وقال لها: كوني درة بيضاء فكانت، ثم طبقها ملائكة سجودا على مثال الملائكة الركوع، وسمى السماء الخامسة ريعا وقال لها: كوني ذهبة حمراء فكانت، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم
ووجوههم وأرجلهم في أقصى السماء من مؤخرها، ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها، وهم البكاءون يبكون من مخافة الله عز وجل، فسماهم الملائكة النواحين، وسمى السماء السادسة دفتا وقال لها: كوني ياقوتة صفراء فكانت، ثم طبقها ملائكة سجودا ترعد مفاصلهم وتهتز روؤسهم لهم أصوات عالية، يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى، ولبلغت رؤوسهم السماء السابعة العليا، سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى، وسمى السماء السابعة العليا عريبا وقال لها: كوني نورا فكانت نورا على نور يتلألأ الربيع بن أنس قال: السماء الدنيا موج مكفوف، والثانية مرمرة بيضاء، والثالثة حديد، والرابعة نحاس، والخامسة فضة، والسادسة ذهب، والسابعة ياقوته حمراء، وما فوق ذلك صحارى من نور، ولا يعلم ما فوق ذلك إلا الله سُئل أبا الحسن علي ابن ابي طالب عن ألوان السموات السبع وأسمائها فقال : أسم السماء الدنيا (" رفيع ") وهي من ماء ودخان . أسم السماء الثانية(" قيدوم") وهي على لون النحاس . أسم السماء الثالثة (" الماروم") وهي على لون الشبه. * أسم السماء الرابعة (" أرفلون") وهي على لون الفضة . أسم السماء الخامسة (" هيعون") وهي على لون الذهب . أسم السماء السادسة (" عروس") وهي ياقوتة خضراء . أسم السماء السابعة (" عجما") وهي درة بيضاء عن سلمان الفارسي قال: السماء الدنيا من زمردة خضراء واسمها رقيعاء ، والثانية من فضة بيضاء واسمها أزفلون ، والثالثة من يا قوتة حمراء واسمها قيدوم ، والرابعة من درة بيضاء واسمها ماعونا ، والخامسة من ذهبة حمراء واسمها ريقا ، والسادسة من ياقوته صفراء واسمها دقناء ، والسابعة من نور واسمها عريبا 

وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: لَمّا بُنِيَ لَهُ الصَّرْحُ ارْتَقى فَوْقَهُ، فَأمَرَ بِنُشّابَةٍ فَرَمى بِها نَحْوَ السَّماءِ، فَرُدَّتْ إلَيْهِ وهي مُتَلَطِّخَةٌ دَمًا، فَقالَ: قَتَلْتُ إلَهَ مُوسى ان ملكا بباب السماء يقول من يقرض اليوم يجزى غدا الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشد شوقاً وبقوله تعالى "من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً" كل ذلك إشارة إلى أن أنوار العلوم لم تحتجب عن القلوب لبخل ومنع من جهة المنعم - تعالى عن البخل والمنع علواً كبيراً - ولكن حجبت لخبث وكدورة وشغل من جهة القلوب فإن القلوب كالأواني فما دامت ممتلئة بالماء لا يدخلها الهواء فالقلوب المشغولة لغير الله لا تدخلها المعرفة بجلال الله تعالى. وإليه الإشارة بقوله ﷺ "لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء ومن هذه الجملة يتبين أن خاصية الإنسان العلم والحكمة. قال علي ابن طالب لو نكتب معانيها لحملنا سبعين بعيرا مدارج السالكين في مراتب اياك نعبد واياك نستعين اول سورة نزلت كاملة الفاتحة واخرها النصر علاقتها كل يسبح بحمده اي يقولون الحمدلله الغني الفقير السماء والأرض الملائكة الجان والمخلوقات وان من شيء الا يسبح بحمده اهل الجنة واهل النار حين يرون عدل الله يحمدونه اهل الجنة يحمدونه لثلاثة اشياء لله بافعاله الرحمة الفضل العدل لن تطاع الا باذنك ولن تعصى الا بعلمك نزل كبش ابرهيم بثبير من السماء وقال الحسن: إن الشمس، والقمر، والنجوم في طاحونة بين السماء والأرض، كهيئة فلكة المغزل تدور فيها، ولو كانت ملتزقة بالسماء لم تجر وروى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: النجوم كلها معلقة كالقناديل بين السماء في الهواء. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: الفلك موج دون السماء قائم في الهواء تجري الشمس، والقمر، والنجوم فيه. وقال مجاهد: الفلك كهيئة الرحى. وقيل: الفلك سرعة جري الشمس، والقمر، والنجوم وسيرها. قال الضحاك في قوله: {كل في فلك يسبحون} : الجري والسرعة. ١٣٨- وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس، والقمر وقرأ: {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً} وقال: فلك البروج بين السماء والأرض. المن يسقط على شجرة الزنجبيل وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في (نَوادِرِ الأُصُولِ)، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في (العَظَمَةِ)، وأبُو بَكْرٍ الشّافِعِيُّ في (فَوائِدِهِ) المَعْرُوفَةِ بِالغَيْلانِيّاتِ، عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: لَمّا سَألَ الحَوارِيُّونَ عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ المائِدَةَ، كَرِهَ ذَلِكَ جِدًّا، وقالَ: اقْنَعُوا بِما رَزَقَكُمُ اللَّهُ في الأرْضِ، ولا تَسْألُوا المائِدَةَ مِنَ السَّماءِ، فَإنَّها إنْ نَزَلَتْ عَلَيْكم كانَتْ آيَةً مِن رَبِّكُمْ، وإنَّما هَلَكَتْ ثَمُودُ حِينَ سَألُوا نَبِيَّهم آيَةً، فابْتُلُوا بِها حَتّى كانَ بَوارُهم فِيها، فَأبَوْا إلّا أنْ يَأْتِيَهم بِها، فَلِذَلِكَ قالُوا: ﴿نُرِيدُ أنْ نَأْكُلَ مِنها وتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا ونَعْلَمَ أنْ قَدْ صَدَقْتَنا ونَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشّاهِدِينَ﴾، قالَ لِبَنِي إسْرائِيلَ: هَلْ لَكم أنْ تَصُومُوا لِلَّهِ ثَلاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَسْألُوهُ فَيُعْطِيَكم ما سَألْتُمْ، فَإنَّ أجْرَ العامِلِ عَلى مَن عَمِلَ لَهُ؟ فَفَعَلُوا، ثُمَّ قالُوا: يا مُعَلِّمَ الخَيْرِ، قُلْتَ لَنا: إنَّ أجْرَ العامِلِ عَلى مَن عَمِلَ لَهُ، وأمَرْتَنا أنْ نَصُومَ ثَلاثِينَ يَوْمًا فَفَعَلْنا، ولَمْ نَكُنْ نَعْمَلُ لِأحَدٍ ثَلاثِينَ يَوْمًا إلّا أطْعَمَنا فَلَمّا رَأى عِيسى أنْ قَدْ أبَوْا إلّا أنْ يَدْعُوَ لَهم بِها، قامَ فَألْقى عَنْهُ الصُّوفَ ولَبِسَ الشَّعَرَ الأسْوَدَ، وجُبَّةً مَن شَعَرٍ، وعَباءَةً مِن شَعَرٍ، ثُمَّ تَوَضَّأ، واغْتَسَلَ، ودَخَلَ مُصَلّاهُ، فَصَلّى ما شاءَ اللَّهُ، فَلَمّا قَضى صَلاتَهُ قامَ قائِمًا مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، وصَفَّ قَدَمَيْهِ حَتّى اسْتَوَيا، فَألْصَقَ الكَعْبَ بِالكَعْبِ، وحاذى الأصابِعَ بِالأصابِعِ، ووَضَعَ يَدَهُ اليُمْنى عَلى اليُسْرى، فَوْقَ صَدْرِهِ، وغَضَّ بَصَرَهُ، وطَأْطَأ رَأْسَهُ خُشُوعًا، ثُمَّ أرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِالبُكاءِ، فَما زالَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلى خَدَّيْهِ، وتَقْطُرُ مِن أطْرافِ لِحْيَتِهِ، حَتّى ابْتَلَّتِ الأرْضُ حِيالَ وجْهِهِ مِن خُشُوعِهِ، فَلَمّا رَأى ذَلِكَ دَعا اللَّهَ فَقالَ: ﴿اللَّهُمَّ رَبَّنا أنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيدًا لأوَّلِنا وآخِرِنا﴾ تَكُونُ عِظَةً مِنكَ لَنا، ﴿وآيَةً مِنكَ﴾ أيْ عَلامَةً مِنكَ، تَكُونُ بَيْنَنا وبَيْنَكَ، وارْزُقْنا عَلَيْها طَعامًا نَأْكُلُهُ، ﴿وأنْتَ خَيْرُ الرّازِقِينَ﴾، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُفْرَةً حَمْراءَ بَيْنَ غَمامَتَيْنِ، ياتيها ملائكة الله
08:00
غَمامَةٍ فَوْقَها، وغَمامَةٍ تَحْتَها، وهم يَنْظُرُونَ إلَيْها في الهَواءِ مُنْقَضَّةً مِن فَلَكِ السَّماءِ تَهْوِي إلَيْهِمْ، وعِيسى يَبْكِي خَوْفًا لِلشُّرُوطِ الَّتِي اتَّخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيها، أنَّهُ يُعَذِّبُ مَن يَكْفُرُ بِها مِنهم بَعْدَ نُزُولِها عَذابًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ، وهو يَدْعُو اللَّهَ في مَكانِهِ ويَقُولُ: إلَهِي اجْعَلْها رَحْمَةً، إلَهِي لا تَجْعَلْها عَذابًا، إلَهِي كَمْ مِن عَجِيبَةٍ سَألْتُكَ فَأعْطَيْتَنِي، إلَهِي اجْعَلْنا لَكَ شاكِرِينَ، إلَهِي أعُوذُ بِكَ أنْ تَكُونَ أنْزَلْتَها غَضَبًا ورِجْزًا، إلَهِي اجْعَلْها سَلامَةً وعافِيَةً، ولا تَجْعَلْها فِتْنَةً ومُثْلَةً، فَما زالَ يَدْعُو حَتّى اسْتَقَرَّتِ السُّفْرَةُ بَيْنَ يَدَيْ عِيسى، والحَوارِيُّونَ وأصْحابُهُ حَوْلَهُ، يَجِدُونَ رائِحَةً طَيِّبَةً، لَمْ يَجِدُوا فِيما مَضى رائِحَةً مِثْلَها قَطُّ،وخَرَّ عِيسى والحَوارِيُّونَ لِلَّهِ سُجَّدًا، شُكْرًا لَهُ بِما رَزَقَهم مِن حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا، وأراهم فِيهِ آيَةً عَظِيمَةً ذاتَ عَجَبٍ وعِبْرَةٍ، وأقْبَلَتِ اليَهُودُ يَنْظُرُونَ، فَرَأوْا أمْرًا عَجِيبًا، أوْرَثَهم كَمَدًا وغَمًّا، ثُمَّ انْصَرَفُوا بِغَيْظٍ شَدِيدٍ، وأقْبَلَ عِيسى والحَوارِيُّونَ وأصْحابُهُ حَتّى جَلَسُوا حَوْلَ السُّفْرَةِ، فَإذا عَلَيْهِ مِندِيلٌ مُغَطًّى، قالَ عِيسى: مَن أجْرَؤُنا عَلى كَشْفِ المِندِيلِ عَنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ، وأوْثَقُنا بِنَفْسِهِ، وأحْسَنُنا بَلاءً عِنْدَ رَبِّهِ، فَلْيَكْشِفْ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ حَتّى نَراها، ونَحْمَدَ رَبَّنا، ونَذْكُرَ بِاسْمِهِ، ونَأْكُلَ مِن رِزْقِهِ الَّذِي رَزَقَنا؟ فَقالَ الحَوارِيُّونَ: يا رُوحَ اللَّهِ، وكَلِمَتُهُ، أنْتَ أوْلانا بِذَلِكَ، وأحَقُّنا بِالكَشْفِ عَنْها، فَقامَ عِيسى، فاسْتَأْنَفَ وُضُوءًا جَدِيدًا، ثُمَّ دَخَلَ مُصَلّاهُ، فَصَلّى بِذَلِكَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ بَكى طَوِيلًا ودَعا اللَّهَ أنْ يَأْذَنَ لَهُ في الكَشْفِ عَنْها، ويَجْعَلَ لَهُ ولِقَوْمِهِ فِيها بَرَكَةً ورِزْقًا، ثُمَّ انْصَرَفَ وجَلَسَ إلى السُّفْرَةِ وتَناوَلَ المِندِيلَ، وقالَ: بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الرّازِقِينَ، وكَشَفَ عَنِ السُّفْرَةِ، وإذا هو عَلَيْها سَمَكَةٌ ضَخْمَةٌ مَشْوِيَّةٌ، فِيها مِن طَعْمِ كُلِّ طَعامٍ. لَيْسَ عَلَيْها بَواسِيرُ، ولَيْسَ في جَوْفِها شَوْكٌ، يَسِيلُ السَّمْنُ مِنها سَيْلًا، قَدْ نُضِّدَ حَوْلَها بُقُولٌ مِن كُلِّ صِنْفٍ غَيْرَ الكُرّاثِ، وعِنْدَ رَأْسِها خَلٌّ، وعِنْدَ ذَنَبِها مِلْحٌ، وحَوْلَ البُقُولِ خَمْسَةُ أرْغِفَةٍ، عَلى واحِدٍ مِنها زَيْتُونٌ، وعَلى الآخَرِ ثَمَراتٌ،عَلَيْها ثَمَرٌ مِن ثَمَرِ الجَنَّةِ.مِن ضُرُوبٍ شَتّى وعَلى الآخَرِ خَمْسُ رُمّاناتٍ، فَقالَ شَمْعُونُ رَأْسُ الحَوارِيِّينَ لِعِيسى: يا رُوحَ اللَّهِ، وكَلِمَتُهُ، أمِن طَعامِ الدُّنْيا هَذا، أمْ مِن طَعامِ الجَنَّةِ؟ فَقالَ: أما آنَ لَكم أنْ تَعْتَبِرُوا بِما تَرَوْنَ مِنَ الآياتِ، وتَنْتَهُوا عَنْ تَنْقِيرِ المَسائِلِ، ما أخْوَفَنِي عَلَيْكم أنْ تُعاقَبُوا في سَبَبِ هَذِهِ الآيَةِ، فَقالَ شَمْعُونُ: لا وإلَهِ إسْرائِيلَ، ما أرَدْتُ بِها سُوءًا يا ابْنَ الصِّدِّيقَةِ، فَقالَ عِيسى: لَيْسَ شَيْءٌ مِمّا تَرَوْنَ عَلَيْها مِن طَعامِ الجَنَّةِ، ولا مِن طَعامِ الدُّنْيا، إنَّما هو شَيْءٌ ابْتَدَعَهُ اللَّهُ في الهَواءِ بِالقُدْرَةِ الغالِبَةِ القاهِرَةِ، فَقالَ لَهُ: كُنْ، فَكانَ أسْرَعَ مِن طَرْفَةِ عَيْنٍ، فَكُلُوا مِمّا سَألْتُمْ بِاسْمِ اللَّهِ، واحْمَدُوا عَلَيْهِ رَبَّكُمْ، يَمُدَّكم مِنهُ ويَزِدْكُمْ، فَإنَّهُ بَدِيعٌ قادِرٌ شاكِرٌ، فَقالُوا: يا رُوحَ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ، إنّا نُحِبُّ أنْ تُرِيَنا آيَةً في هَذِهِ الآيَةِ، فَقالَ عِيسى: سُبْحانَ اللَّهِ، أما اكْتَفَيْتُمْ بِما رَأيْتُمْ مِن هَذِهِ الآيَةِ، حَتّى تَسْألُوا فِيها آيَةً أُخْرى، ثُمَّ أقْبَلَ عِيسى عَلى السَّمَكَةِ فَقالَ: يا سَمَكَةُ، عُودِي بِإذْنِ اللَّهِ حَيَّةً كَما كُنْتِ، فَأحْياها اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ، فاضْطَرَبَتْ وعادَتْ بِإذْنِ اللَّهِ حَيَّةً طَرِيَّةً، تَلَمَّظُ كَما يَتَلَمَّظُ الأسَدُ، تَدُورُ عَيْناها، لَها بَصِيصٌ، وعادَتْ عَلَيْها بَواسِيرُها، فَفَزِعَ القَوْمُ مِنها وانْحاسُوا، فَلَمّا رَأى عِيسى ذَلِكَ مِنهم فَقالَ: ما لَكم تَسْألُونَ الآيَةَ، فَإذا أراكُمُوها رَبُّكم كَرِهْتُمُوها، ما أخْوَفَنِي عَلَيْكم أنْ تُعاقَبُوا بِما تَصْنَعُونَ، يا سَمَكَةُ، عُودِي بِإذْنِ اللَّهِ كَما كُنْتِ، فَعادَتْ بِإذْنِ اللَّهِ مَشْوِيَّةً كَما كانَتْ في خَلْقِها الأوَّلِ، فَقالُوا لِعِيسى: كُنْ أنْتَ يا رُوحَ اللَّهِ الَّذِي تَبْدَأُ بِالأكْلِ مِنها، ثُمَّ نَحْنُ بَعْدُ، فَقالَ: مَعاذَ اللَّهِ
مِن ذَلِكَ، يَبْدَأُ بِالأكْلِ مَن طَلَبَها، فَلَمّا رَأى الحَوارِيُّونَ وأصْحابُهُمُ امْتِناعَ نَبِيِّهِمْ مِنها، خافُوا أنْ يَكُونَ نُزُولُها سُخْطَةً، وفي أكْلِها مُثْلَةٌ، فَتَحامَوْها، فَلَمّا رَأى ذَلِكَ عِيسى دَعا لَها الفُقَراءُ والزَّمْنى، وقالَ: كُلُوا مِن رِزْقِ رَبِّكم ودَعْوَةِ نَبِيِّكُمْ، واحْمَدُوا اللَّهَ الَّذِي أنْزَلَها لَكُمْ، يَكُونُ مَهَناها لَكم وعُقُوبَتُها عَلى غَيْرِكُمْ، وافْتَتِحُوا أكْلَكم بِاسْمِ اللَّهِ، واخْتِمُوهُ بِحَمْدِ اللَّهِ، فَفَعَلُوا، فَأكَلَ مِنها ألْفٌ وثَلاثُمِائَةِ إنْسانٍ، بَيْنَ رَجُلٍ وامْرَأةٍ، يَصْدُرُونَ عَنْها كُلُّ واحِدٍ مِنهم شَبْعانُ يَتَجَشَّأُ، ونَظَرَ عِيسى والحَوارِيُّونَ، فَإذا ما عَلَيْها كَهَيْئَةِ إذْ نَزَلَتْ مِنَ السَّماءِ، لَمْ يَنْتَقِصْ مِنهُ شَيْءٌ، ثُمَّ إنَّها رُفِعَتْ إلى السَّماءِ، وهم يَنْظُرُونَ، فاسْتَغْنى كُلُّ فَقِيرٍ أكَلَ مِنها، وبَرِئَ كُلُّ زَمِنٍ مِنهم أكَلَ مِنها، فَلَمْ يَزالُوا أغْنِياءَ صِحاحًا حَتّى خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيا، ونَدِمَ الحَوارِيُّونَ وأصْحابُهُمُ الَّذِينَ أبَوْا أنْ يَأْكُلُوا مِنها نَدامَةً سالَتْ مِنها أشْفارُهُمْ، وبَقِيَتْ حَسْرَتُها في قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ المَماتِ، قالَ: فَكانَتِ المائِدَةُ إذا نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ، أقْبَلَتْ بَنُو إسْرائِيلَ إلَيْها مِن كُلِّ مَكانٍ يَسْعَوْنَ، يُزاحِمُ بَعْضُهم بَعْضًا، الأغْنِياءُ والفُقَراءُ، والنِّساءُ والصِّغارُ والكِبارُ، والأصِحّاءُ والمَرْضى، يَرْكَبُ بَعْضُهم بَعْضًا، فَلَمّا رَأى عِيسى ذَلِكَ جَعَلَها نُوَبًا بَيْنَهُمْ، فَكانَتْ تَنْزِلُ يَوْمًا، ولا تَنْزِلُ يَوْمًا، فَلَبِثُوا في ذَلِكَ أرْبَعِينَ يَوْمًا، تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ غِبًّا عِنْدَ ارْتِفاعِ الضُّحى، فَلا تَزالُ مَوْضُوعَةً يُؤْكَلُ مِنها، حَتّى إذا قالُوا ارْتَفَعَتْ عَنْهُمْ، بِإذْنِ اللَّهِ إلى جَوِّ السَّماءِ، وهم يَنْظُرُونَ إلى ظِلِّها في الأرْضِ حَتّى تَوارى عَنْهم. فَأوْحى اللَّهُ إلى عِيسى أنِ اجْعَلْ رِزْقِي في المائِدَةِ لِلْيَتامى، والفُقَراءِ، والزَّمْنى، دُونَ الأغْنِياءِ مِنَ النّاسِ، فَلَمّا فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ، ارْتابَ بِها الأغْنِياءُ، وغَمَصُوا ذَلِكَ، حَتّى شَكُّوا فِيها في أنْفُسِهِمْ، وشَكَّكُوا فِيها النّاسَ، وأذاعُوا في أمْرِها القَبِيحَ والمُنْكَرَ، وأدْرَكَ الشَّيْطانُ مِنهم حاجَتَهُ، وقَذَفَ وسْواسَهُ في قُلُوبِ المُرْتابِينَ حَتّى قالُوا لِعِيسى: أخْبِرْنا عَنِ المائِدَةِ ونُزُولِها مِنَ السَّماءِ حَقٌّ، فَإنَّهُ قَدِ ارْتابَ بِها بَشَرٌ مِنّا كَثِيرٌ؟ قالَ عِيسى: هَلَكْتُمْ وإلَهِ المَسِيحِ، طَلَبْتُمُ المائِدَةَ إلى نَبِيِّكم أنْ يَطْلُبَها لَكم إلى رَبِّكُمْ، فَلَمّا أنْ فَعَلَ، وأنْزَلَها اللَّهُ عَلَيْكم رَحْمَةً ورِزْقًا، وأراكم فِيها الآياتِ والعِبَرَ، كَذَّبْتُمْ بِها، وشَكَكْتُمْ فِيها، فَأبْشِرُوا بِالعَذابِ، فَإنَّهُ نازِلٌ بِكم إلّا أنْ يَرْحَمَكُمُ اللَّهُ، وأوْحى اللَّهُ إلى عِيسى: إنِّي آخِذٌ المُكَذِّبِينَ بِشَرْطِي، فَإنِّي مُعَذِّبٌ مِنهم مَن كَفَرَ بِالمائِدَةِ بَعْدَ نُزُولِها عَذابًا لا أُعَذِّبُهُ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ، وأُمِرُوا ألّا يَخُونُوا ولا يَدَّخِرُوا لِغَدٍ، فَخانُوا، وادَّخَرُوا، ورَفَعُوا لِغَدٍ نَزَلَتِ المائِدَةُ وهي طَعامٌ يَفُورُ، فَكانُوا يَأْكُلُونَ مِنها قُعُودًا، فَأحْدَثُوا، فَرُفِعَتْ شَيْئًا، فَأكَلُوا عَلى الرُّكَبِ، ثُمَّ أحْدَثُوا فَرُفِعَتْ شَيْئًا، فَأكَلُوا قِيامًا، ثُمَّ أحْدَثُوا هَؤُلاءِ يُلَطِّخُونَ ثِيابَنا عَلَيْنا، فَلَوْ بَنَيْنا لَها دُكّانًا يَرْفَعُها، فَبَنَوْا لَها دُكّانًا، فَجَعَلَتِ الضُّعَفاءُ لا تَصِلُ إلى شَيْءٍ. فَلَمّا أمْسى المُرْتابُونَ بِها، وأخَذُوا مَضاجِعَهم في أحْسَنِ صُورَةٍ مَعَ نِسائِهِمْ آمِنِينَ، فَلَمّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ مَسَخَهُمُ اللَّهُ خَنازِيرَ، وأصْبَحُوا يَتَّبِعُونَ الأقْذارَ في الكُناساتِ.وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: إنَّ أشَدَّ النّاسِ عَذابًا يَوْمَ القِيامَةِ مَن كَفَرَ مِن أصْحابِ المائِدَةِ، والمُنافِقُونَ، وآلُ فِرْعَوْنَ. وأخْرَجَ الأزْرَقِيُّ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قالَ: كُنّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ في الحِجْرِ إذْ قَلَصَ الظِّلُّ وقامَتِ المَجالِسُ، إذْ نَحْنُ بِبَرِيقِ أيْمٍ طالِعٍ مِن هَذا البابِ - يَعْنِي بابَ بَنِي شَيْبَةَ، والأيْمُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ - فاشْرَأبَّتْ لَهُ أعْيُنُ النّاسِ، فَطافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلّى رَكْعَتَيْنِ وراءَ المَقامِ، فَقُمْنا إلَيْهِ فَقُلْنا: أيُّها المُعْتَمِرُ، قَدْ قَضى اللَّهُ نُسُكَكَ، وإنَّ بِأرْضِنا عَبِيدًا
وسُفَهاءَ وإنَّما نَخْشى عَلَيْكَ مِنهم. فَكَوَّمَ بِرَأْسِهِ كَوْمَةً بَطْحاءَ فَوَضَعَ ذَنَبَهُ عَلَيْها، فَسَما في السَّماءِ حَتّى ما نَراهُ. عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ وَكَانَ مُتَمَرِّدًا عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَغَزَاهُ الْمُسْلِمُونَ فَأَخَذُوهُ سَلِيمًا فَقَالُوا بِأَيِّ شَيْءٍ نَقْتُلُهُ؟ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا لَهُ قُمْقُمًا عَظِيمًا وَأَنْ يَحْشُوا تَحْتَهُ النَّارَ وَلَا يَقْتُلُوهُ حَتَّى يُذِيقُوهُ طَعْمَ الْعَذَابِ قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ قَالَ: فَجَعَلَ يَدْعُو آلِهَتَهُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ يَا فُلَانُ بِمَا كُنْتُ أعَبُدُكَ وَأُصَلِّي لَكَ وَأَمْسَحُ وَجْهَكَ فَأَنْقِذْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُغْنُونَ عَنْهُ شَيْئًا رَفَعَ [ص:228] رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُخْلِصًا فَصَبَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَثْغَبًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَطْفَأَتْ تِلْكَ النَّارَ وَجَاءَتْ رِيحٌ فَاحْتَمَلَتْ ذَلِكَ الْقُمْقُمَ فَجَعَلَ يَدُورُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَذَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْبُدُونَ اللهَ وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَاسْتَخْرَجُوهُ فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: أَنَا مَلَكُ بَنِي فُلَانٍ فَقَصَّ عَلَيْهِمِ الْقِصَّةَ وَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَكَانَ مِنْ أَمْرِي فَآمَنُوا " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «السَّحَابُ الْأَسْوَدُ فِيهِ الْمَطَرُ، وَالْأَبْيَضُ فِيهِ النَّدَى وَهُوَ الَّذِي يُنْضِجُ الثِّمَارَ» عن يعلى بن أمية:] يُنشئُ اللهُ سحابةً سوداءَ مُظلِمةً فيُقالُ: يا أهلَ النّارِ أيُّ شيءٍ تطلُبون؟ فيذكرون بها سحابةَ الدُّنيا، فيقولون: يا ربَّنا الشَّرابُ فتُمطِرُهم أغلالًا تَزيدُ في أغلالِهم، وسلاسلَ تزيدُ في سلاسلِهم، وجمرًا تلتهِبُ عليهم. المنذري (ت ٦٥٦)، الترغيب والترهيب ٤‏/٣٤٤ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: «الْمَطَرُ يَخِرُّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، فَيَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْإِبْرَمُ، فَتَجِيءُ السَّحَابُ السُّودُ فَتَشْرَبُهُ» عن علي بن أبي طالب:] ما من القلوب قلبٌ إلا و له سحابةٌ كسحابةِ القمرِ، بينما القمرُ يُضيءُ إذ عَلَتْه سحابةٌ، فأظلَم، إذ تجلَّتْ. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٥٦٨٢ • حسن عن عمر مولى غفرة:] كان جِبريلُ ﵇ في موضعِ الجنائزِ فقالَ لهُ النَّبيُّ ﷺ: يا جِبريلُ إنِّي أحبُّ أن أعلمَ أمرَ السَّحابِ، قال: فقالَ جبريلُ: يا نبيَّ اللهِ هذا ملَكُ السَّحابِ فَسَلْه، فقال: تأتينا صِكاكٌ مُختَمةٌ، اسقِ بِلادَ كَذا وكَذا، كَذا وكَذا قَطرةً. في وادي ليل وادي ضريح من اليمن حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، سَأَلَ الْحَسَنَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنْ مَاءٍ مِنَ السَّحَابِ؟ قَالَ: «مِنَ السَّمَاءِ، إِنَّمَا السَّحَابُ عَلَمٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْمَاءُ مِنَ السَّمَاءِ» كَعْبًا يَقُولُ فِي السَّحَابِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. كَانَ يَقُولُ: «السَّحَابُ غُرْبَالُ الْمَطَرِ، وَلَوْلَا السَّحَابُ حِينَ يَنْزِلُ الْمَاءُ مِنَ السَّمَاءِ لَأَفْسَدَ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَرْضِ» . عَنِ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ مَرَّتْ سَحَابَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا) فَقُلْنَا السَّحَابُ فَقَالَ (أَوِ الْمُزْنُ) قَالُوا أَوِ الْمُزْنُ قَالَ (أَوِ الْعَنَانُ) قُلْنَا أَوِ الْعَنَانُ وَالْغَيَايَةُ او الغواية عَنْ أبِي عِمْرانَ الجَوْنِيِّ قالَ: إنَّ بُحُورًا مِنَ النّارِ دُونَ العَرْشِ يَكُونُ مِنها الصَّواعِقُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُفْيانَ قالَ: الصَّواعِقُ مِن نارِ السَّمُومِ وهَذا صَوْتُ الحُجُبِ الَّتِي بَحْرُها ما بَيْنَنا وبَيْنَهُ مِنَ الحِجابِ يَسُوقُ السَّحابَ.وهو سوط الملائكة عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ قَرَأ: ﴿ويَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالغَمامِ ونُزِّلَ المَلائِكَةُ تَنْزِيلا﴾ قالَ: يَجْمَعُ اللَّهُ الخَلْقَ يَوْمَ القِيامَةِ في صَعِيدٍ واحِدٍ، الجِنَّ والإنْسَ والبَهائِمَ والسِّباعَ والطَّيْرَ وجَمِيعَ الخَلْقِ، فَتَنْشَقُّ السَّماءُ الدُّنْيا، فَيَنْزِلُ أهْلُها، وهم أكْثَرُ مِمَّنْ في الأرْضِ مِنَ الجِنِّ والإنْسِ وجَمِيعِ الخَلْقِ، فَيُحِيطُونَ بِالجِنِّ والإنْسِ وجَمِيعِ الخَلْقِ، فَيَقُولُ أهْلُ الأرْضِ: أفِيكم رَبُّنا؟
فَيَقُولُونَ: لا، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّماءُ الثّانِيَةُ، فَيَنْزِلُ أهْلُها، وهم أكْثَرُ مِن أهْلِ السَّماءِ الدُّنْيا ومِنَ الجِنِّ والإنْسِ وجَمِيعِ الخَلْقِ، فَيُحِيطُونَ بِالمَلائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهم والجِنِّ والإنْسِ وجَمِيعِ الخَلْقِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّماءُ الثّالِثَةُ، فَيَنْزِلُ أهْلُها، وهم أكْثَرُ مِن أهْلِ السَّماءِ الثّانِيَةِ والدُّنْيا وجَمِيعِ الخَلْقِ، فَيُحِيطُونَ بِالمَلائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهم والجِنِّ والإنْسِ وجَمِيعِ الخَلْقِ، ثُمَّ يَنْزِلُ أهْلُ السَّماءِ الرّابِعَةِ، وهم أكْثَرُ مِن أهْلِ السَّماءِ الثّالِثَةِ والثّانِيَةِ والأُولى وأهْلِ الأرْضِ، ثُمَّ يَنْزِلُ أهْلُ السَّماءِ الخامِسَةِ، وهم أكْثَرُ مِمَّنْ تَقَدَّمَ، ثُمَّ أهْلُ السَّماءِ السّادِسَةِ كَذَلِكَ، ثُمَّ أهْلُ السَّماءِ السّابِعَةِ، وهم أكْثَرُ مِن أهْلِ السَّماواتِ وأهْلِ الأرْضِ، : قَالَ عَطَاءٌ: مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ. ابن سيرين: ما توعدون من أمر الساعة وبه قال الربيع، والأولى الحمل على ما هو الأعم من هذه الأقوال فإن جزاء الأعمال مكتوب في السماء والقضاء والقدر ينزل منها وقد روى الطبري عن بعض السلف أن في كل سماء بيتا حيال الكعبة فالذي في السماء السابعة يقال له البيت المعمور والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة. روى النسائي في سنن النسائي والحاكم النيسابوري في مستدرك الحاكم وابن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق حسان بن حريث عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي ﷺ , وذكر السيوطي في الإتقان قال وأخرج الطبراني والبزار عن ابن عباس قال : أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد ﷺ , وأخرج ابن أبي شيبة من وجه آخر عنه قال : دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلا . قال السيوطي : وهذا غريب وهذا الذي حكاه الماوردي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : نزل القرآن جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة إلى جبريل في عشرين ليلة ونجمه جبريل على النبي ﷺ في عشرين سنة. : قالَ تَعالى: ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشى النّاسَ هَذا عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [الدخان: ١٠] . فَإنَّ ذَلِكَ الدُّخانَ كانَ في طَبَقاتِ الجَوِّ كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ الدُّخانِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: إنَّ الدُّخانَ لَمْ يَمْضِ بَعْدُ؛ يَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكامِ ويَنْفُخُ الكافِرَ حَتّى يَنْفُذَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: دَخَلْتُ عَلى ابْنِ عَبّاسٍ فَقالَ: لَمْ أنَمْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَقُلْتُ: لِمَ؟ قالَ: طَلَعَ الكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ فَخَشِيتُ أنْ يَطْرُقَ الدُّخانُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: يَخْرُجُ الدُّخانُ فَيَأْخُذُ المُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ ويَدْخُلُ في مَسامِعِ الكافِرِ والمُنافِقِ حَتّى يَكُونَ كالرَّأْسِ الحَنِيذِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ مَرْفُوعًا: «أوَّلُ الآياتِ الدَّجّالُ ونُزُولُ عِيسى ونارٌ تَخْرُجُ مِن قَعْرِ عَدَنِ أبْيَنَ تَسُوقُ النّاسَ إلى المَحْشَرِ تَقِيلُ مَعَهم إذا قالُوا والدُّخانُ. قالَ: حُذَيْفَةُ يا رَسُولَ اللَّهِ وما الدُّخانُ؟ فَتَلا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ﴾ يَمْلَأُ ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ يَمْكُثُ أرْبَعِينَ يَوْمًا ولَيْلَةً؛ أمّا المُؤْمِنُ فَيُصِيبُهُ مِنهُ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ وأمّا الكافِرُ كَمَنزِلَةِ السَّكْرانِ يَخْرُجُ مِن مَنخَرَيْهِ وأُذُنَيْهِ ودُبُرِهِ» . وقد جمع هذه الروايات ابن حجر رحمه الله في فتح الباري [1] بعد ذِكْرِهِ لرواية أنس عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما، فقال: "أَمَّا الْعُرُوجُ فَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مِنَ الأَخْبَارِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْبُرَاقِ، بَلْ رَقِيَ الْمِعْرَاجَ وَهُوَ السُّلَّمَ كَمَا وَقَعَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي حَدِيث أبي سعيد رضي الله عنه عِنْد الْبَيْهَقِيِّ فِي الدَّلاَئِلِ..." قَالَ: "ثُمَّ دَخَلْتُ أَنَا وَجِبْرِيلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَصَلَّيْتُ، ثمَّ أُتِيتُ بِالْمِعْرَاجِ"[2].
فِي رِوَايَة ابن اسحاق (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا فَرَغْتُ مِمَّا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أُتِيَ بِالْمِعْرَاجِ، فَلَمْ أَرَ قَطُّ شَيْئًا كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي يَمُدُّ إِلَيْهِ الْمَيِّتُ عَيْنَيْهِ إِذَا حُضِرَ، فَأَصْعَدَنِي صَاحِبِي فِيهِ حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ"[3]. الْحَدِيثَ، وَفِي رِوَايَةِ كَعْبٍ رضي الله عنه (عند ابن المرجى المقدسي في فضائل بيت المقدس): "فَوُضِعَتْ لَهُ مَرْقَاةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَمَرْقَاةٌ مِنْ ذَهَبٍ، حَتَّى عَرَجَ هُوَ وَجِبْرِيلُ"[4]. وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي سَعِيدٍ رصي الله عنه فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى (لأبي سعد): "أَنَّهُ أُتِيَ بِالْمِعْرَاجِ مِنْ جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ، وَأَنَّهُ مُنَضَّدٌ بِاللُّؤْلُؤِ، وَعَنْ يَمِينِهِ مَلاَئِكَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ مَلاَئِكَةٌ" يقول جل من قائل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون {النحل:8}، ويقول: لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون {الأنعام:67}. ووردت في القرآن آيات تشير إلى وجود دواب في السماوات والأرض، منها قوله تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير {الشورى:29}، قال بعض العلماء إن لفظ (دابة) يدل على أنها مخلوقات غير الملائكة لأن الله عز وجل فرق بين الدواب والملائكة في الذكر في قوله: ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دآبة والملآئكة وهم لا يستكبرون {النحل:49}، فذكر دواب السماوات ودواب الأرض ثم أخر ذكر الملائكة. موسى قومَه من بني إسرائيلَ بعد ما جاء فرعونُ الآياتِ الخمسِ الطوفانُ وما ذكرَ اللهُ في الآيةِ ﴿فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ والْجَرادَ والْقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ آَياتٍ مُفَصَّلاتٍ فاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾ فلم يؤمِنوا ولم يرسِلوا معه بني إسرائيلَ فقال: لِيذبحْ كلُّ رجلٍ منكم كبشًا ثمَّ ليَخضِبْ كفهُ في دمهِ ثمَّ ليضربْ به على بابهِ فقال القِبطُ لبني إسرئيلَ لم تجعلونَ هذا الدَّمَ على أبوابِكم؟ فقالوا إنَّ اللهَ يرسلُ عليكم عذابًا يقتلَكم وتهلَكونَ فأصبَحوا وقد طُعِنَ من قومِ فرعونَ سبعونَ ألفًا فأمسَوْا وهم لا يتدافَنونَ. فقال فرعونُ عند ذلك لموسى عليه السلامُ ﴿ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ فدعا ربَّهُ فكشف عنهم قال ابن جبرين قال تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) فنؤمن بذلك كلّه ولكن لا نعلم بتفاصيل هذه المخلوقات ولا عددها ولا نعلم كيفية المخلوقات العلوية . ويمكن أن يكون في السماء دواب الله أعلم بكيفيتها وعددها ، يتكفلّ الله برزقها ، كما في الأرض دواب لا يعلم عددها إلا الله تكفّل تعالى برزقها وهو على كلّ شيء قدير . حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن الحسن، قال: في السحاب فيه والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وأعمالكم. عَنْ عَلِيٍّ «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في قَوْلِهِ: ﴿وفِي السَّماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدُونَ﴾ قالَ: المَطَرُ» . قال أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، قال: أحسبه أو غيره "أن رسول الله ﷺ سمع رجلا ومطروا، يقول: ومطرنا ببعض عثانين الأسد، فقال كَذَبْتَ، بَلْ هُوَ رِزقُ اللهِ". وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنِّي لَأعْرِفُ الثَّلْجَ وما رَأيْتُهُ في قَوْلِهِ: ﴿وفِي السَّماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدُونَ﴾ قالَ: الثَّلْجُ مِنهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: الجَنَّةُ في السَّماءِ، وما تُوعَدُونَ مِن خَيْرٍ وشَرٍّ. الَ تَعالى: ﴿فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشى النّاسَ هَذا عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [الدخان: ١٠] . فَإنَّ ذَلِكَ الدُّخانَ كانَ في طَبَقاتِ الجَوِّ كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ الدُّخانِ. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا هارون بن المُغيرة من أهل الرأي، عن سفيان الثوري، قال: قرأ واصل الأحدب هذه الآية ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ فقال: ألا إن رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خرِبة فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا، فلما كان اليوم الثالث إذا هو بدوخلَّة رطب، وكان له أخ أحسن نية منه، فدخل معه، فصارتا دوخلَّتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرّق الموت بينهما وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَقْبَلْتُ ذَاتَ مَرَّةٍ مِنْ مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ إِذْ طَلَعَ أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ جَافٍ عَلَى قَعُودٍ لَهُ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ وَبِيَدِهِ قَوْسُهُ، فَدَنَا وَسَلَّمَ وَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ مِنْ بَنِي أَصْمَعَ، قَالَ: أَنْتَ الْأَصْمَعِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.قَالَ: وَمِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ مَوْضِعٍ يُتْلَى فِيهِ كَلَامُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَلِلرَّحْمَنِ كَلَامٌ يَتْلُوهُ الْآدَمِيُّونَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاتْلُ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَرَأْتُ (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) إِلَى قَوْلِهِ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) فَقَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ حَسْبُكَ!! ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاقَتِهِ فَنَحَرَهَا وَقَطَّعَهَا بِجِلْدِهَا، وَقَالَ: أَعِنِّي عَلَى تَوْزِيعِهَا، فَفَرَّقْنَاهَا عَلَى مَنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى سَيْفِهِ وَقَوْسِهِ فَكَسَرَهُمَا وَوَضَعَهُمَا تَحْتَ الرَّحْلِ وَوَلَّى نَحْوَ الْبَادِيَةِ وَهُوَ يَقُولُ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) فَمَقَتُّ نَفْسِي وَلُمْتُهَا، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ الرَّشِيدِ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ إِذَا أَنَا بِصَوْتٍ رَقِيقٍ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِالْأَعْرَابِيِّ وَهُوَ نَاحِلٌ مُصْفَرٌّ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَأَخَذَ بِيَدَيَّ وَقَالَ: اتْلُ عَلَيَّ كَلَامَ الرَّحْمَنِ، وَأَجْلَسَنِي مِنْ وراء المقام فقرأت (وَالذَّارِياتِ) حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَقَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا الرَّحْمَنُ حَقًّا، وَقَالَ: وَهَلْ غَيْرُ هَذَا
قُلْتُ: نَعَمْ، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) قال فصاج الْأَعْرَابِيُّ وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ! مَنِ الَّذِي أَغْضَبَ الْجَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ! أَلَمْ يُصَدِّقُوهُ فِي قَوْلِهِ حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى الْيَمِينِ؟ فَقَالَهَا ثَلَاثًا وَخَرَجَتْ بِهَا نَفْسُهُ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ: إن رجلا جاع بمكان ليس فيه شي فَقَالَ: اللَّهُمَّ رِزْقَكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي فَأْتِنِي بِهِ، فَشَبِعَ وَرُوِيَ مِنْ غَيْرِ طَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ. وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ أَنَّ أَحَدُكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ لَتَبِعَهُ كَمَا يَتْبَعُهُ الْمَوْتُ) أَسْنَدَهُ الثَّعْلَبِيُّ. وَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: (لَا تَيْأَسَا مِنَ الرزق ما تهززت رؤوسكما فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ)(٨) (ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ). وَرُوِيَ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْأَعْرَابِ زَرَعُوا زَرْعًا فَأَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ فَحَزِنُوا لِأَجْلِهِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيَّةٌ فَقَالَتْ: مَا لِي أَرَاكُمْ قَدْ نَكَسْتُمْ رُءُوسَكُمْ، وَضَاقَتْ صُدُورُكُمْ، هُوَ رَبُّنَا وَالْعَالِمُ بِنَا، رِزْقُنَا عَلَيْهِ يَأْتِينَا بِهِ حَيْثُ شَاءَ! ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ: لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ ... صَمًّا مُلَمْلِمَةٍ ملسا نَوَاحِيهَا رِزْقٌ لِنَفْسٍ بَرَاهَا اللَّهُ لَانْفَلَقَتْ ... حَتَّى تُؤَدِّيَ إِلَيْهَا كُلَّ مَا فِيهَا أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا ... لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا حَتَّى تَنَالَ الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهَا ... إِنْ لَمْ تَنَلْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا قُلْتُ: وَفِي هَذَا الْمَعْنَى قِصَّةُ الْأَشْعَرِيِّينَ حِينَ أَرْسَلُوا رَسُولَهُمْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَسَمِعَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها﴾ فَرَجَعَ وَلَمْ يُكَلِّمِ النَّبِيَّ ﷺ وَقَالَ: لَيْسَ الْأَشْعَرِيُّونَ بِأَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الدَّوَابِّ، إ. حابية قصتها العجيبة فتقول: إن زوجها كان قد أسلم فهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد هجرته جاءوا إليَّ وقالوا: ﻟﻌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ. ﻗﻠﺖ: ﺃﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‌ ﺟﺮﻡ ﻟﻨﻌﺬﺑﻨﻚ ﻋﺬﺍﺑًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﻓﺎﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﺛﻔﺎﻝ ﺷﺮ ﺭﻛﺎﺑﻬﻢ ﻭﺃﻏﻠﻈﻬﺎ ﻳﻄﻌﻤﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻭﻻ‌ ﻳﺴﻘﻮﻧﻲ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﻨﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺎﺋﻈﻮﻥ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍ ﺃﺧﺒﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺳﻤﻌﻲ ﻭﺑﺼﺮﻱ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﻲ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﺗﺮﻛﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻤﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﺈﺻﺒﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. إعلانوتقول هذه الصحابية الكريمة: ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻬﺪ، ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺮﺩ ﺩﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻲ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲ ﺇﻟﻲَّ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷ‌ﺭﺽ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲَّ ﺇﻟﻲَّ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻳﺖ ﻭﺃﻫﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﻭﺟﻬﻲﻭﺛﻴﺎﺑﻲ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎ ﺭﺯﻗﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﻋًﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺩﺍﻭﺍﻫﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻣﻮﻛﺎﺓ ﻟﻢ ﺗﺤﻞ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻚ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﻮﺍ ﻭﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭآله وﺳﻠﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻀﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬم.إنها الصحابية الجليلة "ﺃﻡ ﺷﺮﻳك" واسمها ﻏَﺰٍﻳَّﺔُ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺳﻴﺔ، ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺩﻭﺱ، ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺯﺩ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: "ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﻡ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺑﻤﻜﺔ، ﻭكانت ﺗﺤﺖ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺪﻭﺳﻲ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺮًﺍ ﻓﺘﺪﻋﻮﻫﻦ ﺳﺮًﺍ ﻭﺗﺮﻏﺒﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻷ‌ﻫﻞ ﻣﻜﺔ".وقد روى قصتها العجيبة العديد من كتب السنة منها الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى"، والإمام ابن حجر العيقلاني في كتابه "الإصابة في معرفة الصحابة"، وبرواية أخرى رواها الإمام البيهقي في كتابه "دلائل النبوة"، وغيرهم. بينما رجلٌ بفلاةٍ إذ سمعَ رعدا في سحابٍ ، فسمعَ فيه كلاما : اسقِ حديقةَ فلان - باسمه - فجاءَ ذلكَ السحابُ إلى حرّةٍ فأفرغَ ما فيهِ من الماءِ ، ثم جاء إلى أذنابِ شرجٍ فانتهى إلى شرجةٍ ، فاستوعبتِ الماءَ ، ومشَى الرجلُ مع السحابَةِ حتى انتهى إلى رجلٍ قائمٍ في حديقةٍ له يسقِيها فقال : يا عبد اللهِ ما اسمُكَ ؟ قال : ولم تسأَلُ ؟ قال : إني سمعتُ في سحابٍ هذا ماؤُه : اسقِ حديقةَ فلانٍ ، باسمكَ ، فما تصنعُ فيها إذا صرمتَها ؟ قال : أما إن قلتَ ذلك فإني أجعلها على ثلاثةِ أثلاثٍ ، أجعلُ ثلثا لي ولأهلي ، وأردّ ثلثا فيها ، وأجعلُ ثلثا للمساكينِ والسائلينَ وابن السبيلِ ) الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 1197 سمع عن قرية في دول غرب أفريقيا لم يصلها الإسلام، فقرر الذهاب إليها فقال مرافقوه: لا تستطيع ؛ بيننا وبينها نهر وفيه تماسيح فقال: نذهب إليها وأنا المسؤول يقول: فركبنا قارب وكانت التماسيح حولنا ، فدخلنا القرية ففوجئوا بنا !!! فقالوا: كيف وصلتم ؟! فقلنا: حفظنا الله لأننا نبلغ دينه ! فشرحنا الإسلام ... فقال لي زعيمهم: لنا شرط إن نفذته دخلنا الإسلام فقلت: ماهو؟ قالوا المطر لم يأتنا منذ ثلاثة سنين ، فادع لنا ربك فاعتذرت لهم لكنهم اصروا على الدعاء ليأتيهم فقمت وتوضأت، ثم قمت أصلي فسجدت لله سجدةً بكيت فيها بكاءً شديداً وصرت أدعوا بدموعي وقلبي أكثر من لساني كنت أدعوا وأقول: ( يارب لاتخذل دين عبدالرحمن بذنب عبدالرحمن ) ومازلت أدعو ربي ساجدًا، وأتضرع ثم انتهيت وذهبت اجلس تحت شجرة وبعد دقائق سمعت صوت الرعد ورفعت رأسي فبدأ المطر بالهطول وإذا بالقرية تصرخ بأكملها (نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله) فحمدت الله وشكرته على ذلك
كان نبي من انبياء بني اسراءئيل يجادله خمسين رجلا فخرقهم من نار السماء جاوتير فينيسوف: "عند وصول صلاح الدين الأيوبي، نزلت النار من السماء وأضاءت شموع الكنيسة، وبدأ مساعدوه في التحرك من الخوف، وابتدأ المسيحيون في تمجيد الله، وأمسك صلاح الدين شمعة اشتعلت من النار التي نزلت من السماء، هابيل وقابيل قدما قربان فاكلته النار وعندما أصعد داود "محرقات وذبائح سلامة ودعا الرب، أجابه بنار من السماء على مذبح المحرقة وعندما عاد بنو إسرائيل بالغنائم التي أخذوها من المديانيين فامر الله لهارون ان يجعلوه في الميدان أن الكهنة الذين احترقوا كانوا قد سكروا من الخمر، ولسكرهم اشتغلوا عن نار مذبح الرب حتى انطفأت، ولما نظروها قد انطفأت، أحضروا نارًا غريبة، فأحرقتهم نار الرب المنحدرة من السماء هذه القصة قال عنها ابن رجب رحمه الله تعالى:
" وحكاية محمد بن هارون البلخي مشهورة ، وقد رويت من وجوه، وهو أنه كان مصرا على شرب الخمر، فجاء في آخر يوم من شعبان وهو سكران، فعاتبته أمه وهي تسجر تنورا، فحملها فألقاها في التنور ، فاحترقت، وكان بعد ذلك قد تاب وتعبد، فرؤي له في النوم أن الله قد غفر للحاج كلهم سواه " انتهى من "لطائف المعارف" (ص 277) وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ، نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ نزول النار من السماء طلب النبي إيليا بتحدي كبير من آخاب لأنه كان واثقا برب الجنود أنه سيكون معه، أن يجمع كل كهنة البعل وأنبياء السواري لكي يجتمعوا على جبل الكرمل، وهكذا حصل جاء الجميع، الشعب واقف متأملا بهذا المشهد وأنبياء البعل يحدقون بإيليا النبي ماذا يود أن يقول "فتقدّم إيليا إلى إلى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الربّ هو الله فاعبدوه وإن كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة" (الملوك الأول 21:18). فقدم النبي إيليا وأمام هذه الحشود الكبيرة تحدي عظيم جدا لأنبياء البعل بأن يأتوا بثورين هم يضعون ثور على الحطب من أجل تقديمه كمحرقة ولكن من دون نار وهو يفعل نفس الأمر، وطلب منهم أن يدعوا باسم آلههتم لكي تنزل نار من السماء وتحرق المحرقة، وأن يفعل هو نفس الأمر " .. والإله الذي يجيب بنار فهو الله" (الملوك الأول 24:18). فحسن هذا الأمر في عيني الشعب وفي هذه الأثناء كانو يودون في قلوبهم أن يكتشفوا من هو الله الحقيقي، هل هو إله ابراهيم واسحق ويعقوب أو هو إله البعل الصامت والجامد الذي لا وجود له. فابتدأ المشهد يرتفع إلى الذروة أنبياء البعل في حيرة من أمرهم ولكنهم أصبحوا داخل إطار المعركة "فأخذوا الثور الذي أعطي لهم وقربوه، فدعوا باسم البعل من الصباح إلى الظهر قائلين يا بعل أجبنا فلم يكن صوت ولا مجيب" (الملوك الأول 26: 18). الشعب ينتظر ماذا سيحدث بعد هذا الصراخ العظيم ولكن كل شيء بقي كما هو، أنبياء البعل يرقصون حول الثور وينتظرون الفرج ولكن من دون جدوى فسخر منهم النبي إيليا "وقال ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق (أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه " (الملوك الأول 27:18. فعندما فشلوا أنبياء البعل من جلب النار جاء دور إيليا ورمم المذبح ووضع الثور على الحطب وعندما أصبح كل شيء جاهز، عم السكون كل المكان، الشعب منتظر والأنبياء واقفون بحذر كبير وأما إيليا تقدم ورفع عينيه إلى الله وصرخ بأعلى الصوت لكي يستجيب الرب "فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب. ولحست المياه التي في القناة. فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوهم وقالوا الرب هو الله الرب هو (الله" (الملوك الأول 38:18. فَإذا هو في السَّماءِ الدُّنْيا بِنَهْرَيْنِ يَطَّرِدانِ فَقالَ:“ما هَذانِ النَّهْرانِ يا جِبْرِيلُ ؟”. قالَ: هَذا النِّيلُ والفُراتُ عُنْصَرُهُما. ثُمَّ مَضى بِهِ في السَّماءِ فَإذا هو بِنَهْرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِن لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَإذا هو مِسْكٌ أذْفَرُ. القول في الإبانة عن فناء الزمان والليل والنهار وأن لا شيء يبقى غير الله تعالى ذكره والدلالة على صحة ذلك قول الله تعالى ذكره: " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " وقوله تعالى: " لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجه " فإن كان كل شيء هالك غير وجهه - كما قال جل وعز - وكان الليل والنهار ظلمة أو نورًا خلقهما لمصالح خلقه، فلا شك أنهما فانيان هالكان، كما أخبر، وكما قال: " إذا الشمس كورت " يعني بذلك أنها عميت فذهب ضوءها، وذلك عند قيام الساعة القول في الليل والنهار أيهما خلق قبل صاحبه وفي بدء خلق الشمس والقمر وصفتهما إذ كانت الأزمنة بهما تعرف حدثنا ابن بشار، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: سئل: هل الليل كان قبل النهار؟ قال: أرأيتم حين كانت السموات والأرض رتقًا، هل كان بينهما إلا ظلمة! ذلك لتعلموا أن الليل كان قبل النهار. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن الليل قبل النهار، ثم قال: " كانتا رتقًا ففتقناهما ". حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد ابن عبد الله اليزني، قال: لم يكن عقبة بن عامر إذا رأى الهلال - هلال رمضان - يقوم تلك الليله حتى يصوم يومها، ثم يقوم بعد ذلك. فذكرتُ ذلك لابن حجيرة فقال: الليل قبل النهار أم النهار قبل الليل؟ وقال آخرون: كان النهار قبل الليل، واستشهدوا لصحة قولهم هذا بأن الله عز ذكره كان ولا ليل ولا نهار ولا شيء غيره، وأن نوره كان يضيء به كل شيء خلقه بعدما خلقه حتى خلق الليل.

