كتب الله مقادير الخلائق
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا
يُرِيدُ
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلَوْ
شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا
آتَاكُم
وَلَو
شاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُم عَلَى الهُدى فَلا تَكونَنَّ مِنَ الجاهِلينَ
قُل
فَلِلَّـهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ
وَلَو
شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَميعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ
حَتّى يَكونوا مُؤمِنينَ
أَفَلَم
يَيأَسِ الَّذينَ آمَنوا أَن لَو يَشاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النّاسَ جَميعًا
وَعَلَى
اللَّـهِ قَصدُ السَّبيلِ وَمِنها جائِرٌ وَلَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعينَ
وَلَو
شاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً وَلـكِن يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي
مَن يَشاءُ
وَلَوْ
شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي
ِرَحْمَتِهِ
وَلَـٰكِنَّ
اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)
إِنَّ
اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)
قُلْ
فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَمَن
يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا أُولَـئِكَ
الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
فَمَن
يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن
يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ
وَيُريدُ
اللَّـهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ)
إِن
يَمسَسكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ
فَلا رادَّ لِفَضلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَهُوَ الغَفورُ
الرَّحيمُ).
وَلا
يَنفَعُكُم نُصحي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللَّـهُ يُريدُ أَن
يُغوِيَكُم هُوَ رَبُّكُم وَإِلَيهِ تُرجَعونَ)
خالِدينَ
فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ
فَعّالٌ لِما يُريدُ*وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما
دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ
إِنَّ
اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد
وَأَنَّ
اللَّـهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ).
قُلْ
مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ
أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً
أَتَّخِذُ
مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ
شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ)
قُلْ
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ
بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ
قُلْ
فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ
أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا
(فَعَّالٌ
لِّمَا يُرِيدُ
(إِنَّما قَولُنا لِشَيءٍ إِذا
أَرَدناهُ أَن نَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ
إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُون
يُرِيدُ
اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللّهُ
يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
مَن يَشَإِ
اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
فَيُضِلُّ
اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء
وَلَا
تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:
12] ، وَقَالَ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] ، وَقَالَ:
{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
[الإسراء: 58] ، وَقَالَ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ
الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
﴿
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
﴿
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾
[الطلاق: 3].
﴿
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ﴾ [الواقعة: 60].
﴿
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾
[الحديد: 22، 23].
﴿
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11].
﴿
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾
[آل عمران: 145].
﴿
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [يونس: 100].
﴿
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].
﴿
كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾
[البقرة: 249].
﴿
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].
﴿
إنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ
بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 10].
﴿
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].
﴿
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19].
﴿
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ
ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70].
﴿
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا
حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].
﴿
وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي
السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
﴾ [يونس: 61].
17) ﴿ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي
كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [النمل: 75].
﴿
عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا
فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 3].
﴿
وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ
اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42].
﴿
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا
"سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ
أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا"
فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا
مُوسَى
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا
فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ
"مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ" (عبس: 19).
"وَخَلَقَ كُلَّ
شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"
وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ"
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ
إِلاَّبِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ"
"نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَانَحْنُ
بِمَسْبُوقِينَ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى
وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا
أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى
وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي
الْمِيعَادِ ۙ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ
مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ
لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).[٥]
وخلق كل شيء فقدره تقديرا}
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن
ذلك على الله يسير} (الحديد:22)،
وقوله سبحانه: {وإن
تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من
عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا}
{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ
وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌسيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا
حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه
لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون}
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ[النساء: 54]، نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا
{وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا
يخرصون}
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ
الْغَابِرِينَ
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ
لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ
لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ
فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي
الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ
بَصِيرٌ
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ
فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى
أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
ماشاء الله
كان وما لم يشأ لم يكن
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْمَقَادِيرِ وَأُمُورِ
الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَعَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
[القمر: 49] قَالَ: «خَلَقَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ بِقَدَرٍ وَخَلَقَ لَهُمُ
الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَدَرٍ فَخَيْرُ الْخَيْرِ السَّعَادَةُ وَشَرُّ
الشَّرِّ الشَّقَاءُ»
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى
عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-،
فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، -وسأله عن الإسلام ثم قال له-:
فأخبرني عن الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه،
ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))، فقال الرجل: صدقت، والرجل هو
جبريل عليه السلام
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن
ما أخطأه لم يكن ليصيبه)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-:(لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله
بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر
عن أبي عزة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قضى
الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو أن
الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته
خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى
تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو
مت على غير هذا لدخلت النار
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن
القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن
بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر
الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي -صلى الله
عليه وسلم- في القدر، فنزلت هذه الآية: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس
سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي -صلى
الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن لي جارية، أعزل عنها؟ فقال عليه الصلاة
والسلام: (سيأتيها ما قدر لها) فأتاه بعد ذلك، فقال: قد حملت الجارية، فقال النبي
-صلى الله عليه وسلم-: (ما قدر لنفس شيء إلا هي كائنة)
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزيد في
العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: (إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا
فلا تشهدوهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر
سنين، فما أرسلني في حاجة قط فلم تهيأ إلا قال: (لو قضي كان ، أو لو قدر كان
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل
الجنة عاق، ولا مكذب بقدر، ولا مدمن خمر
عن أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم: ((لكُلِّ شيءٍ حقيقةٌ وما بلغَ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتَّى يَعلمَ أنَّ ما
أصابَهُ لَم يكُن ليُخطِئَهُ وما أخطأهُ لَم يكُن ليُصيبَهُ
عن طاوسَ بنِ كَيسانَ قال: (أَدْرَكْتُ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولونَ: كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ)،
عَنْ أنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «سَيُفْتَحُ عَلى أُمَّتِي بابٌ
مِنَ القَدَرِ في آخِرِ الزَّمانِ لا يَسُدُّهُ شَيْءٌ، ويَكْفِيكم مِن ذَلِكَ أنْ
تَقُولُوا: ﴿ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في السَّماءِ والأرْضِ إنَّ
ذَلِكَ في كِتابٍ إنَّ ذَلِكَ عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾
عن عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (القَدَرُ نِظامُ
التوحيدِ، فمن وحَّد اللهَ عزَّ وجَلَّ، وآمن بالقَدَرِ، فهي العُروةُ الوُثقى
التي لا انفصامَ لها، ومن وحَّد اللهَ تعالى، وكذَّب بالقَدَرِ، نَقَض التوحيدَ
عن الحَسَنِ البصريِّ قال: (من كَفَر بالقَدَرِ، فقد كفر بالإسلامِ؛ إنَّ
اللهَ خَلَق خَلقًا، فخلقهم بقَدَرٍ، وقسَّم الآجالَ بقَدَرٍ، وقسَّم أرزاقَهم
بقَدَرٍ، والبلاءُ بقَدَرٍ، والعافيةُ بقَدَرٍ)
عن زيدِ بنِ أسلَمَ قال: (القَدَرُ قُدرةُ اللهِ عزَّ وجَلَّ، فمن كذَّب
بالقَدَرِ، فقد جحد قُدرةَ اللهِ عزَّ وجَلَّ
قال مالِكٌ: (ما أضَلَّ من كذَّب بالقَدَرِ! لو لم يكُنْ عليهم فيه حُجَّةٌ
إلَّا قَولُه تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ
مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [التغابن: 2] لكفى بها حُجَّةً)
قال عنتر لعبلة:
يا عبلُ أين من المنية مهرب
إن كان ربي في السَّماء قضاها
وقول طرفة بن العبد:
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ولو
شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
وقال لبيد:
صادفنا منها غرة فأصبنها إن
المنايا لا تطيش سهامها
وأنَّا سوف تدركنا المنايا
مقدرة لنا ومُقدرينا.
هذا قاله عمرو بن كلثوم وهانئ بن مسعود الشيباني في خطة ذي قار لما خطب بقومه، قال لهم العبارة المشهورة:
أن الحذر لا ينجي من
قدر، تجري المقادير على غرز الإبر،
ما تنفذ الإبرة بقدر.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف
سنة وعرشه على الماء
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكث بمخصرته ثم
قال: ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار
وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة قال: فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا
وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل
الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى}.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتج آدم
وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنت
موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل
أن يخلقني بأربعين سنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى فحج آدم موسى
فحج آدم موسى
عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يرد القضاء
إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر،
عن عمرو بن أمية رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل
ناقتي وأتوكل؟ ، قال: اعقلها وتوكل.
قال معاوية بن قرة: لقي عمر بن الخطاب ناسا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟
قالوا: نحن المتوكلون، قال: بل أنتم المتواكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في
الأرض ثم يتوكل على الله.
عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم
رضاه بما قضى الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقاوة ابن آدم سخطه
بما قضى الله له.
عن أنس بن مالك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عجبت للمؤمن لا يقضي الله
له شيئا، إلا كان خيرا له.
عن علي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ما منكم من نفس إلا وقد علم
الله منزلها من الجنة والنار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد
المشركين ؟ فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كان الله
ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات
والأرض.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما
خلق الله القلم فقال له: اكتب فقال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى
تقوم الساعة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه
حيث يشاء.
النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما
من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه.
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: لا
يقل ابن آدم يا خيبة الدهر، فاني أنا الدهر أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما.
عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
• [أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والقدر
خيره وشره حلوه ومره
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
خلق الله آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في
النار ولا أبالي] قال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال: [على مواقع القدر]
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
• [لا عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قدر ما هو خالق إلى يوم
القيامة] .
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
• [ما قدر الله نسمة تخرج إلا هي كائنة] .
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
• [يا كعب بل هي من قدر الله] [
قوله صلى الله عليه واله وسلم:
سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر
قوله صلى الله عليه واله وسلم
إن ما قد قدر في الرحم سيكون
قوله صلى الله عليه واله وسلم
ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا و لا عدلا: عاق و منان و مكذب
بالقدر]
قوله صلى الله عليه واله وسلم
أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر
عن وهب بن خالد عن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي
شيء من القدر فحدثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي فقال: إن الله لو عذب أهل سماواته
وأهل أرضه عذبهم غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت
مثل أحد في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن
ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار.
قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال
مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم.... مثل ذلك
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ فِي
القدر. قال: يكذبون بالكتاب، لئن أَخَذْتُ بِشَعْرِ أَحَدِهِمْ لأَنْصُوَنَّهُ،
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، فَخَلَقَ
الْخَلْقَ فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يوم القيامة. فإنما يُجْرِي النَّاسَ
عَلَى أَمْرٍ قَدْ فرغ منه
عن أبي الأسود الديلي، قال: قال لي عمران بن الحصين، أرأيت ما يعمل الناس
اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق؟ أو فيما يستقبلون به
مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيء قضي عليهم، ومضى عليهم، قال
فقال: أفلا يكون ظلما؟ قال: ففزعت من ذلك فزعا شديدا، وقلت: كل شيء خلق الله وملك
يده، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال لي: يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا
لأحزر عقلك، إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول
الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم، ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد
سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقال: (لا، بل
شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا
سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
عن ابن عباس موقوفاً.
الأمور كلها - خيرها وشرها - من الله
فعن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: كنت خلف النَّبيِّ(صلى
الله عليه وسلم)يوماً فقال:(يا غلام إني أعملك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله
تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو
اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعت على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)
وفي روايةٍ:(احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع
الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).
فقد روى الإمام أحمد، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون، قال رسولُ اللهِ(صلى
الله عليه وسلم):(استووا حتى أثني على ربي - عَزَّ وجَلَّ-)، فصاروا خلفه صفوفاً،
فقال: (اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي
لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما
باعدت، ولا مبعد لما قربت، اللهم: ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك
العون يوم العلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما
منعتنا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان
واجعلنا من الراشدين.
اللهم توفنا مسلمين وأحيينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين،
اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك.
اللهم قاتل الكفرة الذين آوتوا الكتاب إله الحق). رواه البخاري في الأدب المفرد،
والإمام أحمد في المسند (3/424) .
أبو هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) ونحن نتنازع في القدر، فغضب واحمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان،
فقال:(أبهذا أمرتم أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا
الأمر، عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه).
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: (بهذا
أمرتم أو لهذا خلقتم، تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم) قال: فقال
عبد الله بن عمرو: (ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم)، ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه
عن ابن مسعود قال: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (لا يُعدى
شيء شيئاً)، فقال أعرابي: يا رسول الله! البعير أجرب الحشفة ندبنه فيجرب الإبل
كلها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ذلكم القدر فمن أجرب الأول؟ لا عدوى
ولا صفر، خلق الله كل نفس وكتب حياتها ورزقها ومصائبها).
قال النبي ﷺ: وإذا ذُكر القدر فأمسكوا
سراقة بن مالك بن جُعشم قال: يا رسول الله بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن،
فيما العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أما فيما نستقبل؟ قال:
لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيما العمل؟ قال: اعملوا فكل
ميسر وفي رواية: كل عامل ميسر لعمله
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: "كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك
وقال عكرمة: سُئل ابن عباس: "كيف تفقَّد سليمان الهدهد من بين الطَّير؟
قال: إنَّ سليمان صلوات الله عليه نزل منزلاً فلم يدري ما بُعد الماء، وما عمقه في
الأرض، وكان الهدهد مهندساً
فأراد أن يسأل عن الماء ففقد الهدهد، قلت يقول عكرمة: "وكيف يكون
مهندساً والصَّبي ينصب له الحبالة فيصيبه، يعني: كيف هذا الهدهد المهندس والولد
الصغير يضع له شرَكاً وفخاً ويصيده، فقال ابن عباس : إذا جاء القدر حال دون البصر، أو
يقولون: إذا جاء القدر عمي البصر
عن ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه عندما اكتنفاه رجلان من الكوفة، رجل عن يمينه
ورجل عن يساره، وقالا لـ ابن عمر: تكلم أناس عندنا في القدر، وقالوا: إن الأمر
أُنُفٌ، فقال ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه: أبلغهم أني منهم براء، وهم مني براء،
يعني: أنا برئت منهم وهم براء مني،
عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح أنه قال: (من لم يؤمن بالقدر أحرقه
الله بالنار)،
عن عوف بن مالك أنه قال: (من كذب بالقدر فقد كذب بالإسلام
عن ابن وهب أنه قال: (من لم يؤمن بالقدر أحرقه الله
قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}
[المائدة:٩٩]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي
الصُّدُورُ} [غافر:١٩]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا
تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} [الرعد:٨].
وأيضًا قال الله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [يوسف:١٩]،
(ما) هنا من الأسماء المبهمة، قال العلماء: (ما): أصل من أصول العموم، يعني: كل ما
تعملون.
وأيضًا قال الله تعالى في سورة الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا
يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ
مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا
رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٥٩]، فإن الله جل في
علاه قد علم كل شيء، وبهذه المرتبة تستطيع أن ترد على المعتزلة، قال الشافعي:
خاصموهم بالعلم، فإن أقروا فقد خصموا، وإن أنكروا فقد كفروا.
فهنا الإمام الشافعي يبين لنا أهمية هذه المرتبة في الرد على المعتزلة بقوله:
خاصموهم بالعلم، فإن أقروا فقد خصموا، وإن أنكروا فقد كفروا، وهذه المقولة تحتاج
لتفسير صحيح.
قال: (خاصموهم بالعلم)، فإن المعتزلة يقولون: القدر أنف، ولا يوجد شيء كتب
قبل ذلك، والله جل في علاه لا يعلم شيئاً حتى يعمله العباد، فلا يعلم شيئاً
مستقبلاً أبداً، ولا يعلم إلا ما مضى فقط، هذا قولهم والعياذ بالله! فقال الشافعي:
خاصموهم بالعلم، فإذا أقروا بأن الله قد أحاط بكل شيء علماً فقد خصموا؛ لأن لله
علماً، والإرادة تخضع لعلم الله جل في علاه، فأراد وخلق أفعالهم، وبهذا يكون
المعتزلة قد خصموا، ولا يمكن أن يحتجوا عليكم بشيء بعد ذلك، أما إذا أنكروا علم
الله، وهذا كان في المعتزلة قديماً، أما الذين في عصورنا الآن فيستحيون من ذلك،
ولا يستطيعون إنكار العلم، ولكنهم ينكرون الخلق، فهم يقرون بالعلم، وينكرون الخلق،
كما سنبين في المسائل المهمة في الرد على المعتزلة، والغرض المقصود خاصموهم
بالعلم، فإن أقروا فقد خصموا؛ لأن الله علم فأراد، والإرادة تخضع للعلم، وإن
أنكروا كفروا؛ لأن من أنكر صفة العلم فقد كفر.
لكن نذكر هنا حديثاً ظاهر يشكل على ما قلنا، فلا بد من توضيحه، والحديث هو:
(قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، وذهب إلى البقيع يدعو لأهل البقيع، فغارت
عائشة لما وجدت النبي صلى الله عليه وسلم انسل من جانبها، فأخذت بثيابها وذهبت
خلفه يسرع فتسرع، وهي ظنت أنه ذاهبٌ إلى بعض نسائه، فوجدته قد ذهب إلى البقيع يرفع
يديه ويدعو لأهل البقيع، فنظرت للنبي صلى الله عليه وسلم فوجدت ذلك، فاستدارت
وأسرعت إلى البيت، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم وهي تسرع، حتى دخل عليها وصدرها
يعلو وينخفض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ما لك يا عائش حاشية يا رابية،
أي: عندك ربو، ما بك؟ فقالت له: يا رسول الله! الأمر كذا وكذا، فقال لها: أخبريني
أو ليخبرني العليم الخبير، فقالت يا رسول الله)، (قالت: يا رسول الله! أويعلم الله
ما نكن في صدورنا؟ فوكزها النبي صلى الله عليه وسلم، وبين لها أن الله جل وعلا
يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثِ، قَالَ فِيهِ: قَالُوا: إِنَّا
جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ: «كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ،
فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبْ قَالَ: اكْتُبِ الْقَدَرَ فَجَرَى
بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ ارْتَفَعَ
بُخَارُ الْمَاءِ، فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَوَاتُ قَالَ: ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ
ثُمَّ بَسَطَ الْأَرْضَ عَلَى ظَهْرِهِ فَاضْطَرَبَ. . فَمَادَتِ الْأَرْضُ
فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَرُ عَلَيْهَا "
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ،
وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ»
قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ
لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ
لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ
الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبْ؟ قَالَ: اكْتُبْ
مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى
غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «سَبَقَ الْعِلْمُ، وَجَفَّ الْقَلَمُ، وَمَضَى الْقَضَاءُ، وَتَمَّ
الْقَدَرُ»
سَمِعْتُ أَبَا
حَازِمٍ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَتَبَ قَبْلَ أَنْ
يَخْلُقَ، فَمَضَى الْخَلْقُ عَلَى عِلْمِهِ وَكِتَابِهِ»
عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ
أَرِنِي أَبَانَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَرَاهُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ آدَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ
الَّذِي نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا،
وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا [ص:119] لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ
عَلَى أنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ
أَنْتَ؟ قَالَ: مُوسَى قَالَ: أَنْتَ مُوسَى نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي
كَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا وَجَدْتَ فِي
كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: فَبِمَ تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فِيهِ الْقَضَاءُ قَبْلِي «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ "
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ:
أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ:
فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ»
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ:
فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: «كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَوْ لِمَا
يُسِّرَ لَهُ»
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «مَا مِنْ نَفْسٍ إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَدْخَلَهَا وَمَخْرَجَهَا
وَمَا هِيَ لَاقِيَةٌ» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا
فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُيَسِّرُهُ لِعَمَلِ
أَهْلِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يُيَسِّرُهُ لِعَمَلِ أَهْلِهَا» ، قَالَ: فَقَالَ
الْأَنْصَارِيُّ: الْآنَ حَقَّ الْعَمَلُ
عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا
هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟» ، قَالَ: فَقُلْنَا لَا إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَسْمَاءِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى
آخِرِهِمْ لَا يُزَادُ
فِيهِمْ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ» ، وَقَالَ لِلْكِتَابِ الَّذِي فِي شِمَالِهِ:
«هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِأَسْمَاءِ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءِ
آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ لَا يُزَادُ فِيهِمْ
وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ» ، قَالُوا: فَلِأَيِّ شَيْءٍ نَعْمَلُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: «سَدِّدُوا
وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ
الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ» ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ
فَقَبَضَهَا، ثُمَّ قَالَ: " فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ: {فَرِيقٌ فِي
الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7] "
«قَبْلَ أَنْ
يَسْتَقِرُّوا نُطَفًا
فِي الْأَصْلَابِ وَقَبْلَ أَنْ يَصِيرُوا نُطَفًا فِي الْأَرْحَامِ إِذْ هُمْ فِي
الطِّينَةِ مُنْجَدِلُونَ، فَلَيْسَ زَائِدٌ فِيهِمْ وَلَا نَاقِصٌ مِنْهُمْ
إِجْمَالٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ، وَقَالَ فِي
آخِرِهِ: «عَدْلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيَّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ
فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا. قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى
عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ
شَيْءٌ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ
الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ "
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ
بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] الْآيَةَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
وَسُئِلَ عَنْهَا. " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ
لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ
وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْلَمُونَ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ
اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ
أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ
لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ
مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلُهُ النَّارَ»
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ قَبْضَةً فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً
فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي "
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: " أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ثُمَّ نَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ
كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا}
عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأعراف: 172]
إِلَى قَوْلِهِ: {أَفَتُهْلِكُنَا
بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] قَالَ: أَجْمَعُهُمْ لَهُ يَوْمَئِذٍ
جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَجَعَلَهُمْ أَرْوَاحًا
ثُمَّ صَوَّرَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ
وَالْمِيثَاقَ {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا
ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
[الأعراف: 173] ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ
وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ أَنْ تَقُولُوا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَمْ نَعْلَمْ، أَوْ تَقُولُوا: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ. فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، فَإِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي
يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي ,
فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا، لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ
وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ، وَرُفِعَ لَهُمْ أَبُوهُمْ [ص:142] آدَمُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ
وَالْفَقِيرَ وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ
بَيْنَ عِبَادِكَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ، وَرَأَى فِيهِمُ
الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ أَخَرَ بِالرِّسَالَةِ
وَالنُّبُوَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ
مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] الْآيَةَ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {هَذَا نَذِيرٌ
مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 56] وَقَوْلُهُ: {وَمَا وَجَدْنَا
لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}
[الأعراف: 102] وَهُوَ قَوْلُهُ: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى
قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا
كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} كَانَ فِي عِلْمِهِ يَوْمَ أَقَرُّوا بِمَا أَقَرُّوا
بِهِ مَنْ يُكَذِّبُ بِهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهِ "
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، {وَإِذْ أَخَذَ
رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 172] الْآيَةَ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ
فَأَخَذَ مِيثَاقَهُ أَنَّهُ رَبُّهُ، وَكَتَبَ أَجَلَهُ وَرِزْقَهُ وَمَصَائِبَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ
ظَهْرِهِ كَالذَّرِّ فَأَخَذَ مِيثَاقَهُمْ أَنَّهُ رَبُّهُمْ، وَكَتَبَ
أَجَلَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ وَمَصَائِبَهُمْ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ [ص:143] وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ
صُلْبِهِ مِثْلَ الذَّرِّ فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ
رَبُّنَا، ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي صُلْبِهِ حَتَّى يُولَدُ كُلُّ مَنْ أَخَذَ
مِيثَاقَهُ لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ إِلَى أَنْ تَقُومَ
السَّاعَةُ "
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ يُصَلِّي عَلَيْهِ قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لِهَذَا، لَمْ يَعْمَلْ شَرًّا وَلَمْ يَدْرِ
بِهِ. قَالَ: " أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي
أَصْلَابِ آبَائِهِمْ " وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا،
وَخَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ،
وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ» قَالَ:
«فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْقَدَرِ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا} [الأعراف: 179] يَقُولُ: خَلَقْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا {مِنَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 38] وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119] يَقُولُ:
فَرِيقَيْنِ، فَرِيقًا يُرْحَمُ وَلَا يَخْتَلِفُ، وَفَرِيقًا لَا يُرْحَمُ
وَيَخْتَلِفُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا
أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 15] قَالَ: "
وَهُمُ الْكُفَّارُ الَّذِينَ خَلَقَهُمُ اللَّهُ لِلنَّارِ وَخَلَقَ النَّارَ لَهُمْ
فَزَالَتْ عَنْهُمُ الدُّنْيَا وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةُ قَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}
عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: " قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ،
خَلَقْتَ خَلْقًا خَلَقْتَهُمْ لِلنَّارِ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِ
ازْرَعْ زَرْعًا. فَزَرَعَهُ وَسَقَاهُ وَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى حَصَدَهُ
وَدَاسَهُ. فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَرْعُكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ: قَدْ رَفَعْتُهُ.