عمران: (ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} (آل عمران:190) رواه ابن حبان في "صحيحه" والحديث إسناده صحيح على شرط مسل قال تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} (البقرة:164). - قوله عز وجل: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} (آل عمران:190). - قوله سبحانه: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف:54). - قوله جل من قائل: {إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون} (يونس:6). - قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الرعد:3). - قوله عز وجل: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} (الفرقان:62). - قوله سبحانه: {خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار} (الزمر:5). ١- [عن —:] قال ابنُ عباسٍ [في قولِه تعالى: وهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ]: يدورون في فلكةٍ كفلكةِ المِغزلِ .. وقد أورده ابن بشران في أماليه، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بكار، ثنا أبو معشر، عن نافع مولى لآل الزبير، عن أبي هريرة، وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: " إن الكعبة خلقت قبل الأرض بألفي سنة، وهي من الأرض، قال: إنها كانت حشفة على الماء، يعني زبدا على الماء، عليها ملكان من الملائكة يسبحان الليل والنهار ألفي سنة. ..." قال ابن عباس وغيره من السلف: في فلكة مثل فلكة المغزل. فقد أخبر تعالى أن الليل والنهار والشمس والقمر: في الفلك و " الفلك "
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ أنَّ كَعْبًا كانَ يَقُولُ: إنَّ السَّماءَ تَدُورُ عَلى نُصُبٍ مِثْلِ نُصُبِ الرَّحى، 
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ شَقِيقٍ قالَ: قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: إنَّ كَعْبًا يَقُولُ: إنَّ السَّماءَ تَدُورُ في قُطْبَةٍ مِثْلِ قُطْبَةِ الرَّحى في عَمُودٍ عَلى مَنكِبِ مَلَكٍ.
١  -  سُئِلَ ابنُ عباسٍ عن قولِهِ تعالى: ﴿وَكانَ عَرْشُهُ عَلى الْماءِ﴾ على أيِّ شيٍء كان الماءُ؟ قال: على متنِ الريحِ، والسماواتِ والأرضونَ وكلُّ ما فيهِنَّ من شيٍء تُحِيطُ بها البحارُ، ويُحِيطُ بذلك كلُّهُ الهيكلُ، ويُحِيطُ بالهيكلِ الكرسيُّ
الراوي: سعيد بن جبير • ابن حجر العسقلاني، تحفة النبلاء (٥٥) • 
وروى عن وهب ابن منبه نحوه.
وفسر وهب الهيكل فقال: شيء من أطراف السموات، يحدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ «أنَّ اليَهُودَ قالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: ما يَوْمُ الجُمْعَةِ؟ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ في ساعَتَيْنِ مِنهُ اللَّيْلَ والنَّهارَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قالَ: سَألْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ولَهم رِزْقُهم فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا﴾ قالَ: لَيْسَ في الجَنَّةِ لَيْلٌ ولا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ، هم في نُورٍ أبَدًا، ولَهم مِقْدارُ اللَّيْلِ والنَّهارِ، يَعْرِفُونَ مِقْدارَ اللَّيْلِ بِإرْخاءِ الحُجُبِ وإغْلاقِ الأبْوابِ، ويَعْرِفُونَ مِقْدارَ النَّهارِ بِرَفْعِ الحُجُبِ وفَتْحِ الأبْوابِ وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“ مِن طَرِيقِ أبانٍ، عَنِ الحَسَنِ وأبِي قِلابَةَ قالا: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ في الجَنَّةِ مِن لَيْلٍ؟ قالَ: وما هَيَّجَكَ عَلى هَذا؟ قالَ: سَمِعْتُ اللَّهَ يَذْكُرُ في الكِتابِ: ﴿ولَهم رِزْقُهم فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا﴾ فَقُلْتُ: اللَّيْلُ مِنَ البُكْرَةِ والعَشِيِّ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَيْسَ هُناكَ لَيْلٌ وإنَّما هو ضَوْءٌ ونُورٌ، يَرِدُ الغُدُوُّ عَلى الرَّواحِ، والرَّواحُ عَلى الغُدُوِّ، وتَأْتِيهِمْ طُرَفُ الهَدايا مِنَ اللَّهِ لِمَواقِيتِ الصَّلَواتِ الَّتِي كانُوا يُصَلُّونَ فِيها في الدُّنْيا وتُسَلِّمُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «ما مِن غَداةٍ مِن غَدَواتِ الجَنَّةِ، وكُلُّ الجَنَّةِ غَدَواتٌ، إلّا أنَّهُ يُزَفُّ إلى ولِيِّ اللَّهِ تَعالى فِيها زَوْجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ، أدْناهُنَّ الَّتِي خُلِقَتْ مِن زَعْفَرانٍ» . كقوله تعالى: (غدوها شهر ورواحها شهر) : أي قدر شهر، قال معناه ابن عباس وابن جريج وغيرهما وقال ابن علان: " (يأتونها كل جمعة) أي: في قدر ذلك: لفقد الشمس والليل والنهار اهـ. قال مالك بن أنس: طعام المؤمنين في اليوم مرتان وتلا قول الله عز وجل" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" ثم قال: وعوض الله عز وجل المؤمنين في الصيام السحور بدلا من الغداء ليقووا به على عبادة ربهم. وقيل: إنما ذكر ذلك لان صفة الغداء وهيئته [غير «3»] صفة العشاء وهيئته، وهذا لا يعرفه إلا الملوك. وكذلك يكون في الجنة رزق الغداء غير رزق العشاء تتلون عليهم النعم ليزدادوا تنعما وغبطة. قال شيخ الأسلام ابن تيمية - رحمه الله -

(والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولانهار لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش قال #الضحاك: الجنة ليس فيها ليل ولا نهار إلا نور الآخرة. وقال السَّمعانيُّ أيضًا: (قَولُه تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا أي: دائِمًا، وقَولُه: مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ مَعناه: أفَلا تَعلَمُونَ، فإنْ قال قائِلٌ: ما وجهُ مَصلَحةِ اللَّيلِ في الدُّنيا، وليسَ في الجَنَّةِ ليلٌ؟ والجَوابُ عَنه أنَّ الدُّنيا لا تَخلُو عَن تَعَبِ التَّكاليفِ والتَّكليفاتِ، فلا بُدَّ لَه مِن وقتٍ يُفضى فيه إلى الرَّاحةِ مِنَ التَّعَبِ، وأمَّا الجَنَّةُ فهو مَوضِعُ التَّصَرُّفِ في الملاذِّ، وليسَ فيها تَعَبٌ أصلًا، فلا يَحتاجُ إلى وقتٍ يُفضى فيه إلى الرَّاحةِ أصلًا) وقال ابنُ كَثيرٍ: (أي في مِثلِ وقتِ البُكراتِ ووقتِ العَشيَّاتِ، لا أنَّ هناكَ ليلًا ونَهارًا، ولَكِنَّهم في أوقاتٍ تَتَعاقَبُ يَعرِفُونَ مُضِيَّها بأضواءٍ وأنوارٍ) . وقال اللهُ سُبحانَه: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا [الإنسان: 12، 13] قال القُرطُبيُّ: ( ((لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا)) أي: لا يَرَونَ في الجَنَّةِ شِدَّةَ حَرٍّ كَحرِّ الشَّمسِ، ولا زَمْهريرًا، أي: ولا بَردًا مُفرِطًا... فالمَعنى: لا يَرَونَ فيها شَمسًا كَشَمسِ الدُّنيا ولا قَمَرًا كَقَمَرِ الدُّنيا، أي: إنَّهم في ضياءٍ مُستَديمٍ، لا ليلَ فيه ولا نَهارَ؛ لِأنَّ ضَوءَ النَّهارِ بالشَّمسِ، وضَوءَ اللَّيلِ بالقَمَرِ قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمُ ٱلَّیۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَنۡ إِلَـٰهٌ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَأۡتِیكُم بِضِیَاۤءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ ۝٧١ قُلۡ أَرَءَیۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَنۡ إِلَـٰهٌ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَأۡتِیكُم بِلَیۡلࣲ تَسۡكُنُونَ فِیهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ۝٧٢ وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُوا۟ فِیهِ وَلِتَبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ النواس بن سمعان عن الدجال: قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يا رسول الله؛ فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره ... رواه مسلم وروى أحمد (10560) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ ) والسعفة هي الْخُوصَةُ . وتَكونَ السَّاعةُ كالضَّرمةِ بالنَّارِ : فانظر إلى هذه الآيات وما تضمنته من العبرة والدلالة على ربوبية الله وحكمته، كيف جعل الليل سكنا ولباسا؟ يغشى العالم، فتسكن فيه الحركات، وتأوى الحيوانات إلى بيوتها، والطير إلى أوكارها، وتستجم فيه النفوس، وتستريح من كد السعي والتعب، حتى إذا أخذت منه النفوس راحتها وثباتها، وتطلعت إلى معايشها وتصرفها. جاء فالق الإصباح سبحانه بالنهار، فقدم حيثه بشير الصباح، فهزم تلك الظلمة ومزقها كل ممزق، وأزالها وكشفها عن العالم، فإذا هم مبصرون، فانتشر الحيوان، وتصرف في معايشه ومصالحه، وخرجت الطيور من أوكارها، فيا له من ميعاد! ونشأة دال على قدرة الله سبحانه على المعاد الأكبر، وتكرره ومشاهدة النفوس له بحيث صار عادة ومألفا، منعها من الاعتبار والاستدلال به على النشأة الثانية، وإحياء الخلق بعد موتهم، كما وردت السنة بذلك، أنه يستجاب للعبد إذا قام من نومه يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد موتنا وإليه النشور". أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فالِقُ الإصْباحِ﴾ قالَ: خالِقُ اللَّيْلِ والنَّهارِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فالِقُ الإصْباحِ﴾ قالَ: يَعْنِي بِالإصْباحِ ضَوْءَ الشَّمْسِ بِالنَّهارِ وضَوْءَ القَمَرِ بِاللَّيْلِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فالِقُ الإصْباحِ﴾ قالَ: إضاءَةِ الفَجْرِ.وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فالِقُ الإصْباحِ﴾ قالَ: فالِقُ الصُّبْحِ
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في العَظَمَةِ بِسَنَدٍ واهٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: وخَلَقَ اللَّهُ عِنْدَ المَشْرِقِ حِجابًا مِنَ الظُّلْمَةِ فَوَضَعَها عَلى البَحْرِ السّابِعِ مِقْدارَ عِدَّةِ اللَّيالِي في الدُّنْيا مُنْذُ خَلَقَها إلى يَوْمِ القِيامَةِ، فَإذا كانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أقْبَلَ مَلَكٌ قَدْ وُكِّلَ بِاللَّيْلِ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِن ظُلْمَةِ ذَلِكَ الحِجابِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ المَغْرِبَ، فَلا يَزالُ يُرْسِلُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ مِن خَلَلِ أصابِعِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا وهو يُراعِي الشَّفَقَ، فَإذا غابَ الشَّفَقُ أرْسَلَ الظُّلْمَةَ كُلَّها، ثُمَّ يَنْشُرُ جَناحَيْهِ فَيَبْلُغانِ قُطْرَيِ الأرْضِ وكَنَفَيِ السَّماءِ، فَتُشْرِقُ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ بِجَناحَيْهِ، فَإذا حانَ الصُّبْحُ ضَمَّ جَناحَيْهِ ثُمَّ يَضُمُّ الظُّلْمَةَ كُلَّها بَعْضَها إلى بَعْضٍ بِكَفَّيْهِ مِنَ المَشْرِقِ، ويَضَعُها عَلى البَحْرِ السّابِعِ بِالمَغْرِبِ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ بِسَنَدٍ واهٍ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: اللَّيْلُ مُوَكَّلٌ بِهِ مَلَكٌ يُقالُ لَهُ شَراهِيلُ، فَإذا حانَ وقْتُ اللَّيْلِ أخَذَ خَرَزَةً سَوْداءَ فَدَلّاها مِن قِبَلِ المَغْرِبِ، فَإذا نَظَرَتْ إلَيْها الشَّمْسُ وجَبَتْ في أسْرَعَ مِن طَرْفَةِ العَيْنِ، وقَدْ أُمِرَتِ الشَّمْسُ ألّا تَغْرُبَ حَتّى تَرى الخَرَزَةَ، فَإذا غَرَبَتْ جاءَ اللَّيْلُ، فَلا تَزالُ الخَرَزَةُ مُعَلَّقَةً حَتّى يَجِيءَ مَلَكٌ آخَرُ يُقالُ لَهُ: هَراهِيلُ، بِخَرَزَةٍ بَيْضاءَ فَيُعَلِّقُها مِن قِبَلِ المَطْلِعِ، فَإذا رَآها شَراهِيلُ مَدَّ إلَيْهِ خَرَزَتَهُ، وتَرى الشَّمْسُ الخَرَزَةَ البَيْضاءَ فَتَطْلُعُ، وقَدْ وقَدْ أُمِرَتْ ألّا تَطْلُعَ حَتّى تَراها، فَإذا طَلَعَتْ جاءَ النَّهارُ. وأخْرَجَ الحاكِمُ في تارِيخِهِ، والدَّيْلَمِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثَلاثَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ، التّاجِرُ الأمِينُ، والإمامُ المُقْتَصِدُ، وراعِي الشَّمْسِ بِالنَّهارِ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسارٍ قالَ: «كانَ دُعاءُ النَّبِيِّ ﷺ: اللَّهُمَّ فالِقَ الإصْباحِ وجاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا والشَّمْسِ والقَمَرِ حُسْبانًا، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وأغْنِنِي مِنَ الفَقْرِ، وأمْتِعْنِي بِسَمْعِي وبَصَرِي وقُوَّتِي في سَبِيلِكَ» غدَوْنا على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ يومًا بعدما صلَّيْنا الغداةَ فسلَّمْنا بالبابِ فأذِن لنا فمكَثْنا هُنيهةً فخرَجتِ الخادمُ فقالت: ألَا تدخُلون ؟ قال: فدخَلْنا فإذا هو جالسٌ يُسبِّحُ فقال: ما منَعكم أنْ تدخُلوا وقد أُذِن لكم ؟ فقالوا: لا، إلَّا أنَّا ظننَّا أنَّ بعضَ أهلِ البيتِ نائمٌ قال: ظنَنْتُم بآلِ أمِّ عبدٍ غفلةً ثمَّ أقبَل يُسبِّحُ حتَّى ظنَّ أنَّ الشَّمسَ قد طلَعَت قال: يا جاريةُ انظُري هل طلَعَت ؟ قال: فنظَرَت فإذا هي قد طلَعَت فقال: الحمدُ للهِ الَّذي أقالنا يومَنا هذا - قال مهديٌّ: وأحسَبُه قال - ولم يُهلِكْنا بذنوبِنا قال: فقال رجلٌ مِن القومِ: قرَأْتُ المفصَّلَ البارحةَ كلَّه قال عبدُ اللهِ: هذًّا كهذِّ الشِّعرِ إنِّي لأحفَظُ القرائنَ الَّتي كان يقرَؤُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمانيةَ عشرَ مِن المفصَّل ِوسورتَيْنِ مِن آلِ حم عن أم سلمة رضي الله عنها قلت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب: اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعائك فاغفر لي عن عبدالله بن عمر صلاةُ المغربِ وِترُ النَّهارِ ، فأوتِروا صلاةَ اللَّيلِ وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ﴾ قالَ: أعُوذُ بِرَبِّ الصُّبْحِ إذا انْفَلَقَ وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهَ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: الفَلَقُ الصُّبْحُ قال ابن عاشور والفَلَقُ: الصُّبْحُ، وهو فَعَلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ مِثْلَ الصَّمَدِ؛ لِأنَّ اللَّيْلَ شُبِّهَ بِشَيْءٍ مُغْلَقٍ يَنْفَلِقُ عَنِ الصُّبْحِ، وحَقِيقَةُ الفَلْقِ: الِانْشِقاقُ عَنْ باطِنِ شَيْءٍ، واسْتُعِيرَ لِظُهُورِ الصُّبْحِ بَعْدَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ. وهَذا مِثْلَ اسْتِعارَةِ الإخْراجِ لِظُهُورِ النُّورِ بَعْدَ الظَّلامِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وأغْطَشَ لَيْلَها وأخْرَجَ ضُحاها﴾ [النازعات: ٢٩]، واسْتِعارَةِ السَّلْخِ لَهُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنهُ النَّهارَ﴾ [يس: ٣٧] .ورَبُّ الفَلَقِ: هو اللَّهُ؛ لِأنَّهُ الَّذِي خَلَقَ أسْبابَ ظُهُورِ الصُّبْحِ، وتَخْصِيصُ وصْفِ اللَّهِ بِأنَّهُ رَبُّ الفَلَقِ دُونَ وصْفٍ آخَرَ؛ لِأنَّ شَرًّا كَثِيرًا يَحْدُثُ في اللَّيْلِ مِن لُصُوصٍ، وسِباعٍ، وذَواتِ سُمُومٍ، وتَعَذُّرِ السَّيْرِ، وعُسْرِ النَّجْدَةِ، وبُعْدِ الِاسْتِغاثَةِ واشْتِدادِ آلامِ المَرْضى، حَتّى ظَنَّ بَعْضُ أهْلِ الضَّلالَةِ اللَّيْلَ إلَهَ الشَّرِّ.
والمَعْنى: أعُوذُ بِفالِقِ الصُّبْحِ مَنجاةً مِن شُرُورِ اللَّيْلِ، فَإنَّهُ قادِرٌ عَلى أنْ يُنْجِيَنِي في اللَّيْلِ مِنَ الشَّرِّ كَما أنْجى أهْلَ الأرْضِ كُلَّهم بِأنْ خَلَقَ لَهُمُ الصُّبْحَ، فَوُصِفَ اللَّهُ بِالصِّفَةِ الَّتِي فِيها تَمْهِيدٌ لِلْإجابَةِ. الموضوع الثاني: أن النهار والليل يزيدان وينقصان في الزمن على حساب بعضهما، وهاكم الآيات التي تتحدث في هذا الموضوع: - قوله تعالى: {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب} (آل عمران:27). - قوله جل من قائل: {ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير} (الحج:61). - قوله سبحانه: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير} (فاطر:13). - قوله عز وجل: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ قالَ: إذا ذَهَبَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ قالَ: حَتّى يُذْهِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، عَنْ قَتادَةَ ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ قالَ: إذا سارَ. وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ قالَ: إذا سارَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ . قالَ يَجْرِي. وأخْرَجَ الفَرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿واللَّيْلِ إذا يَسْرِ﴾ قالَ: لَيْلَةَ جَمْعٍ قالَ: وكانُوا يَقُولُونَ: سَرى اللَّيْلُ بِجَمْعٍ فَمَضى. يَعْنِي: مَضى اللَّيْلُ والنّاسُ بِجَمْعٍ. قالَ عِكْرِمَةُ: هَذا القَسَمُ في أيّامِ العَشْرِ كُلِّهِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: وَاللَّيْلِ: هِيَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ خَاصَّةً، لِاخْتِصَاصِهَا بِاجْتِمَاعِ النَّاسِ فِيهَا لِطَاعَةِ اللَّهِ. وَقِيلَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لِسَرَايَةِ الرَّحْمَةِ فِيهَا، وَاخْتِصَاصِهَا بِزِيَادَةِ الثَّوَابِ فِيهَا. وَقِيلَ: إِنَّهُ أَرَادَ عُمُومَ اللَّيْلِ أَمَّا الْفَجْرُ فَمَعْرُوفٌ، وَهُوَ: الصُّبْحُ. قَالَهُ عَلَيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالسُّدِّيُّ. وَعَنْ مَسْرُوقٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: الْمُرَادُ بِهِ فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً، وَهُوَ خَاتِمَةُ اللَّيَالِي الْعَشْرِ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِذَلِكَ الصَّلَاةُ الَّتِي تُفْعَلُ عِنْدَهُ، كَمَا قَالَهُ عِكْرِمَةُ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ جَمِيعُ النَّهَارِ. وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ: الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿والعَصْرِ﴾ قالَ: هو ما قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ مِنَ العَشِيِّ قال مقاتل بن سليمان: ﴿والعَصْرِ﴾ قَسمُ، أقسم الله ﷿ بعصر النهار، وهو آخر ساعة من النهار، وأيضًا العصر(١٩) سُمّيت العصر حين تصوّبت الشمس للغروب، وهو عصر النهار، فأقسم الله ﷿ بصلاة العصر(٢٠)٧٢٩٢. (ز) فَقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: «قالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ العَصْرِ، فَقالَ: أقْسَمَ رَبُّكم بِآخِرِ النَّهارِ» واقاال ابْنُ كَيْسَانَ: أَرَادَ بِالْعَصْرِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، يُقَالُ لَهُمَا الْعَصْرَانِ. قال البيضاوي والضُّحى﴾ ووَقْتِ ارْتِفاعِ الشَّمْسِ وتَخْصِيصُهُ لِأنَّ النَّهارَ يَقْوى فِيهِ، أوْ لِأنَّ فِيهِ كَلَّمَ مُوسى رَبَّهُ وأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا، أوِ النَّهارُ ويُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ: ﴿أنْ يَأْتِيَهم بَأْسُنا ضُحًى﴾ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى قَوْله: ﴿وَالضُّحَى﴾ يَعْنِي: ضُحَى النَّهَارِ وَهُوَ ضَوْؤُهُ والليل اذا سجىوَقَالَ الضَّحَّاكُ: سَجى غطى كل شي. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: سَجْو اللَّيْلِ: تَغْطِيَتُهُ النَّهَارَ، مِثْلَمَا يُسَجَّى الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: غَشِيَ بِظَلَامِهِ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ قالَ: إذا أقْبَلَ فَغَطّى كُلَّ شَيْءٍ. قال البيضاوي ﴿واللَّيْلِ إذا سَجى﴾ سَكَنَ أهْلُهُ أوْ رَكَدَ ظَلامُهُ مِن سَجا البَحْرُ سَجْوًا إذا سَكَنَتْ أمْواجُهُ قال النسفي ﴿واللَيْلِ إذا سَجى﴾، سَكَنَ، والمُرادُ سُكُونُ الناسِ، والأصْواتِ فِيهِ، قال الايجي والليْلِ إذا سجى﴾: سكن ظلامه، أو سكن أهله، قال الواحدي والليل إذا سجى﴾ سكن بالخلق واستقرَّ بظلامه قَالَ مُحَمَّدٌابي الزمنين : وَقِيلَ: سَجَى: سَكَنَ؛ وَذَلِكَ عِنْدَ تَنَاهِي ظَلامِهُ وَرُكُودِهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ ذِي حَمامَةَ قالَ: إذا جاءَ اللَّيْلُ قالَ الرَّبُّ غَشِيَ عِبادِي خَلْقِيَ العَظِيمُ والِلَيْلُ مَهابَةٌ والَّذِي خَلَقَهُ أحَقُّ أنْ يُهابَ. عَنْ عِمْرانَ بْنِ حَصِينٍ «أنَّ رَجُلًا قالَ يا رَسُولَ اللَّهِ: أرَأيْتَ ما يَعْمَلُ النّاسُ اليَوْمَ ويَكْدَحُونَ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ ومَضى عَلَيْهِمْ في قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ أوْ فِيما يَسْتَقْبِلُونَ مِمّا أتاهم بِهِ نَبِيُّهم واتُّخِذَتْ عَلَيْهِمْ بِهِ الحُجَّةُ قالَ: بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ، قالَ: فَلِمَ يَعْمَلُونَ إذَنْ؟ قالَ: مَن كانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لِواحِدَةٍ مِنَ المَنزِلَتَيْنِ يُهَيِّئُهُ لِعَمَلِها. وتَصْدِيقُ ذَلِكَ في كِتابِ اللَّهِ ﴿ونَفْسٍ وما سَوّاها﴾ ﴿فَألْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها﴾ [الشمس»: ٨] . ، كلُّ الناسِ يغدو ، فبائعٌ نفسَهُ فمعتقُها أو موبِقُها وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إذا تَلا هَذِهِ الآيَةَ ﴿ونَفْسٍ وما سَوّاها﴾ ﴿فَألْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها﴾ وقَفَ ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْواها أنْتَ ولِيُّها ومَوْلاها وخَيْرُ مَن زَكّاها وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ ﴿والشَّمْسِ وضُحاها﴾ قالَ: هو النَّهارُ ﴿والقَمَرِ إذا تَلاها﴾ قالَ: يَتْلُو صَبِيحَةَ الهِلالِ فَإذا سَقَطَتْ رُئِيَ عِنْدَ سُقُوطِها ﴿والنَّهارِ إذا جَلاها﴾ قالَ: إذا غَشِيَها النَّهارُ ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشاها﴾ قالَ إذا غَشِيَها اللَّيْلُ وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: «أنَّ رَجُلًا كانَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فَرْعُها في دارِ رَجُلٍ فَقِيرٍ ذِي عِيالٍ فَكانَ الرَّجُل جاءَ فَدَخَلَ الدّارَ فَصَعِدَ إلى النَّخْلَةِ لِيَأْخُذَ مِنها الثَّمَرَةَ فَرُبَّما تَقَعُ ثَمَرَةٌ فَيَأْخُذُها صِبْيانُ الفَقِيرِ فَيَنْزِلُ مِن نَخْلَتِهِ فَيَأْخُذُ الثَّمَرَةَ مِن أيْدِيهِمْ وإنْ وجَدَها في فَمِ أحَدِهِمْ أدْخَلَ إصْبَعَهُ حَتّى يُخْرِجَ الثَّمَرَةَ مِن فِيهِ فَشَكا ذَلِكَ الرَّجُلَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: اذْهَبْ ولَقِيَ النَّبِيُّ ﷺ صاحِبَ النَّخْلَةِ، فَقالَ لَهُ: أعْطِنِي نَخْلَتَكَ المائِلَةَ الَّتِي فَرْعُها في دارِ فُلانٍ ولَكَ بِها نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَقَدْ أعْطَيْتُ وإنَّ لِي لَنَخْلًا كَثِيرًا وما فِيهِ نَخْلَةٌ أعْجَبُ إلَيَّ ثَمَرَةً مِنها، ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ ولَقِيَ رَجُلًا كانَ يَسْمَعُ الكَلامَ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ومِن صاحِبِ النَّخْلَةِ فَأتى رَسُولَ اللَّهِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ: أتُعْطِينِي ما أعْطَيْتُ الرَّجُلَ إنْ أنا أخَذْتُها، قالَ: نَعَمْ فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَقِيَ صاحِبَ النَّخْلَةِ ولِكِلَيْهِما نَخْلٌ فَقالَ لَهُ صاحِبُ النَّخْلَةِ: أشْعَرْتَ أنَّ مُحَمَّدًا أعْطانِي بِنَخْلَتِي المائِلَةِ في دارِ فُلانٍ نَخْلَةً في الجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهُ أشْعَرْتَ أنَّ مُحَمَّدًا أعْطانِي بِنَخْلَتِي المائِلَةِ في دارِ فُلانٍ نَخْلَةً في الجَنَّةِ فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ أعْطَيْتُ ولَكِنْ يُعْجِبُنِي ثَمَرُها ولِي نَخْلٌ كَثِيرٌ ما فِيهِ نَخْلَةٌ أعْجَبُ إلَيَّ ثَمَرَةً مِنها فَقالَ لَهُ الآخَرُ: أتُرِيدُ بَيْعَها فَقالَ: لا إلّا أنْ أُعْطى بِها ما أُرِيدُ ولا أظُنُّهُ أُعْطى، قالَ: فَكَمْ مُناكَ فِيها قالَ: أرْبَعِينَ نَخْلَةً فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَقَدْ جِئْتَ بِأمْرٍ عَظِيمٍ تَطْلُبُ بِنَخْلَتِكَ المائِلَةِ أرْبَعِينَ نَخْلَةً، ثُمَّ سَكَتَ عَنْهُ فَقالَ: أنا أُعْطِيكَ أرْبَعِينَ نَخْلَةً فَقالَ لَهُ: أشْهِدْ إنْ كُنْتَ صادِقًا، فَأشْهَدُ لَهُ بِأرْبَعِينَ نَخْلَةً بِنَخْلَتِهِ المائِلَةِ فَمَكَثَ عَنْهُ ساعَةً ثُمَّ قالَ: لَيْسَ بَيْنِي وبَيْنَكَ
بَيْعٌ لَمْ نَفْتَرِقْ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: ولَسْتُ بِأحْمَقَ حِينَ أعْطَيْتُكَ أرْبَعِينَ نَخْلَةً بِنَخْلَتِكَ المائِلَةِ، فَقالَ لَهُ: أُعْطِيكَ عَلى أنْ تُعْطِيَنِي كَما أُرِيدُ تُعْطِينَها عَلى ساقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ ثُمَّ قالَ: هي لَكَ عَلى ساقٍ، قالَ: إنْ كُنْتَ صادِقًا فَأشْهِدْ لِي. فَدَعا قَوْمَهُ فَأشْهَدَ لَهُ فَعَدَّ لَهُ أرْبَعِينَ نَخْلَةً عَلى ساقٍ ثُمَّ ذَهَبَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ لَهُ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّ النَّخْلَةَ قَدْ صارْتَ لِي فَهي لَكَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى صاحِبِ الدّارِ فَقالَ: النَّخْلَةُ لَكَ ولِعِيالِكَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿واللَّيْلِ إذا يَغْشى﴾ إلى آخِرِ السُّورَةِ وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ ﴿والصُّبْحِ إذا أسْفَرَ﴾ قالَ: إذا أضاءَ وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ذَمِّ الأمَلِ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: ما مِن صَباحٍ ولا مَساءٍ إلّا ومُنادٍ يُنادِي: يا أيُّها النّاسُ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ وإنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ في كِتابِ اللَّهِ ﴿إنَّها لإحْدى الكُبَرِ﴾ ﴿نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ ﴿لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَتَقَدَّمَ﴾ قالَ: المَوْتَ ﴿أوْ يَتَأخَّرَ﴾ قالَ: المَوْتَ. يقول يوم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فاني اذا مضيت لاعود الى يوم القيامة يقول ملك قائم امام الشمس حين طلع هلموا الى ربكم يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر يقول ملك كل يوم عند السماء وعند باب الجنة اللهم مممسكا تلفا..... والصبح اذا تنفس ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ﴾ قالَ: كُنّا نُحَدَّثُ أنَّهُ الأُفُقُ الَّذِي يَجِيءُ مِنهُ النَّهارُ وفي لَفْظٍ أنَّ الأُفُقَ مِن حَيْثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عِكْرِمَةَ ﴿ولَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ﴾ قالَ: هو رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قالَ: رَأى جِبْرِيلَ بِالأُفُقِ والأُفُقُ الصُّبْحُ. والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ﴾ أيْ أضاءَ غَبْرَتَهُ عِنْدَ إقْبالِ رُوحٍ ونَسِيمٍ. عن عبد الله بن عباس، ﴿والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ﴾، قال: إذا بدا النهارُ حين طلوع الفجر(١). (١٥/٢٧٢) ٨١٧٧٩- عن سعيد [بن جُبَير] -من طريق جعفر- ﴿والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ﴾، قال: إذا نشأ(٢). (ز) ٨١٧٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ﴾، قال: إذا أضاء، وأقبل(٣). (١٥/٢٧٢) ٨١٧٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ﴾ يعني: إذا أضاء لونُه، فأقسم الله تعالى بهؤلاء الآيات القرطبى : وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ قوله تعالى : والصبح إذا تنفس أي امتد حتى يصير نهارا واضحا ; يقال للنهار إذا زاد : تنفس . وكذلك الموج إذا نضح الماء . ومعنى التنفس : خروج النسيم من الجوف . وقيل : إذا تنفس أي انشق وانفلق ; ومنه تنفست القوس أي تصدعت . ابن عاشور : وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) والتنفس : حقيقته خروج النَفس من الحيوان ، استعير لظهور الضياء مع بقايا الظلام على تشبيه خروج الضياء بخروج النَفَس على طريقة الاستعارة المصرحة ، أو لأنه إذا بدا الصباح أقبل معه نسيم فجُعل ذلك كالتنفس له على طريقة المكنية بتشبيه الصبح بذي نفس مع تشبيه النسيم بالأنفاس قال ابن عاشور والآفاقُ: جَمْعُ أُفُقٍ بِضَمَّتَيْنِ وتُسَكَّنُ فاؤُهُ أيْضًا هو: النّاحِيَةُ مِنَ الأرْضِ المُتَمَيِّزَةُ عَنْ غَيْرِها، والنّاحِيَةُ مِن قُبَّةِ السَّماءِ. سنريهم آياتنا في الآفاق﴾ أقطار السماوات والأرض من النيرات والنبات والأشجار قال عطاء: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ﴾ يعني: أقطار الأرض والسماء؛ مِن الشمس والقمر كانشقاق القمر،فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ والنجوم، والنبات والأشجار، والأنهار والبحار والأمطار، ﴿وفِي أنْفُسِهِمْ﴾ مِن لطيف الصّنعة، وبديع الحكمة، وسبيل الغائط والبول، حتى إنّ الرجل ليأكل ويشرب من مكان واحد، ويخرج ما يأكل ويشرب من مكانين وحتى في عينيه اللتين ينظر بهما من الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة عام، وفي أذنيه اللتين يفرق بهما بين الأصوات المختلفة وغير ذلك من بديع حكمة الله تعالى فيه. عن عبد الملك ابن جُريْج، ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ﴾ قال: إمساك المطر عن الأرض كلها، ﴿وفِي أنْفُسِهِمْ﴾ قال: البلايا التي تكون في أجسامهم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ﴾، قال: آفاق السماوات، نجومها وشمسها وقمرها اللاتي يجرين، وآيات في أنفسهم أيضًا(١٢ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾ قال: آفاق السموات: نجومها وشمسها وقمرها اللاتي يجرين، وآيات فى أنفسهم أيضا
وَقَالَ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ: "فِي الْآفاقِ" وَقَائِعُ اللَّهِ فِي الْأُمَمِ كانزال الماء من السماء والدم والنار والحجارة والرعد والبرق والصيحة واهلاكهم "وَفِي أَنْفُسِهِمْ" يَوْمُ بَدْرٍ. وَقَالَ عَطَاءٌ وَابْنُ زَيْدٍ أيضا "فِي الْآفاقِ" يعني أقطار السموات وَالْأَرْضِ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالرِّيَاحِ وَالْأَمْطَارِ وَالرَّعْدِ وَالْبَرْقِ وَالصَّوَاعِقِ وَالنَّبَاتِ وَالْأَشْجَارِ وَالْجِبَالِ وَالْبِحَارِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الصِّحَاحِ: الْآفَاقُ النَّوَاحِي، وَاحِدُهَا أُفْقٌ وَأُفُقٌ قال ابن جزي أن الآيات في الآفاق: هي خلق السماء وما فيها من العبر والآيات قال الالوسي والآفاقُ اَلنَّواحِي اَلْواحِدُ أُفُقٌ بِضَمَّتَيْنِ وأفَقٌ بِفُتْحَتَيْنِ أيْ سَنُرِيهِمْ آياتِنا في اَلنَّواحِي عُمُومًا مِن مَشارِقِ اَلْأرْضِ ومَغارِبِها وشَمالِها وجَنُوبِها، وفِيهِ أنَّ هَذِهِ اَلْإرادَةَ كائِنَةٌ لا مَحالَةَ حَقٌّ لا يَحُومُ حَوْلَها رِيبَةٌ قالَ الواحِدِيُّ: قَوْلِهِ: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِمْ﴾ قَوْلانِ الأوَّلُ: أنَّ المُرادَ بِآياتِ الآفاقِ الآياتُ الفَلَكِيَّةُ والكَوْكَبِيَّةُ وآياتُ اللَّيْلِ والنَّهارِ وآياتُ الأضْواءِ والإضْلالِ والظُّلُماتِ وآياتُ عالَمِ العَناصِرِ الأرْبَعَةِ وآياتُ المَوالِيدِ الثَّلاثَةِوجعلنا السماء سقفا محفوظا والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبحر المسجور وجعل بينهما حجرا محجورا وجعل بين البحرين حاجزا وجعل بينهما حجابا مستورا بينهما برزج لا يبغيان عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كُنّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَرَّتْ سَحابَةٌ فَقالَ: أتَدْرُونَ ما هَذِهِ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. فَقالَ: هَذِهِ الغَيايَةُ هَذِهِ رَوايا الأرْضِ يَسُوقُها اللَّهُ إلى بَلَدٍ لا يَعْبُدُونَهُ ولا يَشْكُرُونَهُ، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءٌ. هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ مَوْجًا مَكْفُوفًا وسَقْفًا مَحْفُوظًا، وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: كَتَبَ ابْنُ عَبّاسٍ إلى أبِي الجَلْدِ يَسْألُهُ عَنِ السَّماءِ، مِن أيِّ شَيْءٍ هي فَكَتَبَ إلَيْهِ: إنَّ السَّماءَ مِن مَوْجٍ مَكْفُوفٍ عنكم تطل هذه السماء كل ليلة ويقول اذن لي ساهلك من كان يشرك بالله شيئا فيمنعه الله ويرسله لقوم قبل القيامة وأبُو الشَّيْخِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ قالَ: السَّماءُ الدُّنْيا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ وبحر في ظلمة عن ابنِ عباسٍ قال خلقَ اللهُ بحرًا دونَ السماءِ بمقدارِ ثلاثِ فراسخَ فهو موجٌ مَكْفُوفٌ قائمٌ في الهواءِ بأمرِ اللهِ لا يقطرُ منه قطرةٌ جارٍ في سرعةِ السهمِ تجري فيه الشمسُ والقمرُ والنجومُ فذلك قوله كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ الأنبياء الآية: 33 والخبر الذي روي فيه : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : هو الأول والآخر والظاهر والباطن ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في أصحابه ، إذ ثار عليهم سحاب ، فقال : " هل تدرون ما هذا ؟ "هذِهِ العَنانُ هذِهِ رَوايا الأرضِ يسوقُها اللَّهُ إلى قومٍ لا يشكرونَهُ ولا يدعونَهُ ثمَّ قالَ هل تدرونَ ما فوقَكُم قُلنا اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قال : " فإنها الرقيع /رُفَيعُ موج مكفوف ، وسقف محفوظ " قال : " فهل تدرون كم بينكم وبينها ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : " مسيرة خمس مئة سنة " وعن ابن عباس رضي الله عنه قال خلق الله من وراء هذه الارض بحرا محيطا ثم خلق من وراء ذالك جبلا يقال له ق السماء الدنيا مرفوعة عليه ثم خلق الله من وراء ذالك الجبل ارضا مثل تلك الارض سبع مرات ثم خلق من وراء ذالك بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذالك جبلا يقال له ق السماء الثانية مرفوعة عليه حتى عد سبع ارضين وسبعة ابحر وسبعة اجبل وسبع سماوات وذالك قوله والبحر يمده من بعده سبعة ابحر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ حَلَقٌ حَلَقٌ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (فِيمَ أَنْتُمْ ؟) ، قُلْنَا نَتَفَكَّرُ فِي الشَّمْسِ كَيْفَ طَلَعَتْ ؟ وَكَيْفَ غَرَبَتْ ؟ قَالَ : (أَحْسَنْتُمْ ، كُونُوا هَكَذَا ، تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ ، وَلا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ مَا شَاءَ لَمَّا شَاءَ ، وَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ ؟ إِنَّ مِنْ وَرَاءِ ق سَبْعُ بِحَارٍ ، كُلُّ بَحْرٍ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ ، وَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعُ أَرَضِينَ يُضِيئُ نُورُهَا
أَهْلِهَا ، وَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعُونَ أَلْفَ أُمَّةٍ يَطِيرُونَ ، خُلِقُوا عَلَى أَمْثَالِ الطَّيْرِ هُوَ وَفَرْخِهِ فِي الْهَوَاءِ ، لا يَفْتُرُونَ عَنْ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَمِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعُونَ أَلْفَ أُمَّةٍ خُلِقُوا مِنْ رِيحٍ ، فَطَعَامُهُمْ رِيحٌ ، وَشَرَابُهُمْ رِيحٌ ، وَثِيَابُهُمْ مِنْ رِيحٍ ، وَآنِيَتُهُمْ مِنْ رِيحٍ ، وَدَوَابُّهُمْ مِنْ رِيحٍ ، لا تَسْتَقِرُّ حَوَافِرُ دَوَابِّهِمْ عَلَى الأَرْضِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أعينهم في صدورهم، ينام أحدهم نومة واحدة، ينتبه ورزقه عند رأسه، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة، ومن وراء ذلك ظل العرش، وفي ظل العرش سبعون ألف أمة، ما يعلمون أن الله خلق آدم، ولا ولد آدم، ولا إبليس، ولا ولد إبليس، وهو قوله تعالى : ويخلق ما لا تعلمون [النحل : 8] . وأوْحى في كُلِّ سَماءٍ أمْرَها﴾ [فصلت: ١٢] [ فُصِّلَتْ: ١٢] قالَ: خَلَقَ في كُلِّ سَماءٍ خَلْقَها مِنَ المَلائِكَةِ والخَلْقِ الَّذِي فِيها مِنَ البِحارِ وجِبالَ البَرَدِ ومِمّا لا يُعْلَمُ، ثُمَّ زَيَّنَ السَّماءَ بِالكَواكِبِ فَجَعَلَها زِينَةً وحِفْظًا مِنَ الشَّياطِينِ فَلَمّا فَرَغَ مِن خَلْقِ ما أحَبَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ فِي السَّمَاءِ جِبَالًا مِنْ بَرَدٍ عن نصر بن طريف، أنّ رجلًا قال لابن عباس: بِتنا الليلة نُمطر الضفادع. فقال ابن عباس: صدق، إنّ في السماء بحارًا(٢٤) وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ كَعْبٍ قالَ: لَوْلا أنَّ الجَلِيدَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ الرّابِعَةِ لَمْ يَمُرَّ بِشَيْءٍ إلّا أهْلَكَهُ. ﴿من جبال فيها من برد﴾ معناه: أنّ في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد.

<svg viewBox="0 0 11 20" width="11" height="20" class="bubble-tail"></svg>
 وهو فَوْقَ ذَلِكَ.أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ قالَ: بَعْضُهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “ عَنْ إياسِ بْنِ مُعاوِيَةَ قالَ: السَّماءُ مُقَبَّبَةٌ عَلى الأرْضِ مِثْلَ القُبَّةِ. وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ:الهيكل شَيْءٌ مِن أطْرافِ السَّماءِ مُحْدِقٌ بِالأرَضِينَ والبِحارِ كَأطْرافِ الفُسْطاطِ. إنَّ ملَكا ببابٍ من أبوابِ السَّماءِ ينادي : مَن يقرضِ اليومَ يُجزَى غدًا ، وإن ملَكا ببابٍ آخرَ ، يقولُ : اللهمَّ اعطِ منفقًا خلفًا وعجِّل لممسِك تلفًا عن العباس بن عبد المطلب قال: رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء(14) بأشطانٍ, شداد(15)، فقصصتُ ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ذاك وفاة ابن أخيك)(16). وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ المَعُونَةَ تَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ عَلى قَدْرِ المَئُونَةِ» ١٩١- عن جابر بن عبد الله: حديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ عنِ النَّبيِّ ﷺ كذلك وفيه: ومعه نَهرانِ، أنا أعلَمُ بهما منه، وفيه: ويأمُرُ السَّماءَ فتُمطِرُ فيما يرى النّاسُ.. شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج مشكل الآثار ٢‏/ ٤٢٥ ٢٢٥- [عن عبد الله بن عباس:] أجرى اللهُ ﷿ من الجنةِ إلى الأرضِ خمسةَ أنهارٍ: سَيحونَ وهو نهر الهندِ، وجَيحونَ وهو نهر بلْخٍ، ودِجلةَ والفراتَ وهما نهرا العراقِ، والنيلَ وهو نهرُ أهلِ مصرَ. أنزلها من عينٍ واحدةٍ من عيون الجنةِ من أسفلِ درجةٍ من درجاتِها على جناحَي جبرائيلَ فاستودعَها الجبالَ وأجراها في الأرضِ وجعل فيها منافعَ للناسِ في أصنافِ معايشهم، فذلك قولُه تعالى: وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي الأَرْضِ فإذا كان عند خروج يأجوجَ ومأجوجَ أرسل اللهُ جبرائيلَ فرفع القرآنَ والعلمَ كلَّه والحجَرَ الأسودَ ومقامَ إبراهيمَ وتابوتَ موسى بما فيه وهذه الأنهارَ الخمسَ فترفع إلى السماءِ، فذلك قولُه ﷿ وإنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فإذا رُفعتْ هذه الأشياءُ من الأرضِ فقَد أهلُها خيرَ الدَّنيا والدِّينِ. الذهبي (ت ٧٤٨)، ميزان الاعتدال ٤‏/١١١ وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ، والحاكِمُ وابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ق﴾ قالَ: جَبَلٌ مِن زُمُرُّدٍ مُحِيطٌ بِالدُّنْيا، عَلَيْهِ كَنَفا السَّماءِ. والضَّحّاك بن مُزاحِم: ﴿ق﴾ هو جبل محيط بالأرض، مِن زُمُرّدة خضراء، خُضرة السماء منه، وعليه كتفا السماء، والسماء عليه مُقَبَّبة، وما أصاب الناس مِن زُمُرّد فهو مِمّا تساقط مِن ذلك الجبل وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ القاسِمِ بْنِ أبِي بَزَّةَ قالَ: لَيْسَتِ السَّماءُ مُرَبَّعَةً ولَكِنَّها مُقَبَّبَةٌ يَراها النّاسُ خَضْراءَ. ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «وَالسَّمَاءُ مُقَبَّبَةٌ عَلَى الْأَرْضِ مِثْلَ الْقُبَّةِ» عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {كَانَتَا رَتْقًا، فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: ٣٠] قَالَ: «كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَاحِدَةً، فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، وَالْأَرْضُونَ وَاحِدَةً، فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْعَ أَرَضِينَ» عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {كَانَتَا رَتْقًا، فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: ٣٠] قَالَ: «مِنَ الْأَرَضِينَ مَعَهَا سِتٌّ، فَتِلْكَ سَبْعٌ، وَمِنَ السَّمَاءِ سِتُّ سَمَاوَاتٍ مَعَهَا، فَتِلْكَ سَبْعُ سَمَاوَاتٍ، وَلَمْ تَكُنِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ مُمَاسَّتَيْنِ» عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، يَقُولُ: «السَّمَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ»ويرى لونها ازرق لان فيها بحر الماء عَنْ أَبِي صَالِحٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: ٧] قَالَ: «ذَاتُ الْخَلْقِ الشَّدِيدِ» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: ٧] قَالَ: «ذَاتُ ⦗١٠٢٩⦘ الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ، وَإِنَّ بُنْيَانَهَا كَالْبَرَدِ الْمُسَلْسَلِ» عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: ٧] قَالَ: «ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ، مُجَمَّلَةٌ بِالنُّجُومِ» عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [سورة: الأنبياء، آية رقم: ٣٠] ، قَالَ: «السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ رَتْقًا وَاحِدًا , وَالْأَرْضُ رَتْقًا فَفَتَقَ السَّمَاءَ سَبْعًا، وَالْأَرْضَ سَبْعًا»
عَنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [الملك: ٣] قَالَ: «بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ خَلْقٌ وَأَمْرٌ» عَنْ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ ⦗١٠٣٥⦘ اللَّهُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات: ٧] ، قَالَ: " ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ، أَلَمْ تَرَ الْحَائِكَ إِذَا نَسَجَ الثَّوْبَ، فَأَجَادَ نَسْجَهُ قِيلَ: وَإِنَّهُ لَجَادٌّ مَا حَبَكَهُ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ ⦗١٠٣٦⦘ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «حُسْنُهَا وَاسْتِوَاؤُهَا» عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} [النازعات: ٢٨] «بَنَيْنَاهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ» ، وَقَوْلُهُ: {رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: ٥] «وَاللَّهُ تَعَالَى بَنَى السَّمَاءَ» وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: ٤٧ عَنْ عَطَاءٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى {فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: ٣٧] «لَوْنُ السَّمَاءِ كَلَوْنِ دُهْنِ الْوَرْدِ فِي الصُّفْرَةِ» عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ⦗١٠٣٩⦘: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون: ١٧] قَالَ: «السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَهُ ⦗١٠٤٠⦘ رَجُلٌ، فَقَالَ: " إِنِّي وَجَدْتُ فِي الْقُرْآنِ: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} [النازعات: ٢٨] ، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ الْأَرْضِ، وَقَالَ: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا} [فصلت: ٩] ، وَذَكَرَ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَّا قَوْلُهُ: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} [النازعات: ٢٧] : «فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنَ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فَدَحَاهَا» عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «تَبَارَكَ رَافِعُهَا وَمُدَبِّرُهَا» ، ثُمَّ رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «تَبَارَكَ دَاحِيهَا وَخَالِقُهَا» 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُونَ مُلْتَزِقَتَيْنِ، فَلَمَّا رَفَعَ اللَّهُ السَّمَاءَ، وَأَنْبَذَهَا مِنَ الْأَرْضِ، فَكَانَ فَتْقُهُمَا الَّذِي ذَكَرَ ⦗١٠٥٢⦘ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» وَهْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: «إِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ ⦗١٠٥٣⦘ وَالْأَرْضَ وَالْبِحَارَ لَفِي الْهَيْكَلِ، وَإِنَّ الْهَيْكَلَ لَفِي الْكُرْسِيِّ» . وَسُئِلَ وَهْبٌ: مَا الْهَيْكَلُ؟ قَالَ: «شَيْءٌ مِنْ أَطْرَافِ السَّمَاوَاتِ مُحْدِقٌ بِالْأَرْضِينَ، وَالْبِحَارِ كَأَطْنَابِ الْفُسْطَاطِ» وَهْبًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: " قَالَ عُزَيْرٌ: اللَّهُمَّ بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، فَأَتَى عَلَى مَشِيئَتِكَ لَمْ تَأْتِ فِيهِ مُؤْنَةً، وَلَمْ تَنْصَبْ فِيهِ نَصَبًا كَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ، وَالظُّلْمَةُ عَلَى الْهَوَاءِ، وَالْمَلَائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ، وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ، وَالْخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لَا يُرَى فِيهِ نُورٌ إِلَّا نُورَكَ، وَلَا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إِلَّا صَوْتَكَ، ثُمَّ فَتَحْتَ خَزَائِنَ النُّورِ، وَطَرِيقَ الظُّلْمَةِ، وَكَانَ لَيْلًا وَنَهَارًا يَخْتَلِفَانِ بِأَمْرِكَ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ، فَجَمَدَ فِي وَسَطِ الْهَوَاءِ، فَجَعَلْتَ مِنْهُ سَبْعًا سَمَّيْتَهُنَّ السَّمَاوَاتِ، وَمَلَائِكَتُكَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ غَيْرَ مُحْتَاجٍ إِلَى ذَلِكَ، وَلَا مُسْتَأْنِسٍ بِهِمْ، ثُمَّ أَمَرْتَ الْمَاءَ فَانْفَتَقَ مِنَ التُّرَابِ، وَأَمَرْتَ التُّرَابَ أَنَ يَتَمَيَّزَ مِنَ الْمَاءِ، فَكَانَ كَذَلِكَ، فَسَمَّيْتَ جَمِيعَ ذَلِكَ الْأَرَضِينَ، وَجَمِيعَ الْمَاءِ الْبِحَارَ، ثُمَّ زَرَعْتَ فِي أَرْضِكَ كُلَّ نَبَاتٍ فِيهَا بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فِي تُرَابٍ وَاحِدٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ، فَجَاءَ عَلَى مَشِيئَتِكَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ، وَلَوْنُهُ، وَرِيحُهُ، وَطَعْمُهُ مِنْهُ الْحُلْوُ، وَمِنْهُ الْحَامِضُ وَالْمُرُّ، وَالطَّيِّبُ رِيحُهُ، وَالْمُنْتِنُ، وَالْقَبِيحُ، وَالْحَسَنُ، ثُمَّ خَلَقْتَ الشَّمْسَ سِرَاجًا، وَالْقَمَرَ نُورًا، وَالنُّجُومَ ضِيَاءً، ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ دَوَابَّ الْمَاءِ، وَطَيْرَ السَّمَاءِ، فَخَلَقْتَ مِنْهَا أَعْمَى بَصَّرْتَهُ، وَمِنْهَا أَصَمَّ أُذُنٍ فَسَمَّعْتَهُ، وَمِنْهَا مَيِّتُ أَنْفُسٍ أَحْيَيْتَهُ خَلَقْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، مِنْهُ مَا عَيْشُهُ الْمَاءُ، وَمِنْهُ مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى الْمَاءِ خَلْقًا مُخْتَلِفًا فِي الْأَجْسَامِ، وَالْأَلْوَانِ جَنَّسْتَهُ أَجْنَاسًا، وَزَوَّجْتَهُ ⦗١٠٥٤⦘ أَزْوَاجًا، وَخَلَقْتَهُ أَصْنَافًا، وَأَلْهَمْتَهُ الَّذِي لَهُ خَلَقْتَهُ، ثُمَّ خَلَقْتَ مِنَ التُّرَابِ، وَالْمَاءِ دَوَابَّ الْأَرْضِ، وَمَاشِيَتَهَا وَسِبَاعَهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ، وَمِنْهُمُ الْعَظِيمُ، وَالصَّغِيرُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثُمَّ " بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَعْنِي إِلَى بُخْتَنَصَّرَ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: هَلْ تَعْلَمُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ كَمْ بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: بُخْتَنَصَّرُ: لَا. قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: فَإِنَّ بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَغِلَظُهَا مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ مَلِكِ الْمُلُوكِ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى كَوَاهِلِهِمْ فَوْقَ أَجْنِحَتِهِمْ مَا بَيْنَ قَدَمِ أَحَدِهِمْ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةِ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَمَا بَيْنَ الْكَعْبِ إِلَى الرُّكْبَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ ⦗١٠٥٥⦘، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَإِلَى الْفَخِذِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الْفَخِذِ، وَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الْأَجْنِحَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الْأَجْنِحَةِ مَا بَيْنَ الْأَجْنِحَةِ إِلَى الْعُنُقِ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَغِلَظُهَنَّ وَمَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلَى الرَّأْسِ وَمَا بَيْنَ الْأَجْنِحَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُنَّ الْعَرْشُ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمُلْكِ، وَالسُّلْطَانِ

وَالْقُدْرَةِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَبْدُو الْعَرْشُ بِبِهَائِهِ، وَجَلَالِهِ عَلَيْهِ مَلِكُ الْمُلُوكِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَأَنْتَ تَطْلُعُ إِلَى ذَلِكَ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عَدُوِّهِ بُخْتَنَصَّرَ لَعَنَهُ اللَّهُ الْبَعُوضَةَ، فَقَتَلَتْهُ " . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يَجِدْ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ لِدُوا لِلتُّرَابِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " وفي رواية اذا كان اول الليل نادى منادى ليقيم القانتون فيقومون كذلك يصلون الى السحر فاذا كان عند السحر نادى منادى اين المستغفرون فيستغفر اولئك ويقوم آخرون فيصلون فيلحقون بهم فينادى منادي قوموا الى نيرانكم فيقومون فيصلون الفجر فيلحق بهم ثم ينادى منادى الا ليقم الغافلون فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم ايها الناس هذا يوم جديد وعلى عملك شهيد قوموا الى نيرانكم التي اوقدتكموها فاطفؤها اختموا اعمالكم على خير يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر رمضان يمضي فادركوا ما بقي من التجارة مع الله روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله، يا رسول الله أين الله في الأرض أو في السماء? قال في قلوب عباده المؤمنين، وفي الخبر "قال الله تعالى: لم يسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع" وفي الخبر "أنه قيل يا رسول الله من خير الناس فقال "كل مؤمن مخموم القلب" فقيل: وما مخموم القلب? فقال "هو التقي الذي لا غش فيه ولا بغي ولا غدر ولا غل ولا حسد ولذلك قال عمر رضي الله عنه: رأى قلبي ربي. إذ كان قد رفع الحجاب بالتقوى، ومن ارتفع الحجاب بينه وبين الله تجلى وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ فِي السَّمَاءِ جِبَالًا مِنْ بَرَدٍ عن نصر بن طريف، أنّ رجلًا قال لابن عباس: بِتنا الليلة نُمطر الضفادع. فقال ابن عباس: صدق، إنّ في السماء بحارًا(٢٤) وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ كَعْبٍ قالَ: لَوْلا أنَّ الجَلِيدَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ الرّابِعَةِ لَمْ يَمُرَّ بِشَيْءٍ إلّا أهْلَكَهُ. ﴿من جبال فيها من برد﴾ معناه: أنّ في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد. ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إلى السَّماءِ الدُّنْيا،ثُمَّ أُتِيتُ بِالمِعْراجِ الَّذِي تَعْرُجُ عَلَيْهِ أرْواحُ بَنِي آدَمَ، فَلَمْ تَرَ الخَلائِقُ أحْسَنَ مِنَ المِعْراجِ؛ أما رَأيْتَ المَيِّتَ حِينَ رَبا بَصَرُهُ طامِحًا إلى السَّماءِ عُجْبَهُ بِالمِعْراجِ فَصَعِدْتُ أنا وجِبْرِيلُ، فَإذا أنا بِمَلَكٍ يُقالُ لَهُ: إسْماعِيلُ. وهو صاحِبُ سَماءِ الدُّنْيا، وبَيْنَ يَدَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ جُنْدُهُ مِائَةُ ألْفٍ.
08:08
فَضَرَبَ بابًا مِن أبْوابِها فَقِيلَ: مَن هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: ومَن مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وأهْلًا. ووَجَدَ في السَّماءِ الدُّنْيا آدَمَ، قاعِدٌ عَلى يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ وعَلى يَسارِهِ أسْوِدَةٌ، وهَذِهِ الأسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وعَنْ شِمالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأهْلُ اليَمِينِ مِنهم أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمالِهِ أهْلُ النّارِ، فَإذا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، قُلْتُ: يا جِبْرِيلُ، مَن هَذا؟! قالَ: هَذا أبُوكَ آدَمُ، إذا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ رَأى مَن في الجَنَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ ضَحِكَ، وإذا نَظَرَ عَنْ يَسارِهِ رَأى مَن في النّارِ مِن ذُرِّيَّتِهِ بَكى“ . وإذا هو تُعْرَضُ عَلَيْهِ أرْواحُ ذُرِّيَّتِهِ المُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ ونَفْسٌ طَيِّبَةٌ، اِجْعَلُوها في عِلِّيِّينَ. ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أرْواحُ ذُرِّيَّتِهِ الفُجّارِ، فَيَقُولُ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ ونَفْسٌ خَبِيثَةٌ، اِجْعَلُوها في سِجِّينٍ. فَقالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذا أبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ورَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وقالَ: مَرْحَبًا وأهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الِابْنُ أنْتَ. ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيْهَةً، فَإذا أنا بِأخْوِنَةٍ عَلَيْها لَحْمٌ قَدْ أرْوَحَ وأنْتَنَ، عِنْدَها أُناسٌ يَأْكُلُونَ مِنها، قُلْتُ: يا جِبْرِيلُ، مَن هَؤُلاءِ؟ قالَ: هَؤُلاءِ مِن أُمَّتِكَ يَتْرُكُونَ الحَلالَ ويَأْتُونَ الحَرامَ“ . وفي لَفْظٍ: ”فَإذا أنا بِقَوْمٍ عَلى مائِدَةٍ عَلَيْها لَحْمٌ مَشْوِيٌّ كَأحْسَنِ ما رَأيْتُ مِنَ اللَّحْمِ، وإذا حَوْلَهُ جِيَفٌ، فَجَعَلُوا يُقْبِلُونَ عَلى الجِيَفِ يَأْكُلُونَ مِنها ويَدَعُونَ اللَّحْمَ، فَقُلْتُ: مَن هَؤُلاءِ يا جِبْرِيلُ ؟ قالَ: هَؤُلاءِ الزُّناةُ، عَمَدُوا إلى ما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وتَرَكُوا ما أحَلَّ اللَّهُ لَهم. ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيْهَةً، فَإذا أنا بِأقْوامٍ بُطُونُهم أمْثالُ البُيُوتِ، كُلَّما نَهَضَ أحَدُهم خَرَّ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا تُقِمِ السّاعَةَ. وهم عَلى سابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ، فَتَجِيءُ السّابِلَةُ فَتَطَؤُهُمْ، فَسَمِعْتُهم يَضِجُّونَ إلى اللَّهِ، قُلْتُ: مَن هَؤُلاءِ يا جِبْرِيلُ ؟ قالَ: هَؤُلاءِ مِن أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا، ﴿لا يَقُومُونَ إلا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسِّ﴾ [البقرة ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيْهَةً، فَإذا أنا بِأقْوامٍ لَهم مَشافِرُ كَمَشافِرِ الإبِلِ، قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَن يَأْخُذُ بِمَشافِرِهِمْ، ثُمَّ يَجْعَلُ في أفْواهِهِمْ صَخْرًا مِن نارٍ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِن أسافِلِهِمْ فَسَمِعْتُهم يَضِجُّونَ إلى اللَّهِ، قُلْتُ: يا جِبْرِيلُ، مَن هَؤُلاءِ؟ قالَ: هَؤُلاءِ مِن أُمَّتِكَ ﴿إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوالَ اليَتامى ظُلْمًا إنَّما يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نارًا وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: ١٠] [النِّساءِ: ١٠] . ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيْهَةً فَإذا أنا بِنِساءٍ يُعَلَّقْنَ بِثُدِيِّهِنَّ، ونِساءٍ مُنَكَّساتٍ بِأرْجُلِهِنَّ، فَسَمِعْتُهُنَّ يَضْجِجْنَ إلى اللَّهِ، قُلْتُ: يا جِبْرِيلُ، مَن هَؤُلاءِ النِّساءُ؟ قالَ: هَؤُلاءِ اللّاتِي يَزْنِينَ ويَقْتُلْنَ أوْلادَهُنَّ. ثُمَّ مَضَيْتُ هُنَيْهَةً، فَإذا أنا بِأقْوامٍ يُقْطَعُ مِن جُنُوبِهِمُ اللَّحْمُ، ثُمَّ يُدَسُّ في أفْواهِهِمْ، ويُقالُ: كُلُوا كَما أكَلْتُمْ. فَإذا أكْرَهُ ما خَلَقَ اللَّهُ لَهم ذَلِكَ. قُلْتُ: يا جِبْرِيلُ مَن هَؤُلاءِ؟ قالَ: هَؤُلاءِ الهَمّازُونَ مِن أُمَّتِكَ اللَّمّازُونَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النّاسِ. فَإذا هو في السَّماءِ الدُّنْيا بِنَهْرَيْنِ يَطَّرِدانِ فَقالَ:“ما هَذانِ النَّهْرانِ يا جِبْرِيلُ ؟”. قالَ: هَذا النِّيلُ والفُراتُ عُنْصَرُهُما. ثُمَّ مَضى بِهِ في السَّماءِ فَإذا هو بِنَهْرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِن لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَإذا هو مِسْكٌ أذْفَرُ. عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن عَبْدٍ إلّا ولَهُ في السَّماءِ بابانِ؛ بابٌ يَصْعَدُ مِنهُ عَمَلَهُ، وبابٌ يَنْزِلُ مِنهُ رِزْقُهُ فَإذا ماتَ فَقَداهُ وبَكَيا عَلَيْهِ. وتَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ﴾ وذَكَرَ أنَّهم لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلى وجْهِ الأرْضِ عَمَلًا صالِحًا تَبْكِي عَلَيْهِمْ، ولَمْ يَصْعَدْ لَهم إلى السَّماءِ مِن كَلامِهِمْ ولا مِن عَمَلِهِمْ كَلامٌ طَيِّبٌ ولا عَمَلٌ صالِحٌ فَتَفْقِدَهم فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ»عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ﴾ هَلْ تَبْكِي السَّماءُ والأرْضُ عَلى أحَدٍ؟ قالَ: نَعَمْ إنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ مِنَ الخَلائِقِ إلّا لَهُ بابٌ في السَّماءِ مِنهُ يَنْزِلُ رِزْقُهُ وفِيهِ يَصْعَدُ عَمَلُهُ فَإذا ماتَ المُؤْمِنُ فَأُغْلِقَ بابُهُ مِنَ السَّماءِ فَقَدَهُ فَبَكى عَلَيْهِ وإذا فَقَدَهُ مُصَلّاهُ مِنَ الأرْضِ الَّتِي كانَ يُصَلِّي فِيها ويَذْكُرُ اللَّهَ فِيها بَكَتْ عَلَيْهِ وإنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ لَهم في الأرْضِ آثارٌ صالِحَةٌ ولَمْ يَكُنْ يَصْعَدُ إلى اللَّهِ مِنهم خَيْرٌ فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ.
عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأرْضُ﴾ قالَ: ما ماتَ مُؤْمِنٌ إلّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّماءُ والأرْضُ صَباحًا، قالَ: فَقِيلَ لَهُ: تَبْكِي؟! قالَ: تَعْجَبُ! وما لِلْأرْضِ لا تَبْكِي عَلى عَبْدٍ كانَ يَعْمُرُها بِالرُّكُوعِ والسُّجُودِ وما لِلسَّماءِ لا تَبْكِي عَلى عَبْدٍ كانَ لِتَسْبِيحِهِ وتَكْبِيرِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ. قالَ: وتَدْرِي ما بُكاءُ السَّماءِ؟ قالَ: لا. قالَ: تَحْمَرُّ وتَصِيرُ ورْدَةً كالدِّهانِ إنَّ يَحْيى بْنَ زَكَرِيّا لَما قُتِلَ احْمَرَّتِ السَّماءُ وقَطَرَتْ دَمًا وكسفت الشمس وخسف القمر سبعة ايام وليالها بعد وفاة آدم عليه السلام ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فَمَا الْمَجَرَّةُ قَالَ شَرْجُ السَّمَاءِ وَمِنْهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الْغَرَقِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَّ بِالصَّلاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ واستجيب الدُّعَاء عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، قَالَ: فَتَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلْقَاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ، فَيَقُولُونَ: حَيَّاكُمُ اللهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ، فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ: فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ، قَالَ: فَيَأْتِي الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ فَقَعَدَ فِي أَحَدِهِمَا وَقَعَدْتُ فِي الْآخَرِ وَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفَيَّ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ حِلْسٌ لَاطِئٌ فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللهِ تَعَالَى عَلَيَّ فَفُتِحَ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَلُطَّ دُونِي الْحِجَابُ، رَفْرَفُهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِيمَا أَعْطَى اللهُ تَعَالَى مُوسَى فِي الْأَلْوَاحِ الْأُوَلِ، فِي أَوَّلِ مَا كَتَبَ عَشَرَةَ أَبْوَابٍ: يَا مُوسَى لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا فَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَتَلْفَحَنَّ وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ النَّارُ، وَاشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ أَقِكَ الْمَتَالِفَ وَأُنْسِئْ لَكَ فِي عُمُرِكَ، [ص:266] وَأُحْيِِيكَ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَأَقْلِبْكَ إِلَى خَيْرٍ مِنْهَا، وَلَا تَقْتُلِ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمْتُ إِلَّا بِالْحَقِّ فَتَضِيقَ عَلَيْكَ الْأَرْضُ بِرَحَبِهَا وَالسَّمَاءُ بِأَقْطَارِهَا، وَتَبُوءَ بِسَخَطِي فِي النَّارِ، وَلَا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِبًا، وَلَا آثِمًا فَإِنِّي لَا أُطَهِّرُ وَلَا أُزَكِّي مَنْ لَمْ يُنَزِّهْنِي، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَسْمَائِي، وَلَا تَحْسُدِ النَّاسَ عَلَى مَا أَعْطَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي، وَلَا تَنْفَسْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتِي وَرِزْقِي، فَإِنَّ الْحَاسِدَ عَدُوٌّ لِنِعْمَتِي رَادٌّ لِقَضَائِي، سَاخِطٌ لِقِسْمَتِي الَّتِي أَقْسِمُ بَيْنَ عِبَادِي، وَمَنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا تَشْهَدْ بِمَا لَمْ يَعِ سَمْعُكَ، وَيَحْفَظْ عَقْلُكَ، وَيَعْقِدْ عَلَيْهِ قَلْبُكَ، فَإِنِّي وَاقِفٌ أَهْلَ الشَّهَادَاتِ عَلَى شَهَادَاتِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ سَائِلُهُمْ عَنْهَا سُؤَالًا

حَثِيثًا، وَلَا تَزْنِ، وَلَا تَسْرِقْ، وَلَا تَزْنِ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ فَأَحْجُبَ عَنْكَ وَجْهِي، وَتُغْلَقَ عَنْكَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَلَا تَذْبَحْ لِغَيْرِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنَ الْقُرْبَانِ إِلَّا مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ اسْمِي، وَكَانَ خَالِصًا لِوَجْهِي، وَتَفَرَّغْ لِي يَوْمَ السَّبْتِ، وَفَرِّغْ لِي آنِيَتَكَ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ يَوْمَ السَّبْتِ لَهُمْ عِيدًا وَاخْتَارَ لَنَا الْجُمُعَةَ فَجَعَلَهَا لَنَا عِيدًا» عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ فَقَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبِهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَرَوْحِهِ، وَاقْبَلْهُ مِنْكَ بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَثَبِّتْ عِنْدَ الْمَسَائِلِ مَنْطِقَهُ» ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حِيَالَ رُءُوسِهِمْ فَلَا يَسْأَلُونِي حَاجَةً إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ أَنْ يُثَوِّبَ النَّاسُ بِصَلَاةِ العِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ رَافِعًا أُصْبُعَهُ وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ فَحَسَرَ ثَوْبُهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَادَى الْمُنَادِي فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَمَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِي فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ وَإِذَا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الصَّادِقَةِ الْحَقِّ الْمُسْتَجَابِ لَهَا دَعْوَةِ الْحَقِّ وَكَلِمَةِ التَّقْوَى أَحْيِنَا عَلَيْهَا وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا وَاجْعَلْنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِهَا مَحْيًى وَمَمَاتًا ثُمَّ سَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ " عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَبْلَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا وَالْقِرَاءَةَ فِيهَا، قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَلَهَا ضَوْءٌ وَنُورٌ فَفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى اللهِ فَتَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا، وَإِذَا لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا، وَلَا سُجُودَهَا، وَلَا الْقِرَاءَةَ فِيهَا قَالَتْ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَعَلَيْهَا ظُلْمَةٌ فَغُلِّقَتْ دُونَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ثُمَّ تُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلْقُ فَضُرِبَ بِهَا وَجْهُ صَاحِبِهَا " عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ، فَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ وَسَبَّحَ وكَبَّرَ تَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ ثَوَابَهَا إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا امْرَءًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْظِرْ هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا "
أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنْ شَيْئًا صَعِدْتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمَنًا وَشِمَالًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لَعَنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا " أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ أَغْلَقَ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالْمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ " عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: " أَنْشُدُ اللهَ قَاطِعَ الرَّحِمِ إِمَّا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَا رَبَّنَا، وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرَتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يَجِدْ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ لِدُوا لِلتُّرَابِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ} [القدر: 5] قَالَ: " فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , وَتُغَلُّ عَفَارِيتُ الْجِنِّ , وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلُّهَا , وَيَقْبَلُ اللَّهُ فِيهَا التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ تَائِبٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] وَذَلِكَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " ثَوْبَانُ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسولَ اللهِ أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ الصَّلاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ قَالَ: تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالرَّحْمَةِ إِلَى خَلْقِهِ وَهِيَ صَلاةٌ كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: " حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُوا: رَبِّ، عِنْدَكَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُوهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى تَسْطَعَ الشَّمْسُ " النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مُخْلِصًا بِهَا رُوحُهُ وَجْهَ اللَّهِ، مُصَدِّقًا بِهَا لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ إِلَّا فُتِقَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتْقًا حَتَّى يَنْظُرَ الرَّبُّ إِلَى قَائِلِهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَحَقٌّ لِعَبْدٍ إِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَهَ سُؤْلَهُ

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْأُبُلَّةِ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْأُبُلَّةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعِ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرِ فَأَغْفِرَ لَهُ» قَالَ: وَإِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا سَاحِرًا أَوْ عَشَّارًا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِهِ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِخَمْسٍ: لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلِلِقَاءِ الزَّحْفِ، وَلِنُزُولِ الْقَطْرِ، وَلِدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَلِلْأَذَانِ " أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ " أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ [ص:29]، دَفَنَ ابْنًا لَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَوَلَدُ عَبْدَيْكَ، وَقَدْ رُدَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَارْأَفْ بِهِ وَارْحَمْهُ، وَجَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَغَشِيَ أَهْلَهُ، وَادَّهَنَ وَطَعِمَ، وَكَانَ إِذَا رَأَى مِنْهُمْ حَزِينًا زَجَرَهُ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ مَتَى هِيَ فَبَدَأُوا فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَهْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَىَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، قَالَ: ثُمَّ يَرْجِعُ [ص:1213] النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَنْحَازُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَيَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] قَالَ: «تَدُورُ فِي أَبْوَابِ السَّمَاءِ، كَمَا تَدُورُ الْفَلَكَةُ فِي الْمِغْزَلِ» عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ تَحْمِيدَ اللَّهِ يُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَإِنَّ تَكْبِيرَ اللَّهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ تَسْبِيحَ اللَّهِ لَا يَنْتَهِي دُونَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْعَرْشِ» عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , فَلَا تُغْلَقُ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ»عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقَالَ عَوْنٌ: «مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ» أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، دُونَ حَاجَتِهِ، وَخَلَّتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ عَنْ حُذَيْفَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ» ، قَالَ: «فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ " عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا، فَرَأَيْتُهُ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَمَا قَالَ: فَإِنْ كَانَ فِي عَمِلٍ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا أُوقِظَ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ أَوْ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يُتِمُّهُنَّ ويُحْسِنُهُنَّ ويَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْطَلِقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَكَ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتْ فَإِنْ كَانَ فِي يَدِكَ عَمَلٌ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضْتَ أَوْ كُنْتَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا تُوقَظُ، فَتَغْتَسِلُ أَوْ تَتَوَضَّأُ، ثُمَّ تَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تُتِمُهُّنَّ وتَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ وتُحْسِنُهُنَّ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ أَوْ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَلَا يُوَافِي أَحَدٌ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَصْعَدَ مِنِّي إِلَى رَبِّي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْرٌ» عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» . أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إلَى اللهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ ؟ قَالَ : عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مُعْتَقِلٌ رُمْحَهُ عَلَى فَرَسِهِ يَمِيلُ بِهِ النُّعَاسُ يَمِينًا وَشِمَالاً فِي سَبِيلِ اللهِ يَسْتَغْفِرُ الرَّحْمَن وَيَلَعَنَ الشَّيْطَانَ ، قَالَ : وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ انْظُرُوا إلَى عَبْدِي ، قَالَ : فَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
08:08
ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فَمَا الْمَجَرَّةُ قَالَ شَرْجُ السَّمَاءِ وَمِنْهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الْغَرَقِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَّ بِالصَّلاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ واستجيب الدُّعَاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا وَيَقُولُ إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلا صَالِحًا عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، قَالَ: فَتَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلْقَاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ، فَيَقُولُونَ: حَيَّاكُمُ اللهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ، فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ: فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ، قَالَ: فَيَأْتِي الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ فَقَعَدَ فِي أَحَدِهِمَا وَقَعَدْتُ فِي الْآخَرِ وَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفَيَّ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ حِلْسٌ لَاطِئٌ فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللهِ تَعَالَى عَلَيَّ فَفُتِحَ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَلُطَّ دُونِي الْحِجَابُ، رَفْرَفُهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِيمَا أَعْطَى اللهُ تَعَالَى مُوسَى فِي الْأَلْوَاحِ الْأُوَلِ، فِي أَوَّلِ مَا كَتَبَ عَشَرَةَ أَبْوَابٍ: يَا مُوسَى لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا فَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَتَلْفَحَنَّ وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ النَّارُ، وَاشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ أَقِكَ الْمَتَالِفَ وَأُنْسِئْ لَكَ فِي عُمُرِكَ، [ص:266] وَأُحْيِِيكَ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَأَقْلِبْكَ إِلَى خَيْرٍ مِنْهَا، وَلَا تَقْتُلِ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمْتُ إِلَّا بِالْحَقِّ فَتَضِيقَ عَلَيْكَ الْأَرْضُ بِرَحَبِهَا وَالسَّمَاءُ بِأَقْطَارِهَا، وَتَبُوءَ بِسَخَطِي فِي النَّارِ، وَلَا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِبًا، وَلَا آثِمًا فَإِنِّي لَا أُطَهِّرُ وَلَا أُزَكِّي مَنْ لَمْ يُنَزِّهْنِي، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَسْمَائِي، وَلَا تَحْسُدِ النَّاسَ عَلَى مَا أَعْطَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي، وَلَا تَنْفَسْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتِي وَرِزْقِي، فَإِنَّ الْحَاسِدَ عَدُوٌّ لِنِعْمَتِي رَادٌّ لِقَضَائِي، سَاخِطٌ لِقِسْمَتِي الَّتِي أَقْسِمُ بَيْنَ عِبَادِي، وَمَنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا تَشْهَدْ بِمَا لَمْ يَعِ سَمْعُكَ، وَيَحْفَظْ عَقْلُكَ، وَيَعْقِدْ عَلَيْهِ قَلْبُكَ، فَإِنِّي وَاقِفٌ أَهْلَ الشَّهَادَاتِ عَلَى شَهَادَاتِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ سَائِلُهُمْ عَنْهَا سُؤَالًا حَثِيثًا، وَلَا تَزْنِ، وَلَا تَسْرِقْ، وَلَا تَزْنِ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ فَأَحْجُبَ عَنْكَ وَجْهِي، وَتُغْلَقَ عَنْكَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَلَا تَذْبَحْ لِغَيْرِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنَ الْقُرْبَانِ إِلَّا مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ اسْمِي، وَكَانَ خَالِصًا لِوَجْهِي، وَتَفَرَّغْ لِي يَوْمَ السَّبْتِ، وَفَرِّغْ لِي آنِيَتَكَ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ يَوْمَ السَّبْتِ لَهُمْ عِيدًا وَاخْتَارَ لَنَا الْجُمُعَةَ فَجَعَلَهَا لَنَا عِيدًا» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، نَفْسِي قَدْ نُعِيَتْ». قَالَ جِبْرِيلُ: الْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَبَكَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ نَبِيٍّ كُنْتُ لَكُمْ؟» قَالُوا: جَزَاكَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ خَيْرًا، فَلَقَدْ كُنْتَ لَنَا كَالْأَبِ الرَّحِيمِ، وَكَالْأَخِ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ، أَدَّيْتَ رِسَالَاتِ اللهِ، وَأَبْلَغْتَنَا وَحَيْهُ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: «مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أَنَا أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَبِحَقِّي عَلَيْكُمْ، مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ»، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّالِثَةَ: «مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَقَامَ مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ عُكَّاشَةُ، فَتَخَطَّى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، لَوْلَا أَنَّكَ [ص:74] نَاشَدْتَنَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى مَا كُنْتُ بِالَّذِي أَتَقَدَّمُ عَلَى شَيْءٍ مِنْكَ، كُنْتُ مَعَكَ فِي غَزَاةٍ فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا وَنَصَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا فِي الِانْصِرَافِ حَاذَتْ نَاقَتِي نَاقَتَكَ فَنَزَلْتُ عَنِ النَّاقَةِ وَدَنَوْتُ مِنْكَ لِأُقَبِّلَ فَخِذَكَ، فَرَفَعْتَ الْقَضِيبَ فَضَرَبْتَ خَاصِرَتِي، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ عَمْدًا مِنْكَ أَمْ أَرَدْتَ ضَرْبَ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُكَاشَةَ، أُعِيذُكَ بِجِلَالِ اللهِ أَنْ يَتَعَمَّدَكَ رَسُولُ اللهِ بِالضَّرْبِ، يَا بِلَالُ انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ وَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ». فَخَرَجَ بِلَالٌ مِنَ الْمَسْجِدِ وَيَدُهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يُنَادِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، نَاوِلِينِي الْقَضِيبَ الْمَمْشُوقَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ، وَمَا يَصْنَعُ أَبِي بِالْقَضِيبِ وَلَيْسَ هَذَا يَوْمَ حَجٍّ، وَلَا يَوْمَ غَزَاةٍ؟ فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ مَا أَغْفَلَكِ عَمَّا فِيهِ أَبُوكِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُ الدِّينَ، وَيُفَارِقُ الدُّنْيَا، وَيُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ وَمَنِ الَّذِي تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ؟ يَا بِلَالُ، إِذًا فَقُلْ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ يَقُومَانِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتَصُّ مِنْهُمَا وَلَا يَدَعَانِهِ يَقْتَصُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَدَخَلَ بِلَالٌ الْمَسْجِدَ وَدَفَعَ الْقَضِيبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَضِيبَ إِلَى عُكَّاشَةَ. فَلَمَّا نَظَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى ذَلِكَ قَامَا، فَقَالَا: يَا عُكَّاشَةُ، هَا نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَاقْتَصَّ مِنَّا وَلَا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «امْضِ يَا أَبَا بَكْرٍ، وَأَنْتَ يَا عُمَرُ فَامْضِ، فَقَدْ عَرَفَ اللهُ تَعَالَى مَكَانَكُمَا وَمَقَامَكُمَا». فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عُكَّاشَةُ، إِنَّا فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ تَضْرِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا ظَهْرِي وَبَطْنِي اقْتَصَّ مِنِّي بِيَدِكَ، وَاجْلُدْنِي مِائَةً، وَلَا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ، اقْعُدْ، فَقَدَ عَرَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَكَ وَنِيَّتَكَ».

وَقَامَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالَا: يَا عُكَّاشَةُ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّا سِبْطَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْقَصَاصُ مِنَّا كَالْقَصَاصِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ [ص:75] لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْعُدَا يَا قُرَّةَ عَيْنِي، لَا نَسِيَ اللهُ لَكُمَا هَذَا الْمَقَامَ». فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُكَّاشَةُ، اضْرِبْ إِنْ كُنْتَ ضَارِبًا». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ضَرَبْتَنِي وَأَنَا حَاسِرٌ عَنْ بَطْنِي. فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالُوا: أَتُرَى عُكَّاشَةَ ضَارِبًا بَطْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمَّا نَظَرَ عُكَّاشَةُ إِلَى بَيَاضِ بَطْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ الْقَبَاطِيُّ لَمْ يَمْلِكْ أَنْ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ بَطْنَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَمَنْ تُطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْكَ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِمَّا أَنْ تَضْرِبَ وَإِمَّا أَنْ تَعْفُوَ». فَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ رَجَاءَ أَنْ يَعْفُوَ اللهُ عَنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ». فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُونَ: طُوبَاكَ طُوبَاكَ، نِلْتَ دَرَجَاتِ الْعُلَى وَمُرَافَقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَمَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَكَانَ مَرِيضًا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَعُودُهُ النَّاسُ. وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَبُعِثَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقُبِضَ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ ثُمَّ وَقَفَ بِالْبَابِ فَنَادَى: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ، الصَّلَاةَ يَرْحَمُكَ اللهُ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلَالٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فَدَخَلَ بِلَالٌ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الصُّبْحُ قَالَ: وَاللهِ لَا أُقِيمُهَا أَوْ أَسْتَأْذِنُ سَيِّدِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ وَقَامَ بِالْبَابِ وَنَادَى: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ، الصَّلَاةَ يَرْحَمُكَ اللهُ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلَالٍ فَقَالَ: «ادْخُلْ يَا بِلَالُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ؛ مُرْ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ». فَخَرَجَ وَيَدُهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهَوَ يَقُولُ: وَاغَوْثَاهُ بِاللهِ، وَانْقِطَاعُ رَجَائِي وَانْقِصَامُ ظَهْرِي، لَيْتَنِي لَمْ تَلِدْنِي أُمِّي، وَإِذْ وَلَدَتْنِي لَيْتَنِي لَمْ أَشْهَدْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:76] أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى خُلُوِّ الْمَكَانِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَجِيجَ النَّاسِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الضَّجَّةُ؟ فَقَالُوا: ضَجَّةُ الْمُسْلِمِينَ لِفَقْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبَّاسَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْمَلِيحِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اسْتَوْدَعْتُكُمُ اللهَ أَنْتُمْ فِي رَجَاءِ اللهِ وَأَمَانِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ، مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ، وَحِفْظِ طَاعَتِهِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنِّي مَفَارِقٌ الدُّنْيَا، هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَآخَرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا».فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ اشْتَدَّ بِهِ الْوَجَعُ، وَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنِ اهْبِطْ إِلَى حَبِيبِي وَصَفِيِّي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، وَارْفُقْ بِهِ فِي قَبْضِ رُوحِهِ، فَهَبَطَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَقَفَ بِالْبَابِ شِبْهَ أَعْرَابِيٍّ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةَ، أَأَدْخُلُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَجِيبِي الرَّجُلَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: آجَرَكَ اللهُ فِي مَمْشَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فَنَادَى الثَّانِيَةَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا فَاطِمَةُ أَجِيبِي الرَّجُلَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: آجَرَكَ اللهُ فِي مَمْشَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. ثُمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ، أَأَدْخُلُ؟ فَلَابُدَّ مِنَ الدُّخُولِ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، مَنْ بِالْبَابِ؟» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ رَجُلًا بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُ بِالدُّخُولِ، فَأَجَبْنَاهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، فَنَادَى فِي الثَّالِثَةِ صَوْتًا اقْشَعَرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَتَدْرِينَ مَنْ بِالْبَابِ؟ هَذَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ، وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ، هَذَا [ص:77] مُرَمِّلُ الْأَزْوَاجِ، وَمُؤَتِّمُ الْأَوْلَادِ، هَذَا مُخَرِّبُ الدُّورِ، وَعَامِرُ الْقُبُورِ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ ادْخُلْ يَرْحَمُكَ اللهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ». فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، جِئْتَنِي زَائِرًا أَمْ قَابِضًا؟» قَالَ: جِئْتُكَ زَائِرًا وَقَابِضًا، وَأَمَرَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ، وَلَا أَقْبُضَ رُوحَكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ، فَإِنْ أَذِنْتَ وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، أَيْنَ خَلَّفْتَ حَبِيبِي جِبْرِيلَ؟» قَالَ: خَلَّفْتُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْمَلَائِكَةُ يُعَزُّونَهُ فِيكَ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، هَذَا الرَّحِيلُ مِنَ الدُّنْيَا، فَبَشِّرْنِي مَا لِي عِنْدَ اللهِ؟» قَالَ: أُبَشِّرُكَ يَا حَبِيبَ اللهِ أَنِّي تَرَكْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ، وَالْمَلَائِكَةَ قَدْ قَامُوا صُفُوفًا صُفُوفًا بِالتَّحِيَّةِ وَالرَّيْحَانِ، يُحَيُّونَ مِنْ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ» قَالَ: أُبَشِّرُكَ أَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قَدْ فُتِحَتْ، وَأَنْهَارَهَا قَدِ اطَّرَدَتْ، وَأَشْجَارَهَا قَدْ تَدَلَّتْ، وَحُورَهَا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِقُدُومِ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ». قَالَ: أَبْوَابُ النِّيرَانِ قَدْ أُطْبِقَتْ لِقُدُومِ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدٌ. قَالَ: لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ ". قَالَ: أَنْتَ أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ». قَالَ جِبْرِيلُ: يَا حَبِيبِي، عَمَّ تَسْأَلُنِي؟ قَالَ: «أَسْأَلُكَ عَنْ هَمِّي، وَعَنْ غَمِّي مَنْ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِأُمَّتِي الْمُصْطَفَاةِ مِنْ بَعْدِي؟» قَالَ: أَبْشِرْ يَا حَبِيبَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: قَدْ حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: «الْآنَ طَابَتْ نَفْسِي، إِذَنْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَانْتَهِ إِلَى مَا أُمِرْتَ».فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا أَنْتَ قُبِضَتْ فَمَنْ يُغَسَّلُكَ؟ وَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ وَمَنْ يُدْخِلُكَ الْقَبْرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ، أَمَّا الْغُسْلُ فَاغْسِلْنِي أَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْكَ الْمَاءَ، [ص:78] وَجِبْرِيلُ ثَالِثُكُمَا، فَإِذَا أَنْتُمْ فَرَغْتُمْ مِنْ غُسْلِي فَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِينِي بِحَنُوطٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنْتُمْ وَضَعْتُمُونِي عَلَى السَّرِيرِ فَضَعُونِي فِي الْمَسْجِدِ، وَاخْرُجُوا عَنِّي، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، ثُمَّ جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ الْمَلَائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا، ثُمَّ ادْخُلُوا فَقُومُوا صُفُوفًا صُفُوفًا، لَا يَتَقَدَّمْ عَلَيَّ أَحَدٌ». فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: الْيَوْمَ الْفِرَاقُ، فَمَتَى أَلْقَاكَ؟ فَقَالَ لَهَا: «يَا بُنَيَّةُ، تَلْقِينِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ وَأَنَا أَسْقِي مَنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ مِنْ أُمَّتِي». قَالَتْ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تَلْقِينِي عِنْدَ الْمِيزَانِ وَأَنَا أَشْفَعُ لِأُمَّتِي». قَالَتْ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تَلْقِينِي عِنْدَ الصِّرَاطِ وَأَنَا أُنَادِي رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ». فَدَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ، فَعَالَجَ قَبْضَ رُوحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُوَّهْ». فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى السُّرَّةِ نَادَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاكَرْبَاهُ». فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: كَرْبِي بِكَرْبِكَ الْيَوْمَ يَا أَبَتَاهُ. فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الثَّنْدُوَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، مَا أَشَدَّ مَرَارَةَ الْمَوْتِ». فَوَلَّى جِبْرِيلُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، كَرِهْتَ النَّظَرَ إِلَيَّ؟» فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا حَبِيبِي، فَمَنْ تُطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ. فَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَهُمَا، وَكُفِّنَ بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ، وَحُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْمَسْجِدَ، وَوَضَعُوهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَخَرَجَ النَّاسُ عَنْهُ، فَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، ثُمَّ جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ الْمَلَائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا. قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: وَلَقَدْ سَمِعْنَا فِي الْمَسْجِدِ هَمْهَمَةً وَلَمْ نَرَ لَهُمْ شَخْصًا، فَسَمِعْنَا هَاتِفًا يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: ادْخُلُوا رَحِمَكُمُ اللهُ فَصَلُّوا عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْنَا فَقُمْنَا صُفُوفًا كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ص:79] فَكَبَّرْنَا بِتَكْبِيرِ جِبْرِيلَ، صَلَّيْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاةِ جِبْرِيلَ مَا تَقَدَّمَ مِنَّا أَحَدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، وَدُفِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: يَا أَبَا الْحَسَنِ، دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَمَا كَانَ فِي صُدُورِكُمْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ؟ أَمَا كَانَ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بَلَى يَا فَاطِمَةُ، وَلَكِنْ أَمْرُ اللهِ الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ.

فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَنْدُبُ وَهِيَ تَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ، الْآنَ انْقَطَعَ عَنَّا جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِينَا بِالْوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ " عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:265]: «مَنِ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: «عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ فَقَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبِهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَرَوْحِهِ، وَاقْبَلْهُ مِنْكَ بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَثَبِّتْ عِنْدَ الْمَسَائِلِ مَنْطِقَهُ» عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَحْمَدُنِي مَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَلَا أَنْبَتْتُ مِنَ الْأَرْضِ حَبَّةً، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَسَلَّطْتُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَدْعُونِي لَتَبَاعَدْتُ مِنْ خَلْقِي، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَعَبْدُنِي مَا أَمْهَلْتُ مَنْ يَعْصِينِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، يَا مُوسَى إِيَّاكَ وَالْكِبْرَ فَإِنَّهُ لَوْ لَقِيَنِي جَمِيعُ خَلْقِي بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَدْخَلْتُهُمْ نَارِي، وَلَوْ كُنْتَ أَنْتَ، وَلَوْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلِي، يَا مُوسَى إِذَا لَقِيتَ الْفُقَرَاءَ فَسْأَلْهُمْ كَمَا تَسْأَلُ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَاجْعَلْ كُلَّ شَيْءٍ عَلَّمْتُكَ تَحْتَ التُّرَابِ، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ لَا أَنْسَاكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَمُجَالَسَتَهُمْ وَأَنْذِرِ الْمُذْنِبِينَ، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ أَكُونَ لَكَ حَبِيبًا أَيَّامَ حَيَاتِكَ وَفِي الْقَبْرِ لَكَ مُؤْنِسًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَكْثِرْ تِلَاوَةَ كِتَابِي، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ لَا أَخْذُلَكَ فِي تَارَاتِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَصْبِحْ وَأَمْسِ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِي، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ أُبِيحَكَ جَنَّتِي - وَقَالَ مُحَمَّدٌ - أَنْ تُحِبَّكَ جَنَّتِي وَمَلَائِكَتِي وَمَا ذَرَأْتُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: حَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أُحَبِّبُكَ إِلَى عِبَادِكَ؟ قَالَ: تُذَكِّرُهُمْ آلَائِي وَنَعْمَائِي فَإِنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ مِنِّي إِلَّا كُلَّ حَسَنَةٍ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ يَا مُوسَى إِنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ النِّعْمَةَ مِنِّي وَالشُّكْرَ مِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ [ص:33] أُعَذِّبَهُ، يَا مُوسَى إِنَّ جَهَنَّمَ وَمَا فِيهَا تَلَظَّى وَتَلَهَّبُ عَلَى الْمُشْرِكِ وَكُلِّ عَاقٍّ لِوَالِدَيْهِ، قَالَ مُوسَى: إِلَهِي مِنْ كُلٍّ مَا الْعُقُوقُ؟ قَالَ: الْعُقُوقُ الْمُوجِبُ غَضَبِي أَنْ يَشْكُوَهُ وَالِدَاهُ فِي النَّاسِ فَلَا يبَالِي، وَيَأْكُلُ شَهْوَتَهُ وَيَحْرِمُ وَالِدَيْهِ، يَا مُوسَى كَلِمَةٌ مِنَ الْعُقُوقِ تَزِنُ جَمِيعَ الْجِبَالِ، قَالَ: إِلَهِي مِنْ كُلٍّ مَا هِيَ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ لِوَالِدَيْكَ: لَا لَبَّيْكَ، يَا مُوسَى إِنَّ كَنَفِي وَرَحْمَتِي وَعَفْوِي عَلَى مَنْ إِذَا فَرِحَ الْوَالِدَانِ فَرِحَ وَإِذَا حَزِنَ الْوَالِدَانِ حَزِنَ مَعَهُمَا، وَإِذَا بَكَى الْوَالِدَانِ بَكَى مَعَهُمَا، يَا مُوسَى مَنْ رَضِيَ عَنْهُ وَالِدَاهُ رَضِيتُ عَنْهُ، وَإِذَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَالِدَاهُ غَفَرْتُ لَهُ عَلَى مَا كَانَ فِيهِ وَلَا أُبَالِي، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ الْأَمَانَ مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: كُنْ مُسْتَغْفِرًا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، يَا مُوسَى أَقِلِ الْعَثْرَةَ وَاعْفُ عَنْ مَنْ ظَلَمَكَ فِي مَالِكَ وَعِرْضِكَ وَأَجِبْ مَنْ دَعَاكَ أَكُنْ لَكَ كَذَلِكَ، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ حَسَنَاتِ جَمِيعِ الْخَلْقِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: عُدِ الْمَرْضَىوَكُنْ لِثِيَابِ الْفُقَرَاءِ فَالِيًا. فَجَعَلَ مُوسَى عَلَى نَفْسِهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَطُوفُ عَلَى الْفُقَرَاءِ يَفْلِي ثِيَابَ الْفُقَرَاءِ وَيَعُودُ الْمَرْضَى، قَالَ اللهُ: يَا مُوسَى - حِينَ فَعَلَ ذَلِكَ - أَمَا إِنِّي قَدْ أَلْهَمْتُ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْتُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ وَأَلْهَمْتُ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْكَ حِينَ تَخْرُجُ مِنْ قَبْرِكَ. يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ أَكُونَ لَكَ أَقْرَبَ مِنْ كَلَامِكَ إِلَى لِسَانِكَ وَمِنْ وَسَاوِسِ قَلْبِكَ إِلَى قَلْبِكَ وَمِنْ رُوحِكَ إِلَى بَدَنِكَ وَمِنْ نُورِ بَصَرِكَ إِلَى عَيْنِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: فَأَكْثَرِ الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْلِغْ جَمِيعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ جَاحِدٌ لِأَحْمَدَ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ الزَّبَانِيَةَ فِي الْمَوْقِفِ وَجَعَلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابًا لَا يَرَانِي وَلَا كِتَابَ يُبْصِرُهُ وَلَا شَفَاعَةَ تَنَالُهُ وَلَا مَلَكَ يَرْحَمُهُ حَتَّى تَسْحَبَهُ الْمَلَائِكَةُ فَيُدْخِلُوهُ نَارِي: يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ آمَنَ بِأَحْمَدَ فَإِنَّهُ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَيَّ يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ صَدَّقَ بِأَحْمَدَ وَكِتَابِهِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ رَدَّ عَلَى أَحْمَدَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ وَإِنْ كَانَ حَرْفًا وَاحِدًا أَدْخَلْتُهُ النَّارَ مَسْحُوبًا، يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَحْمَدَ رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ وَنُورٌ وَمَنْ صَدَّقَ بِهِ رَآهُ أَوْ لَمْ يَرَهُ أَحْبَبْتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَلَمْ [ص:34] أُوحِشْهُ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ أَخْذُلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ أُنَاقِشْهُ الْحِسَابَ فِي الْمَوْقِفِ وَلَمْ تَزَلْ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ، يَا مُوسَى إِنَّ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيَّ مَنْ لَمْ يُكَذِّبْ بِأَحْمَدَ وَلَمْ يُبْغِضْهُ. يَا مُوسَى إِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعِشْرِينَ سَاعَةً وَأَوْصَيْتُ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي يَقْبِضُ رُوحَهُ أَنْ يَكُونَ أَرْفَقُ بِهِ مِنْ وَالِدَيْهِ وَحَمِيمِهِ وَأَوْصَيْتُ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا إِذَا دَخَلَا عَلَيْهِ فَسَأَلَاهُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ لَا يُرَوِّعَاهُ وَأَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَكُونُ مَعَهُ فَأُضِيءُ عَلَيْهِ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ وَأُونِسَ عَلَيْهِ وَحْشَةَ الْقَبْرِ وَلَا يَسْأَلُنِي فِي الْقِيَامَةِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُهُ. يَا مُوسَى احْمَدْنِي إِذَا مَنَنْتُ عَلَيْكَ مَعَ كَلَامِي إِيَّاكَ بِالْإِيمَانِ بِأَحْمَدَ، فَوَعِزَّتِي لَوْ لَمْ تَقْبَلِ الْإِيمَانَ بِأَحْمَدَ مَا جَاوَرْتَنِي فِي دَارِي وَلَا تَنَعَّمْتَ فِي جَنْبِي، يَا مُوسَى جَمِيعُ الْمُرْسَلِينَ آمَنُوا بِأَحْمَدَ وَصَدَّقُوهُ وَاشْتَاقُوا إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَجِيءُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ بَعْدَكَ، يَا مُوسَى مَنْ لَمْ يؤْمِنْ بِأَحْمَدَ مِنْ جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَلَمْ يصَدِّقُوهُ وَلَمْ يَشْتَاقُوا إِلَيْهِ كَانَتْ حَسَنَاتُهُ مَرْدُودَةً عَلَيْهِ وَمَنَعْتُهُ حِفْظَ الْحِكْمَةِ وَلَا أُدْخِلُ قَبْرَهُ نُورَ الْهُدَى وَأَمْحُو اسْمَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ، يَا مُوسَى أَحِبَّ أَحْمَدَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ وَأَحِبَّ الْخَيْرَ لِأُمَّتِهِ كَمَا تُحِبُّهُ لِأُمَّتِكَ أَجْعَلْ لَكَ وَلِأُمَّتِكَ فِي شَفَاعَتِهِ نَصِيبًا، يَا مُوسَى اسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ تُعْطَ سُؤْلَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ مُحَمَّدًا وَأُمَّتَهُ لَيَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، يَا مُوسَى رَكْعَتَانِ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مَنْ يصَلِّيهَا غَفَرْتُ لَهُ مَا أَصَابَ مِنْ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَيَكُونُ فِي ذِمَّتِي، يَا مُوسَى بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ مَنْ مَاتَ وَهُوَ فِي ذِمَّتِي فَلَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ قَدْرَ شِرَاكٍ أُعْطِيهِمْ بِرَكْعَةٍ مِنْهَا الْمَغْفِرَةَ وَبِالثَّانِيَةِ أُثَقِّلْ بِهَا مَوَازِينَهُمْ وَبِالثَّالِثَةِ آمُرُ مَلَائِكَتِي يَسْتَغْفِرُونَ لَهُمْ، وَبِالرَّابِعَةِ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِوَأُزَوِّجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَتُشْرِفُ عَلَيْهِمُ الْحُورُ الْعِينُ، فَإِنْ سَأَلُونِي الْجَنَّةَ أَعْطَيْتُهُمْ وَزَوَّجْتُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بِالْعَشِيِّ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي السَّمَوَاتِ [ص:35] وَالْأَرْضِ إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ مَلَائِكَتِي لَمْ أُعَذِّبْهِ، يَا مُوسَى وَثَلَاثُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ حِينَ يَغِيبُ ضَوْءُ النَّهَارِ وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ لَهُمْ وَيَغْشَاهُمْ لَيْلٌ وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ لَهُمْ وَمَنِ اسْتُغْفِرَ لَهُ وَلَمْ يَعْصِنِي غَفَرْتُ لَهُ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حِيَالَ رُءُوسِهِمْ فَلَا يَسْأَلُونِي حَاجَةً إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ، يَا مُوسَى وَيَتَنَظَّفُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بِالْمَاءِ كَمَا أَمَرْتُهُمْ فَأُعْطِيهِمْ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، يَا مُوسَى يَصُومُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فِي السَّنَةِ شَهْرًا وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأُعْطِيهِمْ بِصِيَامِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهُ تَتَبَاعَدُ عَنْهُمْ جَهَنَّمُ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ وَأُعْطِيهِمْ بِكُلِّ خَصْلَةٍ يَعْمَلُونَ بِهَا مِنَ التَّطَوُّعِ كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً وَأَجْعَلُ لَهُمْ فِيهِ لَيْلَةً، الْمُسْتَغْفِرُ فِيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً نَادِمًا صَادِقًا إِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ شَهْرِهِ أُعْطِهِ أَجْرَ ثَلَاثِينَ شَهِيدًا، يَا مُوسَى وَيَحُجُّ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بَلَدِي الْحَرَامَ فَيَحُجُّونَ حَجَّةَ آدَمَ وَسُنَّةَ إِبْرَاهِيمَ فَأُعْطِيهِمْ شَفَاعَةَ آدَمَ وَأَتَّخِذُهُمْ كَمَا اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ، يَا مُوسَى وَيزَكِّي مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَأُعْطِيهِمْ بِالزَّكَاةِ زِيَادَةً فِي أَعْمَارِهِمْ وَإِنْ كُنْتُ عَنْ أَوَّلِهِمْ غَضْبَانُ رَضِيتُ، عَنْ أَوْسَطِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْمَغْفِرَةَ وَالْخُلْدَ فِي الْجَنَّةِ، يَا مُوسَى إِنِّي وَهَّابٌ قَالَ: يَا إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى أَقْبَلُ مِنْ عَبْدِي الْيَسِيرَ وَأُعْطِهِ الْجَزِيلَ، يَا مُوسَى نِعْمَ الْمَوْلَى أَنَا وَنِعْمَ النَّصِيرُ أُعْطِيهِمْ فَرْضًا وَأَسْأَلُهُمْ قَرْضًا، وَلَا تَفْعَلُ الْأَرْبَابُ بِعَبِيدِهَا مَا أَفْعَلُ بِهِمْ. يَا مُوسَى فِعَالِي لَا تُوصَفُ وَرَحْمَتِي كُلُّهَا لِأَحْمَدَ وَأُمَّتِهِ فَقَالَ: إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ، قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ يُنَادُونَ بِشَهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَجَزَاؤُهُمْ عَلَى جَزَاءِ الْأَنْبِيَاءِ رَحْمَتِي عَلَيْهِمْ وَغَضَبِي بَعِيدٌ مِنْهُمْ لَا أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَطْبَاقِ التُّرَابِ الدُّودَ وَلَا مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يُرَوِّعُونَهُمْ، يَا مُوسَى أجْعَلُ جَمِيعَ رَحْمَتِي لِأَحْمَدَ وَأُمَّتِهِ، قَالَ: إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: لَا أَحْجُبُ التَّوْبَةَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا دَامَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ، فَخَرَّ مُوسَى سَاجِدًا وَقَالَ: رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَقِيلَ لَهُ: لَا تُدْرِكُهَا
فَزَعَمَ كَعْبٌ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اسْتَغْفَرَا اللهَ سَاعَةً فَغَفَرَ لَهُمَا، وَأَنَّ [ص:36] نُوحًا اسْتَغْفَرَ اللهَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فَغُفِرَ لَهُ وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَهُنَّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ انْتَصَبَ لِلتَّوْبَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَغَفَرَ لَهُ، وَيَعْقُوبُ وَبَنِي يَعْقُوبَ طَلَبُوا بَيَانَ التَّوْبَةِ فَبُيِّنَ لَهُمْ بَعْدَ عِشْرِينَ شَهْرًا وَمُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنَ الذُّنُوبِ حَوْلًا قَالَ اللهُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: رَبِّ إِذَا غَفَرْتَ لِي وَأَفْرَحْتَ بِالْمَغْفِرَةِ قَلْبِي وَأَقْرَرْتَ بِالْمَغْفِرَةِ عَيْنِي وَأَدْخَلْتَ لَذَاذَةَ مَنْطِقِكَ مَسَامِعِي فَلَا تُرِنِي خَصْمِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: يَا مُوسَى أَجَوْرًا تَسْأَلُنِي؟ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَابِضًا عَلَى ذَقَنِكَ حَتَّى تَجْثُو بَيْنَ يَدَيَّ فَانْتَفَضَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ سَمِعَ بِالْمَغْفِرَةِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ سَبْعَ لَيَالٍ، فَقَالُ لَهُ جِبْرِيلُ: يَا مُوسَى أَتَقْطَعُ رَجَاءَكَ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتَ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ: أَلَيْسَ يَقُولُ خَصْمِي: يَا رَبِّ قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ:يَا مُوسَى قَتَلْتَهُ؟ فَإِنْ قُلْتُ: لَا، قَالَ: أَلَسْتُ شَاهِدُكَ وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ، قَالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَوِّهْ فَشَهِقَ شَهْقَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ شَهْرًا، ثُمَّ أَفَاقَ فَسَمِعَ كَلَامًا يَقُولُ: يَا مُوسَى لَأُذِلَّنَّ الْيَوْمَ مَنْ أَمِنَ مِنْ سَخَطِي وَنَارِي وَشِدَّةِ حِسَابِي، يَا مُوسَى أَلَمْ أُسَلِّمْ عَلَيْكَ فِي الْكِتَابِ وَسَلَّمَتْ عَلَيْكَ جَمِيعُ مَلَائِكَتِي، يَا مُوسَى كُنْ طَيِّبَ الْقَلْبِ بِالتَّوْحِيدِ بِجَمِيعِ مَلَائِكَتِي وَرُسِلِي وَجَمِيعِ فَرَائِضِي وَإِذَا أَصَبْتَ خَطِيئَةً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي لَمْ أَخْذُلْكَ فِي تَارَاتِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ أُشْمِتْ بِكَ عَدُوًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ وَمَنْ عَدُوِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ وَحِزْبُهُ، يَا مُوسَى: أَنا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، يَا مُوسَى مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ وَأَرْحَمُ لَمْ أُنَاقِشْهُ الْكَبِيرَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَغَفَرْتُ لَهُ الصَّغِيرَ تَطَوُّلًا عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَحْذَرُونِي فَإِنِّي أُحِبُّ مَنْ يَحْذَرُنِي، يَا مُوسَى مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَتِي فَلَهُ صُحْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَفِي الْقَبْرِ، وَفَى الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَدَّوْا فَرَائِضِي يَكُونُوا خَاشِعِينَ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُلْهِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ دُنْيَاهُمْ إِذَا كَانَ حُلُولُ فَرَائِضِي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَنْسَوْنِي فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ نَسِيَنِي لَمْ تُفَارِقْ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّى أُفْزِعَهُ بِالنَّارِ فَزْعَةً لَوْ أَدْخَلْتُ رَوْعَتَهَا فِي مَسَامِعِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتُوا [ص:37] أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ، يَا مُوسَى بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَهُ أَشَدُّ خَوْفًا مِنِّي مِنَ النَّارِ قَالَ: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا خَلَقْتُهَا وَرَعَّبْتُ قَلْبَهَا بِأَنِّي أَنا رَبِّكِ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ فَامْتَلَأَتْ رُعْبًا وَخَوْفًا، يَا مُوسَى النَّارُ مُطِيعَةٌ وَمَا أَنْشَأْتُ فِيهَا مِنَ الْجُنُودِ مُطِيعُونَ لِي كُلُّهُمْ، قَالَ مُوسَى: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى لَهَبُهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَسُكَّانِ جَنَّاتِي لَا يَدْخُلُونَهَا وَلَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا، يَا مُوسَى قُلُوبُ مَلَائِكَتِي فِي أَجْوَافِهَا كَخَفَقَانِ الطَّيْرِ، يَا مُوسَى {إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، يَا مُوسَى {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]، يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَلَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، يَا مُوسَى إِنِّي لَا أُزَكِّي وَلَا أَرْحَمُ مَنْ حَلَفَ بِاسْمِي كَاذِبًا. يَا مُوسَى إِذَا قَضَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ كَقَضَائِكَ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، يَا مُوسَى إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا خَشِيَنِي كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، يَا مُوسَى ارْحَمْ تُرْحَمْ وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ: يَا مُوسَى {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ أَنْ يُثَوِّبَ النَّاسُ بِصَلَاةِ العِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ رَافِعًا أُصْبُعَهُ وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ فَحَسَرَ ثَوْبُهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَمْ تُرَدَّ فِيهِمَا دَعْوَةٌ: حُضُورُ الصَّلَاةِ وَعِنْدَ الزَّحْفِ لِلْقِتَالِ "عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَادَى الْمُنَادِي فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَمَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِي فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ وَإِذَا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الصَّادِقَةِ الْحَقِّ الْمُسْتَجَابِ لَهَا دَعْوَةِ الْحَقِّ وَكَلِمَةِ التَّقْوَى أَحْيِنَا عَلَيْهَا وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا وَاجْعَلْنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِهَا مَحْيًى وَمَمَاتًا ثُمَّ سَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ "عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ الَّتِي تُصَلِّيهَا عِنْدَ الزَّوَالِ؟ قَالَ: «هَذِهِ السَّاعَةُ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ خَيْرًا» أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ -أَوْ: إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ- رَقَّتْ قلوبنا وكنا من أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ فَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَولَادَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ الله بقوم يذنبون [فيستغفرونه] 1 فَيَغْفِرُ لَهُمْ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: "لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، من يدخلها ينعم لا يبؤس وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، لَا تُبْلَى ثبابه وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعُوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتحُ لَهَا أَبْوَابُ "السَّمَاءِ" 2 وَيَقُولُ الرَّبُّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ". أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ:" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَمَا الْعَبْدُ الْكَافِرُ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ومَعَهُمُ الْمُسُوحُ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَأْتِيَهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ". قَالَ:" فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا، وَمَعَهَا الْعَصْبُ وَالْعُرُوقُ كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُونَهَا فَيَجْعَلُونَهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ". قَالَ:" وَيَخْرُجُ مِنْهَا أَنْتَنُ مِنْ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْتُبُوا [ص:612] كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَأَعِيدُوه إِلَى الْأَرْضِ فَإِنَّا مِنْهَا خَلَقْنَاهُمْ، وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى".قَالَ:" فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ} [الحج: 31] الْآيَةَ، ثُمَّ تُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أنْ كَذَبَ فَافْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا مِنَ النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ". قَالَ:" وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ". قَالَ:" فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهِ الَّذِي يَجِي بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ"
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَمَا تُغْلَقُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ " قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَتُسَلِّمُ بَيْنَهُنَّ؟ قَالَ: " لَا إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَبْلَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا وَالْقِرَاءَةَ فِيهَا، قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَلَهَا ضَوْءٌ وَنُورٌ فَفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى اللهِ فَتَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا، وَإِذَا لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا، وَلَا سُجُودَهَا، وَلَا الْقِرَاءَةَ فِيهَا قَالَتْ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَعَلَيْهَا ظُلْمَةٌ فَغُلِّقَتْ دُونَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ثُمَّ تُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلْقُ فَضُرِبَ بِهَا وَجْهُ صَاحِبِهَا " عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ، فَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ وَسَبَّحَ وكَبَّرَ تَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ ثَوَابَهَا إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي فِي لَيْلَةٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَسَنَةٍ بِكُلِّ سَجْدَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَهَا سِتُّونَ أَلْفَ بَابٍ لِكُلٍّ بَابٍ مِنْهَا قَصْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فَإِذَا صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ إِلَى مِثْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى أَنْ [ص:242] تُوَارَى بِالْحِجَابِ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ سَجْدَةٍ يَسْجُدُها فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا خَمْسَ مِائَةَ عَامٍ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا امْرَءًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْظِرْ هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا "

أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنْ شَيْئًا صَعِدْتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمَنًا وَشِمَالًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لَعَنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا " أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ أَغْلَقَ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالْمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ " عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: " أَنْشُدُ اللهَ قَاطِعَ الرَّحِمِ إِمَّا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَا رَبَّنَا، وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرَتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يَجِدْ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ لِدُوا لِلتُّرَابِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " عن أبي أيوب، عن النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "أربع قبلَ الظهر لَيسَ فيهنَ تسليم تُفْتَحُ لَهُن أبوابُ السماء" عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ذَا الَّذِي قَالَ هَذَا؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: «لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ» وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ} [القدر: 5] قَالَ: " فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , وَتُغَلُّ عَفَارِيتُ الْجِنِّ , وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلُّهَا , وَيَقْبَلُ اللَّهُ فِيهَا التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ تَائِبٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] وَذَلِكَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " ثَوْبَانُ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسولَ اللهِ أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ الصَّلاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ قَالَ: تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالرَّحْمَةِ إِلَى خَلْقِهِ وَهِيَ صَلاةٌ كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى. عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:137]: قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ , فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ , قَالَ: فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ "، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: " حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُوا: رَبِّ، عِنْدَكَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُوهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَىقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى تَسْطَعَ الشَّمْسُ "
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مُخْلِصًا بِهَا رُوحُهُ وَجْهَ اللَّهِ، مُصَدِّقًا بِهَا لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ إِلَّا فُتِقَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتْقًا حَتَّى يَنْظُرَ الرَّبُّ إِلَى قَائِلِهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَحَقٌّ لِعَبْدٍ إِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَهَ سُؤْلَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْأُبُلَّةِ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْأُبُلَّةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعِ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرِ فَأَغْفِرَ لَهُ» قَالَ: وَإِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا سَاحِرًا أَوْ عَشَّارًا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِهِ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِخَمْسٍ: لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلِلِقَاءِ الزَّحْفِ، وَلِنُزُولِ الْقَطْرِ، وَلِدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَلِلْأَذَانِ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتِحَتْ لَهَا " أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ " أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ [ص:29]، دَفَنَ ابْنًا لَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَوَلَدُ عَبْدَيْكَ، وَقَدْ رُدَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَارْأَفْ بِهِ وَارْحَمْهُ، وَجَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَغَشِيَ أَهْلَهُ، وَادَّهَنَ وَطَعِمَ، وَكَانَ إِذَا رَأَى مِنْهُمْ حَزِينًا زَجَرَهُ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ مَتَى هِيَ فَبَدَأُوا فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَهْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَىَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، قَالَ: ثُمَّ يَرْجِعُ [ص:1213] النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْفَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَنْحَازُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَيَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] قَالَ: «تَدُورُ فِي أَبْوَابِ السَّمَاءِ، كَمَا تَدُورُ الْفَلَكَةُ فِي الْمِغْزَلِ» عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ تَحْمِيدَ اللَّهِ يُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَإِنَّ تَكْبِيرَ اللَّهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ تَسْبِيحَ اللَّهِ لَا يَنْتَهِي دُونَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْعَرْشِ» عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , فَلَا تُغْلَقُ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقَالَ عَوْنٌ: «مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ» أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، دُونَ حَاجَتِهِ، وَخَلَّتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ عَنْ حُذَيْفَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ» ، قَالَ: «فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ " عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا، فَرَأَيْتُهُ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَمَا قَالَ: فَإِنْ كَانَ فِي عَمِلٍ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا أُوقِظَ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ أَوْ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يُتِمُّهُنَّ ويُحْسِنُهُنَّ ويَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْطَلِقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَكَ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتْ فَإِنْ كَانَ فِي يَدِكَ عَمَلٌ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضْتَ أَوْ كُنْتَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا تُوقَظُ، فَتَغْتَسِلُ أَوْ تَتَوَضَّأُ، ثُمَّ تَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تُتِمُهُّنَّ وتَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ وتُحْسِنُهُنَّ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّبْوَابَ السَّمَاءِ أَوْ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَلَا يُوَافِي أَحَدٌ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَصْعَدَ مِنِّي إِلَى رَبِّي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْرٌ»
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» . أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إلَى اللهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ ؟ قَالَ : عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مُعْتَقِلٌ رُمْحَهُ عَلَى فَرَسِهِ يَمِيلُ بِهِ النُّعَاسُ يَمِينًا وَشِمَالاً فِي سَبِيلِ اللهِ يَسْتَغْفِرُ الرَّحْمَن وَيَلَعَنَ الشَّيْطَانَ ، قَالَ : وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ انْظُرُوا إلَى عَبْدِي ، قَالَ : فَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: قالَ عُزَيْرٌ: يا رَبِّ أمَرْتَ الماءَ فَجَمَدَ في وسَطِ الهَواءِ، فَجَعَلْتَ مِنهُ سَبْعًا وسَمَّيْتَها السَّماواتِ، ثُمَّ أمَرْتَ الماءَ يَنْفَتِقُ عَلى التُّرابِ، وأمَرْتَ التُّرابَ أنْ يَتَمَيَّزَ مِنَ الماءِ فَكانَ كَذَلِكَ، فَسَمَّيْتَ جَمِيعَ ذَلِكَ الأرَضِينَ، وجَمِيعَ الماءِ البِحارَ، ثُمَّ خَلَقْتَ مِنَ الماءِ أعْمى عَيْنٍ بَصَّرْتَهُ، ومِنها أصَمَّ أُذُنٍ أسْمَعْتَهُ، ومِنها مَيِّتَ أنْفُسٍ أحْيَيْتَهُ، خَلَقْتَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ؛ مِنها ما عَيْشُهُ الماءُ، ومِنها ما لا صَبْرَ لَهُ عَلى الماءِ، خَلْقًا مُخْتَلِفًا في الأجْسامِ والألْوانِ، جَنَّسْتَهُ أجْناسًا، وزَوَّجْتَهُ أزْواجًا، وخَلَقْتَهُ أصْنافًا وألْهَمْتَهُ الَّذِي خَلَقْتَهُ، ثُمَّ خَلَقْتَ مِنَ التُّرابِ والماءِ دَوابَّ الأرْضِ وماشِيَتَها وسِباعَها؛ فَمِنهم مَن يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ، ومِنهم مَن يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ، ومِنهم مَن يَمْشِي عَلى أرْبَعٍ، ومِنهُمُ العَظِيمُ والصَّغِيرُ ثُمَّ وعَظْتَهُ بِكِتابِكَ وحِكْمَتِكَ، ثُمَّ قَضَيْتَ عَلَيْهِ المَوْتَ لا مَحالَةَ، ثُمَّ أنْتِ تُعِيدُهُ كَما بَدَأْتَهُ. وقالَ عُزَيْرٌ: اللَّهُمَّ بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، فَأتى عَلى مَشِيئَتِكَ، ثُمَّ زَرَعْتَ في أرْضِكَ كُلَّ نَباتٍ فِيها بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ وتُرابٍ واحِدٍ، تُسْقى بِماءٍ واحِدٍ، فَجاءَ عَلى مَشِيئَتِكَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ولَوْنُهُ ورِيحُهُ وطَعْمُهُ، مِنهُ الحُلْوُ، ومِنهُ الحامِضُ والمُرُّ، والطَّيِّبُ رِيحُهُ والمُنْتِنُ، والقَبِيحُ والحَسَنُ. وقالَ عُزَيْرٌ: يا رَبِّ إنَّما نَحْنُ خَلْقُكَ وعَمَلُ يَدِكَ، خَلَقْتَ أجْسادَنا في أرْحامِ أُمَّهاتِنا، وصَوَّرْتَنا كَيْفَ تَشاءُ بِقُدْرَتِكَ، جَعَلْتَ لَنا أرْكانًا، وجَعَلْتَ فِيها عِظامًا، وشَقَقْتَ لَنا أسْماعًا وأبْصارًا، ثُمَّ جَعَلْتَ لَنا في تِلْكَ الظُّلْمَةِ نُورًا، وفي ذَلِكَ الضِّيقِ سِعَةً، وفي ذَلِكَ الغَمِّ رَوْحًا، ثُمَّ هَيَّأْتَ لَنا مِن فَضْلِكَ رِزْقًا تَقُوتُهُ عَلى مَشِيئَتِكَ، لَمْ تَأْنَ في ذَلِكَ مُؤْنَةً، ولَمْ تَنْصَبْ مِنهُ نَصَبًا، كانَ عَرْشُكَ عَلى الماءِ، والظُّلْمَةُ عَلى الهَواءِ، والمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ، ويُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ، والخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خاشِعٌ مِن خَوْفِكَ، لا يُرى فِيهِ نُورٌ إلّا نُورُكَ، ولا يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إلّا صَوْتُكَ، ثُمَّ فَتَحْتَ خِزانَةَ النُّورِ وطَرِيقَ الظُّلْمَةِ، فَكانا لَيْلًا ونَهارًا يَخْتَلِفانِ بِأمْرِكَ.
<svg viewBox="0 0 11 20" width="11" height="20" class="bubble-tail"></svg>
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يَجِدْ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ لِدُوا لِلتُّرَابِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ عامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: كانَ أبُو بَكْرٍ يُعْتِقُ عَلى الإسْلامِ بِمَكَّةَ فَكانَ يُعْتِقُ عَجائِزَ ونِساءَ إذا أسْلَمْنَ فَقالَ لَهُ أبُوهُ أيْ بُنَيَّ أراكَ تَعْتِقُ أُناسًا ضُعَفاءَ فَلَوْ أنَّكَ تَعْتِقُ رِجالًا جُلْدًا يَقُومُونَ مَعَكَ ويَمْنَعُونَكَ ويَدْفَعُونَ عَنْكَ، قالَ: أيْ أبَتِ إنَّما أُرِيدُ ما عِنْدَ اللَّهِ، جاء رجل إلى أعرابي من البادية، إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ الله عنه ، فقال : يا عمر الخير جُزيت الجنة ... اكسي بناتِي وأمهنَ وكلنا في هذا الزمان جُنة أقسمت بالله لتفعلن. فقال له عمر : وإن لم أفعل ؟ يكون ماذا؟ قال: إذن والله لأمضين. قال: فإذا مضيت يكون ماذا؟ قال: إذن والله لتسألن إذن والله لتسألن.... يوم تكون الأُعطيات منّة وموقف المسئول بينهن .... إما إلى نار وإما جنة فبكى عمر ـ رضي الله عنه ـ ثم نزع قميصه، وأعطاه إياه. وقال: والله لا املك غيره. خذه لذلك اليوم لا لشعرك الذي قلته، ليس إكراماً لك لهذا الشعر، وإنما لذلك اليوم الذي أخبرت عنه. فأعطاه القميص ـ رضي الله عنه ـ . عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْأُبُلَّةِ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْأُبُلَّةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعِ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرِ فَأَغْفِرَ لَهُ» قَالَ: وَإِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا سَاحِرًا أَوْ عَشَّارًا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِهِ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ ورسول الله يمر على الابواب طارقا بالليل وباهله قائلا هل من احد يوقظ صواحب الحجرات عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقَالَ عَوْنٌ: «مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ» عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ تَحْمِيدَ اللَّهِ يُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَإِنَّ تَكْبِيرَ اللَّهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ تَسْبِيحَ اللَّهِ لَا يَنْتَهِي دُونَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْعَرْشِ» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ "النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مُخْلِصًا بِهَا رُوحُهُ وَجْهَ اللَّهِ، مُصَدِّقًا بِهَا لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ إِلَّا فُتِقَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتْقًا حَتَّى يَنْظُرَ الرَّبُّ إِلَى قَائِلِهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَحَقٌّ لِعَبْدٍ إِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَهَ سُؤْلَهُ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , فَلَا تُغْلَقُ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ» عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ} [القدر: 5] قَالَ: " فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , وَتُغَلُّ عَفَارِيتُ الْجِنِّ , وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلُّهَا , وَيَقْبَلُ اللَّهُ فِيهَا التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ تَائِبٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] وَذَلِكَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِخَمْسٍ: لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلِلِقَاءِ الزَّحْفِ، وَلِنُزُولِ الْقَطْرِ، وَلِدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَلِلْأَذَانِ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ مَتَى هِيَ فَبَدَأُوا فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَهْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَىَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، قَالَ: ثُمَّ يَرْجِعُ [ص:1213] النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَنْحَازُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَيَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] قَالَ: «تَدُورُ فِي أَبْوَابِ السَّمَاءِ، كَمَا تَدُورُ الْفَلَكَةُ فِي الْمِغْزَلِ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ» أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، دُونَ حَاجَتِهِ، وَخَلَّتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ
عَنْ حُذَيْفَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ» ، قَالَ: «فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ» عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ذَا الَّذِي قَالَ هَذَا؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: «لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ» ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فَمَا الْمَجَرَّةُ قَالَ شَرْجُ السَّمَاءِ وَمِنْهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الْغَرَقِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ فَمَا الْمَجَرَّةُ قَالَ شَرْجُ السَّمَاءِ وَمِنْهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الْغَرَقِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَّ بِالصَّلاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ واستجيب الدُّعَاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا وَيَقُولُ إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلا صَالِحًا عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، قَالَ: فَتَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلْقَاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ، فَيَقُولُونَ: حَيَّاكُمُ اللهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ، فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ: فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ، قَالَ: فَيَأْتِي الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّيْرِ فَقَعَدَ فِي أَحَدِهِمَا وَقَعَدْتُ فِي الْآخَرِ وَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفَيَّ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ حِلْسٌ لَاطِئٌ فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللهِ تَعَالَى عَلَيَّ فَفُتِحَ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَلُطَّ دُونِي الْحِجَابُ، رَفْرَفُهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِيَ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِيمَا أَعْطَى اللهُ تَعَالَى مُوسَى فِي الْأَلْوَاحِ الْأُوَلِ، فِي أَوَّلِ مَا كَتَبَ عَشَرَةَ أَبْوَابٍ: يَا مُوسَى لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا فَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَتَلْفَحَنَّ وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ النَّارُ، وَاشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ أَقِكَ الْمَتَالِفَ وَأُنْسِئْ لَكَ فِي عُمُرِكَ، [ص:266] وَأُحْيِِيكَ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَأَقْلِبْكَ إِلَى خَيْرٍ مِنْهَا، وَلَا تَقْتُلِ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمْتُ إِلَّا بِالْحَقِّ فَتَضِيقَ عَلَيْكَ الْأَرْضُ بِرَحَبِهَا وَالسَّمَاءُ بِأَقْطَارِهَا، وَتَبُوءَ بِسَخَطِي فِي النَّارِ، وَلَا تَحْلِفْ بِاسْمِي كَاذِبًا، وَلَا آثِمًا فَإِنِّي لَا أُطَهِّرُ وَلَا أُزَكِّي مَنْ لَمْ يُنَزِّهْنِي، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَسْمَائِي، وَلَا تَحْسُدِ النَّاسَ عَلَى مَا أَعْطَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي، وَلَا تَنْفَسْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتِي وَرِزْقِي، فَإِنَّ الْحَاسِدَ عَدُوٌّ لِنِعْمَتِي رَادٌّ لِقَضَائِي، سَاخِطٌ لِقِسْمَتِي الَّتِي أَقْسِمُ بَيْنَ عِبَادِي، وَمَنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنِّي، وَلَا تَشْهَدْ بِمَا لَمْ يَعِ سَمْعُكَ، وَيَحْفَظْ عَقْلُكَ، وَيَعْقِدْ عَلَيْهِ قَلْبُكَ، فَإِنِّي وَاقِفٌ أَهْلَ الشَّهَادَاتِ عَلَى شَهَادَاتِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّسَائِلُهُمْ عَنْهَا سُؤَالًا حَثِيثًا، وَلَا تَزْنِ، وَلَا تَسْرِقْ، وَلَا تَزْنِ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ فَأَحْجُبَ عَنْكَ وَجْهِي، وَتُغْلَقَ عَنْكَ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَلَا تَذْبَحْ لِغَيْرِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ مِنَ الْقُرْبَانِ إِلَّا مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ اسْمِي، وَكَانَ خَالِصًا لِوَجْهِي، وَتَفَرَّغْ لِي يَوْمَ السَّبْتِ، وَفَرِّغْ لِي آنِيَتَكَ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ يَوْمَ السَّبْتِ لَهُمْ عِيدًا وَاخْتَارَ لَنَا الْجُمُعَةَ فَجَعَلَهَا لَنَا عِيدًا»
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، نَفْسِي قَدْ نُعِيَتْ». قَالَ جِبْرِيلُ: الْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى، وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى. فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا أَنْ يُنَادِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى النَّاسُ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَبَكَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ نَبِيٍّ كُنْتُ لَكُمْ؟» قَالُوا: جَزَاكَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ خَيْرًا، فَلَقَدْ كُنْتَ لَنَا كَالْأَبِ الرَّحِيمِ، وَكَالْأَخِ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ، أَدَّيْتَ رِسَالَاتِ اللهِ، وَأَبْلَغْتَنَا وَحَيْهُ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: «مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أَنَا أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ وَبِحَقِّي عَلَيْكُمْ، مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ»، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّالِثَةَ: «مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقِصَاصِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَقَامَ مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ عُكَّاشَةُ، فَتَخَطَّى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، لَوْلَا أَنَّكَ [ص:74] نَاشَدْتَنَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى مَا كُنْتُ بِالَّذِي أَتَقَدَّمُ عَلَى شَيْءٍ مِنْكَ، كُنْتُ مَعَكَ فِي غَزَاةٍ فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا وَنَصَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا فِي الِانْصِرَافِ حَاذَتْ نَاقَتِي نَاقَتَكَ فَنَزَلْتُ عَنِ النَّاقَةِ وَدَنَوْتُ مِنْكَ لِأُقَبِّلَ فَخِذَكَ، فَرَفَعْتَ الْقَضِيبَ فَضَرَبْتَ خَاصِرَتِي، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ عَمْدًا مِنْكَ أَمْ أَرَدْتَ ضَرْبَ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُكَاشَةَ، أُعِيذُكَ بِجِلَالِ اللهِ أَنْ يَتَعَمَّدَكَ رَسُولُ اللهِ بِالضَّرْبِ، يَا بِلَالُ انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ وَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ». فَخَرَجَ بِلَالٌ مِنَ الْمَسْجِدِ وَيَدُهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يُنَادِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، نَاوِلِينِي الْقَضِيبَ الْمَمْشُوقَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ، وَمَا يَصْنَعُ أَبِي بِالْقَضِيبِ وَلَيْسَ هَذَا يَوْمَ حَجٍّ، وَلَا يَوْمَ غَزَاةٍ؟ فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ مَا أَغْفَلَكِ عَمَّا فِيهِ أَبُوكِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُ الدِّينَ، وَيُفَارِقُ الدُّنْيَا، وَيُعْطِي الْقِصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ وَمَنِ الَّذِي تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ؟ يَا بِلَالُ، إِذًا فَقُلْ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ يَقُومَانِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتَصُّ مِنْهُمَا وَلَا يَدَعَانِهِ يَقْتَصُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَدَخَلَ بِلَالٌ الْمَسْجِدَ وَدَفَعَ الْقَضِيبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَضِيبَ إِلَى عُكَّاشَةَ.

فَلَمَّا نَظَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى ذَلِكَ قَامَا، فَقَالَا: يَا عُكَّاشَةُ، هَا نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَاقْتَصَّ مِنَّا وَلَا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «امْضِ يَا أَبَا بَكْرٍ، وَأَنْتَ يَا عُمَرُ فَامْضِ، فَقَدْ عَرَفَ اللهُ تَعَالَى مَكَانَكُمَا وَمَقَامَكُمَا». فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عُكَّاشَةُ، إِنَّا فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ تَضْرِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا ظَهْرِي وَبَطْنِي اقْتَصَّ مِنِّي بِيَدِكَ، وَاجْلُدْنِي مِائَةً، وَلَا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ، اقْعُدْ، فَقَدَ عَرَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَكَانَكَ وَنِيَّتَكَ». وَقَامَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالَا: يَا عُكَّاشَةُ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّا سِبْطَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْقَصَاصُ مِنَّا كَالْقَصَاصِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ [ص:75] لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْعُدَا يَا قُرَّةَ عَيْنِي، لَا نَسِيَ اللهُ لَكُمَا هَذَا الْمَقَامَ». فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُكَّاشَةُ، اضْرِبْ إِنْ كُنْتَ ضَارِبًا». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ضَرَبْتَنِي وَأَنَا حَاسِرٌ عَنْ بَطْنِي. فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالُوا: أَتُرَى عُكَّاشَةَ ضَارِبًا بَطْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمَّا نَظَرَ عُكَّاشَةُ إِلَى بَيَاضِ بَطْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ الْقَبَاطِيُّ لَمْ يَمْلِكْ أَنْ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ بَطْنَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَمَنْ تُطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْكَ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِمَّا أَنْ تَضْرِبَ وَإِمَّا أَنْ تَعْفُوَ». فَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ رَجَاءَ أَنْ يَعْفُوَ اللهُ عَنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ». فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُونَ: طُوبَاكَ طُوبَاكَ، نِلْتَ دَرَجَاتِ الْعُلَى وَمُرَافَقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَمَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَكَانَ مَرِيضًا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَعُودُهُ النَّاسُ. وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَبُعِثَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقُبِضَ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِالْأَذَانِ ثُمَّ وَقَفَ بِالْبَابِ فَنَادَى: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ، الصَّلَاةَ يَرْحَمُكَ اللهُ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلَالٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فَدَخَلَ بِلَالٌ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الصُّبْحُ قَالَ: وَاللهِ لَا أُقِيمُهَا أَوْ أَسْتَأْذِنُ سَيِّدِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ وَقَامَ بِالْبَابِ وَنَادَى: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ، الصَّلَاةَ يَرْحَمُكَ اللهُ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلَالٍ فَقَالَ: «ادْخُلْ يَا بِلَالُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ؛ مُرْ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ». فَخَرَجَ وَيَدُهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهَوَ يَقُولُ: وَاغَوْثَاهُ بِاللهِ، وَانْقِطَاعُ رَجَائِي وَانْقِصَامُ ظَهْرِي، لَيْتَنِي لَمْ تَلِدْنِي أُمِّي، وَإِذْ وَلَدَتْنِي لَيْتَنِي لَمْ أَشْهَدْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:76] أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى خُلُوِّ الْمَكَانِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَلَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَجِيجَ النَّاسِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الضَّجَّةُ؟ فَقَالُوا: ضَجَّةُ الْمُسْلِمِينَ لِفَقْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبَّاسَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْمَلِيحِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اسْتَوْدَعْتُكُمُ اللهَ أَنْتُمْ فِي رَجَاءِ اللهِ وَأَمَانِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ، مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ، وَحِفْظِ طَاعَتِهِ مِنْ بَعْدِي، فَإِنِّي مَفَارِقٌ الدُّنْيَا، هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ، وَآخَرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا». فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ اشْتَدَّ بِهِ الْوَجَعُ، وَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنِ اهْبِطْ إِلَى حَبِيبِي وَصَفِيِّي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، وَارْفُقْ بِهِ فِي قَبْضِ رُوحِهِ، فَهَبَطَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَوَقَفَ بِالْبَابِ شِبْهَ أَعْرَابِيٍّ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةَ، أَأَدْخُلُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَجِيبِي الرَّجُلَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: آجَرَكَ اللهُ فِي مَمْشَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فَنَادَى الثَّانِيَةَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا فَاطِمَةُ أَجِيبِي الرَّجُلَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: آجَرَكَ اللهُ فِي مَمْشَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. ثُمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ ثُمَّ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ، أَأَدْخُلُ؟ فَلَابُدَّ مِنَ الدُّخُولِ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، مَنْ بِالْبَابِ؟» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ رَجُلًا بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُ بِالدُّخُولِ، فَأَجَبْنَاهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، فَنَادَى فِي الثَّالِثَةِ صَوْتًا اقْشَعَرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَتَدْرِينَ مَنْ بِالْبَابِ؟ هَذَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ، وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ، هَذَا [ص:77] مُرَمِّلُ الْأَزْوَاجِ، وَمُؤَتِّمُ الْأَوْلَادِ، هَذَا مُخَرِّبُ الدُّورِ، وَعَامِرُ الْقُبُورِ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ ادْخُلْ يَرْحَمُكَ اللهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ». فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، جِئْتَنِي زَائِرًا أَمْ قَابِضًا؟» قَالَ: جِئْتُكَ زَائِرًا وَقَابِضًا، وَأَمَرَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ، وَلَا أَقْبُضَ رُوحَكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ، فَإِنْ أَذِنْتَ وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، أَيْنَ خَلَّفْتَ حَبِيبِي جِبْرِيلَ؟» قَالَ: خَلَّفْتُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْمَلَائِكَةُ يُعَزُّونَهُ فِيكَ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، هَذَا الرَّحِيلُ مِنَ الدُّنْيَا، فَبَشِّرْنِي مَا لِي عِنْدَ اللهِ؟» قَالَ: أُبَشِّرُكَ يَا حَبِيبَ اللهِ أَنِّي تَرَكْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ، وَالْمَلَائِكَةَ قَدْ قَامُوا صُفُوفًا صُفُوفًا بِالتَّحِيَّةِ وَالرَّيْحَانِ، يُحَيُّونَ مِنْ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ» قَالَ: أُبَشِّرُكَ أَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قَدْ فُتِحَتْ، وَأَنْهَارَهَا قَدِ اطَّرَدَتْ، وَأَشْجَارَهَا قَدْ تَدَلَّتْ، وَحُورَهَا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِقُدُومِ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ».قَالَ: أَبْوَابُ النِّيرَانِ قَدْ أُطْبِقَتْ لِقُدُومِ رُوحِكَ يَا مُحَمَّدٌ. قَالَ: لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ ". قَالَ: أَنْتَ أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «لِوَجْهِ رَبِّيَ الْحَمْدُ، فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ». قَالَ جِبْرِيلُ: يَا حَبِيبِي، عَمَّ تَسْأَلُنِي؟ قَالَ: «أَسْأَلُكَ عَنْ هَمِّي، وَعَنْ غَمِّي مَنْ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِأُمَّتِي الْمُصْطَفَاةِ مِنْ بَعْدِي؟» قَالَ: أَبْشِرْ يَا حَبِيبَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: قَدْ حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: «الْآنَ طَابَتْ نَفْسِي، إِذَنْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَانْتَهِ إِلَى مَا أُمِرْتَ». فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا أَنْتَ قُبِضَتْ فَمَنْ يُغَسَّلُكَ؟ وَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ وَمَنْ يُدْخِلُكَ الْقَبْرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ، أَمَّا الْغُسْلُ فَاغْسِلْنِي أَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْكَ الْمَاءَ، [ص:78] وَجِبْرِيلُ ثَالِثُكُمَا، فَإِذَا أَنْتُمْ فَرَغْتُمْ مِنْ غُسْلِي فَكَفِّنُونِي فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِينِي بِحَنُوطٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنْتُمْ وَضَعْتُمُونِي عَلَى السَّرِيرِ فَضَعُونِي فِي الْمَسْجِدِ، وَاخْرُجُوا عَنِّي، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، ثُمَّ جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ الْمَلَائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا، ثُمَّ ادْخُلُوا فَقُومُوا صُفُوفًا صُفُوفًا، لَا يَتَقَدَّمْ عَلَيَّ أَحَدٌ». فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: الْيَوْمَ الْفِرَاقُ، فَمَتَى أَلْقَاكَ؟ فَقَالَ لَهَا: «يَا بُنَيَّةُ، تَلْقِينِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ وَأَنَا أَسْقِي مَنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ مِنْ أُمَّتِي». قَالَتْ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تَلْقِينِي عِنْدَ الْمِيزَانِ وَأَنَا أَشْفَعُ لِأُمَّتِي». قَالَتْ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تَلْقِينِي عِنْدَ الصِّرَاطِ وَأَنَا أُنَادِي رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ». فَدَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ، فَعَالَجَ قَبْضَ رُوحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُوَّهْ». فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى السُّرَّةِ نَادَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاكَرْبَاهُ». فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: كَرْبِي بِكَرْبِكَ الْيَوْمَ يَا أَبَتَاهُ. فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوحُ إِلَى الثَّنْدُوَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، مَا أَشَدَّ مَرَارَةَ الْمَوْتِ». فَوَلَّى جِبْرِيلُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، كَرِهْتَ النَّظَرَ إِلَيَّ؟» فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا حَبِيبِي، فَمَنْ تُطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ. فَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَهُمَا، وَكُفِّنَ بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ، وَحُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْمَسْجِدَ، وَوَضَعُوهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَخَرَجَ النَّاسُ عَنْهُ، فَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، ثُمَّ جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ الْمَلَائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا. قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: وَلَقَدْ سَمِعْنَا فِي الْمَسْجِدِ هَمْهَمَةً وَلَمْ نَرَ لَهُمْ شَخْصًا، فَسَمِعْنَا هَاتِفًا يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: ادْخُلُوا رَحِمَكُمُ اللهُ فَصَلُّوا عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْنَا فَقُمْنَا صُفُوفًا كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ص:79] فَكَبَّرْنَا بِتَكْبِيرِ جِبْرِيلَ، صَلَّيْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ بِصَلَاةِ جِبْرِيلَ مَا تَقَدَّمَ مِنَّا أَحَدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، وَدُفِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: يَا أَبَا الْحَسَنِ، دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَمَا كَانَ فِي صُدُورِكُمْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ؟ أَمَا كَانَ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بَلَى يَا فَاطِمَةُ، وَلَكِنْ أَمْرُ اللهِ الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ. فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَنْدُبُ وَهِيَ تَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ، الْآنَ انْقَطَعَ عَنَّا جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِينَا بِالْوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ " عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:265]: «مَنِ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: «عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ فَقَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبِهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَرَوْحِهِ، وَاقْبَلْهُ مِنْكَ بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَثَبِّتْ عِنْدَ الْمَسَائِلِ مَنْطِقَهُ» عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَحْمَدُنِي مَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَلَا أَنْبَتْتُ مِنَ الْأَرْضِ حَبَّةً، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَسَلَّطْتُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَدْعُونِي لَتَبَاعَدْتُ مِنْ خَلْقِي، يَا مُوسَى لَوْلَا مَنْ يَعَبْدُنِي مَا أَمْهَلْتُ مَنْ يَعْصِينِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، يَا مُوسَى إِيَّاكَ وَالْكِبْرَ فَإِنَّهُ لَوْ لَقِيَنِي جَمِيعُ خَلْقِي بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَدْخَلْتُهُمْ نَارِي، وَلَوْ كُنْتَ أَنْتَ، وَلَوْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلِي، يَا مُوسَى إِذَا لَقِيتَ الْفُقَرَاءَ فَسْأَلْهُمْ كَمَا تَسْأَلُ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَاجْعَلْ كُلَّ شَيْءٍ عَلَّمْتُكَ تَحْتَ التُّرَابِ، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ لَا أَنْسَاكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَمُجَالَسَتَهُمْ وَأَنْذِرِ الْمُذْنِبِينَ، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ أَكُونَ لَكَ حَبِيبًا أَيَّامَ حَيَاتِكَ وَفِي الْقَبْرِ لَكَ مُؤْنِسًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَكْثِرْ تِلَاوَةَ كِتَابِي، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ لَا أَخْذُلَكَ فِي تَارَاتِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَصْبِحْ وَأَمْسِ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِي، يَا مُوسَى أَتُحِبُّ أَنْ أُبِيحَكَ جَنَّتِي - وَقَالَ مُحَمَّدٌ - أَنْ تُحِبَّكَ جَنَّتِي وَمَلَائِكَتِي وَمَا ذَرَأْتُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: حَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أُحَبِّبُكَ إِلَى عِبَادِكَ؟ قَالَ: تُذَكِّرُهُمْ آلَائِي وَنَعْمَائِي فَإِنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ مِنِّي إِلَّا كُلَّ حَسَنَةٍ بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ يَا مُوسَى إِنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ النِّعْمَةَ مِنِّي وَالشُّكْرَ مِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ [ص:33] أُعَذِّبَهُ، يَا مُوسَى إِنَّ جَهَنَّمَ وَمَا فِيهَا تَلَظَّى وَتَلَهَّبُ عَلَى الْمُشْرِكِ وَكُلِّ عَاقٍّ لِوَالِدَيْهِ، قَالَ مُوسَى: إِلَهِي مِنْ كُلٍّ مَا الْعُقُوقُ؟ قَالَ: الْعُقُوقُ الْمُوجِبُ غَضَبِي أَنْ يَشْكُوَهُ وَالِدَاهُ فِي النَّاسِ فَلَا يبَالِي، وَيَأْكُلُ شَهْوَتَهُ وَيَحْرِمُ وَالِدَيْهِ، يَا مُوسَى كَلِمَةٌ مِنَ الْعُقُوقِ تَزِنُ جَمِيعَ الْجِبَالِ، قَالَ: إِلَهِيمِنْ كُلٍّ مَا هِيَ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ لِوَالِدَيْكَ: لَا لَبَّيْكَ، يَا مُوسَى إِنَّ كَنَفِي وَرَحْمَتِي وَعَفْوِي عَلَى مَنْ إِذَا فَرِحَ الْوَالِدَانِ فَرِحَ وَإِذَا حَزِنَ الْوَالِدَانِ حَزِنَ مَعَهُمَا، وَإِذَا بَكَى الْوَالِدَانِ بَكَى مَعَهُمَا، يَا مُوسَى مَنْ رَضِيَ عَنْهُ وَالِدَاهُ رَضِيتُ عَنْهُ، وَإِذَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَالِدَاهُ غَفَرْتُ لَهُ عَلَى مَا كَانَ فِيهِ وَلَا أُبَالِي، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ الْأَمَانَ مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: كُنْ مُسْتَغْفِرًا لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، يَا مُوسَى أَقِلِ الْعَثْرَةَ وَاعْفُ عَنْ مَنْ ظَلَمَكَ فِي مَالِكَ وَعِرْضِكَ وَأَجِبْ مَنْ دَعَاكَ أَكُنْ لَكَ كَذَلِكَ، يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ حَسَنَاتِ جَمِيعِ الْخَلْقِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: عُدِ الْمَرْضَى وَكُنْ لِثِيَابِ الْفُقَرَاءِ فَالِيًا. فَجَعَلَ مُوسَى عَلَى نَفْسِهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَطُوفُ عَلَى الْفُقَرَاءِ يَفْلِي ثِيَابَ الْفُقَرَاءِ وَيَعُودُ الْمَرْضَى، قَالَ اللهُ: يَا مُوسَى - حِينَ فَعَلَ ذَلِكَ - أَمَا إِنِّي قَدْ أَلْهَمْتُ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْتُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ وَأَلْهَمْتُ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُسَلِّمُوا عَلَيْكَ حِينَ تَخْرُجُ مِنْ قَبْرِكَ. يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ أَكُونَ لَكَ أَقْرَبَ مِنْ كَلَامِكَ إِلَى لِسَانِكَ وَمِنْ وَسَاوِسِ قَلْبِكَ إِلَى قَلْبِكَ وَمِنْ رُوحِكَ إِلَى بَدَنِكَ وَمِنْ نُورِ بَصَرِكَ إِلَى عَيْنِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: فَأَكْثَرِ الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْلِغْ جَمِيعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ جَاحِدٌ لِأَحْمَدَ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ الزَّبَانِيَةَ فِي الْمَوْقِفِ وَجَعَلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابًا لَا يَرَانِي وَلَا كِتَابَ يُبْصِرُهُ وَلَا شَفَاعَةَ تَنَالُهُ وَلَا مَلَكَ يَرْحَمُهُ حَتَّى تَسْحَبَهُ الْمَلَائِكَةُ فَيُدْخِلُوهُ نَارِي: يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ آمَنَ بِأَحْمَدَ فَإِنَّهُ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَيَّ يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ صَدَّقَ بِأَحْمَدَ وَكِتَابِهِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ رَدَّ عَلَى أَحْمَدَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ وَإِنْ كَانَ حَرْفًا وَاحِدًا أَدْخَلْتُهُ النَّارَ مَسْحُوبًا، يَا مُوسَى بَلِّغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ أَحْمَدَ رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ وَنُورٌ وَمَنْ صَدَّقَ بِهِ رَآهُ أَوْ لَمْ يَرَهُ أَحْبَبْتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَلَمْ [ص:34] أُوحِشْهُ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ أَخْذُلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ أُنَاقِشْهُ الْحِسَابَ فِي الْمَوْقِفِ وَلَمْ تَزَلْ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ، يَا مُوسَى إِنَّ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيَّ مَنْ لَمْ يُكَذِّبْ بِأَحْمَدَ وَلَمْ يُبْغِضْهُ. يَا مُوسَى إِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعِشْرِينَ سَاعَةً وَأَوْصَيْتُ مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي يَقْبِضُ رُوحَهُ أَنْ يَكُونَ أَرْفَقُ بِهِ مِنْ وَالِدَيْهِ وَحَمِيمِهِ وَأَوْصَيْتُ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا إِذَا دَخَلَا عَلَيْهِ فَسَأَلَاهُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ لَا يُرَوِّعَاهُ وَأَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَكُونُ مَعَهُ فَأُضِيءُ عَلَيْهِ ظُلْمَةَ الْقَبْرِ وَأُونِسَ عَلَيْهِ وَحْشَةَ الْقَبْرِ وَلَا يَسْأَلُنِي فِي الْقِيَامَةِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُهُ. يَا مُوسَى احْمَدْنِي إِذَا مَنَنْتُ عَلَيْكَ مَعَ كَلَامِي إِيَّاكَ بِالْإِيمَانِ بِأَحْمَدَ، فَوَعِزَّتِي لَوْ لَمْ تَقْبَلِ الْإِيمَانَ بِأَحْمَدَ مَا جَاوَرْتَنِي فِي دَارِي وَلَا تَنَعَّمْتَ فِي جَنْبِي، يَا مُوسَى جَمِيعُ الْمُرْسَلِينَ آمَنُوا بِأَحْمَدَ وَصَدَّقُوهُ وَاشْتَاقُوا إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَجِيءُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ بَعْدَكَ، يَا مُوسَى مَنْ لَمْ يؤْمِنْ بِأَحْمَدَ مِنْ جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَلَمْ يصَدِّقُوهُ وَلَمْ يَشْتَاقُوا إِلَيْهِ كَانَتْ حَسَنَاتُهُ مَرْدُودَةً عَلَيْهِ وَمَنَعْتُهُ حِفْظَ الْحِكْمَةِ وَلَا أُدْخِلُ قَبْرَهُ نُورَ الْهُدَى وَأَمْحُو اسْمَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ، يَا مُوسَى أَحِبَّ أَحْمَدَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ وَأَحِبَّ الْخَيْرَ لِأُمَّتِهِ كَمَا تُحِبُّهُ لِأُمَّتِكَ أَجْعَلْ لَكَ وَلِأُمَّتِكَ فِي