قَالَ: مَا تَرَكْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ. قَالَ: فَإِنِّي لَا أُدْخِلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ لَا خَيْرَ
فِيهِ "
قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ فِي الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ
يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81] فَأَشَارَ إِلَى كُفْرِهِ
قَبْلَ بُلُوغِهِ، وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِأَنَّهُ طُبِعَ كَافِرًا، وَأَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ
يُبْدِلَهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا، وَفِي ذَلِكَ إِخْبَارٌ
عَنْ خَلْقِهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ خَيِّرًا زَكِيًّا، وَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَ
عَنْ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}
[نوح: 27] ، وَقَالَ فِيمَنْ أَخْبَرَ عَنْ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ
هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ
اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا
وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 38] وَقَالَ: {وَسَلَامٌ
عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ} [مريم: 15] وَقِيلَ لِمَرْيَمَ: {لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}
[مريم: 19] وَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَ عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ:
{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} [مريم: 33] وَفِي جَمِيعِ ذَلِكَ
دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُمَا خُلِقَا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمَا مُؤْمِنَيْنِ،
وَوُلِدَا مُؤْمِنَيْنِ، وَالَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ
خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَاجِرًا كَافِرًا
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ
مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ
يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، ثُمَّ يُؤْمَرُ
بِأَرْبَعٍ: اكْتُبْ رِزْقَهُ وَعَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ هُوَ أَمْ سَعِيدٌ،وَرِزْقُهُ
وَأَثَرُهُ وَمَضْجَعِهِ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ
أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا
ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ
النَّارِ فَيَدْخُلُهَا "
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى،
فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا،
وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا
وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا،
وَيَحْيَى مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا
وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا
قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَتَنَاوَلَ رَأْسَهُ
فَقَلَعَهُ، فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}
أُبَيُّ بْنُ
كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ
مُؤْمِنَيْنِ} [الكهف: 80] «وَكَانَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
كَافِرًا، وَخَلَقَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فِي بَطْنِ أُمِّهِ مُؤْمِنًا»
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الْعَبْدُ يُولَدُ
مُؤْمِنًا وَيَعِيشُ مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَالْعَبْدُ يُولَدُ كَافِرًا
وَيَعِيشُ كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَالْعَبْدُ يَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ
بِالشَّقَاوَةِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ مَا كُتِبَ لَهُ فَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَإِنَّ
الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ بِالسَّعَادَةِ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ
مَا كُتِبَ لَهُ فَيَمُوتُ كَافِرًا»
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»
أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: غُشِيَ عَلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهَا قَدْ
فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ
عُقْبَةَ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ
تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَبِثُوا سَاعَةً وَهُوَ فِي
غَشْيَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ
فَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «غُشِيَ عَلَيَّ
آنِفًا؟» قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " صَدَقْتُمْ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ، أَجِدُ
فِيهِمَا شِدَّةً وَفَظَاظَةً وَغِلَظًا، فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمُكَ إِلَى
الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا
بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟ قَالَا:
نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: ارْجِعَا فَإِنَّهُ مِنَ
الَّذِينَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالْمَغْفِرَةَ، وَهُمْ مِنْ
بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَأَنَّهُ سَيُمْتِعُ بِهِ بَنُوهُ إِلَى مَا شَاءَ
اللَّهُ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ تُوُفِّيَ "
عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ، أَنَّ رَجُلًا، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ عَنَاءً عَنِ
الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى جُرِحَ
فَاسْتَعْجَلَ إِلَى الْمَوْتِ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ
حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ مَعَهُ مُسْرِعًا [ص:159] فَقَالَ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا ذَاكَ» قَالَ:
قُلْتَ فُلَانٌ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا عَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ،
فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ
الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ
لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ»
عَنْ عَائِشَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ
مِنْ عُمُرِهِ أَوْ كُلِّهِ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ
عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ مِنْ
عُمُرِهِ أَوْ أَكْثَرِهِ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عِنْدَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عَلَيْكُمْ لَا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ
حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَا خُتِمَ لَهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ
عُمُرِهِ أَوْ بُرْهَةً مِنْ
دَهْرِهِ بِعَمَلٍ صَالِحٍ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ
يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ قَبْلَ
مَوْتِهِ زَمَانًا مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ حَتَّى لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ
دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ
اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ
يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ
عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ
عَلَيْهِ»
فَضَالَةَ بْنَ
عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ
مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ»
عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، ذَكَرَ الْقَدَرِيَّةَ، فَقَالَ: " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَلَيْسَ قَدْ
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى
وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 29] "
أَفْعَالَ الْخَلْقِ
مَكْتُوبَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى مَقْدُورَةٌ لَهُ فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ خَلْقٌ
اللَّهُ خَالِقُ
كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
وَقَالَ: {خَالِقُ
كُلَّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
وَقَالَ: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ
وَقَالَ: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ}]
وَقَالَ: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا
وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [] وَقَالَ: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ}
وَقَالَ: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ}
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا}
أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ
خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا
لَيَالِيَ
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} كَمَا قَالَ:
{ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ}
وَقَالَ: {الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ
السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ}
وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
وَقَالَ: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
كَفَرُوا الرُّعْبَ}
{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبََ:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ}
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ
قَتَلَهُمْ}: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} :
{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}
عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: " {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ}
[الصافات: 95] قَالَ: الْأَصْنَامُ {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
[الصافات: 96] قَالَ: وَخَلَقَكُمْ وَخَلَقَ مَا تَعْمَلُونَ بِأَيْدِيكُمْ "
مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ
إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ:
«أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ» .
, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ
فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا
وَاحِدًا فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ حَتَّى تَرْفَعُ
الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ
رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي
خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ كُلَّ
الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَحْمَتِهِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَلَوْ
يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ
يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ»
عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِائَةَ رَحْمَةٍ كُلَّ رَحْمَةٍ طِبَاقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ،
فَجَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى
وَلَدِهَا، وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ»
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ
مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ فَأَوْفَى عَلَى فَدْفَدٍ مِنَ الْأَرْضِ
قَالَ: «تَائِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَابِدُونَ حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ
وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»
عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ، فَقُلْنَا لَهُ , فَقَالَ: "
أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ "
سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرٍ:
فَقَالَ: «عَلَى رِسْلِكَ أُنْفُذْ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ
ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ، فَوَاللَّهِ لِأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ خَيْرٌ
لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ»
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ:
«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ» ثُمَّ أُتِيَ بِإِبِلٍ
فَحَمَلَنَا عَلَى ثَلَاثَةٍ غُرِّ الذُّرَى فَلَمَّا رَجَعْنَا قُلْتُ لِأَصْحَابِي: وَاللَّهِ لَا يُبَارِكُ اللَّهُ
لَنَا، حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا
يَحْمِلَنَا، ارْجِعُوا قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا
تَحْمِلَنَا قَالَ: «مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، مَا حَمَلَكُمْ إِلَّا اللَّهُ،
وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى الْيَمِينِ فَأَرَى غَيْرَهَا
خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قِصَّةِ بَدْرٍ قَالَ: وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ: «إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَلَنْ
تَعْبُدَ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا» فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
«خُذْ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ تُرَابِ فَرَمَى بِهَا
وُجُوهَهُمْ، فَمَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَصَابَ عَيْنَيْهِ
وَمِنْخَرَيْهِ وَفَمَهُ تُرَابٌ مِنْ تِلْكِ الْقَبْضَةِ، فَوَلَّوْا
مُدْبِرِينَ»
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ «إِنَّ فِي طَلَبِ الرَّجُلِ إِلَى أَخِيهِ الْحَاجَةَ
لِفِتْنَةٌ، إِنْ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا حَمِدَ غَيْرَ الَّذِي أَعْطَاهُ وَإِنْ
مَنَعَهُ لَامَ غَيْرَ الَّذِي مَنَعَهُ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
[الفرقان: 74] قَالَ: " يَقُولُ أَئِمَّةُ هُدًى يَهْتَدِي بِنَا، وَلَا
يَجْعَلْنَا أَئِمَّةً ضُلَّالًا، لِأَنَّهُ قَالَ لِأَهْلِ السَّعَادَةِ
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73] وَقَالَ
لِأَهْلِ الشَّقَاوَةِ: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ الرَّحِمَ تُقْطَعُ، وَإِنَّ النِّعْمَةَ
تُكْفَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قَارَبَ بَيْنَ الْقُلُوبِ لَمْ
يَزْجُرْهَا شَيْءٌ أَبَدًا - ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ - {لَوْ
أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ
لَخَلِيقَتَانِ تُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ
فَيَعِدُ أَهْلَهُ الْخَيْرَ وَيُمَنِّيهِمْ وَأَمَّا الْمُنْكَرُ
فَيَقُولُ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ، وَمَا تَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا
"
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
جِبْرِيلَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: «ابْنَ آدَمَ أَنَا خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ
قَدَّرْتُ عَلَى يَدَيْهِ الْخَيْرَ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ قَدَّرْتُ عَلَى يَدَيْهِ
الشَّرَّ»
قَالَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: الْآجَالُ وَالْأَرْزَاقُ تُقَدَّرُ،
وَالْأَعْمَالُ إِلَيْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ
وَسُعُرٍ} [القمر: 47] إِلَى قَوْلِهِ: {كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
[القمر: 49] إِلَى قَوْلِهِ: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 53] "
حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ
مُنَبِّهٍ، وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي
كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: «إِنَّ مِنِّيَ الْخَيْرَ، وَأَنَا قَدَّرْتُهُ ,
وَقَدَّرْتُهُ لِخِيَارِ عِبَادِي، فَطُوبَى لِمَنْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، وَإِنَّ
مِنِّيَ الشَّرَّ، وَأَنَا قَدَّرْتُهُ،
وَقَدَّرْتُهُ لِشِرَارِ خَلْقِي، فَوَيْلٌ لِمَنْ قَدَّرْتُهُ لَهُ»
عَنْ مُسَافِعٍ الْحَاجِبِ، أَنَّهُ قَالَ: وَجَدُوا حَجَرًا حِينَ نَقَضُوا
الْبَيْتَ فِيهِ ثَلَاثُ صُفُوحٍ، فِيهَا كِتَابٌ مِنْ كِتَابِ الْأُوَلِ،
فَدُعِيَ رَجُلٌ فَقَرَأَهُ قَالَ: «أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ
وَالشَّرَّ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ
كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ»
أَنَّ أَفْعَالَ الْخَلْقِ كُلَّهَا تَقَعُ بِمَشِيئَةِ
اللَّهِ
{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وَقَالَ {وَمَا هُمْ
بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] وَقَالَ:
{وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: " لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} [التكوير: 28] قَالُوا: الْأَمْرُ
إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا
تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} «[ص:181] وَفِي رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ» أَهْبَطَ اللَّهُ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: كَذَبُوا يَا مُحَمَّدُ {وَمَا تَشَاءُونَ
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . قَالَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ،
وَفُرِّجَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ
وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ» فَأَخَذَ
أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ
عَلَى رَبِّكَ قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ
السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى}
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: " قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ
تُعَيِّرُنِي نِسَاءُ قُرَيْشٍ لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ فَأَنْزَلَ [ص:182] اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
عَنْ كُرْزِ بْنِ
عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَلْ لِلْإِسْلَامِ مِنْ مُنْتَهَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ
خَيْرًا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ يَقَعُ
الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ» قَالَ الرَّجُلُ: كَلَّا وَاللَّهِ، إِنْ شَاءَ
اللَّهُ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ
صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَسَاوِدَ
صُبًّا: الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ أَرَادَ أَنْ تَنْهَشَ ارْتَفَعَ هَكَذَا ثُمَّ
انْصَبَّ
عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا
عَسَلَهُ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ لَهُ
عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ»
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا
فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَأَلْهَمَهُ رُشْدَهُ»
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ دَاعِيًا وَمُبَلِّغًا وَلَيْسَ إِلَيَّ مِنَ
الْهُدَى شَيْءٌ، وَبُعِثَ إِبْلِيسُ مُزَيِّنًا وَلَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ
الضَّلَالَةِ شَيْءٌ»
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي
بَكْرٍ: «يَا أَبَا بَكْرٍ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا
خَلَقَ إِبْلِيسَ»
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا عَلَى بَابِ
الْحُجُرَاتِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَعَهُمَا فِئَامٌ مِنَ
النَّاسِ يُحَاوِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَرُدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ،
فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَتُوا
فَقَالَ: «مَا كَلَامٌ سَمِعْتُ آنِفًا؟» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
زَعَمَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّ الْحَسَنَاتِ مِنَ اللَّهِ، وَالسَّيِّئَاتِ مِنَ الْعِبَادِ،
وَقَالَ عُمَرُ: الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ مِنَ اللَّهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
يُقَدِّرُ اللَّهُ الْخَيْرَ وَلَا يُقَدِّرُ الشَّرَّ، قَالَ عُمَرُ: بَلْ
يُقَدِّرُهُمَا جَمِيعًا وَبَايَعَ هَذَا قَوْمٌ وَبَايَعَ هَذَا قَوْمٌ،
فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ
فَقَالَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» فَقَالَ قَوْلَهُ الْأَوَّلَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى
عُمَرَ فَقَالَ قَوْلَهُ الْأَوَّلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمْ بِقَضَاءِ جِبْرِيلَ
وَإِسْرَافِيلَ وَمِيكَائِيلَ» فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بِهَذَا جِبْرِيلُ
وَمِيكَائِيلُ؟ قَالَ: " أَيْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَوَّلُ
خَلْقِ اللَّهِ تَكَلَّمَ فِيهِ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ،
وَقَالَ جِبْرِيلُ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: إِنَّا
مَتَى نَخْتَلِفُ أَهْلُ السَّمَاءِ يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْأَرْضِ، فَهَلُمَّ
فَلْنَتَحَاكَمْ إِلَى إِسْرَافِيلَ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا بِحَقِيقَةِ الْقَدَرِ
خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، كُلُّهُ مِنَ اللَّهِ، وَإِنِّي قَاضٍ
بَيْنَكُمَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ
اللَّهَ لَوْ أَرَادَ أَنْ لَا يُعْصَى لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ " قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ اللَّهُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ "
أَسْتَغْفِرُ
اللَّهَ، كَانَتْ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ زَلَّةٌ أَوْ هَفْوَةٌ لَا أَعُودُ
لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْمَنْطِقِ أَبَدًا. قَالَ: فَمَا عَادَ حَتَّى لَقِيَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
ابْنُ سِنَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: "
قَرَأْتُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ كِتَابًا وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ سِوَى ذَلِكَ
فَمَا مِنْهَا كِتَابٌ إِلَّا فِيهِ: إِذَا جَعَلَ الْعَبْدُ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا
مِنَ الْمَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ "
الْقَدَرَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ مِنَ اللَّهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ «سَلُونِي» قَالَ: فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ قَالَ:
فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
الْإِسْلَامُ؟ فَذَكَرَهُ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ كُلِّهِ»
عَنْ عَلِيٍّ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ لَنْ يَجِدَ الْعَبْدُ طَعْمَ
الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ،
وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ وَبِأَنَّهُ
مَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَيُؤْمَنُ بِالْقَدَرِ»
عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَنْ
يُؤْمِنَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ، الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا نُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ، وَلَا نُخْرِجُهُ عَنِ
الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ إِلَى
أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا
عَدْلُ عَادِلٍ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ»
سَمِعْتُ عَدِيَّ
بْنَ حَاتِمٍ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَدِيَّ بْنُ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» قَالَ: قُلْتُ:
وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «أَنْ
تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَشْهَدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ،
وَتُؤْمِنَ بِالْأَقْدَارِ كُلِّهَا خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، حُلْوِهَا وَمُرِّهَا»
عَمْرَو بْنَ
شُعَيْبٍ، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَالِسًا فَذَكَرُوا
رِجَالًا يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْأَعْمَالَ،
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ قَطُّ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ
حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمَّ سَكَنَ فَقَالَ: تَكَلَّمُوا بِهِ، أَمَا
وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا، وَيْحُهُمْ
لَوْ يَعْلَمُونَ. قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَا
هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَدْ سَكَنَ بَعْضُ غَضَبِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي
رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَكُونُ
قَوْمٌ فِي أُمَّتِي يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقُرْآنِ، وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ، كَمَا كَفَرَتْ بِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى» قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ؟
قَالَ: «يُقِرُّونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِهِ» قَالَ: قُلْتُ:
مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: " يَجْعَلُونَ إِبْلِيسَ عِدْلًا لِلَّهِ فِي
خَلْقِهِ وَقَوْلِهِ، وَيَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ، وَالشَّرُّ مِنْ
إِبْلِيسَ، فَيَكْفُرُونَ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْقُرْآنِ، مَا
يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ،
أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " قَالَ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ
طَاعُونًا فَتَفْنَى عَامَّتُهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ خَسْفٌ فَمَا أَقَلَّ مَنْ
يَنْجُو مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ، شَدِيدٌ غَمُّهُ، ثُمَّ
يَكُونُ الْمَسْخُ، فَيَمْسَخُ اللَّهُ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ،
ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ قَرِيبًا " ثُمَّ بَكَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ
قُلْنَا مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «رَحْمَةً لَهُمُ،
الْأَشْقِيَاءُ مِنْهُمُ الْمُتَعَبِّدُ، وَمِنْهُمُ الْمُجْتَهِدُ، مَعَ
أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَضَاقَ
بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
بِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ
الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ: «يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَأَنَّهُ لَا
يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا، وَيُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ
وَالنَّارِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ،
وَخَلَقَ خَلْقًا فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ شَاءَ
مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ عَدْلٌ ذَلِكَ مِنْهُ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ بِمَا خُلِقَ
لَهُ وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ» ، قَالَ: قُلْتُ: صَدَقَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ , أَوْ كَمَا قَالَ
عَنْ خَبَّابِ بْنِ
الْأَرَتِّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ مَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟
قَالَ:: «تَعْلَمُ أَنَّ مَا
أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَكَ»
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا
أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَلَئِنْ أَعَضُّ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى
تُطْفَأَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ لِأَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ لَيْتَهُ
لَمْ يَكُنْ»
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
وَأَهْوَى بِأَصْبُعِهِ إِلَى فَمِهِ: «لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يَعْلَمَ
أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَهُ، وَيُؤْمَنُ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: ائْتَمَرْنَا أَنْ يَحْرُسَ عَلِيًّا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنَّا عَشْرَةٌ قَالَ: فَخَرَجْنَا
وَمَعَنَا السِّلَاحُ، وَصَلَّى كَمَا كَانَ يُصَلِّي، ثُمَّ أَتَانَا فَقَالَ:
«مَا شَأْنُ السِّلَاحِ؟» قَالَ: قُلْنَا: ائْتَمَرْنَا أَنْ يَحْرُسَكَ كُلَّ
لَيْلَةٍ مِنَّا عَشْرَةٌ قَالَ: «مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ أَهْلِ
الْأَرْضِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ أَهْوَنُ وَأَضْعَفُ أَوْ أَصْغَرُ أَوْ كَلِمَةٌ
نَحْوَ ذَلِكَ أَنْ نَحْرُسَكَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ لَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلٍ
حَتَّى يُقْضَى فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ عَلَيَّ جُنَّةً حَصِينَةً إِلَى يَوْمِي،
وَذَكَرَ أَنَّهُ لَا يَذُوقُ عَبْدٌ أَوْ لَا يَجِدُ عَبْدٌ حَلَاوَةَ
الْإِيمَانِ أَوْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ يَقِينًا غَيْرَ ظَنٍّ
أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ
يَكُنْ لِيُصِيبَهُ»
عَنْ أَبِي حَجَّاجٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: سَأَلْنَا سَلْمَانَ عَنِ
الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ قَالَ: «أَنْ يَعْلَمَ، أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ،
وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ»
عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا كَلَامُهُمْ إِلَّا
إِنْ قُضِيَ وَإِنْ قُدِّرَ»
مَا كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ وَجَرَى بِهِ الْقَلَمُ
أَدْرَكَهُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي غُلَامٌ
شَابٌّ، أَوْ إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَإِنِّي أَكْرَهُ الْعُزُوبَةَ، فَائْذَنْ
لِي أَنْ أَخْتَصِيَ؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنِّي مِرَارًا ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ، إِنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَفَّ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ، فَاخْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ أَوْ
ذَرْ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ
مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ
الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ،
وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالْيَدُ بِالْبَطْشِ، وَالرِّجْلُ بِالْمَشْيِ،
وَالْقَلْبُ
يَهُمُّ وَيَتَمَنَّى وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ
ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا
وَلْتَنْكِحَ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا»
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ وَقَالَ: «إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، إِنَّمَا
يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الشَّحِيحِ
لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ قَدْ قَدَّرْتُهُ لَكِنْ
يُلْقِيهِ النَّذْرُ وَقَدْ قَدَّرْتُهُ لَهُ أَسْتَخْرِجُ مِنَ الْبَخِيلِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَرِّبُ لِابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ
قَدَّرَهُ، وَلَكِنَّ النَّذْرَ يُوَافِقُ الْقَدَرَ، فَيَسْتَخْرِجُ بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يُخْرِجْهُ» رَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ: «لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ،
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ»
عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، أَنَّ أَبَا خُزَامَةَ حَدَّثَهُ , أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ،
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ وَرُقًى
نَسْتَرْقِيهَا وَتُقًى نَتَّقِيهِ هَلْ يَرُدُّ ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ مِنْ
شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ»
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي
بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي
سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ
وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ وَلَنْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ
اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ
خَيْرًا وَأَفْضَلَ»
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ بِالشَّامِ خُطْبَةً يَأْثِرُهَا عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَأَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا،
فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ بِأَرْزَاقِكُمْ، وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لَهُ عَمَلُهُ
الَّذِي كَانَ عَامِلًا، اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ عَلَى أَعْمَالِكُمْ
فَإِنَّهُ {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}
[الرعد: 39]
عَنْ جَابِرٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ
رِزْقَهُ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، وَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ،
فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ،
خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرَّمَ»
ابْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَسْتَبْطِئَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ
فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَلْقَى فِي رَوْعِي أَنَّ أَحَدًا
مِنْكُمْ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ
الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ،
وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ»
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ قَوْلِهِ: «لَا يَسْبِقُ بَطِيءٌ حَظَّهُ، وَلَا يُدْرِكُ حَرِيصٌ
مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ، فَمَنْ أُعْطِيَ خَيْرًا فَاللَّهُ أَعْطَاهُ، وَمَنْ
وُقِيَ شَرًّا فَاللَّهُ
وَقَاهُ»
عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ مَهْمُومًا
فَقَالَ: «لَا تُكْثِرْ
هَمَّكَ، مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ»
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى شَيْءٍ تَظُنُّ أَنَّكَ
إِنِ اسْتَعْجَلْتَ إِلَيْهِ أَنَّكَ تُدْرِكُهُ , وَإِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ
يُقَدِّرْهُ لَكَ , وَلَا تَسْتَأْخِرَنَّ عَنْ شَيْءٍ تَظُنُّ أَنَّكَ إِنِ
اسْتَأْخَرْتَ أَنَّهُ مَدْفُوعٌ عَنْكَ , وَإِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ قَدَّرَهُ
عَلَيْكَ»
عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا
يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ»
عَنْ هُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ , قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِلٌ فَسَأَلَهُ وَفِي الْبَيْتِ تَمْرَةٌ عَايِرَةٌ
فَقَالَ: «هَا لَوْ لَمْ تَأْتِهَا لَأَتَتْكَ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , قَالَ: «إِنَّ
أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ فَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ
وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ , ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ وَهُوَ الْحُوتُ , وَخَلَقَ الْأَلْوَاحَ فَكَتَبَ فِيهَا
الدُّنْيَا وَمَا يَكُونُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ خَلْقٍ مَخْلُوقٍ
, وَعَمَلٍ مَعْمُولٍ , بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ , أَوْ رِزْقٍ مَقْسُومٍ , حَرَامٍ
وَحَلَالٍ , ثُمَّ يُلْزِمُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ شَأْنَهُ مَتَى مَلْقَاهُ
فِيهَا وَمَتَى خُرُوجُهُ مِنْهَا» قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " وَذَلِكَ قَوْلُ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا
كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] " فَقَالَ
رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ مَا كُنَّا نَرَى هَذَا إِلَّا الْمَلَائِكَةَ
تَكْتُبُ أَعْمَالَنَا الَّتِي نَعْمَلُهَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «أَلَسْتُمْ
قَوْمًا عَرَبًا هَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ كِتَابٍ»
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَأَلَ اللَّهَ أَحَدُكُمُ الرِّزْقَ
فَلْيَسْأَلِ الْحَلَالَ , فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ»
عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى , قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ
حَدِّثِينِي شَيْئًا سَمِعْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّيْرُ تَجْرِي بِقَدَرٍ , وَكَانَ
يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ»
قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ
الْعَيْنُ قَالَ: «اسْتَرْقِي لَهُمْ , فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ
الْعَيْنُ»
عَائِشَةَ , قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ , وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ
وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ , وَإِنَّ الدُّعَاءَ لَيَلْقَى الْبَلَاءَ
فَيَعْتَلِجَانِ إِلَيَّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
عَنْ ثَوْبَانَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ , وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ
إِلَّا الْبِرُّ , وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ»
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ , وَيُنْسَأُ لَهُ فِي
أَثَرِهِ , فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي
عُمُرِهِ , وَيُوَسِّعَ لَهُ رِزْقَهُ , وَيَدْفَعَ عَنْهُ مَيْتَةَ السُّوءِ ,
فَلْيَتَّقِ اللَّهَ , وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , قَالَ: «إِنَّ
الْحَذَرَ لَا يُغْنِي مِنَ الْقَدَرِ , وَإِنَّ الدُّعَاءَ يَدْفَعُ الْقَدَرَ ,
وَهُوَ إِذَا دَفَعَ الْقَدَرَ فَهُوَ مِنَ الْقَدَرِ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , قَالَ: «لَا
يَنْفَعُ الْحَذَرُ مِنَ الْقَدَرِ , وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَمْحُو
بِالدُّعَاءِ مَا شَاءَ مِنَ الْقَدَرِ»
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] قَالَ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا
يَشَاءُ} [الرعد: 39] مِنْ أَحَدِ الْكِتَابَيْنِ , هُمَا كِتَابَانِ يَمْحُو
اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنْ أَحَدِهِمَا {وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ
وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] قَالَ: " هُوَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ
الزَّمَانَ بِطَاعَةِ اللَّهِ ثُمَّ يَعُودُ لِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَيَمُوتُ
عَلَى ضَلَالَةٍ فَهُوَ الَّذِي يَمْحُو , وَالَّذِي يُثْبِتُ: الرَّجُلُ يَعْمَلُ
بِطَاعَةِ اللَّهِ وَقَدْ كَانَ سَبَقَ لَهُ خَيْرٌ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ فِي
طَاعَةِ اللَّهِ , فَهُوَ الَّذِي يَثْبُتُ "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: " مَا دَعَا عَبْدٌ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ
إِلَّا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ: يَا ذَا الْمَنِّ , وَلَا
يُمَنُّ عَلَيْكَ , يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , يَا ذَا الطَّوْلِ
, لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , ظَهْرُ الَّاجِئِينَ , وَجَارُ الْمُسْتَجِيرِينَ ,
وَمَأْمَنُ الْخَائِفِينَ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أُمِّ الْكِتَابِ عِنْدَكَ
شَقِيًّا فَامْحُ عَنِّي اسْمَ الشَّقَاءِ , وَاثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا ,
وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أُمِّ الْكِتَابِ مَحْرُومًا مُقَتَّرًا عَلَيَّ
رِزْقِي , فَامْحُ عَنِّي حِرْمَانِي وَتَقْتِيرِ رِزْقِي , وَاثْبِتْنِي عِنْدَكَ
سَعِيدًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرِ , فَإِنَّكَ تَقُولُ فِي كِتَابِكَ {يَمْحُو
اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي
السَّعَادَةِ فَاثْبِتْنِي فِيهَا , وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الشَّقَاوَةَ
وَالذَّنْبَ. . . فَامْحُنِي وَاثْبِتْنِي فِي السَّعَادَةِ {يَمْحُو
اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ
الْكِتَابِ قَالَ: " يُرِيدُ أَمْرَ السَّمَاءِ - يَعْنِي: فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ - فَيَمْحُو مَا
يَشَاءُ غَيْرَ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ "
, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [الرعد: 39]
يَقُولُ: " يُبَدِّلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ مِنَ الْقُرْآنِ فَيَنْسَخُهُ
وَيُثْبِتُ يَقُولُ: وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ وَلَا يُبَدِّلُهُ {وَعِنْدَهُ
أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] يَقُولُ: جُمْلَةُ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ , وَمَا يُبَدَّلُ , وَمَا يُثَبَّتُ كُلُّ
ذَلِكَ فِي كِتَابٍ "
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا
يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} [فاطر: 11] يَقُولُ: " لَيْسَ أَحَدٌ قَضَيْتُ لَهُ
طُولَ الْحَيَاةِ وَالْعُمُرِ إِلَّا هُوَ بَالِغٌ مَا قَدَّرْتُ لَهُ مِنَ
الْعُمُرِ , قَدْ قَضَيْتُ ذَلِكَ فَإِنَّمَا يَنْتَهِي إِلَى الْكِتَابِ الَّذِي
قَدَّرْتُ لَهُ لَا يُزَادُ عَلَيْهِ , لَيْسَ أَحَدٌ قَضَيْتُ لَهُ أَنَّهُ
قَصِيرُ الْعُمُرِ بِبَالِغٍ الْعُمُرَ , وَلَكِنْ [ص:218] يَنْتَهِي إِلَى الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبْتُ
لَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ}
[فاطر: 11] يَقُولُ: كُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ عِنْدَهُ "
, عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: {وَمَا
يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} [فاطر: 11] «إِلَّا كُتِبَ عُمْرُهُ كَمْ هُوَ مِنْ
سَنَةٍ , كَمْ هُوَ مِنْ شَهْرٍ , كَمْ هُوَ مِنْ يَوْمٍ , كَمْ هُوَ مِنْ سَاعَةٍ , ثُمَّ يُكْتَبُ
عَدَدُ عُمْرِهِ نَقَصَ كَذَا , حَتَّى يُوَافِقَ النُّقْصَانُ الْعُمُرَ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ: {ثُمَّ
قَضَى أَجَلًا وَأَجَلُّ مُسَمًّى عِنْدَهُ} [الأنعام: 2] يَعْنِي: «أَجَلَ
الْمَوْتِ , وَالْأَجَلُ الْمُسَمَّى أَجْلُ السَّاعَةِ , وَالْوُقُوفُ عِنْدَ اللَّهِ»
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , خَرَجَ
إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ -
أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ - فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ
وَقَعَ بِالشَّامِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ فِي اسْتِشَارَتِهِ إِيَّاهُمْ
وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَيْهِ , إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ
إِنِّي مُصَبَّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ , فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ
قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ , نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ
اللَّهِ , أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ
عَدْوَتَانِ أَحَدُهُمَا خَصْبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ , أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ
الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ , وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ
رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا
عِلْمًا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا
تُقْدِمُوا عَلَيْهِ , وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا
فِرَارًا مِنْهُ» قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ , ثُمَّ انْصَرَفَ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , فِي قَوْلِهِ:
{أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف: 37] يَقُولُ:
«أَعْمَالُهُمْ»
عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ , يَقُولُ: «إِنَّ
اللَّهَ قَدَّرَ أَجَلًا , وَقَدَّرَ بَلَاءً , وَقَدَّرَ مُصِيبَةً , وَقَدَّرَ
مُعَافَاةً فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ
نَجِيحٍ , قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ , وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِعِنَانِ
دَابَّتِهِ. فَقَالَ: "
تَزْعُمُ أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ قُتِلَ فِي غَيْرِ أَجَلِهِ،
قَالَ: فَمَنْ يَأْكُلُ بَقِيَّةَ رِزْقِهِ يَا لُكَعُ , خَلِّ الدَّابَّةَ بَلْ قُتِلَ فِي أَجَلِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ
مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْكَ الْيَوْمَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ "
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ , وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ ثُمَّ خَلَقَ
الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي ,
وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي " قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: «عَلَى مُوَاقَعَةِ الْقَدَرِ»
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ , أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَبْتَدَأَ الْأَعْمَالُ أَمْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ , ثُمَّ أَشْهَدَهُمْ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ فِي كَفَّيْهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي
الْجَنَّةِ , وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ , فَأَهْلُ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ
الْجَنَّةِ , وَأَهْلُ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ النَّارِ "
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ، وَرُبَّمَا قَالَ: جَاءَهُ سَائِلٌ وَصَاحِبُ
حَاجَةٍ قَالَ: اشْفَعُوا فَتُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا
شَاءَ "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:230]: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ
بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وَقَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرَّكْبِ , فَقَالُوا: أَيْ رَسُولَ
اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ
وَالزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ , وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا
نُطِيقُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا
قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا , بَلْ
قُولُوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
[البقرة: 285] فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ ,
أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَثَرِهَا {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا
مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
[البقرة: 286] قَالَ: نَعَمْ {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا
حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] قَالَ: نَعَمْ
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] . قَالَ:
نَعَمْ {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا
فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286] قَالَ: نَعَمْ "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران:
102] قَالَ «أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى , وَأَنْ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرُ ,
وَأَنْ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا حَقُّ تُقَاتِهِ؟ قَالَ: «أَنْ يَذْكُرَ فَلَا يُنْسَى وَيُطَاعَ فَلَا
يُعْصَى» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَقْوَى عَلَى هَذَا؟ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] وَقَوْلُهُ: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ
وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110]
وَقَوْلُهُ: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54] ,
وَقَوْلُهُ: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحجر: 12]
وَقَوْلُهُ: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ} [الكهف: 28] وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:
5] وَقَوْلُهُ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل
عمران: 8] وَقَوْلُهُ: {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ}
وَقَوْلُهُ: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء: 155]
وَقَوْلُهُ: {فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23] وَقَوْلُهُ:
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الأنعام: 25]
وَقَوْلُهُ: {وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف:
100] وَقَوْلُهُ: {وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأعراف: 186]
وَقَوْلُهُ: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [آل عمران: 178]
وَقَوْلُهُ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ
إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182] وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا
ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا
فَرِحُوا بِمَا أُتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} وَقَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَّا
لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}
عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَمِينٌ يَحْلِفُ بِهَا: «لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ
أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ كَيْفَ
يَشَاءُ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ
شَاءَ أَزَاغَهُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى
طَاعَتِكَ»وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا , وَيَضَعُ
آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ [ص:242] اللَّيْلِ قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ , اللَّهُمَّ
زِدْنِي عِلْمًا نَافِعًا وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ,
وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ , وَسُوءِ الْقَضَاءِ ,
وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ , وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ»
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ
مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعْصِيَتِهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ» ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى
إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}
سَمِعْتُ أَبَا
مُعَاذٍ النَّحْوِيَّ , يَقُولُ:
{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] قَالَ:
«أُظْهِرُ لَهُمُ النِّعَمَ , وَأُنْسِيهِمُ الشُّكْرَ»
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ , قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ يُبَايِعُ النَّاسَ وَإِنِّي
أَرْفَعُ أَغْصَانَهَا عَنْ رَأْسِهِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ وَوَجْهُهُ يَسِيلُ دَمًا
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكُتُ. قَالَ: «وَمَا أَهْلَكَكَ؟» قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ
فَأَتْبَعْتُهَا بَصَرِي فَأَصَابَ وَجْهِي الْجِدَارُ فَأَصَابَنِي مَا تَرَى
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ
عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا , وَإِذَا أَرَادَ بِهِ شَرًّا أَمْسَكَ
عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ الْقِيَامَةَ كَأَنَّهُ عَيْرٌ»
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ إِلَّا الْمَوْتُ
خَيْرًا لَهَا , إِنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَكِنِ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ} [آل عمران: 198] وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ يَقُولُ: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [آ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: {يَحُولُ بَيْنَ
الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قَالَ: «يَحُولُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَبَيْنَ
مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَبَيْنَ الْكَافِرِ وَبَيْنَ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:
{يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] يَقُولُ: «يَحُولُ بَيْنَ
الْمُؤْمِنِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ , وَيَحُولُ بَيْنَ الْكَافِرِ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ»
وَقَوْلُهُ: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110] قَالَ: «لَوْ رُدُّوا إِلَى الدُّنْيَا لَحِيلَ
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهُدَى كَمَا حِيلَ بَيْنَهُمْ أَوَّلَ [ص:245] مَرَّةٍ فِي الدُّنْيَا»
وَقَوْلُهُ: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوَا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88]
قَالَ: «فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَحَالَ بَيْنَ
فِرْعَوْنَ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ حَتَّى أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ فَلَمْ يَنْفَعْهُ الْإِيمَانُ
عَنْ طَاوُسٍ , قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنَ
الْقَدَرِيَّةِ فَقُلْتُ: إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: لَا قَدَرٌ؟ قَالَ: أَوَفِي
الْقَوْمِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَا كُنْتَ
تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: " لَوْ كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ لَأَخَذْتُ
بِرَأْسِهِ ثُمَّ قَرَأْتُ عَلَيْهِ آيَةَ كَذَا وَكَذَا {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ
عُلُوًّا كَبِيرًا}
قُلْتُ: يَا أَبَا
سَعِيدٍ {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا
مَنْ هُوَ صَالِ} [الصافات: 163] الْجَحِيمِ قَالَ: «نَعَمْ , الشَّيَاطِينُ لَا
يُضِلُّونَ بِضَلَالَتِهِمْ إِلَّا مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ أَنَّهُ يَصْلَى الْجَحِيمَ»
أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: «مَا تَرَى فِي الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا
قَدَرَ؟» قَالَ: أَرَى أَنْ يُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضَرَبْتُ
أَعْنَاقَهُمْ , قَالَ عُمَرُ: " ذَاكَ الرَّأْيُ فِيهِمْ , لَوْ لَمْ يَكُنْ
إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْوَاحِدَةُ كَفَى بِهَا {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ
مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةِ الْقَاضِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ
إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ , بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ
عَلَيْهِ
, وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ , وَالْمَعْصُومُ مَنْ
عَصَمَ اللَّهُ»
عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَلَا
تَكَلَّمُ نَفْسٌ فَيَكُونُ أَوَّلَ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: " لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ , وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ
, وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ , وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ
مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلَهَا
بِفَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَحْمَتِهِ لِأَنَّهُ خَلَقَهُ لَهَا
وَوَفَّقَهُ لِأَعْمَالِ أَهْلِهَا
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ» قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ
عَنْ عَائِشَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا
عَمَلُهُ الْجَنَّةَ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ»
عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لَا يُدْخِلُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ , وَلَا يُجِيرُهُ مِنَ
النَّارِ وَلَا أَنَا إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ
عَنْ عَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ , قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَنْزِعُ فِي زَمْزَمَ ,
قَدِ ابْتَلَّتْ أَسَافِلُ ثِيَابِهِ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ
, فَقَالَ: «أَوَقَدْ فَعَلُوهَا» ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: " فَوَاللَّهِ مَا
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِيهِمْ {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرْ إِنَّا كُلَّ
شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] أُولَئِكَ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ , لَا تَعُودُوا
مَرْضَاهُمْ , وَلَا تُصَلُّوا عَلَى مَوْتَاهُمْ , إِنْ أَرَيْتَنِي أَحَدًا
مِنْهُمْ فَقَأْتُ عَيْنَيْهِ بِأَصْبُعِي هَاتَيْنِ "
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ,
إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ»
, عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ أُولَئِكَ
مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ , إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ , وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسُ , وَإِنَّ
مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ
عَنْ حُذَيْفَةَ ,
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسُ , وَمَجُوسُ هَذِهِ
الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا قَدَرَ , مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلَا
تَشْهَدُوا جِنَازَتَهُ , وَمَنْ
مَرِضَ مِنْهُمْ فَلَا تَعُودُوهُ , وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ , وَحَقٌّ عَلَى
اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِالدَّجَّالِ»
عَنْ نَافِعٍ ,
قَالَ: كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صِدِّيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُكَاتِبُهُ ,
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ
تَكَلَّمَتْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ , فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ ,
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ
يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ»
عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ
السَّهْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالْإِشْرَاكِ
بِاللَّهِ , وَمَا أَشْرَكَتْ أُمَّةٌ حَتَّى يَكُونَ بَدْءُ شِرْكِهَا
التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَاكُ أُمَّتِي بِالْعَصَبِيَّةِ ,
وَالْقَدَرِيَّةِ
عَنْ أَنَسٍ ,
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي خَصْلَتَيْنِ
التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ , وَالتَّصْدِيقُ بِالنُّجُومِ»
عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي ثَلَاثًا:
زَلَّةَ عَالِمٍ , وَجِدَالَ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ , وَالتَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ
, عَنْ جَابِرٍ
السُّوَائِيِّ سُوَاءَةَ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي ثَلَاثًا: اسْتِسْقَاءً
بِالْأَنْوَاءِ , وَحَيْفَ السُّلْطَانِ , وَالتَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ "
عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
الْحُسَيْنِ , يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ , وَلَعَنَهُمُ
اللَّهُ , وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ: الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ,
وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ , وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي , وَالْمُتَسَلِّطُ
بِالْجَبَرِيَّةِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ
, وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ - يَعْنِي
وَالْمُسْتَحِلَّ لِحُرَمِ اللَّهِ
نْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ
جَدِّهِ قَالَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَرِدَانِ
عَلَيَّ الْحَوْضَ: الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ "
عَنْ مُعَاذِ بْنِ
جَبَلِ قَالَ: «لَقَدْ
لُعِنَتِ الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا
آخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ»
عَنْ مُعَاذِ بْنِ
جَبَلٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا وَفِي
أُمَّتِهِ قَدَرِيَّةٌ وَمُرْجِئَةٌ , يُشَوِّشُونَ عَلَيْهِ أَمْرَ أُمَّتِهِ ,
أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ
لَعَنَ الْقَدَرِيَّةَ وَالْمُرْجِئَةَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا»
عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ , وَلَا
مَنَّانٌ , وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ , وَلَا مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ»
عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى إِلَيْهِمْ , عَاقٌّ , وَمَنَّانٌ , وَمُدْمِنُ خَمْرٍ , وَمُكَذِّبٌ
بِقَدَرٍ»
عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ:
«ثَلَاثَةٌ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ , عَاقٌّ , وَمَنَّانٌ ,
وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ»
عَنْ عُمَرَ ,
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُنَادِي مُنَادٍ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لِيَقُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ»
قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا الْقَدَرَ فَإِنَّهُ شُعْبَةٌ مِنَ
النَّصْرَانِيَّةِ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا
فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ "
عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا
تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ»
عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ
هَذَا يَنْزِعُ آيَةً , وَهَذَا يَنْزِعُ آيَةً , فَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي
وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ فَقَالَ: «أَلِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا
وُكِّلْتُمْ؟ أَوَ [ص:291] بِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ
اللَّهِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ؟
انْظُرُوا مَا أُمِرْتُمْ فَاتَّبِعُوهُ , وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ»
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ
, حَتَّى كَأَنَّمَا فُقِئَ عَلَى وَجْنَتَيْهِ حَبُّ الرُّمَّانِ , ثُمَّ أَقْبَلَ
عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوَ بِهَذَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ ,
إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ حِينَ تَنَازَعُوا فِي هَذَا الْأَمْرِ , عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَنْ لَا
تَنَازَعُوا فِيهِ»
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا ,
وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا
ابْنَ عَبَّاسٍ ,
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
مُؤَاتِيًا - أَوْ قَالَ - مُقَارِبًا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الْوِلْدَانِ
وَالْقَدَرِ
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُخِّرَ الْكَلَامُ فِي الْقَدَرِ لِشِرَارِ
هَذِهِ الْأُمَّةِ»
عَنْ عَائِشَةَ ,
قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ
سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ لَمْ يُسْأَلْ
عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
بَلَغَ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَكَلَّمَا فِي الْقَدَرِ فَقَامَ
خَطِيبًا فَتَهَدَّدَ فِيهِ وَأَوْعَدَ فِيهِ وَعِيدًا شَدِيدًا , وَقَالَ:
«إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ حَيْثُ تَكَلَّمُوا فِيهِ , أَعْزِمُ عَلَى مُتَكَلِّمٍ يَتَكَلَّمُ
فِيهِ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ. حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْحَجَّاجِ»
, عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
«أَوَّلُ مَا يَكْفَأُ الْإِسْلَامَ كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ قَوْلُ النَّاسِ
فِي الْقَدَرِ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , بَلَغَهُ أَنَّ قَوْمًا , يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ , فَمَضَى
عَنْهُمْ وَلَمْ يَجْلِسْ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «كَفَى بِكَ
إِثْمًا أَلَّا تَزَالَ مُمَارِيًا , وَكَفَى بِكَ ظُلْمًا أَلَّا تَزَالَ
مُخَاصِمًا»
أَبُو عَمْرَةَ ,
قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى قَوْمٍ يَتَنَازَعُونَ فِي
الْقَدَرِ فَقَالَ: "
لَا تَخْتَلِفُونَ فِي الْقَدَرِ , فَإِنَّكُمْ إِنْ قُلْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ
شَاءَ لَهُمْ أَنْ يَعْلَمُوا بِطَاعَتِهِ فَخَرَجُوا مِنْ مَشِيئَةِ اللَّهِ إِلَى مَشِيئَةِ أَنْفُسِهِمْ , فَقَدْ
أَوهَنْتُمُ اللَّهَ بِأَعْظَمِ مُلْكِهِ , وَإِنْ قُلْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ
جَبَرَهُمْ عَلَى الْخَطَايَا ثُمَّ عَذَّبَهُمْ عَلَيْهَا. قُلْتُمْ: إِنَّ
اللَّهَ ظَلَمَهُمْ "
عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَرَاجَعُ ذِكْرَ [ص:296] الْقَدَرِ , فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي
وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ فَقَالَ: «أَلِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا
أُمِرْتُمْ؟ أَلَيْسَ إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِهَذَا
وَأَشْبَاهِهِ؟ فَمَنْ زَعَمَ
أَنَّ اللَّهَ جَبَلَ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي ثُمَّ عَاتَبَهُمْ عَلَيْهَا
كَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّفَ الْعِبَادَ مَا لَا يُطِيقُونَ , وَمَنْ زَعَمَ
أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ مَا الْعِبَادُ عَامِلُونَ , وَمَا هُمْ إِلَيْهِ
صَائِرُونَ فَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهَ مِنْ قُدْرَتِهِ»
عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ , قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَكَانُوا قَبْضَتَيْنِ , فَقَالَ:
لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: "
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ , وَقَالَ لِمَنْ فِي الْأُخْرَى: ادْخُلُوا
النَّارَ وَلَا أُبَالِي "
عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ , قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَثِيرًا مَا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:
[البحر المتقارب]
خَفِّضْ عَلَيْكَ
فَإِنَّ الْأُمُورَ ... بِكَفِّ الْإِلَهِ مَقَادِيرُهَا
فَلَيْسَ يَأْتِيكَ
مَنْهِيُّهَا ... وَلَا قَاصِرٌ عَنْكَ مَأْمُورُهَا
عَنْ عَلِيٍّ ,
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَخْلُصَ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ
حَتَّى يَسْتَيْقِنَ يَقِينًا غَيْرَ ظَنٍّ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ
لِيُخْطِئَهُ , وَأَنَّ
مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ , وَيُقِرَّ بِالْقَدَرِ كُلِّهُ»
عَنْ عَلِيٍّ ,
أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ
خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ , أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ الْقَدَرُ يَوْمًا
, فَأَدْخَلَ أَصْبُعَهُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى فِي فِيهِ فَرَقَّمَ بِهِمَا
بَاطِنَ يَدِهِ فَقَالَ:
«أَشْهَدُ أَنَّ هَاتَيْنِ الرَّقْمَتَيْنِ كَانَتَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ»
قَالَ عَلِيٌّ:
«وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَإِزَالَةُ الْجِبَالِ عَنْ أَمَاكِنِهَا
أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ»
عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزَ
وَالْكَيْسَ , وَإِلَيْهِ الْمَشِيئَةُ وَبِهِ الْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ»
قَالَ أَبِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ "
وَاللَّهِ مَا قَالَتِ
الْقَدَرِيَّةُ بِقَوْلِ اللَّهِ , وَلَا بِقَوْلِ الْمَلَائِكَةِ , وَلَا
بِقَوْلِ النَّبِيِّينَ , وَلَا بِقَوْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَلَا بِقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ , وَلَا
بِقَوْلِ صَاحِبِهِمْ إِبْلِيسَ فَقَالُوا لَهُ: تُفَسِّرُهُ لَنَا يَا ابْنَ
رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى
دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ الْآيَةُ , وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ:
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ
السَّلَامُ: وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ
كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ فَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
فَقَالَ: إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ الْآيَةَ ,
وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَإِنَّهُمْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
هَدَانَا لِهَذَا وَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَإِنَّهُمْ قَالُوا: لَوْ هَدَانَا
اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ الْآيَةَ , وَأَمَّا أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ فَقَالَ:
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ الْآيَةَ.