شَفَاعَتِهِ نَصِيبًا، يَا مُوسَى اسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ تُعْطَ سُؤْلَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ مُحَمَّدًا وَأُمَّتَهُ لَيَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، يَا مُوسَى رَكْعَتَانِ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مَنْ يصَلِّيهَا غَفَرْتُ لَهُ مَا أَصَابَ مِنْ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَيَكُونُ فِي ذِمَّتِي، يَا مُوسَى بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ مَنْ مَاتَ وَهُوَ فِي ذِمَّتِي فَلَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ قَدْرَ شِرَاكٍ أُعْطِيهِمْ بِرَكْعَةٍ مِنْهَا الْمَغْفِرَةَ وَبِالثَّانِيَةِ أُثَقِّلْ بِهَا مَوَازِينَهُمْ وَبِالثَّالِثَةِ آمُرُ مَلَائِكَتِي يَسْتَغْفِرُونَ لَهُمْ، وَبِالرَّابِعَةِ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَأُزَوِّجُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَتُشْرِفُ عَلَيْهِمُ الْحُورُ الْعِينُ، فَإِنْ سَأَلُونِي الْجَنَّةَ أَعْطَيْتُهُمْ وَزَوَّجْتُهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بِالْعَشِيِّ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي السَّمَوَاتِ [ص:35] وَالْأَرْضِ إِلَّا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَتْ لَهُ مَلَائِكَتِي لَمْ أُعَذِّبْهِ، يَا مُوسَى وَثَلَاثُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ حِينَ يَغِيبُ ضَوْءُ النَّهَارِ وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ لَهُمْ وَيَغْشَاهُمْ لَيْلٌ وَهُوَ مُسْتَغْفِرٌ لَهُمْ وَمَنِ اسْتُغْفِرَ لَهُ وَلَمْ يَعْصِنِي غَفَرْتُ لَهُ، يَا مُوسَى وَأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ يصَلِّيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حِيَالَ رُءُوسِهِمْ فَلَا يَسْأَلُونِي حَاجَةً إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ، يَا مُوسَى وَيَتَنَظَّفُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بِالْمَاءِ كَمَا أَمَرْتُهُمْ فَأُعْطِيهِمْ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، يَا مُوسَى يَصُومُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فِي السَّنَةِ شَهْرًا وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأُعْطِيهِمْ بِصِيَامِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهُ تَتَبَاعَدُ عَنْهُمْ جَهَنَّمُ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ وَأُعْطِيهِمْ بِكُلِّ خَصْلَةٍ يَعْمَلُونَ بِهَا مِنَ التَّطَوُّعِ كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً وَأَجْعَلُ لَهُمْ فِيهِ لَيْلَةً، الْمُسْتَغْفِرُ فِيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً نَادِمًا صَادِقًا إِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ شَهْرِهِ أُعْطِهِ أَجْرَ ثَلَاثِينَ شَهِيدًا، يَا مُوسَى وَيَحُجُّ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بَلَدِي الْحَرَامَ فَيَحُجُّونَ حَجَّةَ آدَمَ وَسُنَّةَ إِبْرَاهِيمَ فَأُعْطِيهِمْ شَفَاعَةَ آدَمَ وَأَتَّخِذُهُمْ كَمَا اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ، يَا مُوسَى وَيزَكِّي مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَأُعْطِيهِمْ بِالزَّكَاةِ زِيَادَةً فِي أَعْمَارِهِمْ وَإِنْ كُنْتُ عَنْ أَوَّلِهِمْ غَضْبَانُ رَضِيتُ، عَنْ أَوْسَطِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْمَغْفِرَةَ وَالْخُلْدَ فِي الْجَنَّةِ، يَا مُوسَى إِنِّي وَهَّابٌ قَالَ: يَا إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى أَقْبَلُ مِنْ عَبْدِي الْيَسِيرَ وَأُعْطِهِ الْجَزِيلَ، يَا مُوسَى نِعْمَ الْمَوْلَى أَنَا وَنِعْمَ النَّصِيرُ أُعْطِيهِمْ فَرْضًا وَأَسْأَلُهُمْ قَرْضًا، وَلَا تَفْعَلُ الْأَرْبَابُ بِعَبِيدِهَا مَا أَفْعَلُ بِهِمْ. يَا مُوسَى فِعَالِي لَا تُوصَفُ وَرَحْمَتِي كُلُّهَا لِأَحْمَدَ وَأُمَّتِهِ فَقَالَ: إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ، قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ يُنَادُونَ بِشَهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَجَزَاؤُهُمْ عَلَى جَزَاءِ الْأَنْبِيَاءِ رَحْمَتِي عَلَيْهِمْ وَغَضَبِي بَعِيدٌ مِنْهُمْ لَا أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَطْبَاقِ التُّرَابِ الدُّودَ وَلَا مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يُرَوِّعُونَهُمْ، يَا مُوسَى أجْعَلُ جَمِيعَ رَحْمَتِي لِأَحْمَدَ وَأُمَّتِهِ، قَالَ: إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: لَا أَحْجُبُ التَّوْبَةَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا دَامَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ، فَخَرَّ مُوسَى سَاجِدًا وَقَالَ: رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَقِيلَ لَهُ: لَا تُدْرِكُهَا فَزَعَمَ كَعْبٌ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اسْتَغْفَرَا اللهَ سَاعَةً فَغَفَرَ لَهُمَا، وَأَنَّ [ص:36] نُوحًا اسْتَغْفَرَ اللهَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فَغُفِرَ لَهُ وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَهُنَّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ انْتَصَبَ لِلتَّوْبَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَغَفَرَ لَهُ،وَيَعْقُوبُ وَبَنِي يَعْقُوبَ طَلَبُوا بَيَانَ التَّوْبَةِ فَبُيِّنَ لَهُمْ بَعْدَ عِشْرِينَ شَهْرًا وَمُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنَ الذُّنُوبِ حَوْلًا قَالَ اللهُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: رَبِّ إِذَا غَفَرْتَ لِي وَأَفْرَحْتَ بِالْمَغْفِرَةِ قَلْبِي وَأَقْرَرْتَ بِالْمَغْفِرَةِ عَيْنِي وَأَدْخَلْتَ لَذَاذَةَ مَنْطِقِكَ مَسَامِعِي فَلَا تُرِنِي خَصْمِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: يَا مُوسَى أَجَوْرًا تَسْأَلُنِي؟ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَابِضًا عَلَى ذَقَنِكَ حَتَّى تَجْثُو بَيْنَ يَدَيَّ فَانْتَفَضَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ سَمِعَ بِالْمَغْفِرَةِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ سَبْعَ لَيَالٍ، فَقَالُ لَهُ جِبْرِيلُ: يَا مُوسَى أَتَقْطَعُ رَجَاءَكَ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتَ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ: أَلَيْسَ يَقُولُ خَصْمِي: يَا رَبِّ قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ: يَا مُوسَى قَتَلْتَهُ؟ فَإِنْ قُلْتُ: لَا، قَالَ: أَلَسْتُ شَاهِدُكَ وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ، قَالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَوِّهْ فَشَهِقَ شَهْقَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ شَهْرًا، ثُمَّ أَفَاقَ فَسَمِعَ كَلَامًا يَقُولُ: يَا مُوسَى لَأُذِلَّنَّ الْيَوْمَ مَنْ أَمِنَ مِنْ سَخَطِي وَنَارِي وَشِدَّةِ حِسَابِي، يَا مُوسَى أَلَمْ أُسَلِّمْ عَلَيْكَ فِي الْكِتَابِ وَسَلَّمَتْ عَلَيْكَ جَمِيعُ مَلَائِكَتِي، يَا مُوسَى كُنْ طَيِّبَ الْقَلْبِ بِالتَّوْحِيدِ بِجَمِيعِ مَلَائِكَتِي وَرُسِلِي وَجَمِيعِ فَرَائِضِي وَإِذَا أَصَبْتَ خَطِيئَةً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي لَمْ أَخْذُلْكَ فِي تَارَاتِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ أُشْمِتْ بِكَ عَدُوًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ وَمَنْ عَدُوِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ وَحِزْبُهُ، يَا مُوسَى: أَنا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، يَا مُوسَى مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ وَأَرْحَمُ لَمْ أُنَاقِشْهُ الْكَبِيرَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَغَفَرْتُ لَهُ الصَّغِيرَ تَطَوُّلًا عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَحْذَرُونِي فَإِنِّي أُحِبُّ مَنْ يَحْذَرُنِي، يَا مُوسَى مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَتِي فَلَهُ صُحْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَفِي الْقَبْرِ، وَفَى الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَدَّوْا فَرَائِضِي يَكُونُوا خَاشِعِينَ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُلْهِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ دُنْيَاهُمْ إِذَا كَانَ حُلُولُ فَرَائِضِي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَنْسَوْنِي فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ نَسِيَنِي لَمْ تُفَارِقْ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّى أُفْزِعَهُ بِالنَّارِ فَزْعَةً لَوْ أَدْخَلْتُ رَوْعَتَهَا فِي مَسَامِعِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتُوا [ص:37] أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ، يَا مُوسَى بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَهُ أَشَدُّ خَوْفًا مِنِّي مِنَ النَّارِ قَالَ: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا خَلَقْتُهَا وَرَعَّبْتُ قَلْبَهَا بِأَنِّي أَنا رَبِّكِ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ فَامْتَلَأَتْ رُعْبًا وَخَوْفًا، يَا مُوسَى النَّارُ مُطِيعَةٌ وَمَا أَنْشَأْتُ فِيهَا مِنَ الْجُنُودِ مُطِيعُونَ لِي كُلُّهُمْ، قَالَ مُوسَى: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى لَهَبُهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَسُكَّانِ جَنَّاتِي لَا يَدْخُلُونَهَا وَلَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا، يَا مُوسَى قُلُوبُ مَلَائِكَتِي فِي أَجْوَافِهَا كَخَفَقَانِ الطَّيْرِ، يَا مُوسَى {إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، يَا مُوسَى {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]، يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَلَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، يَا مُوسَى إِنِّي لَا أُزَكِّي وَلَا أَرْحَمُ مَنْ حَلَفَ بِاسْمِي كَاذِبًا. يَا مُوسَى إِذَا قَضَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ كَقَضَائِكَ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، يَا مُوسَى إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا خَشِيَنِي كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، يَا مُوسَى ارْحَمْ تُرْحَمْ وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ: يَا مُوسَى {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ أَنْ يُثَوِّبَ النَّاسُ بِصَلَاةِ العِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ رَافِعًا أُصْبُعَهُ وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ فَحَسَرَ ثَوْبُهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَمْ تُرَدَّ فِيهِمَا دَعْوَةٌ: حُضُورُ الصَّلَاةِ وَعِنْدَ الزَّحْفِ لِلْقِتَالِ " عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَادَى الْمُنَادِي فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَمَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِي فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ وَإِذَا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ وَإِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الصَّادِقَةِ الْحَقِّ الْمُسْتَجَابِ لَهَا دَعْوَةِ الْحَقِّ وَكَلِمَةِ التَّقْوَى أَحْيِنَا عَلَيْهَا وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا وَاجْعَلْنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِهَا مَحْيًى وَمَمَاتًا ثُمَّ سَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ " عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَرْبَعُ رَكَعَاتٍ الَّتِي تُصَلِّيهَا عِنْدَ الزَّوَالِ؟ قَالَ: «هَذِهِ السَّاعَةُ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ خَيْرًا» أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ -أَوْ: إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ- رَقَّتْ قلوبنا وكنا من أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ فَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَولَادَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ الله بقوم يذنبون [فيستغفرونه] 1 فَيَغْفِرُ لَهُمْ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: "لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، من يدخلها ينعم لا يبؤس وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، لَا تُبْلَى ثبابه وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعُوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتحُ لَهَا أَبْوَابُ "السَّمَاءِ" 2 وَيَقُولُ الرَّبُّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ". أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا دَخَلَ شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ:" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَمَا الْعَبْدُ الْكَافِرُ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ومَعَهُمُ الْمُسُوحُ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَأْتِيَهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ".قَالَ:" فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا، وَمَعَهَا الْعَصْبُ وَالْعُرُوقُ كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُونَهَا فَيَجْعَلُونَهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ". قَالَ:" وَيَخْرُجُ مِنْهَا أَنْتَنُ مِنْ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْتُبُوا [ص:612] كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَأَعِيدُوه إِلَى الْأَرْضِ فَإِنَّا مِنْهَا خَلَقْنَاهُمْ، وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى". قَالَ:" فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ} [الحج: 31] الْآيَةَ، ثُمَّ تُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أنْ كَذَبَ فَافْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا مِنَ النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ". قَالَ:" وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ". قَالَ:" فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهِ الَّذِي يَجِي بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ"
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَمَا تُغْلَقُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ " قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَتُسَلِّمُ بَيْنَهُنَّ؟ قَالَ: " لَا إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَبْلَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا وَالْقِرَاءَةَ فِيهَا، قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَلَهَا ضَوْءٌ وَنُورٌ فَفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى اللهِ فَتَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا، وَإِذَا لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا، وَلَا سُجُودَهَا، وَلَا الْقِرَاءَةَ فِيهَا قَالَتْ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَعَلَيْهَا ظُلْمَةٌ فَغُلِّقَتْ دُونَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ثُمَّ تُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلْقُ فَضُرِبَ بِهَا وَجْهُ صَاحِبِهَا " عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ، فَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَوَاتُ نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ وَسَبَّحَ وكَبَّرَ تَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ ثَوَابَهَا إِلَى أَنْ تُوَارَى بِالْحِجَابِ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي فِي لَيْلَةٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَسَنَةٍ بِكُلِّ سَجْدَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا

فِي الْجَنَّةِ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ لَهَا سِتُّونَ أَلْفَ بَابٍ لِكُلٍّ بَابٍ مِنْهَا قَصْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فَإِذَا صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ إِلَى مِثْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى أَنْ [ص:242] تُوَارَى بِالْحِجَابِ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ سَجْدَةٍ يَسْجُدُها فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا خَمْسَ مِائَةَ عَامٍ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا امْرَءًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْظِرْ هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنْ شَيْئًا صَعِدْتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمَنًا وَشِمَالًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لَعَنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا " أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ وَالٍ أَغْلَقَ بَابَهُ عَنْ ذِي الْخَلَّةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالْمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ عَنْ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ " عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: " أَنْشُدُ اللهَ قَاطِعَ الرَّحِمِ إِمَّا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَا رَبَّنَا، وَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُرَتَجَةٌ دُونَ قَاطِعِ الرَّحِمِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلَكٌ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يَجِدْ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ لِدُوا لِلتُّرَابِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ " عن أبي أيوب، عن النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "أربع قبلَ الظهر لَيسَ فيهنَ تسليم تُفْتَحُ لَهُن أبوابُ السماء" عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ ذَا الَّذِي قَالَ هَذَا؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، فَقَالَ: «لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ» وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ} [القدر: 5] قَالَ: " فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , وَتُغَلُّ عَفَارِيتُ الْجِنِّ , وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلُّهَا , وَيَقْبَلُ اللَّهُ فِيهَا التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ تَائِبٍ , قَالَ: فَلِذَلِكَ قَالَ: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] وَذَلِكَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " ثَوْبَانُ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسولَ اللهِ أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ الصَّلاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ قَالَ: تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالرَّحْمَةِ إِلَى خَلْقِهِ وَهِيَ صَلاةٌ كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى.عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:137]: قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ , فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ , قَالَ: فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ "،
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: " حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ قِبَلَهُمْ، فَإِذَا عُرِجَ بِرُوحِهِ قَالُوا: رَبِّ، عِنْدَكَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُوهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ إِلَيْهِمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى تَسْطَعَ الشَّمْسُ " النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مُخْلِصًا بِهَا رُوحُهُ وَجْهَ اللَّهِ، مُصَدِّقًا بِهَا لِسَانُهُ وَقَلْبُهُ إِلَّا فُتِقَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَتْقًا حَتَّى يَنْظُرَ الرَّبُّ إِلَى قَائِلِهَا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَحَقٌّ لِعَبْدٍ إِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَهَ سُؤْلَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، اسْتَعْمَلَ كِلَابَ بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْأُبُلَّةِ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْأُبُلَّةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ دَاعِ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرِ فَأَغْفِرَ لَهُ» قَالَ: وَإِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ إِلَّا سَاحِرًا أَوْ عَشَّارًا إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِهِ فِي سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ: يَا آلَ دَاوُدَ قُومُوا فَصَلُّوا فَإِنَّ هَذِهِ سَاعَةٌ يُسْتَجَابُ فِيهَا الدُّعَاءُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِخَمْسٍ: لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلِلِقَاءِ الزَّحْفِ، وَلِنُزُولِ الْقَطْرِ، وَلِدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَلِلْأَذَانِ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتِحَتْ لَهَا " أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَيَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ "

أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ [ص:29]، دَفَنَ ابْنًا لَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَوَلَدُ عَبْدَيْكَ، وَقَدْ رُدَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَارْأَفْ بِهِ وَارْحَمْهُ، وَجَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَغَشِيَ أَهْلَهُ، وَادَّهَنَ وَطَعِمَ، وَكَانَ إِذَا رَأَى مِنْهُمْ حَزِينًا زَجَرَهُ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ مَتَى هِيَ فَبَدَأُوا فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَهْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَىَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، قَالَ: ثُمَّ يَرْجِعُ [ص:1213] النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَنْحَازُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَيَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] قَالَ: «تَدُورُ فِي أَبْوَابِ السَّمَاءِ، كَمَا تَدُورُ الْفَلَكَةُ فِي الْمِغْزَلِ» عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ تَحْمِيدَ اللَّهِ يُفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَإِنَّ تَكْبِيرَ اللَّهِ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ تَسْبِيحَ اللَّهِ لَا يَنْتَهِي دُونَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْعَرْشِ» عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ , فَلَا تُغْلَقُ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِهَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، شُدِّدَ عَلَيْهِ ثُمَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وقَالَ عَوْنٌ: «مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ» أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ أَوْ وَالٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، دُونَ حَاجَتِهِ، وَخَلَّتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ» قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ عَنْ حُذَيْفَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ» ، قَالَ: «فَلَمْ يُزَايِلْ ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ حَتَّى أَتَيَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَفُتِحَتْ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَرَأَيَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ»وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَطُّ مُخْلِصًا، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ "
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا، فَرَأَيْتُهُ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَمَا قَالَ: فَإِنْ كَانَ فِي عَمِلٍ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا أُوقِظَ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ أَوْ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يُتِمُّهُنَّ ويُحْسِنُهُنَّ ويَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْطَلِقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَكَ إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتْ فَإِنْ كَانَ فِي يَدِكَ عَمَلٌ مِنَ الدُّنْيَا رَفَضْتَ أَوْ كُنْتَ نَائِمًا فَكَأَنَّمَا تُوقَظُ، فَتَغْتَسِلُ أَوْ تَتَوَضَّأُ، ثُمَّ تَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تُتِمُهُّنَّ وتَتَمَكَّنُ فِيهِنَّ وتُحْسِنُهُنَّ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ أَوْ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَلَا يُوَافِي أَحَدٌ بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَصْعَدَ مِنِّي إِلَى رَبِّي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْرٌ» عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» . أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إلَى اللهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ ؟ قَالَ : عَبْدٌ مُؤْمِنٌ مُعْتَقِلٌ رُمْحَهُ عَلَى فَرَسِهِ يَمِيلُ بِهِ النُّعَاسُ يَمِينًا وَشِمَالاً فِي سَبِيلِ اللهِ يَسْتَغْفِرُ الرَّحْمَن وَيَلَعَنَ الشَّيْطَانَ ، قَالَ : وَتُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ انْظُرُوا إلَى عَبْدِي ، قَالَ : فَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ : {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والخَطِيبُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الجَنَّةِ إلى الأرْضِ خَمْسَةَ أنْهارٍ، سَيْحُونَ وهو نَهْرُ الهِنْدِ، وجَيْحُونَ وهو نَهْرُ بَلْخٍ، ودِجْلَةَ والفُراتَ وهُما نَهْرا العِراقِ، والنِّيلَ وهو نَهْرُ مِصْرَ، أنْزَلَها اللَّهُ مِن عَيْنٍ واحِدَةٍ مِن عُيُونِ الجَنَّةِ، مِن أسْفَلِ دَرَجَةٍ مِن دَرَجاتِها، عَلى جَناحَيْ جِبْرِيلَ، فاسْتَوْدَعَها الجِبالَ وأجْراها في الأرْضِ، وجَعَلَها مَنافِعَ لِلنّاسِ في أصْنافِ مَعايِشِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وأنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأسْكَنّاهُ في الأرْضِ﴾ فَإذا كانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ أرْسَلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَرَفَعَ مِنَ الأرْضِ القُرْآنَ، والعِلْمَ كُلَّهُ، والحَجَرَ مِن رُكْنِ البَيْتِ، ومَقامَ إبْراهِيمَ وتابُوتَ مُوسى بِما فِيهِ، وهَذِهِ الأنْهارَ الخَمْسَةَ، فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إلى السَّماءِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وإنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ﴾ فَإذا رُفِعَتْ هَذِهِ الأشْياءُ مِنَ الأرْضِ فَقَدَ أهْلُها خَيْرَ الدُّنْيا والآخِرَةِ» .

وَعَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ بَحْرٌ مُعَلَّقٌ فِي الْهَوَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْهُ نَزَلَتِ الْحِجَارَةُ. وَقِيلَ: هُوَ جِبَالٌ فِي السَّمَاءِ، وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: والسَّماءُ الدُّنْيا اسْمُها سِجِّيلٌ. الربيع بن أنس، وذلك أن قوله: ﴿منضود﴾ من نعت "سجيل"، لا من نعت "الحجارة"، وإنما أمطر القوم حجارة من طين، صفة ذلك الطين أنه نُضِد بعضه إلى بعض، فصُيِّر حجارة، ١٨٤٤٤- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وعكرمة: ﴿مسومة﴾ قالا مطوَّقة بها نَضْحٌ من حمرة.(١٠) ١٨٤٤٥- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ﴿مسومة﴾ عليها سيما معلومة. حدّث بعضُ من رآها، أنها حجارة مطوَّقة عليها = أو بها نضحٌ من حمرة، ليست كحجارتكم. إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أَيْ رِيحًا تَرْمِيهِمْ بِالْحَصْبَاءِ وَهِيَ الْحَصَى، قَالَ النَّضْرُ: الْحَاصِبُ الْحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْحَاصِبُ الْحِجَارَةُ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَالْحَاصِبُ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ وَكَذَلِكَ الْحَصِبَةُ، قَالَ لَبِيَدٌ: جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ عَصَفَتِ الرِّيحُ أَيِ اشْتَدَّتْ فَهِيَ رِيحٌ عَاصِفٌ وَعَصُوفٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: مُسْتَقْبِلِينَ شَمَالَ الشَّامِ تَضْرِبُنَا ... بِحَاصِبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ فَمَن أصابَتْهُ الِائْتِفاكَةُ أهْلَكَتْهُ ومَن خَرَجَ مِنها أتْبَعَتْهُ حَيْثُ كانَ حَجَرًا فَقَتَلَتْهُ فارَتَحَلَ بِبَناتِهِ حَتّى إذا بَلَغَ مَكانَ كَذا مِنَ الشّامِ ماتَتِ ابْنَتُهُ الكُبْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ ثُمَّ انْطَلَقَ حَيْثُ شاءَ اللَّهُ أنْ يَبْلُغَ فَماتَتِ الصُّغْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ فَما بَقِيَ مِنهُنَّ إلّا الوُسْطى. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ «الوَقْفِ والِابْتِداءِ» والطَّسْتِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: الشُّواظُ: اللَّهَبُ الَّذِي لا دُخانَ لَهُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ وهو يَقُولُ: يَظَلُّ يَشُبُّ كِيرًا بَعْدَ كِيرٍ ∗∗∗ ويَنْفُخُ دائِمًا لَهَبَ الشُّواظِ قالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: هو الدُّخانُ الَّذِي لا لَهَبَ فِيهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ: يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السَّلِيـ ∗∗∗ ـطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاسًا فَجَعَلَ عالِيَها سافِلَها وأمْطَرَ عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ وسَمِعَتِ امْرَأةُ لُوطٍ الهَدَّةَ فَقالَتْ: واقَوْماهُ، فَأدْرَكَها حَجَرٌ فَقَتَلَها. وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ أبِي الجَلْدِ قالَ: رَأيْتُ امْرَأةَ لُوطٍ قَدْ مُسِخَتْ حَجَرًا تَحِيضُ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ شَهْرٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أنَّ جِبْرِيلَ قَلَعَ الأرْضَ يَوْمَ قَوْمِ لُوطٍ حَتّى سَمِعَ أهْلُ السَّماءِ نُباحَ الكِلابِ وأصْواتَ الدِّياكِ وأمْطَرَ عَلَيْهِمُ الكِبْرِيتَ والنّارَ. ﴿جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) فَأهْلَكَها اللَّهُ ومَن حَوْلَها مِنَ المُؤْتَفِكاتِ وكُنُّ خَمْسًا ضَبْعَةُ وصَعْرَةُ وعَمْرَةُ ودُوما وسَدُومُ وهي القَرْيَةُ العُظْمى. عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: هي بِالفارِسِيَّةِ سِنْكَ وكُلْ حَجَرٌ وطِينٌ، وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ وعِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالا: مِن طِينٍ مَنضُودٍ مَصْفُوفَةً مُسَوَّمَةً مُطَوَّقَةً بِها نَصْحٌ مِن حُمْرَةٍ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) لَمْ يَبْرَأْ مِنها ظالِمٌ بَعْدَهم وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: حِجارَةً مُسَوَّمَةً لا تُشاكِلُ حِجارَةَ الأرْضِ. وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ بِشْرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ سُئِلَ هَلْ بَقِيَ مِن قَوْمِ لُوطٍ أحَدٌ قالَ: لا إلّا رَجُلٌ بَقِيَ أرْبَعِينَ يَوْمًا كانَ تاجِرًا بِمَكَّةَ فَجاءَهُ حَجَرٌ لِيُصِيبَهُ في الحَرَمِ فَقامَتْ إلَيْهِ مَلائِكَةُ الحَرَمِ فَقالُوا لِلْحَجَرِ ارْجِعْ مِن حَيْثُ جِئْتَ فَإنَّ الرَّجُلَ في حَرَمِ اللَّهِ، فَرَجَعَ الحَجْرُ فَوَقَفَ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ أرْبَعِينَ يَوْمًا بَيْنَ السَّماءِوالأرْضِ حَتّى قَضى الرَّجُلُ تِجارَتَهُ فَلَمّا خَرَجَ أصابَهُ الحَجَرُ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ، يَقُولُ اللَّهُ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) يَعْنِي مِن ظالِمِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِبَعِيدٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) قالَ: يُرْهِبُ بِها قُرَيْشًا أنْ يُصِيبَهم ما أصابَ القَوْمَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في «ذَمِّ المَلاهِي»، وابْنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ ويَزِيدَ بْنِ حَفْصَةَ وصَفْوانَ بْنِ سَلِيمٍ، أنَّ خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ كَتَبَ إلى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أنَّهُ وجَدَ رَجُلًا في بَعْضِ نَواحِي العَرَبِ يُنْكَحُ كَما تُنْكَحُ المَرْأةُ وقامَتْ عَلَيْهِ بِذَلِكَ البَيِّنَةُ فاسْتَشارَ أبُو بَكْرٍ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ: إنَّ هَذا ذَنْبٌ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ بِهِ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ إلّا أُمَّةً واحِدَةً فَصَنَعَ اللَّهُ بِها ما قَدْ عَلِمْتُمْ أرى أنْ تَحْرِقَهُ بِالنّارِ فاجْتَمَعَ أصْحابُ النَّبِيِّ ﷺ عَلى أنْ يَحْرِقُوهُ بِالنّارِ فَكَتَبَ أبُو بَكْرٍ إلى خالِدٍ أنِ احْرِقْهُ بِالنّارِ ثُمَّ حَرَقَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ في إمارَتِهِ ثُمَّ حَرَقَهم هِشامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ. وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ: "مَا مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا وَهُوَ بِعُرْضِ حَجَرٍ يُسْقَطُ عَلَيْهِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى سَاعَةٍ". وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الرَّبِيعِ في الآيَةِ قالَ: كُلُّ ظالِمٍ فِيما سَمِعْنا قَدْ جُعِلَ بِحِذائِهِ حَجَرٌ يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ أنْ يَقَعَ بِهِ فَخَوَّفَ الظَّلَمَةَ فَقالَ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) . وَرُوِيَ: أَنَّ الْحَجَرَ اتَّبَعَ شُذَّاذَهُمْ وَمُسَافِرِيهِمْ أَيْنَ كَانُوا فِي الْبِلَادِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] . قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿مَنْضُودٍ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مُتَتَابِعٌ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، مَفْعُولٌ مِنَ النَّضْدِ، وَهُوَ وَضْعُ الشَّيْءِ بَعْضِهُ فَوْقَ بَعْضٍ. ﴿مُسَوَّمَةً﴾ مِنْ نَعْتِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَاهَا مُعَلَّمَةٌ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْهَا سِيَمَا لَا تُشَاكِلُ حِجَارَةَ الْأَرْضِ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: عَلَيْهَا خُطُوطٌ حُمْرٌ عَلَى هَيْئَةِ الْجَزْعِ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ: كَانَتْ مَخْتُومَةً عَلَيْهَا أَمْثَالُ الْخَوَاتِيمِ. وَقِيلَ: مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ مَنْ رُمِيَ بِهِ. ﴿عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ﴾ يَعْنِي: تِلْكَ الْحِجَارَةَ، ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أَيْ: مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ، ﴿بِبَعِيدٍ﴾ وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: يَعْنِي ظَالِمِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَاللَّهِ مَا أَجَارَ اللَّهُ مِنْهَا ظَالِمًا بَعْدُ.سيكون في خسف وقذف ومسخ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْتَفِي رِجَالُهُمْ بِالرِّجَالِ وَنِسَاؤُهُمْ بِالنِّسَاءِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْتَقِبُوا عَذَابَ قَوْمِ لُوطٍ أَنْ يُرْسِلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ "وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ". وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَسْتَحِلَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَدْبَارَ الرِّجَالِ كَمَا اسْتَحَلُّوا أَدْبَارَ النِّسَاءِ فَتُصِيبُ طَوَائِفَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ حِجَارَةٌ مِنْ رَبِّكَ" ثُمَّ قالَ: ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ يَعْنِي بِهِ كُفّارَ مَكَّةَ، والمَقْصُودُ أنَّهُ تَعالى يَرْمِيهِمْ بِها، عَنْ أنَسٍ أنَّهُ قالَ: «سَألَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عَنْ هَذا»، فَقالَ: يَعْنِي عَنْ ظالِمِي أُمَّتِكَ، ما مِن ظالِمٍ مِنهم إلّا وهو بِمَعْرِضِ حَجَرٍ يَسْقُطُ عَلَيْهِ مِن ساعَةٍ إلى ساعَةٍ، نقل ابنُ عطية (٨/٧٥) رواية ولم ينسبها «أنه طين طُبخ في نار جهنم حتى صار حجارة كالآجُرِّ». قَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ وَإِنَّمَا تَصِيرُ حِجَارَةً بِإِحْرَاقِ الشَّمْسِ إِيَّاهَا عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ. قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿حِجارَةً مِن طِينٍ﴾ مِن سَنك وكل

قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَتَرَكْنا فِيها آيَةً﴾ أَيْ عِبْرَةً وَعَلَامَةً لِأَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، نَظِيرُهُ: (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(٣). ثُمَّ قِيلَ: الْآيَةُ الْمَتْرُوكَةُ نَفْسُ الْقَرْيَةِ) الْخَرِبَةِ. وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ الْمَنْضُودَةُ الَّتِي رُجِمُوا بِهَا هِيَ الْآيَةُ.اخذ حذيفة حجرا من قوم لوط علقه على عنق راحلته واتى الى دار الشام فسمع من الناس ان هناك رجل جامع مع رجل فلما وصل اليه خرج حجر من عنق راحلته وقتلهما اللوطيان وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ والفَرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَبِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿طَيْرًا أبابِيلَ﴾ قالَ: هي طَيْرٌ خَرَجَتْ مِن قِبَلِ البَحْرِ كَأنَّها رِجالُ الهِنْدِ مَعَها حِجارَةٌ أمْثالُ الإبِلِ البَوارِكِ وأصْغَرُها مِثْلُ رُءُوسِ الرِّجالِ لا تُرِيدُ أحَدًا مِنهم إلّا أصابَتْهُ ولا أصابَتْهُ إلّا أهْلَكَتْهُ والأبابِيلُ: المُتَتابِعَةُ وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهَ والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿طَيْرًا أبابِيلَ﴾ قالَ: خُضْرٌ لَها خَراطِيمُ كَخَراطِيمِ الإبِلِ وأكُفٍّ كَأكُفِّ الكِلابِ.وأنْيابٍ كَأنْيابِ السِّباعِ.وُجُوهَها وُجُوهُ السِّباعِ لَمْ تَرَ قَبْلَ ذَلِكَ ولا بَعْدَهُ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: جاءَ أصْحابُ الفِيلِ حَتّى نَزَلُوا الصِّفاحَ فَأتاهم عَبْدُ المُطَّلِبِ فَقالَ: إنَّ هَذا بَيْتٌ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ أحَدٌ، قالُوا: لا نَرْجِعُ حَتّى نَهْدِمَهُ وكانُوا لا يُقَدِّمُونَ فِيلَهُمُ إلّا تَأخَّرَ فَدَعا اللَّهُ الطَّيْرَ الأبابِيلَ فَأعْطاها حِجارَةً سُودًا وقيل هو الزَّمْرُ وقيل عَنْقاءُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا أرْسَلَ اللَّهُ الحِجارَةَ عَلى أصْحابِ الفِيلِ جَعَلَ لا يَقَعُ مِنها حَجَرٌ إلّا نَفِطَ مَكانُهُ وذَلِكَ أوَّلُ ما كانَ الجُدَرِيُّ فَيَسِيلُ لَحْمُهُ ودَمُهُ ويَبْقى عِظامًا خاوِيَةً لا لَحْمَ عَلَيْها ولا جِلْدَ ولا دَمَ. فَما مِن حَجَرٍ وقَعَ مِنها عَلى رَجُلٍ إلّا خَرَجَ مِنَ الجانِبِ الآخَرِ إنْ وقَعَ عَلى رَأْسِهِ خَرَجَ مِن دُبُرِهِ وإنْ وقَعَ عَلى شَيْءٍ مِن جَسَدِهِ خَرَجَ مِن جانِبٍ آخَرَ وبَعَثَ اللَّهُ رِيحًا شَدِيدَةً فَضَرَبَتْ أرْجُلَها فَزادَها شِدَّةً فَأُهْلِكُوا جَمِيعًا. قال مقاتل بن سليمان: ﴿أمْ أمِنتُمْ﴾ عقوبة ﴿مَن فِي السَّماءِ﴾ يعني: الرّبّ ﷿ ﴿أنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِبًا﴾ يعني: الحجارة من السماء، كما فَعل بمن كان قبلكم مِن كفار العرب الخالية؛ قوم لوط وغيرهم،يحكى أنّ تاجرا ثريّا عاش في زمن بعيد، وكان كريما طيّب القلب،لا يترك شخصا قصده دون إعطائه شيئا ،ولا أحدا ينام جائعا أو دون ملابس دافئة ،وفي المساء أصبح الفقراء وعابروا السبيل ،والأيتام يتزاحمون أمام باب داره بانتظار عودته ،وكانت امرأة التاجر منزعجة من هؤلاء القوم الذين يأتون ليس فقط من قريتهم بل أيضا من القرى المجاورة ،وطلبت من زوجها أن يكفّ عن تبديد ثروته ،ويكتفي بمن في زقاقهم من المحتاجين .
لكنه قال: اني أخاف ان يسألني ربّي لماذا لم ترزق عبادي ممّا أعطيتك ؟ وحينئذ لا أعرف ما أجيبه ،أجابته : إن واصلت على هذا النحو فلن يطول الأمر كثيرا لكي نصبح مثلهم ، رفع يديه إلى السماء ،وقال: ياربّ ساعدني على فعل الخير،واجعلني من عبادك الصالحين ،وكان للتاجر ببّغاء يطعمه بيده ويحكي له عن ما وقع له كلّ يوم ،وفي أحد الأيام قال له: لقد كانت إمرأتي على حق فنحن نعطي أكثر مما نربح ،ولكن إن بقي لي فلس واحد سأعطيه ،وجاء اليوم الذي لم يبق له شيئا فأغلق المتجر ،وإشتغل في رعي الأغنام ولم يندم في يوم من الأيام على ما فعله من خير. وكانت إمرأته توبخه على حمقه وما آل إليه وضعه ،وقالت له :لقد أصبح حالنا مثل الفقراء الذين كنت تعطف عليهم ،أجابها :مازات عندنا الصّحة، وهذه أكثر أهمّية من المال، سخرت منه ،وقالت ما يهمّني هو أن تتدبّر أمرك لإحضار مأكلي وملبسي ،وإلا سأترك البيت ،فأنا لا أطيق الفقر .. لم يغضب منها ،فقد كان رجلا طيبا، وعذرها على قسوتها معه ،فلقد تعوّدت على حياة العزّ والبذخ ،أمّا هو فقد عرف الفقر عندما كان صغيرا ،لذلك كان يعطف على الفقراء،ولم يغيّر الثّراء في طبعه .. في أحد الأيام بينما كان يرعى قطيعه شبّ حريق في الغابة ،وشاهد من بعيد أفعى صغيرة تحاول النّجاة من النّار،فأخذته الشّفقة عليها ،ودخل وسط النيران وأنقذها ،لكن فوجئ بها تتكلم، وتشكره على صنيعه. وقالت : له أنا ابنة ملك الجان ،ولا بدّ من مكافئتك.ذهب معها إلى مملكتها،وقابل والدها، فشكره ،وقال: لا نقدر أن نكافئك بالمل فنحن لا نملك منه شيئا ،لكننا سنعلمك لغة الحيوان عل شرط أن لا تخبر أحدا، وإلا جزائك الموت أومئ التاجر بالموافقة إقترب ملك الجان منه،وصفّر في أذنيه ،وقال له : الآن بإمكانك الإستماع إلى الحيوانات وهي تتكلم ،وستعرف أسرارا لا تخطر على بالك ،لا تظهر أنك تفهم لأنهم سيحذرون منك ،وقد يؤذونك ،إجعل سرّك في قلبك ..إستيقظ الرّجل من نومه ،وجد القطيع يرعي أمامه ،ولا أثر لمملكة الجنّ. قال في نفسه : لا شكّ أنّي كنت أحلم ،لكنه حلم ممتع جدا . في طريق العودة مرّ أمام مستنقع كبير، ووجد مجموعة من الضّفادع تقفز بمرح، وقالت إحداهنّ : لولا هذا الصّندوق في القاع لما أمكننا القفز ،إنّه قديم له مئات السنين هنا ،ومنذ زمن بعيد كان هذا المسنتقع جزءا من نهر كبير تبحر عليه السّفن، لكن جفّ كلّ شيئ ولم يبق سوى ما نراه الآن ،لقد روت جدّتي كل ذلك .أدرك التّاجرأنّ حكاية الأفعى بنت ملكة الجان حقيقية ،ومن الواضح أنّهم جعلوا له سحرا لينام، ونقلوه إلى الغابة لكي لا يعرف مكانهم .تسائل ما هي قصّة الصندوق ؟ ما سمعته يبدو عجيبا ،على كلّ حال المستنقع ليس عميقا ،سأذهب لأرى ما فيه ... كان الصندوق ثقيلا ولم يسحبه إلا بشق الأنفس نظر إلى القفل الذي علاه الصدأوقال لم يعد يحتاج لمفتاح أخذ حجرا كبيرا ۏضربه به فانفتح وتناثرت القطع الذهبيةأخذ جرابا وملأه بالذهب وحفر حفرة أخفى فيها الصندوق ولما رجع إلى بيته قال لإمرأته لقد وجد كنزا وأحضرت معي ما يكفي قالت له أين وجدته أجاب في المستنقع سألته كيف قال دلني عليه اللهقالت له أتمنى أنك إستوعبت الدرس وستحافظ على مالك هذه المرة أجابها لأني كنت كريما مع المحټاجين فالله رزقني أضعاف ما كنت أملك ألا تعتقدين أن هناك ربا عادلا في السماء سكتت لحظة وقالت دون شك لكنى أعتقد أنك كنت محظوظا لا غير الكثيرون وجدوا كنوزا ولم يكن يتصدق منهم أحد !! هذه المرة سأطرد كل من أجده أمام بيتي فالحظ لا يتكرر مرتين وسأحاسبك على ما تنفقه من مال والويل لك إن زاد عن الحد . أحس التاجر بالألم لجحود زوجته وټهديدها له ذهب للببغاء ليشكو له حاله كما تعود أن يفعل لكن الآن كانا يفهمان بعضهماوعندما أتم كلامه قال له لا تقلق يا رجل فالله يمتحن صبرك وعوضا أن يأتي الفقراء إليك إبن لهم ملجأ يأكلون فيه ويحسون بالدفئ في الشتاء واجعل عليه وقفا إستغرب التاجر من حكمة الببغاء وقال في نفسه لله درك يا ملك الجان فما تعلمته من لغة الحېۏان أفضل ألف مرة من الذهب والفضة ڼفذ التاجر رأي الببغاء وإشترى بصندوق الذهب أرضا بنى في طرفها ملجأ وجعل عليها قيما من أهل الصلاح ولم يعد الفقراء يأتون فقط لحاجتهم بل أصبح الكثيرون منهم يعملون في الزراعة وتحسنت أحوالهم وبارك الله في تلك الأرض وڤاق ډخلها الخړج وبنى التاجر فيها مسجدا ودعا الناس له بالخير .والرحمة ..