فَزَعَمَتِ الْقَدَرِيَّةُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا يُغْوِي "
قَالَ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ: «قُضِيَ الْقَضَاءُ
, وَجَفَّ الْقَلَمُ , وَأُمُورٌ تُقْضى فِي كِتَابٍ قَدْ سَبَقَ»
قَالَتْ عَائِشَةُ:
" رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَدَّثَكُمْ أَوَّلَ حَدِيثٍ
لَمْ تَسْأَلُوهُ عَنْ آخِرِهِ , إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا قَيَّضَ لَهُ مَلَكًا
قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ , فَسَدَّدَهُ وَيَسَّرَهُ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ خَيْرُ
مَا كَانَ , وَيَقُولُ
النَّاسُ: مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ خَيْرُ مَا كَانَ , فَإِذَا حَضَرَ أُرِيَ
ثَوَابَهُ مِنَ الْجَنَّةِ , فَجَعَلَ يَتَهَوَّعُ بِنَفْسِهِ وَدَّ لَوْ خَرَجَتْ
, فَذَلِكَ حَيْثُ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ , وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ,
وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ شَيْطَانًا قَبْلَ مَوْتِهِ
بِعَامٍ , يَفْتِنُهُ وَيَصُدُّهُ وَيُضِلُّهُ , حَتَّى يَمُوتَ حِينَ يَمُوتُ
وَهُوَ شَرُّ مَا كَانَ , وَيَقُولُ النَّاسُ: مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ شَرُّ مَا
كَانَ , فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي النَّارِ , فَجَعَلَ
يَبْتَلِعُ نَفْسَهُ كَرَاهِيَةً لِلْخُرُوجٍ , فَعِنْدَ ذَلِكَ يُبْغِضُ لِقَاءَ
اللَّهِ , وَاللَّهُ لِلِقَائِهِ أَبْغَضُ "
عَنْ عَمَّارٍ ,
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ الْقَدَرِ ,
فَقَالَ: «كَيْفَ بِآخِرِ
سُورَةِ الْقَمَرِ»
قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: «لَقَدْ عَجِبْتُ لَكَ فِي ذِهْنِكَ وَعَقْلِكَ كَيْفَ
لَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ» فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: وَمَا أَعْجَبَكَ يَا عُمَرُ مِنْ
رَجُلٍ قَلْبُهُ بِيَدِ غَيْرِهِ لَا يَسْتَيْقِنُ التَّخَلُّصَ مِنْهُ إِلَّا
إِلَى مَا أَرَادَ الَّذِي هُوَ بِيَدِهِ , فَقَالَ عُمَرُ: «صَدَقْتَ»
حَبِيبُ بْنُ
عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: سَأَلْتُ وَاثِلَةَ بْنَ
الْأَسْقَعِ عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَدَرِيِّ فَقَالَ: «لَا تُصَلِّي خَلْفَ الْقَدَرِيِّ , أَمَّا
أَنَا لَوْ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ لَأَعَدْتُ صَلَاتِي»
, عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ , قَالَ: "
عَجِبْتُ مِنَ الرَّجُلِ يَفِرُّ مِنَ الْقَدَرِ وَهُوَ مُوَاقِعُهُ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النساء: 78] يَقُولُ: " الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ يَقُولُ: أَمَّا الْحَسَنَةُ فَأَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكَ ,
وَأَمَّا السَّيِّئَةُ فَابْتَلَاكَ اللَّهُ بِهَا " وَفِي قَوْلِهِ: {مَا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}
[النساء: 79] قَالَ: «الْحَسَنَةُ مَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ ,
وَمَا أَصَابَكَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَتْحِ , وَالسَّيِّئَةُ مَا أَصَابَكَ
يَوْمَ أُحُدٍ أَنْ شُجَّ فِي وَجْهِهِ , وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ»
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ
جُنْدُبٍ , قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا
صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا» . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي رُؤْيَا
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: «انْطَلَقَ حَتَّى
انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ , وَفِي
أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ رَبِّي اللَّاهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
الْبَشَرِ أَلَّا يُعَذِّبَهُمْ , فَأَعْطَانِيهِمْ»
عَنْ سَلْمَانَ ,
قَالَ: «أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ
الْجَنَّةِ»
عَنِ الْأَسْوَدِ
بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ , وَالشَّهِيدُ فِي
الْجَنَّةِ , وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ وَالْمَوْءُودَةُ»
عَنْ أَبِي
حَسَّانَ , قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ تُوُفِّيَ لِيَ ابْنَانِ فَهَلْ
سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا تَطِيبُ
بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ , يَلْقَى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ أَبَوَيْهِ
فَيَأْخُذُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ كَمَا أَخَذْتُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ , فَلَا يُفَارِقُكَ حَتَّى يُدْخِلَهُ اللَّهُ
وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ»
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْلَادُ الْمُسْلِمِينَ فِي جَبَلٍ فِي
الْجَنَّةِ يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَسَارَةُ فَإِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعُوا
إِلَى آبَائِهِمْ»
عَنْ عَلِيٍّ فِي
قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر:
39] قَالَ: «هُمْ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ»
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: 21] قَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي
دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ
, وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ» ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} [الطور: 21] يَقُولُ: «وَمَا نَقَصْنَاهُمْ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لِيَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي
دَرَجَتِهِ وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَبْلُغُوهَا فِي الْعَمَلِ لِيُقِرَّ بِهِ
عَيْنَهُ» ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ بِإِيمَانٍ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ:
" جَنَّةُ الْمَأْوَى فِيهَا طَيْرٌ خُضْرٌ تَرْتَعِي فِيهَا أَرْوَاحُ
الشُّهَدَاءِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ , وَأَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ - أُرَاهُ قَالَ -: فِي طَيْرٍ سُودٍ تَغْدُو عَلَى
النَّارِ وَتَرُوحُ , وَإِنَّ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي عَصَافِيرَ فِي
الْجَنَّةِ "
عَنِ ابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ , قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْوِلْدَانِ , فِي الْجَنَّةِ
هُمْ؟ قَالَ: «حَسْبُكَ مَا
اخْتَصَمَ فِيهِ مُوسَى وَالْخَضِرُ»
عَنِ الْأَسْوَدِ
بْنِ سَرِيعٍ , أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ [ص:362] الْقِيَامَةِ يَعْنِي يَدِلُّونَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ بِحُجَّةٍ: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ , وَرَجُلٌ أَحْمَقُ , وَرَجُلٌ هَرِمٌ , وَرَجُلٌ مَاتَ فِي
فَتْرَةٍ , فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا
أَسْمَعُ شَيْئًا , وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ
الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونَنِي بِالْبَعَرِ , وَأَمَّا الْهَرِمُ
فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا , وَأَمَّا
الَّذِي مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَيَقُولُ: رَبِّ مَا أَتَانِي الرَّسُولُ ,
فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لِيُطِيعُنَّهُ وَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُوا
النَّارَ , فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا مَا كَانَتْ
عَلَيْهِمْ إِلَّا بَرْدًا وَسَلَامًا "
عَنْ أَنَسٍ ,
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَنْ
مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَالشَّيْخِ الْفَانِي , وَالْمَعْتُوهِ وَالصَّغِيرِ
الَّذِي لَا يَعْقِلُ , فَيَتَكَلَّمُونَ بِحُجَّتِهِمْ وَعُذْرِهِمْ , فَيَأْتِي عُنُقٌ فِي
النَّارِ فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ: إِنِّي كُنْتُ أَرْسَلْتُ إِلَى النَّاسِ
رُسُلًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ , وَإِنِّي رَسُولٌ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ , ادْخُلُوا
هَذِهِ النَّارَ , فَأَمَّا مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ فَيَقُولُونَ:
رَبَّنَا مِنْهَا فَرَرْنَا , وَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيَنْطَلِقُونَ
حَتَّى يَدْخُلُوهَا , فَيَدْخُلُ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ , وَيَدْخُلُ هَؤُلَاءِ
النَّارَ , فَيَقُولُ لِلَّذِينَ كَانُوا لَمْ يُطِيعُوهُ: قَدْ أَمَرْتُكُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا النَّارَ فَعَصَيْتُمُونِي وَقَدْ عَايَنْتُمُونِي , فَأَنْتُمْ
لِرُسُلِي كُنْتُمْ أَشَدَّ تَكْذِيبًا "
وروى اللالكائي أن
عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية (من أرض الشام) فقال في خطبته: " من يضلل
الله فلا هادي له ". وكان الجثاليق (2) بين يديه، فقال: إن الله لا يضل
أحداً، وعندما كررها عمر بن الخطاب نفض الجثاليق ثوبه ينكر قول عمر.
فقال له عمر بعد أن
تُرجم له كلامه: " كذبت يا عدو الله خلقك الله، والله يضلك، ثم يميتك، فيدخلك
النار إن شاء الله ... إن الله خلق الخلق، وقال: حين خلق آدم نثر
ذريته في يده، وكتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب أهل النار وما هم عاملون، ثم
قال: "هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه " فتفرق الناس وما يختلف في القدر اثنان
" (3) .
وأول من تكلم
بالقدر رجل من أهل البصرة كان يعمل بقالاً يقال له سَنْسَويه، قال الأوزاعي:
" أول من نطق في القدر رجل من العراق يقال له سوسن، كان نصرانياً فأسلم، ثم
تنصَّر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد "
غُنَيْمَ بْنَ
قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يعلمنا القرآن في هذا
المسجد, وهو يؤمئذ مُتَعَزِّزٌ فِي الْقَضْبِ1 وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ,
يُعَلِّمُنَا آيَةً آيَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ
خَلَقَ آدَمَ، قَبَضَ مِنْ صُلْبِهِ قَبْضَتَيْنِ، فَوَقَعَ كُلُّ طَيِّبٍ
بِيَمِينِهِ, وَكُلُّ خَبِيثٍ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ
الْيَمِينِ وَلَا أُبَالِي، هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ
أَصْحَابُ الشِّمَالِ وَلَا أُبَالِي, هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ النَّارِ، قَالَ: ثُمَّ
أَعَادَهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ فَهُمْ ينسلون 2 على ذَلِكَ الْآنَ"
عن أبي الدرداء رضي
اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:
"خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ, فَضَرَبَ كَفَّهُ
الْيُمْنَى، فَأَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ, كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ،
وَضَرَبَ كَفَّهُ الْيُسْرَى، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ, كَأَنَّهُمُ
الْحُمَمُ، فَقَالَ لِلَّذِينَ فِي يَمِينِهِ: لِلْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي،
وَقَالَ لِلَّذِينَ فِي يَسَارِهِ: إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي".
عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ, فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا
أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} 1، قال: جمعهم له يؤمئذ جَمِيعًا
مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا, ثُمَّ
صَوَّرَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ، فَتَكَلَّمُوا, وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ
وَالْمِيثَاقَ: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا
ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ,
قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِيَنَ
السَّبْعَ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ, أَنْ تَقُولُوا: إِنَّا كُنَّا
عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، فَإِنِّي أُرْسِلُ
إِلَيْكُمْ رُسُلِي يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ
كُتُبِي، فَقَالُوا: شَهِدْنَا أنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك، وَلَا إِلَهَ
لَنَا غَيْرُكَ، وَرُفِعَ لَهُمْ أَبُوهُمْ آدَمُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ , فَرَأَى
فِيهِمُ الْغَنِيَّ, وَالْفَقِيرَ, وَحَسَنَ الصُّورَةِ, وَغَيْرَ ذَلِكَ,
فَقَالَ: يَا رَبِّ: لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ؟، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ
أَنْ أُشْكَرَ، وَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ، وَخُصُّوا
بِمِيثَاقٍ آخَرَ فِي الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ
نُوحٍ} 2 الْآيَةَ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ
حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ, قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ1 إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا
مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ، فَقَالَ: دلوني عليه, وهو يؤمنذ أَعْمَى، فَقَالُوا: وَمَا
تَصْنَعُ بِهِ؟، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ
لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ, حَتَّى أَقْطَعَهُ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي
يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فَهْمٍ يَطُفْنَ 2
بِالْخَزْرَجِ 3 تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ. ", فَهَذَا أَوَّلُ
شِرْكٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا ينتهي بهم سوء رأيهم4 يُخْرِجُوا
اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ
الشَّرَ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ,
قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا زَالَ يُصِيبُكَ فِي
كُلِّ عَامٍ وَجَعٌ مِنْ تِلْكِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَ، قَالَ:
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَصَابَنِي شَيْءٌ
مِنْهَا، إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ, وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ"
بْنِ عَبَّاسٍ,
وَهُوَ يُحَدِّثُ, يَقُولُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بن داود إذا ما نزل دعى
الْهُدْهُدَ، فَبَحَثَ الْأَرْضَ، فَدَلَّهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَانَتْ
مَعْرِفَتُهُ إِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ [تَرْبِدُ] 1 عَلِمَ أَنَّ الْمَاءَ قَرِيبٌ
مِنْهَا، فَأَمَرَهُمْ, فَحَفَرُوا, فَاسْتَخْرَجُوا الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُ
نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ: أَلَا تَخَافُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ
الْهُدْهُدَ [لَصِلَالَةٌ] 2 بِالْحَبَّةِ فَوْقَ الْأَرْضِ، فَلَا يَعْلَمُ
حَتَّى [لوحد] 3 فِي رَقَبَتِهِ, وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّهُ يُخْبِرُهُمْ بِمَا
تَحْتَ الْأَرْضِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه
وسلم, قَالَ: "قَدْ يَنْفَعُ الْحَذَرُ مَا لَمْ يَبْلُغِ الْقَدَرُ، فَإِذَا
بَلَغَ الْقَدَرُ لَمْ يَنْفَعِ الْحَذَرُ، وَحَالَ الْقَدَرُ دُونَ النَّظَرِ".
عَنْ أَبِي عَامِرٍ
الْمَكِّيُّ
حَسْبُكَ بِهِنَّ
مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مِنْ
أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ, لَمْ يَخْلُقْ شَيْئَيْنِ مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ، فَجَعَلَ
الطَّاعَةَ فِي اثْنَيْنِ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي اثْنَيْنِ، وَاللَّذَيْنِ
فِيهِمَا الطَّاعَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّذَانِ
فِيهِمَا الْمَعْصِيَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنَّ اللَّهَ
خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ, وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ نَارٍ وَخَلَقَ
الْبَهَائِمَ مِنْ مَاءٍ وَخَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ, فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي
الْمَلَائِكَةِ, وَالْبَهَائِمِ, وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي الْجِنِّ,
وَالْإِنْسِ
حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو عتَّاب2 قَالَ: بَيْنَا أَنَا
أَغْسِلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ، قَالَ: فَتَفَرَّقُوا3 عَنِّي،
وَبَقِيتُ، فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
قَالَ: فَانْتَفَضَ حَتَّى سَقَطَ عَنْ دَفِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا دَفَنَّاهُ
عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ، فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ,
كَأَنِّي مُنْصَرَفٌ مِنَ الْمَسْجِدِ إِذِ الْجَنَازَةُ [بِقُرْبٍ] 4 فِي
السُّوقِ, يَحْمِلُهَا حَبَشِيَّانِ, رِجْلَاهَا بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقُلْتُ: مَا
هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا فُلَانٌ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ, أَلَيْسَ قَدْ
دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ؟، فَقَالَ: دَفَنْتُمُوهُ فِي غَيْرِ موضعه،
فقلت: والله
لَأَتَّبِعَنَّهُ,
حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُصْنَعُ بِهِ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجُوا بِهِ مِنْ بَابِ
الْيَهُوَدِ, مَالُوا بِهِ إِلَى نَوَاوِيسِ النَّصَارَى، فَأَتَوْا قَبْرًا
مِنْهَا, فَدَفَنُوهُ فِيهِ، فَبَدَتْ لِي رِجْلَاهُ، فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ
سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ.
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا
كَانَتْ زَنْدَقَةٌ، إِلَّا كَانَ أَصْلُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ".
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, أَنَّهُ قَالَ: "فِي
الْمَنْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ، لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلَا
يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ"، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هم؟
جَلِّهِمْ1 لَنَا،
قَالَ: "الْمُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ،
وَالْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَلَدِهِ". قُلْتُ: وَمَا الْمَنْسَى يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: "جُبٌّ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ,
وَأَسْفَلِ طِينَتِهَا".
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْقَدَرِ, الَّذِينَ يكذِّبون
بِقَدَرٍ, وَيُؤْمِنَونَ بِقَدَرٍ.
عَنْ أَنَسٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِنْفَانِ
مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، الْقَدَرِيَّةُ
وَالْحَرُورِيَّةُ".
عَنْ حُذَيْفَةَ,
أَنَّهُمْ كَانُوا يتَحَدَّثُونَ فِي الْعَزْلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُهُمْ فَقَالَ: "إنكم
لتفعلونه"، قالوا: نعم، قال: "أو لم تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ
يَخْلُقْ نَسَمَةً هُوَ بَارِئُهَا, إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ".
قال عليٌّ رضي الله عنه الدَّهرُ يَومانِ : فيَومٌ لَكَ ويَومٌ علَيكَ ،
فإذا كانَ لكَ فلا تَبطَرْ ولا تَضجَرْ ،
وإذا كانَ عَليكَ فلا تَحزَنْ واصبِر، فَبِكِلَيهِما سَتُختَبَرُ
كَانَ أَبُو ذَرٍّ
الْغِفَارِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، قال:
"فرج
سَقْفُ بَيْتِي
وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ
مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مملوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا،
فَأُفْرِغَتَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بِي
إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ عَنْ
يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ
يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا
بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قَالَ: قُلْتُ، يَا جِبْرِيلُ
مَنْ هَذَا؟، قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ
شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ،
وَالْأَسْوِدَةُ عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ
ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى".
عَنِ ابْنِ
الْمُسَيِّبِ، [ص:110] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «يَا عُمَرُ، كُلٌّ لَا يَنَالُ إِلَّا الْعَمَلَ» فَقَالَ
عُمَرُ إِذًا نَجْتَهِدُ
أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ الشَّامَ فَخَطَبَ النَّاسَ
بِالْجَابِيَةِ، وَكَانَ الْجَاثْلِيقُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ فِي
خُطْبَتِهِ: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثْلِيقُ:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَاذَا يَقُولُ؟
فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، بَلِ اللَّهُ
خَلَقَكَ وَهُوَ يُضِلُّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ
شَاءَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا عَقْدِي لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ أَخَذَ ذُرِّيَّتَهُ
فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ
وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، فَافْتَرَقَ هَؤُلَاءِ، وَمَا يَخْتَلِفُ اثْنَانِ فِي الْقَدْرِ
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ اللَّهِ
قَاضِيًا أَوْ رَازِقًا أَوْ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا أَوْ نَفْعًا، أَوْ
مَوْتًا أَوْ حَيَاةً أَوْ نُشُورًا، لَقِيَ اللَّهَ فَأَدْحَضَ حُجَّتَهُ، وَأَخْرَقَ
لِسَانَهُ، وَجَعَلَ صَلَاتَهُ وَصِيَامَهُ هَبَاءً، وَقَطَعَ بِهِ الْأَسْبَابَ،
وَأَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ
الْخَلْقَ فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْمِيثَاقَ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
قَالَ عُبَادَةُ
بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ادْعُوا لِي ابْنِي - وَهُوَ يَمُوتُ -
لَعَلِّي أُخْبِرُهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ
أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ،
فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَكْتُبُ مَاذَا؟ قَالَ: الْقَدْرَ» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ أَحْرَقَهُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالنَّارِ»
قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
خَلْقِهِ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ فِي
الدُّنْيَا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ، فَيُجْمَعُ بَيْنَ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ وَبَيْنَ أَعْمَالِ
الْعِبَادِ فَلَا يُخَالِفُ أَلِفٌ وَلَا وَاوٌ وَلَا مِيمٌ مِنْهُمَا
عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ قَالَ مَلَكُ
الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمَرَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا
رَبِّ، أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمَرَهُ، ثُمَّ
يَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لَاقٍ حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا
عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: إِذَا مَكَثَتِ النُّطْفَةُ فِي رَحِمِ
الْمَرْأَةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاءَهَا مَلَكٌ فَاخْتَلَجَهَا ثُمَّ عَرَجَ
بِهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
فَقَالَ: اخْلُقْ يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، فَيَقْضِي اللَّهُ فِيهَا بِمَا
شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ، ثُمَّ تُدْفَعُ إِلَى المَلَكِ فَيَسْأَلُ المَلَكُ عِنْدَ
ذَلِكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَسَقْطٌ أَمْ تَمٌّ؟ فَيَتَبَيَّنُ لَهُ، ثُمَّ
يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَوَاحِدٌ أَمْ تَوْأَمٌ؟ فَيَتَبَيَّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَتَبَيَّنُ [ص:164] لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَاقِصُ الْأَجَلِ أَمْ تَامُّ
الْأَجَلِ؟ فَيَتَبَيَّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَشَقِيٌّ أَمْ
سَعِيدٌ؟ فَيُبَيِّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، اقْطَعْ رِزْقَهُ
فَيَقْطَعُ لَهُ رِزْقَهُ مَعَ خَلْقِهِ فَيَقْضِيهِمَا جَمِيعًا، فَوَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَنَالُ إِلَّا مَا قُسِمَ لَهُ يَوْمَئِذٍ، إِذَا
أَكَلَ رِزْقَهُ قُبِضَ
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ سَبْعِينَ سَنَةً، ثُمَّ
يَخْتِمُ اللَّهُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
سَبْعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَخْتِمُ اللَّهُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ يُقَدِّرُ عَلَيَّ الشَّقَاءَ وَيُعَذِّبُنِي
عَلَيْهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
ابن مسعود رضي الله
عنه قال: أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها فاتبعوا
ولا تبتدعوا فإن الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره.
وعن إبن مسعود رضي
الله عنه يقول ـ وهو يدخل إصبعه في فيه ـ: لا والله لا يطعم رجل طعم الإيمان حتى
يؤمن بالقدر ويقر ويعلم أنه ميت وأنه مبعوث من بعد الموت.
عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال: إن العبد ليهمّ (4) بالأمر من التجارة والإمارة حتى يتيسر له نظر
الله من فوق سبع سموات (5) فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإني إن يسرته له أدخلته
النار.
قال: فيصرفه الله
عز وجل.
قال: فينطق يخبر به
أن شقي بفلان وما هو إلا فضل الله عز وجل عليه
عن أبي يحيى مولى
بني عفرا قال: أتيت ابن عباس رضي الله عنه ومعي رجلان من الذين يذكرون القدر أو
ينكرونه، فقلت: يا ابن عباس ما تقول في القدر؟ فإن هؤلاء أتوك يسألونك عن القدر إن
زنا وإن سرق وإن شرب!! قال: فحسر قميصه حتى أخرج منكبيه وقال: يا أبا يحيى لعلك من
الذين ينكرون القدر ويكذبون به!!
والله إني لو أعلم
أنك منهم أو هذين معك لجاهدتكم، إن زنا وإن سرق فبقدر وإن شرب الخمر فبقدر
عن يحيى بن يعمر
قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر فنلقى قوما يقولون: لا قدر!!
قال: إذا لقيت
أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء وهم منه براء ـ ثلاث مرات ـ
قال عمرو بن العاص:
انتهى عجبي إلى ثلاث: المرء يفر من القدر وهو لاقيه ويرى في عين أخيه القذا (1)
فيعيبها، ويكون في عينه مثل الجذع (2) فلا يعيبها، ويكون في دابته الصعر (3)
ويقومها جهده ويكون في نفسه الصعر فلا يقومها
عن أبي الدرداء
قال: ذروة الإيمان (4) أربع: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل،
والاستسلام للرب
عن عائشة: إن العبد
ليعمل الزمان (5) بعمل أهل الجنة، وإنه عند الله لمكتوب من أهل النار
عن سفيان الثوري
(6) قال: إن الرجل ليعبد الأصنام وهو حبيب الله.
عن عمر بن ذر قال:
بينما عمر بن عبد
العزيز في نفر منهم يزيد ـ أو زياد ـ الفقير ـ كذ ى (2) ـ قال داود وموسى بن كثير:
(3) أبو الصباح وناس من أهل الكوفة.
قال: فتكلم متكلمنا
ويرى أنه عمر بن ذر قال: ما بلغ فريتنا لعمر وظننا أنه لا يقدر على جوابه، فلما
سكت؛ تكلم عمر بن عبد العزيز، فلم يدع شيئا مما جاء به إلا أجابه فيه.
قال: ثم ابتدأ
الكلام، فما كنا عنده إلا تلامذة، فقال فيما قال: إن الله لو كلف العباد العمل على
قدر عظمته لما قامت لذلك سماء ولا أرض ولا جبل ولا شيء من الأشياء ولكن أخذ منهم
اليسر، ولو أرد (1) ـ أو أحب ـ أن لا يعصى لم يخلق إبليس رأس المعصية.
عن نعيم العنبري
وكان من جلساء الحسن يقول في قوله ـ عز وجل ـ:} وكان تحته كنز لهما قال: لوح من
ذهب مكتوب فيها: عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن آمن (1) بالموت كيف يفرح
وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول
الله.
عن عاصم قال: سمعت
الحسن يقول في مرضه الذي مات فيه: إن الله قدَّر أجلاً وقدَّر معه مرضاً وقدّر معه
معافاة فمن كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن ومن كذب القرآن فقد كذب بالحق.
الحسن يقول: من كذب
بالقدر فقد كذب بالإسلام.