في أحد الأيام ذهب التاجر مع إمرأته لزيارة أهلها على عربة يجرها پڠلان في الطريق قال أحدالبغال للآخر تمهل ولا تسرع سأله الآخر لماذا هذا العناء علينا أن نصل بسرعة لنرتاح ونأكل لقد إشترى التاجر شعيرا رطبا وأنا أتلهف لتذوق شيئ منه رد الآخر الشره أعمى بصيرتك ألم تعرف أن تلك المرأة تحمل جنيناوأن الطريق مليئ بالحفروالحجارة لو أسرعنا لإهتزت العربة وأجهضت المرأة وسيدي إمرئ خير لم يقصر يوما في حڨڼا .. كان التاجر يستمع بإنتباه وفرح عندما علم أنه ينتظر مولودا . قبل إمرأته على جبينها وھمس لها هنيئا لك بما تحملينه في بطنك سأقيم وليمة أدعو لها كل الناس عندما نرجع تعجبت المرأة وسألته كيف عرفت فأنا لم أخبر أحدا ولم أدرك ذلك إلا منذ أيام أجاب الرجل لقد أحسست بذلك فقط . قالت المرأة في نفسها هذا الرجل يخفي سرا قبل أشهر وجد كنزاولم يفسر لي كيف وفي بعض الأحيان يخبرني عن أشياء لا أصدقها لكن يتضح أنها حقيقة سأراقبه لأعرف ما يخفيه عني . وذات يوم جاء دكان التاجر رجل وقال له معي حمولة قافلة من الليمون والبرتقال وقد ولدت زوجتي غلاما ذكرا وأنا في عجلة من أمري وأريد أن أرجع لأراه سأبيعك كل ذلك مقابل كيس من الذهب وهو ثمن بخس أخرج التاجر ما تبقى من الكنز ودفعه له .كانت إمرأته تتلصص عليه كل يوم وعندما رأت كل تلك الحمولة جاءت إليه وقالت له يا أحمق من سيشتري كل ذلك فالقرية صغيرة وستفسد ونرجع فقراء كما كنا قال لا عليك الرزق بيد الله فڠضبت منه ولم تعد تكلمه . حزن التاجر وقال قد يكون كلامها صحيحا لقد أردت فعل معروف في الرجل كان ينظر إلى النافذة عندما حط عصفوران وقال أحدهما لا بد أن نرحل غدا من هنا فسيتغير الطقس ويحل برد وثلج ويسوء الحال هنا قال التاجر في نفسه لن أبيع الآن بعد مدة سترتفع الأسعار كل ما علي فعله هو الإنتظار.. كانت إمرأته تراه جالسا فتسبه وتقول له هيا قم وبع بضاعتك لعلك تسترجع جزءا من خسارتك لم يعد يطيق ذرعا بها وقال من الأفضل أن تستعدي للبرد القارس وتعدين لنا غطاءا دافئا وتضعين حطبا بجانب المدفئة وفي إنتظار ذلك دعيني وشأني قالت له سأجعلك ټندم على وقاحتك أيها الأحمق… جاء الشتاء على غير عادته مبكرا وكانت الأيام باردة جدا ومړض الناس وكثر السعال والحمى ووصف الأطباء لهم الليمون والبرتقال الذي ڠلا ثمنه جدا وانقطع من الأسواق .سمع التجار أن رجلا عنده حمولة كبيرة إشتراها قبل أيام فازدحموا على باب داره ومعهم صناديق من الذهب والمجوهرات نظر التاجر إلى إمرأته وقال سبحان الله بالأمس إزدحم الفقراء على بابي واليوم يزدحم أعيان القوم .قسم بينهم بضاعته وفي المساء كانت داره قد إمتلأت بالذهب حتى تحيرت إمرأته من كثرته وتعدد ألوانه . في أحد الأيام وصلها خبر الملجأ والأرض فجاءت زوجها وقالت أنا متأكدة أنك من فعلت ذلك أجابه وما يعنيك من الأمر هل ينقصك شيئ قالت له سمعت أن الأرض خصپة وهي تدر كثيرا من المال فوق حاجة الفقراءقل لي ماذا فعلت بما تربحه قال بنيت مسجدا ودارا للأيتام وزاوية لتعليم الصبيان ودارا للمرضى وأجريت النفقة على الأطباء قالت وماذا سيفيدنا كل ذلك ألم تتعض مما جرى لك بسبب الفقراء رد عليها إتق الله ألم يكفيك ما عندنا من ذهب وياقوت وعبيد وإماء ودكاكين لتنافسي الفقراء في لقمة عيش يأكلونها ودواء يشربونه وعلم يتعلمونه !!! قالت الله يعطيهم كما أعطاك .. إسمع أعرف أن ورائك سرا سترويه لي والويل لك إن لم تقل الحقيقة سأغلق بيتي ولن تدخله وسأشيع في الناس أنك عارف بالسحړ وهذا سر ثرائك . فزع التاجر لما سمع ذلك وقال في نفسه سأخبرها بسري فوالله المۏټ أفضل ألف مرة من تهمة تلاصقني في حياتي فالناس تصدق كلما يقال إليها.. ذهب إلى الببغاء واشتكى له إمرأته وقال سأخبرها بكل شيئ وأضطجع للمۏت كما جاء في نبوءة ملك الجان رد الببغاء وقد ساده الوجوم إن مټ فمن سيقوم على الفقراء والضعفاء هل يسعدك أن يرجع بهم الحال كما كان في السابق أعط إمرأتك ما تملك وعش في أرضك فالحياة لا تساوي جناح بعوضة ولا تحمل في قپرك إلا فعلك . شكر التاجر الببغاء على النصيحة وذهب إلى القاضي وتنازل عن أملاكه لكن بقيت الأرض لأنها وقف على أعمال الخيروقال لإمرأته أرجوك لا تقتربي مني وإن فعلت سأرمي عليك يمين الطلاق الآن بإمكان كل واحد منا أن يعيش الحياة التي يهواها فنحن لا نتشابه في شيئ لكن هذا حكم القدر .. قالت المرأة سأهدم البيت وأبني قصرا كقصور الملوك وسأعقد صفقات مع كبار التجار لم أحب يوما حياتك التي حرمتني فيها لتعطي لغيرك بعد مدة بنت قصرها ووضعت فيه ذهبها وآلات الطرب وعندما جاءت لتدخله إهتزت الأرض وإنخسفت بالقصر وبكل ما فيه ولم يبق لها شيئ .فلقد باعت أيضا الدكاكين والمواشي كل ذلك يذكرها بالفقر والناس البسطاء والآن يشاء الله أن تصبح منهم والأدهى أنها على وشك وضع مولودها ..كانت تخاف أن ترجع لعائلتها لكي لا ترى العطف في عيونهم وتمد
لهم يدها قالت أهلك من الجوع ولا أسئل أحدا. المۏټ بعزة النفس أهون علي من قبول الحسنة جلست أمام خرائب قصرها تبكي وكان الناس يمرون أمامها ولا يهتمون بها فيجيئ الفقراء ويضعون لها طعاما أو مالا وهي تتعجب كيف يعطي الفقير ويمنع الغني لكنها لم تأخذ شيئا مرت بها ثلاثة أيام على هذه الحالة حتى إشتد بها الجوع وبدأت تستعطف المارة من أجل رغيف يابس .ذات يوم مر التاجر وهاله ان يجد أن بيته قد إبتلعته الأرض وأن إمراته تحولت إلى متشردة كريهة المنظر والرائحة حملها إلى كوخ بناه في أرضه واعتنى بها شهرا حتى عادت إليها الحياة وبعد قليل وضعت مولودا بهي الطلعة أسمته علاء الدين لاحظ التاجر أنها لم تعد تشتكي أو تتذمر رغم عيشه البسيط كان يعمل في الأرض كبقية العمال فلقد جعلها وقفا على الفقراء . في أحد الأيام وقفت بجانبه وقالت سأساعدك إن كنت ترغب إستغرب منها وقال لكن هذا عمل الفقراء ردت ومالهم الفقراء لقد شاء القدر أن يحبس رزقهم في الدنيا ورغم ذلك فهم يحمدون الله ويقتسمون ما عندهم معك. أعذرني يا رجل لقد أخطأت في حقك وبددت مالك رد عليها أنت كل مالي وإبني هو روحي لنا كوخ يحمينا من المطر وعمل آكل منه إذا أنا أغنى الناس والحمد لله على هذه النعمة …

- قال عبد الله بن عباس: أخبر الله ﷿ أنّ في السماء جبالًا مِن برد أحَدُهُما: أنَّ في السَّماءِ جِبالًا مِن بَرَدٍ خَلَقَها اللَّهُ تَعالى كَذَلِكَ، ثُمَّ يُنَزِّلُ مِنها ما شاءَ، وهَذا القَوْلُ عَلَيْهِ أكْثَرُ المُفَسِّرِينَ، قالَ مُجاهِدٌ والكَلْبِيُّ: جِبالٌ مِن بَرَدٍ في السَّماءِ. معناه أن الله ينزل من السماء من جبال في السماء من برد مخلوقة هنالك خلقه، كأن الجبال على هذا القول هي من برد، كما يقال: جبال من طين عن نصر بن طريف، أنّ رجلًا قال لابن عباس: بِتنا الليلة نُمطر الضفادع. فقال ابن عباس: صدق، إنّ في السماء بحارًاوأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ قُدامَةَ في كِتابِ «البُكاءِ والرِّقَّةِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هاشِمٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ﴾
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أبِي رَوّادٍ قالَ: مَرَّ عِيسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِجَبَلٍ مُعَلَّقٍ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فَدَخَلَ فِيهِ وبَكى، وتَعَجَّبَ مَن حَوْلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى مَن حَوْلَهُ، فَسَألَ: ما قِصَّةُ هَذا الجَبَلِ؟ فَقالُوا: ما لَنا بِهِ عِلْمٌ، كَذَلِكَ أدْرَكْنا آباءَنا فَقالَ: يا رَبِّ، ائْذَنْ لِهَذا الجَبَلِ يُخْبِرْنِي ما قِصَّتُهُ، فَأذِنَ لَهُ فَقالَ: لَمّا قالَ اللَّهُ: ﴿نارًا وقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ﴾ طِرْتُ، خِفْتُ أنْ أكُونَ مِن وقُودِها عن مقاتل بن سليمان: ﴿وقُودُها النّاسُ﴾ يعني: أهلها، ﴿والحِجارَةُ﴾ تتعلّق في عُنُق الكافر مثل جبل الكبريت، تشتعل عليه النار بحَرّها على وجهه قال الحسن البصري: ﴿وقُودُها النّاسُ﴾ حَطَبها الناس، ﴿والحِجارَةُ﴾ أي: تأكل الناس وتأكل الحجارة، وهي حجارة مِن كبريت أحمر

وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ يُرْسِلَ عَلَيْكم حاصِبًا﴾ . قالَ: مَطَرَ الحِجارَةِ. وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ يُرْسِلَ عَلَيْكم حاصِبًا﴾ . قالَ: حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، قال يحيى بن سلّام: يحصبكم بها كما فعل بقوم لوط، يعني: الذين خرجوا من القرية فأرسل عليهم الحجارة وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبُ النّارِ ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: دُخانُ النّارِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ «الوَقْفِ والِابْتِداءِ» والطَّسْتِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: الشُّواظُ: اللَّهَبُ الَّذِي لا دُخانَ لَهُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ وهو يَقُولُ: يَظَلُّ يَشُبُّ كِيرًا بَعْدَ كِيرٍ ∗∗∗ ويَنْفُخُ دائِمًا لَهَبَ الشُّواظِ قالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: هو الدُّخانُ الَّذِي لا لَهَبَ فِيهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ: يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السَّلِيـ ∗∗∗ ـطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاسًا وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبٌ مِن نارٍ. وأخْرَجَ هَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: هو اللَّهَبُ الأحْمَرُ المُنْقَطِعُ مِنها وفي لَفْظٍ قالَ: قِطْعَةٌ مِن نارٍ حَمْراءَ، ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: يُذابُ الصُّفْرُ فَيُصَبُّ عَلى رُؤُوسِهِمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ ونُحاسٌ﴾ قالَ: وادِيانِ، فالشُّواظُ وادٍ مِن نَتْنٍ، والنُّحاسُ وادٍ مِن صُفْرٍ، والنَّتْنُ نارٌ. قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن عذابه، فقال: ﴿إنّا أرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِبًا﴾ يعني: الحجارة من فوقهم، إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أَيْ رِيحًا تَرْمِيهِمْ بِالْحَصْبَاءِ وَهِيَ الْحَصَى، قَالَ النَّضْرُ: الْحَاصِبُ الْحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْحَاصِبُ الْحِجَارَةُ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَالْحَاصِبُ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ وَكَذَلِكَ الْحَصِبَةُ، قَالَ لَبِيَدٌ: جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ عَصَفَتِ الرِّيحُ أَيِ اشْتَدَّتْ فَهِيَ رِيحٌ عَاصِفٌ وَعَصُوفٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: مُسْتَقْبِلِينَ شَمَالَ الشَّامِ تَضْرِبُنَا ... بِحَاصِبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ فَمَن أصابَتْهُ الِائْتِفاكَةُ أهْلَكَتْهُ ومَن خَرَجَ مِنها أتْبَعَتْهُ حَيْثُ كانَ حَجَرًا فَقَتَلَتْهُ فارَتَحَلَ بِبَناتِهِ حَتّى إذا بَلَغَ مَكانَ كَذا مِنَ الشّامِ ماتَتِ ابْنَتُهُ الكُبْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ ثُمَّ انْطَلَقَ حَيْثُ شاءَ اللَّهُ أنْ يَبْلُغَ فَماتَتِ الصُّغْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ فَما بَقِيَ مِنهُنَّ إلّا الوُسْطى. فَجَعَلَ عالِيَها سافِلَها وأمْطَرَ عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ وسَمِعَتِ امْرَأةُ لُوطٍ الهَدَّةَ فَقالَتْ: واقَوْماهُ، فَأدْرَكَها حَجَرٌ فَقَتَلَها. وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ أبِي الجَلْدِ قالَ: رَأيْتُ امْرَأةَ لُوطٍ قَدْ مُسِخَتْ حَجَرًا تَحِيضُ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ شَهْرٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أنَّ جِبْرِيلَ قَلَعَ الأرْضَ يَوْمَ قَوْمِ لُوطٍ حَتّى سَمِعَ أهْلُ السَّماءِ نُباحَ الكِلابِ وأصْواتَ الدِّياكِ وأمْطَرَ عَلَيْهِمُ الكِبْرِيتَ والنّارَ. ﴿جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) فَأهْلَكَها اللَّهُ ومَن حَوْلَها مِنَ المُؤْتَفِكاتِ وكُنُّ خَمْسًا ضَبْعَةُ وصَعْرَةُ وعَمْرَةُ ودُوما وسَدُومُ وهي القَرْيَةُ العُظْمى. عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: هي بِالفارِسِيَّةِ سِنْكَ وكُلْ حَجَرٌ وطِينٌ، وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ وعِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالا: مِن طِينٍ مَنضُودٍ مَصْفُوفَةً مُسَوَّمَةً مُطَوَّقَةً بِها نَصْحٌ مِن حُمْرَةٍ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) لَمْ يَبْرَأْ مِنها ظالِمٌ بَعْدَهم
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: حِجارَةً مُسَوَّمَةً لا تُشاكِلُ حِجارَةَ الأرْضِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: والسَّماءُ الدُّنْيا اسْمُها سِجِّيلٌ. وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ بِشْرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ سُئِلَ هَلْ بَقِيَ مِن قَوْمِ لُوطٍ أحَدٌ قالَ: لا إلّا رَجُلٌ بَقِيَ أرْبَعِينَ يَوْمًا كانَ تاجِرًا بِمَكَّةَ فَجاءَهُ حَجَرٌ لِيُصِيبَهُ في الحَرَمِ فَقامَتْ إلَيْهِ مَلائِكَةُ الحَرَمِ فَقالُوا لِلْحَجَرِ ارْجِعْ مِن حَيْثُ جِئْتَ فَإنَّ الرَّجُلَ في حَرَمِ اللَّهِ، فَرَجَعَ الحَجْرُ فَوَقَفَ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ أرْبَعِينَ يَوْمًا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ حَتّى قَضى الرَّجُلُ تِجارَتَهُ فَلَمّا خَرَجَ أصابَهُ الحَجَرُ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ، يَقُولُ اللَّهُ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) يَعْنِي مِن ظالِمِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِبَعِيدٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) قالَ: يُرْهِبُ بِها قُرَيْشًا أنْ يُصِيبَهم ما أصابَ القَوْمَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الرَّبِيعِ في الآيَةِ قالَ: كُلُّ ظالِمٍ فِيما سَمِعْنا قَدْ جُعِلَ بِحِذائِهِ حَجَرٌ يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ أنْ يَقَعَ بِهِ فَخَوَّفَ الظَّلَمَةَ فَقالَ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في «ذَمِّ المَلاهِي»، وابْنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ ويَزِيدَ بْنِ حَفْصَةَ وصَفْوانَ بْنِ سَلِيمٍ، أنَّ خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ كَتَبَ إلى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أنَّهُ وجَدَ رَجُلًا في بَعْضِ نَواحِي العَرَبِ يُنْكَحُ كَما تُنْكَحُ المَرْأةُ وقامَتْ عَلَيْهِ بِذَلِكَ البَيِّنَةُ فاسْتَشارَ أبُو بَكْرٍ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ: إنَّ هَذا ذَنْبٌ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ بِهِ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ إلّا أُمَّةً واحِدَةً فَصَنَعَ اللَّهُ بِها ما قَدْ عَلِمْتُمْ أرى أنْ تَحْرِقَهُ بِالنّارِ فاجْتَمَعَ أصْحابُ النَّبِيِّ ﷺ عَلى أنْ يَحْرِقُوهُ بِالنّارِ فَكَتَبَ أبُو بَكْرٍ إلى خالِدٍ أنِ احْرِقْهُ بِالنّارِ ثُمَّ حَرَقَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ في إمارَتِهِ ثُمَّ حَرَقَهم هِشامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ. وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ: "مَا مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا وَهُوَ بِعُرْضِ حَجَرٍ يُسْقَطُ عَلَيْهِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى سَاعَةٍ". وَرُوِيَ: أَنَّ الْحَجَرَ اتَّبَعَ شُذَّاذَهُمْ وَمُسَافِرِيهِمْ أَيْنَ كَانُوا فِي الْبِلَادِ، وَقِيلَ: هُوَ جِبَالٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] . قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿مَنْضُودٍ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مُتَتَابِعٌ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، مَفْعُولٌ مِنَ النَّضْدِ، وَهُوَ وَضْعُ الشَّيْءِ بَعْضِهُ فَوْقَ بَعْضٍ. ﴿مُسَوَّمَةً﴾ مِنْ نَعْتِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَاهَا مُعَلَّمَةٌ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْهَا سِيَمَا لَا تُشَاكِلُ حِجَارَةَ الْأَرْضِ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: عَلَيْهَا خُطُوطٌ حُمْرٌ عَلَى هَيْئَةِ الْجَزْعِ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ: كَانَتْ مَخْتُومَةً عَلَيْهَا أَمْثَالُ الْخَوَاتِيمِ. وَقِيلَ: مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ مَنْ رُمِيَ بِهِ. ﴿عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ﴾ يَعْنِي: تِلْكَ الْحِجَارَةَ، ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أَيْ: مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ، ﴿بِبَعِيدٍ﴾ وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: يَعْنِي ظَالِمِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَاللَّهِ مَا أَجَارَ اللَّهُ مِنْهَا ظَالِمًا بَعْدُ.سيكون في خسف وقذف ومسخ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْتَفِي رِجَالُهُمْ بِالرِّجَالِ وَنِسَاؤُهُمْ بِالنِّسَاءِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْتَقِبُوا عَذَابَ قَوْمِ لُوطٍ أَنْ يُرْسِلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ "وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ". وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَسْتَحِلَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَدْبَارَ الرِّجَالِ كَمَا اسْتَحَلُّوا أَدْبَارَ النِّسَاءِ فَتُصِيبُ طَوَائِفَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ حِجَارَةٌ مِنْ رَبِّكَ" وَعَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ بَحْرٌ مُعَلَّقٌ فِي الْهَوَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْهُ نَزَلَتِ الْحِجَارَةُ.

الربيع بن أنس، وذلك أن قوله: ﴿منضود﴾ من نعت "سجيل"، لا من نعت "الحجارة"، وإنما أمطر القوم حجارة من طين، صفة ذلك الطين أنه نُضِد بعضه إلى بعض، فصُيِّر حجارة، ١٨٤٤٤- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وعكرمة: ﴿مسومة﴾ قالا مطوَّقة بها نَضْحٌ من حمرة.(١٠) ١٨٤٤٥- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ﴿مسومة﴾ عليها سيما معلومة. حدّث بعضُ من رآها، أنها حجارة مطوَّقة عليها = أو بها نضحٌ من حمرة، ليست كحجارتكم. ثُمَّ قالَ: ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ يَعْنِي بِهِ كُفّارَ مَكَّةَ، والمَقْصُودُ أنَّهُ تَعالى يَرْمِيهِمْ بِها، عَنْ أنَسٍ أنَّهُ قالَ: «سَألَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عَنْ هَذا»، فَقالَ: يَعْنِي عَنْ ظالِمِي أُمَّتِكَ، ما مِن ظالِمٍ مِنهم إلّا وهو بِمَعْرِضِ حَجَرٍ يَسْقُطُ عَلَيْهِ مِن ساعَةٍ إلى ساعَةٍ، نقل ابنُ عطية (٨/٧٥) رواية ولم ينسبها «أنه طين طُبخ في نار جهنم حتى صار حجارة كالآجُرِّ». قَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ وَإِنَّمَا تَصِيرُ حِجَارَةً بِإِحْرَاقِ الشَّمْسِ إِيَّاهَا عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ. قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿حِجارَةً مِن طِينٍ﴾ مِن سَنك وكل قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَتَرَكْنا فِيها آيَةً﴾ أَيْ عِبْرَةً وَعَلَامَةً لِأَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، نَظِيرُهُ: (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(٣). ثُمَّ قِيلَ: الْآيَةُ الْمَتْرُوكَةُ نَفْسُ الْقَرْيَةِ) الْخَرِبَةِ. وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ الْمَنْضُودَةُ الَّتِي رُجِمُوا بِهَا هِيَ الْآيَةُ.اخذ حذيفة حجرا من قوم لوط علقه على عنق راحلته واتى الى دار الشام فسمع من الناس ان هناك رجل جامع مع رجل فلما وصل اليه خرج حجر من عنق راحلته وقتلهما اللوطيانوأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ يُرْسِلَ عَلَيْكم حاصِبًا﴾ . قالَ: مَطَرَ الحِجارَةِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ يُرْسِلَ عَلَيْكم حاصِبًا﴾ . قالَ: حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، قال يحيى بن سلّام: يحصبكم بها كما فعل بقوم لوط، يعني: الذين خرجوا من القرية فأرسل عليهم الحجارة وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبُ النّارِ ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: دُخانُ النّارِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ «الوَقْفِ والِابْتِداءِ» والطَّسْتِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: الشُّواظُ: اللَّهَبُ الَّذِي لا دُخانَ لَهُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ وهو يَقُولُ: يَظَلُّ يَشُبُّ كِيرًا بَعْدَ كِيرٍ ∗∗∗ ويَنْفُخُ دائِمًا لَهَبَ الشُّواظِ قالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: هو الدُّخانُ الَّذِي لا لَهَبَ فِيهِ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ: يُضِيءُ كَضَوْءِ سِراجِ السَّلِيـ ∗∗∗ ـطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاسًا وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: لَهَبٌ مِن نارٍ. وأخْرَجَ هَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ﴾ قالَ: هو اللَّهَبُ الأحْمَرُ المُنْقَطِعُ مِنها وفي لَفْظٍ قالَ: قِطْعَةٌ مِن نارٍ حَمْراءَ، ﴿ونُحاسٌ﴾ قالَ: يُذابُ الصُّفْرُ فَيُصَبُّ عَلى رُؤُوسِهِمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نارٍ ونُحاسٌ﴾ قالَ: وادِيانِ، فالشُّواظُ وادٍ مِن نَتْنٍ، والنُّحاسُ وادٍ مِن صُفْرٍ، والنَّتْنُ نارٌ. قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن عذابه، فقال: ﴿إنّا أرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِبًا﴾ يعني: الحجارة من فوقهم، إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) أَيْ رِيحًا تَرْمِيهِمْ بِالْحَصْبَاءِ وَهِيَ الْحَصَى، قَالَ النَّضْرُ: الْحَاصِبُ الْحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْحَاصِبُ الْحِجَارَةُ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَالْحَاصِبُ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ وَكَذَلِكَ الْحَصِبَةُ، قَالَ لَبِيَدٌ: جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ عَصَفَتِ الرِّيحُ أَيِ اشْتَدَّتْ فَهِيَ رِيحٌ عَاصِفٌ وَعَصُوفٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: مُسْتَقْبِلِينَ شَمَالَ الشَّامِ تَضْرِبُنَا ... بِحَاصِبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ فَمَن أصابَتْهُ الِائْتِفاكَةُ أهْلَكَتْهُ ومَن خَرَجَ مِنها أتْبَعَتْهُ حَيْثُ كانَ حَجَرًا فَقَتَلَتْهُ فارَتَحَلَ بِبَناتِهِ حَتّى إذا بَلَغَ مَكانَ كَذا مِنَ الشّامِ ماتَتِ ابْنَتُهُ الكُبْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ ثُمَّ انْطَلَقَ حَيْثُ شاءَ اللَّهُ أنْ يَبْلُغَ فَماتَتِ الصُّغْرى فَخَرَجَتْ عِنْدَها عَيْنٌ فَما بَقِيَ مِنهُنَّ إلّا الوُسْطى. فَجَعَلَ عالِيَها سافِلَها وأمْطَرَ عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ وسَمِعَتِ امْرَأةُ لُوطٍ الهَدَّةَ فَقالَتْ: واقَوْماهُ، فَأدْرَكَها حَجَرٌ فَقَتَلَها. وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ أبِي الجَلْدِ قالَ: رَأيْتُ امْرَأةَ لُوطٍ قَدْ مُسِخَتْ حَجَرًا تَحِيضُ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ شَهْرٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أنَّ جِبْرِيلَ قَلَعَ الأرْضَ يَوْمَ قَوْمِ لُوطٍ حَتّى سَمِعَ أهْلُ السَّماءِ نُباحَ الكِلابِ وأصْواتَ الدِّياكِ وأمْطَرَ عَلَيْهِمُ الكِبْرِيتَ والنّارَ. ﴿جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وأمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) فَأهْلَكَها اللَّهُ ومَن حَوْلَها مِنَ المُؤْتَفِكاتِ وكُنُّ خَمْسًا ضَبْعَةُ وصَعْرَةُ وعَمْرَةُ ودُوما وسَدُومُ وهي القَرْيَةُ العُظْمى. عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: هي بِالفارِسِيَّةِ سِنْكَ وكُلْ حَجَرٌ وطِينٌ، وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ وعِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالا: مِن طِينٍ مَنضُودٍ مَصْفُوفَةً مُسَوَّمَةً مُطَوَّقَةً بِها نَصْحٌ مِن حُمْرَةٍ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) لَمْ يَبْرَأْ مِنها ظالِمٌ بَعْدَهم

وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: حِجارَةً مُسَوَّمَةً لا تُشاكِلُ حِجارَةَ الأرْضِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ﴾ ) قالَ: السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: والسَّماءُ الدُّنْيا اسْمُها سِجِّيلٌ. وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ بِشْرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ سُئِلَ هَلْ بَقِيَ مِن قَوْمِ لُوطٍ أحَدٌ قالَ: لا إلّا رَجُلٌ بَقِيَ أرْبَعِينَ يَوْمًا كانَ تاجِرًا بِمَكَّةَ فَجاءَهُ حَجَرٌ لِيُصِيبَهُ في الحَرَمِ فَقامَتْ إلَيْهِ مَلائِكَةُ الحَرَمِ فَقالُوا لِلْحَجَرِ ارْجِعْ مِن حَيْثُ جِئْتَ فَإنَّ الرَّجُلَ في حَرَمِ اللَّهِ، فَرَجَعَ الحَجْرُ فَوَقَفَ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ أرْبَعِينَ يَوْمًا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ حَتّى قَضى الرَّجُلُ تِجارَتَهُ فَلَمّا خَرَجَ أصابَهُ الحَجَرُ خارِجًا مِنَ الحَرَمِ، يَقُولُ اللَّهُ ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) يَعْنِي مِن ظالِمِي هَذِهِ الأُمَّةِ بِبَعِيدٍ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) قالَ: يُرْهِبُ بِها قُرَيْشًا أنْ يُصِيبَهم ما أصابَ القَوْمَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنِ الرَّبِيعِ في الآيَةِ قالَ: كُلُّ ظالِمٍ فِيما سَمِعْنا قَدْ جُعِلَ بِحِذائِهِ حَجَرٌ يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ أنْ يَقَعَ بِهِ فَخَوَّفَ الظَّلَمَةَ فَقالَ: ( ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ ) . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في «ذَمِّ المَلاهِي»، وابْنُ المُنْذِرِ والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ ويَزِيدَ بْنِ حَفْصَةَ وصَفْوانَ بْنِ سَلِيمٍ، أنَّ خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ كَتَبَ إلى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أنَّهُ وجَدَ رَجُلًا في بَعْضِ نَواحِي العَرَبِ يُنْكَحُ كَما تُنْكَحُ المَرْأةُ وقامَتْ عَلَيْهِ بِذَلِكَ البَيِّنَةُ فاسْتَشارَ أبُو بَكْرٍ أصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ: إنَّ هَذا ذَنْبٌ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ بِهِ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ إلّا أُمَّةً واحِدَةً فَصَنَعَ اللَّهُ بِها ما قَدْ عَلِمْتُمْ أرى أنْ تَحْرِقَهُ بِالنّارِ فاجْتَمَعَ أصْحابُ النَّبِيِّ ﷺ عَلى أنْ يَحْرِقُوهُ بِالنّارِ فَكَتَبَ أبُو بَكْرٍ إلى خالِدٍ أنِ احْرِقْهُ بِالنّارِ ثُمَّ حَرَقَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ في إمارَتِهِ ثُمَّ حَرَقَهم هِشامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ. وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ: "مَا مِنْ ظَالِمٍ إِلَّا وَهُوَ بِعُرْضِ حَجَرٍ يُسْقَطُ عَلَيْهِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى سَاعَةٍ". وَرُوِيَ: أَنَّ الْحَجَرَ اتَّبَعَ شُذَّاذَهُمْ وَمُسَافِرِيهِمْ أَيْنَ كَانُوا فِي الْبِلَادِ، وَقِيلَ: هُوَ جِبَالٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور: ٤٣] . قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿مَنْضُودٍ﴾ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مُتَتَابِعٌ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا، مَفْعُولٌ مِنَ النَّضْدِ، وَهُوَ وَضْعُ الشَّيْءِ بَعْضِهُ فَوْقَ بَعْضٍ. ﴿مُسَوَّمَةً﴾ مِنْ نَعْتِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَاهَا مُعَلَّمَةٌ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَلَيْهَا سِيَمَا لَا تُشَاكِلُ حِجَارَةَ الْأَرْضِ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: عَلَيْهَا خُطُوطٌ حُمْرٌ عَلَى هَيْئَةِ الْجَزْعِ. وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ: كَانَتْ مَخْتُومَةً عَلَيْهَا أَمْثَالُ الْخَوَاتِيمِ. وَقِيلَ: مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حَجَرٍ اسْمُ مَنْ رُمِيَ بِهِ. ﴿عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ﴾ يَعْنِي: تِلْكَ الْحِجَارَةَ، ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أَيْ: مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ، ﴿بِبَعِيدٍ﴾ وَقَالَ قَتَادَةُ وَعِكْرِمَةُ: يَعْنِي ظَالِمِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَاللَّهِ مَا أَجَارَ اللَّهُ مِنْهَا ظَالِمًا بَعْدُ.سيكون في خسف وقذف ومسخ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْتَفِي رِجَالُهُمْ بِالرِّجَالِ وَنِسَاؤُهُمْ بِالنِّسَاءِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْتَقِبُوا عَذَابَ قَوْمِ لُوطٍ أَنْ يُرْسِلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ "وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ". وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَسْتَحِلَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَدْبَارَ الرِّجَالِ كَمَا اسْتَحَلُّوا أَدْبَارَ النِّسَاءِ فَتُصِيبُ طَوَائِفَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ حِجَارَةٌ مِنْ رَبِّكَ" وَعَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّهُ بَحْرٌ مُعَلَّقٌ فِي الْهَوَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مِنْهُ نَزَلَتِ الْحِجَارَةُ.لربيع بن أنس، وذلك أن قوله: ﴿منضود﴾ من نعت "سجيل"، لا من نعت "الحجارة"، وإنما أمطر القوم حجارة من طين، صفة ذلك الطين أنه نُضِد بعضه إلى بعض، فصُيِّر حجارة،
١٨٤٤٤- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وعكرمة: ﴿مسومة﴾ قالا مطوَّقة بها نَضْحٌ من حمرة.(١٠) ١٨٤٤٥- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: ﴿مسومة﴾ عليها سيما معلومة. حدّث بعضُ من رآها، أنها حجارة مطوَّقة عليها = أو بها نضحٌ من حمرة، ليست كحجارتكم. ثُمَّ قالَ: ﴿وما هي مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ يَعْنِي بِهِ كُفّارَ مَكَّةَ، والمَقْصُودُ أنَّهُ تَعالى يَرْمِيهِمْ بِها، عَنْ أنَسٍ أنَّهُ قالَ: «سَألَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عَنْ هَذا»، فَقالَ: يَعْنِي عَنْ ظالِمِي أُمَّتِكَ، ما مِن ظالِمٍ مِنهم إلّا وهو بِمَعْرِضِ حَجَرٍ يَسْقُطُ عَلَيْهِ مِن ساعَةٍ إلى ساعَةٍ، نقل ابنُ عطية (٨/٧٥) رواية ولم ينسبها «أنه طين طُبخ في نار جهنم حتى صار حجارة كالآجُرِّ». قَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ وَإِنَّمَا تَصِيرُ حِجَارَةً بِإِحْرَاقِ الشَّمْسِ إِيَّاهَا عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ. قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿حِجارَةً مِن طِينٍ﴾ مِن سَنك وكل قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَتَرَكْنا فِيها آيَةً﴾ أَيْ عِبْرَةً وَعَلَامَةً لِأَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، نَظِيرُهُ: (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(٣). ثُمَّ قِيلَ: الْآيَةُ الْمَتْرُوكَةُ نَفْسُ الْقَرْيَةِ) الْخَرِبَةِ. وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ الْمَنْضُودَةُ الَّتِي رُجِمُوا بِهَا هِيَ الْآيَةُ.اخذ حذيفة حجرا من قوم لوط علقه على عنق راحلته واتى الى دار الشام فسمع من الناس ان هناك رجل جامع مع رجل فلما وصل اليه خرج حجر من عنق راحلته وقتلهما اللوطيان